#أمل_حياتي_١٨
في تمام التاسعة من مساء اليوم التالي وقف فريد أمام مدخل العقار بصحبة عادل في انتظار أمل وأسرتها حسب الموعد المتفق عليه. كان فريد وقورا كعادته يرتدي بنطلونا ازرق وقميصا ابيض تزينه خطوط زرقاء رفيعة في حين ارتدي عادل بنطلونا رماديا وقميصا ازرق فكانا كمن ينتظران عروسا أمام احدي مراكز التجميل يوم زفافها.
نظر عادل في ساعة يده ليجدها قد جاوزت التاسعة بخمس دقائق ولكنه لم يلبث أن اخرج هاتفه من جيبه ليتصل بحبيبته حتي رأي المصعد يهبط لتخرج منه رغدة بصحبة أمها وخالتها. وقف عادل ينظر لرغدة بانبهار فقد كانت ترتدي ثوب اسود قصير تزينه ورود صفراء صغيره بفروع خضراء رفيعة فكانت كأحدي أميرات أفلام ديزني في جمالها.
ابتسمت كاميليا ابتسامتها الحنون وهي تنظر لعادل وأبيه قائلة
- مساء الخير يا سيادة اللوا، مساء الخير يا عادل يا حبيبي
- مساء الخير يا مدام كاميليا، ازي حضرتك يا مدام أملثم نظر لرغدة التي وقفت بجانب عادل في هدوء مبتسمة وقد توردت وجنتاها في خجل بسبب نظرات عادل لها ليكمل
- عاملة ايه يا رغدة؟ ايه الحلاوة دي كلها
ابتسمت رغدة في خجل وهي تتمتم
- الحمد لله يا اونكل، ميرسيلتلتقط أمل طرف الحديث قائلة
- ازي حضرتك يا سيادة اللوا، معلش اتأخرنا عليكمنظر لها فريد في ثوبها الازرق شديد الرقة الذي جاء لونه منسجما مع لون عيناها الذي بات يعشقه اكثر من ذي قبل قبل أن يجيب مبتسما
- لا مفيش تأخير ولا حاجة، دول خمس دقائق مفيهاش مشكلة واحنا خارجين نتفسح يعني مش مرتبطين بمواعيد محددة.
انهي فريد جملته الأخيرة ليلتفت باتجاه الشارع وهو يدعوهم للتحرك قائلا
- طيب، يلا بينالترد أمل قائلة
- طيب حضرتك تحب تتحرك واحنا نمشي وراكم ولا تقولنا علي طول المكان فين ونتقابل هناك
- طيب وليه التعب؟ احنا ممكن نروح كلنا بعربية واحدة أو لو مش هترتاحوا كدة يبقي ممكن نتقسم بين عربيتي وعربية عادل عشان متتعبيش نفسك وتسوقي.ابتسمت كاميليا في خبث بصمت لتسمع شقيقتها تجيبه
- لا خالص مفيهاش تعب
لتتدخل كاميليا بحسم
- خلاص يا أمل اللي يريح سيادة اللوا، نروح كلنا بعربية واحدة مفيش داعي لكذا عربية فعلا.
لتعلن أمل استسلامها قائلة
- خلاص اللي تشوفوه، مفيش مشكلةنظر فريد لكاميليا وهو يبتسم وقد أدرك أن مفاتيح أمل في يد تلك المرأة الحنون التي تقف لتراقب المواقف عن بعد وتدخل في الوقت المناسب لتحسم الأمور.
علي احدي طاولات مطعم الخديوي بفندق الماسة جلسوا جميعا ينتظرون العشاء وهم يتبادلون أطراف الحديث وقد شعر فريد الغزالي كأنه يمتلك الدنيا وما فيها لقربه من تلك التي ظل سنوات يعشقها في صمت، سنوات كان أقصي ما يتمناه هو رؤيتها مصادفة أمام المصعد. لا يصدق أنه يجلس معها الان حول نفس الطاولة يتناولون العشاء ويتحدثون معا، بل إنه لا يصدق أن عطرها قد سكن سيارته لدقائق قليلة.
جلسوا جميعا يتناولون طعامهم وقد تنوعت أحاديثهم ما بين مواقف من طفولة عادل ورغدة و خطط مستقبلية لعادل في عمله وما يطمح إليه فيما بعد وبين اقتراحات لأماكن من الممكن إقامة حفل الخطوبة بها وهكذا ما بين احاديث في منتهي الجدية واخري مليئة بالمواقف المضحكة أمضوا ليلتهم حتي أرادت كاميليا أن تتأكد مما شعرت به منذ أن كانوا في طريقهم الي هناك فقالت موجهة حديثها الي أمل
أنت تقرأ
أمل حياتي
Romanceخسارة كبيرة دفعتها الي الهرب محاولة منها للنجاة بإبنتها خوفا من فقدانها هي الأخري بعد ان ظنت انها نهايتها ولكن تعود الحياة لتبتسم لها من جديد وتهديها مما تمنت يوما