الفصل العشرون

5.4K 184 64
                                    


الفصل العشرون

يا من أودعَ حُبه فينا

سد رمقي بهمسة

وأشبع عاطفتي بلمسة

ومن الهوى وإلىّ كُن سلطانًا علينا

وبما يُفيد البوح والروح قد أضحت رمادًا...

لا تصدق أنها قد تخلت عن كومة مبادئ -كانت تتخذها درعًا- للتو!!

في سيارة الغريب .. الجو هادئ يتخلله نسمة هواء باردة جعلتها تنكمش على الكرسي بجانبه

نظرت ليديها المتشابكتين وبطرف عينيها رمت بصرها عليه.... ممتنه له لأنه ترك لها حرية التفكير لتلك الدقائق البسيطة التي تقضيها برفقته في السيارة التي تسير بسرعة معقولة وسط طريق عامر والزحام

فهذه شوارع القاهرة... مُنبسطة للحياة... مُنقبضة للكسل!

-ألن تخبريني ما يضايقك؟ هذه الفرصة لن تتكرر للبوح

هل يحاول أن يقتنص الفرصة لساعة صفاء وحكي بينهما أم هي مُخطئة؟ لم تعرف بما تُجيب عندما سألها للمرة التي لا تعرف عددها عما حلّ بها.... صمتت وفي صمتها كانت الإجابة

هل تخبره عن خيبات حطت على قلبها وأبت التزحزح؟

تسرد عليه أوجاع مصدرها الأقربين!

عقلها يأبى تصديق أن معاملة أخيها الحسنة وراءها قطعة أرض موعودة من قِبل جدها على أن يأتي بأخبارها وألا يضايقها

لقد لعب القدر دورًا في أن تسمع المحادثة وهي مارة من أمام غرفة أخيها والذي لم يتخلَ عن عادته في التحدث في الهاتف بصوت عالٍ

"أقسم لك يا جدي أنها بخير .. أنا أعاملها جيدًا حتى بإمكانك سؤالها... صحيح يا جدي.... متى سأستلم أرضي لقد نفذت ما طلبته وبنون أصبحت تتعايش أريد أنا الأخر أن أعيش..."

في أحلك أوقاتها بأخيها لم تكن لتتخيل مدى قذارته لتصل إلى أن يُقايض سعادتها بأرض!... هو مُجبر على جعلها سعيدة حتى يحصل على جائزته الكبرى لا لطيب خاطر نفسه في زحزحتها عن حزنها الطويل....

في تلك اللحظة لقد تهشم قلبها فُتاتًا فما عادت قادرة على رأب صدعه، فقد اندثر مع رياح الألم التي حملته مع رماد روحها المكلومة.

شعرت بلسعات خفيفة تغزو مُقلتيها فأدركت أنها على وشك البكاء... مرة أخرى... وخزي أخر أمام الغريب!

وهي للآن لا تصدق أنها فعلت كل هذا أمامه... ستشكره في وقتٍ لاحق!

تباطأت حركة السيارة لتجده يركن في مكان ما لا تعرفه بجُملة جهلها بتلك المدينة الكبيرة، التفتَ لها برهان بابتسامته الرائقة وأردف بصوتٍ هادئ

-لقد نزلنا على غفلة دون إفطار وبما أنني لن أذهب للعمل وسأهب لكِ اليوم لذا لنتشارك الطعام.... وكما تقولون "عيش وملح"

ما الهوى إلا لسلطان ... للكاتبة سارة عاصمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن