الفصل السابع

2.7K 125 7
                                    


الفصل السابع

"اعترافات"

انجديني من نيـــران شوقي إليك... فأنا عاشق كبلته الظروف

*******

-أعطني المفتاح يا محمد.. الآن!!

نطقت فاطمة بصرامة وهي تمد يدها لمحمد المتجهم وعلى وجهه تعبير رفضٍ قاطع ترجمه قائلاً

-أستمحيكِ عذرًا يا أمي لكني لن أعطيك المفتاح لتخرجيها، سوف تبقى في غرفتها حتى يوم زفافها على ابن عمها وهذا أخر القول

ضيّقت فاطمة عينيها وأردفت بشيءٍ من القهر

-هل جننت لتفعل هذا؟؟ .. هل حقًا تفكر في حبسها حتى يوم زفافها؟.. يجب على العروس أن تسترخي وتحظى بالراحة الكافية حتى لا يُصيبها التوتر وأنت تقول لي ستبقى في غرفتها إلى هذا اليوم؟؟ يكفي أنها لم تختر زوجها كباقي الفتيات في القبيلة وفُرض عليها فرضًا.. هيّا لا تُماطل وأعطني المفتاح

انتفخت أوداجه من الغضب، فهو الآن يتعرض للإهانة على يد والدته من أجل ابنته التي من وجهه نظره؛ مقصوفة رقبة لا تستحق أي شيء سعيد طالما تُسبب المشاكل دائمًا، قالَ بشيءٍ من التجهم بعد رؤيته لتحفز والدته

-نفسية !! واختيار زوجًا مستقبليًا؟!! تلك الألفاظ أول مرة نسمعها يا أمي.. من أين أتت؟!.. منذ متى وكان للفتيات رأيًا في اختيار أزواجهن؟، لقد تزوجت أمها وعمتها وبنات عمومتها بهذا الشكل؟! من هي لتتمرد على العادات بدلاً من وقوفك في صفها ضدي أخبريها أن تتعقل وتشكر الله أننا اخترنا لها زوجًا سيصونها ويحافظ عليها وهي بالمثل وحماد سيد الرجال وسيراعها جيدًا، هي محظوظة في أنها ستحظى به دونًا عن باقي الفتيات وهي لا تستحقه

أردفت فاطمة في صدمة بالغة واستهجان عارم

-تتحدث عن ابنتك كما أنها لا تسوى شيئًا، رفقًا بابنتك يا محمد، ليس لأن الجميع يسير على عادة خاطئة تتبعها أنت.. كنت أعتقد أنك أكثر رزانة من الانسياق وراء التخلف الذي حولك، وها أنت تسير وفقًا لإرادة أبيك دون تفكير

عقدت ذراعيها لصدرها في رفضٍ واضح وصارم لما يحدث مع حفيدتها، ولولا أنها أضعف من الوقوف أمامهم جميعًا بكونها امرأة كلمتها لا تمر إلا تحت كلمة زوجها "كامل" لفاضَ سخطها عليهم جميعًا وألغت تلك القوانين المتخلفة

وهو بدوره كان يستمع وكل خلية فيه تنتفض غيظًا ونفورًا من الحديث الدائر عن ابنته وحقوقها التي تتبجح بها كأنها ملكة الكون.. سيقتلها إن حاولت الهرب أو فعلت شيئًا يُهينه يوم زفافها من حماد، يكره كونه يخاف خطوتها التالية المُبهمة ... يشتعل من حسابه لتفكيرها الغير مألوف والذي يفاجئه كل مرة

سحقًا لقد جرّب كل شيءٍ معها.. كل شيء ولم تستسلم!!؛ ضربها، حبسها، حرمها من الأشياء التي تحبها ولكنها لم تزدد إلا تمردًا

ما الهوى إلا لسلطان ... للكاتبة سارة عاصمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن