أمل حياتي

أمل حياتي ٧

#أمل_حياتي_٧

أمسكت رغدة بهاتفها بعد أن اطمأنت لنوم امها لترسل رسالة لعادل

( وحشتني علي فكرة )

ليأتيها الرد علي الفور وكأنه كان بانتظارها مرسلا
( وأنا بحبك علي فكرة وخلاص مش قادر استني السنة تخلص عشان اقابل طنط )

ابتسمت رغدة في دلال وكأنها تراه قبل أن ترسل له
( هانت يا عادل، ربنا يقرب البعيد. تصبح علي خير)
( يارب يا رغدة، وانتي من اهله يارب )

تعلم رغدة أنه لولا حبه الشديد لها لما وافقها علي تأجيل مقابلته لامها حتي تنتهي من دراستها، فهي تعلم جيدا كم يفضل هو الوضوح والصراحة وكم يكره أن يفعل شيئا في الخفاء حيث أن بالنسبة له ما يستوجب الإنكار لا يمكن أن يكون صوابا ولا خطأ في حبه لها فلما لا يخبر امها وتصبح خطيبته ويصبح من حقه أن يراها ويحدثها متي أراد ومتي اشتاق لها؟!

تنهدت وهي تغمض عينيها وصورة عادل مازالت أمامها وهي تخبره انها تعلم أن امها لن تقبل بتلك الخطبة قبل أن تتم دراستها وأنه لن ينال من هذه المقابلة سوي حرمانه منها تماما فهي لن تستطيع أن تعد امها الا تتصل به ثم تنقض وعدها لتحدثه. صمت عادل يومها وقبل أن ينتظر علي مضض وهي تعلم أنه في صراع دائم مع مبادئه بسبب انصياعه لما أرادت.

استيقظت رغدة في الصباح التالي لتجدها الثانية عشرة ظهرا وقد غادرت امها لعملها صباحا فقامت لتتناول افطارها ولكن ما أن غادرت غرفتها حتي سمعت طرقا علي الباب لتفتح وتجدها خالتها وقد أتت كما وعدت امها بالأمس ولكن في غير الموعد المتفق عليه مما أصابها بالذعر خشية أن يكون أصاب عزيز مكروه لتنتفض قائلة

- بابا جراله حاجة يا خالتو؟
لتنظر لها كاميليا وقد صدمها استقبال ابنة اختها الصغري لها لتقول ضاحكة

- بابا جراله حاجة؟ انا عارفة صيدلة ايه اللي بتدخلوها بنسبة ذكاءكم دي... لا بابا زي الفل

انتبهت رغدة أنها لازالت تقف أمام خالتها علي الباب فابتعدت علي الفور لتفسح لها المجال للدخول قائلة

- يا نهار ابيض علي دماغي، معلش يا خالتو انا اسفة والله بس لسه صاحية وكنت سامعة ماما بتقولك اسألي علي عزيز فاتخضيت
- لا يا حبيبتي متتخضيش، بابا تمام الحمد لله وبيسلم عليكم كمان. مش هتحضني خالتو طيب ولا تقوليلها حمدلله علي السلامة

ضحكت رغدة قبل أن تلقي بنفسها بحضن كاميليا التي كانت تعتبر رغدة ابنتها الثانية بعد ابنتها ريم التي تزوجت وهاجرت كندا مع زوجها لتترك امها وحيدة بعد وفاة أبيها.

ابتسمت رغدة قبل أن تقول

- وحشتيني اوي يا خالتو والله
- وانتي يا نور عين خالتو وحشتيني اوي اوي، أبلة الناظرة في الشغل؟