#أمل_حياتي_١٧
جلست كاميليا في الشرفة تفكر في شقيقتها وفيما ستؤول إليه حياتها بعد زواج ابنتها الذي أصبح وشيكا، جلست شاردة تفكر في أمل تلك اليتيمة التي احاطتها برعايتها حتي تزوجت ممن تسبب في ضياع اجمل سنوات عمرها. عزيز، ذلك الجبان الذي ظل طوال عمره يخشي المواجهة حتي أنه أرسل لها ورقة طلاقها بعد قراءة فاتحة وحيدته بأيام دون أن يخبرها أو يطلب منها الحضور لإتمام إجراءات الطلاق سويا كسائر الرجال.
تنهدت كاميليا وهي تتذكر تلك النظرة التي رأتها في عيني شقيقتها يوم استلامها اعلان طلاقها، نظرة تحمل حزن علي سنين مضت وخوف من أخري قادمة. أفاقت كاميليا من شرودها ودموعها تنساب علي وجنتيها قلقا علي شقيقتها الصغري من وحدتها التي باتت واقع لا مفر منه، فابنتها ستتزوج الصيف المقبل بعد انتهاء العام الدراسي وهي سترحل لابنتها بكندا قريبا ولا تعرف أن كانت ستعود ثانية ام ستقيم معها هناك ولكن ماذا عن أمل؟! أكتب عليها أن تعيش عمرها وحيدة بلا شريك حقيقي؟ ماذا بعد أن تكون قد أدت دورها كأم وتتركها ابنتها وشقيقتها؟ رفعت كاميليا يديها وهي تدعو لأمل من بين دموعها قائلة
( يارب عوضها خير يارب، يارب دي تعبت وعافرت وأدت دورها علي أكمل وجه. ياجبار اجبر كسرها وعوضها صبرها علي كل اللي شافته خير يارب )انتفضت كاميليا علي صوت رغدة التي عادت لتوها من الجامعة وهي تنحني لتطبع قبلة علي جبينها قائلة
- سرحانة في ايه يا خالتو؟
- أهلا يا حبيبة خالتو، حمدالله علي السلامة
- الله يسلمك، مالك؟ انتي معيطة؟
- مفيش يا حبيبتي ماتتخضيش، بس كنت بفكر في أمل
- ماما؟! مالها في ايه؟
- مفيش بس كنت بفكر هتعمل ايه في حياتها بعد ما تتجوزي واكون انا سافرت؟
- هتعمل ايه يعني يا خالتو؟ عادي زي كل الامهات وبعدين هو أنا هروح فين مانا هبقي علي طول معاها
- لا يا رغدة، أمك مش زي باقي الأمهات. باقي الأمهات مضيعوش عمرهم عايشين لوحدهم وانا نفسي تتبسط وتعيش شوية
- وهي يا خالتو كان حد فرض عليها الوحدة؟ مش هي اللي اختارت تعيش وحدها بارادتها؟
- لا يا بنتي، انا قلتلك قبل كدة كذا مرة أن اللي كان بين ابوكي وامك محدش يعرفه والله أعلم هي عملت كدة ليه
- ولنفترض يا خالتو، وبعدين مش فاهمة تعيش حياتها وتتبسط ازاي يعني؟تنفست كاميليا بعمق وهي تنظر لرغدة مباشرة لتجيبها
- تتجوز، أمل لسه صغيرة وحلوة وحقها
لم تتمالك رغدة نفسها لتندفع ضاحكة لتقول
- تتجوز ايه بس يا خالتو؟ ليه يعني والناس تقول علينا ايه؟ عادل وباباه يقولوا علينا ايه؟ لا طبعا
- لا طبعا ايه؟
- لا طبعا مينفعش وانا شخصيا مش هوافق، مش هتيجي دلوقتي وتبوظ شكلنا اللي عاشت طول عمرها تحافظ عليه
- وهو ايه اللي يبوظ شكلها في الجواز يا بنتي؟
- مش في السن ده يا خالتو، مش في السن ده.
- يا ستي يعني هو العريس علي الباب، لما يبقي يجي نبقي نشوف موضوع شكلكم ده.
أنت تقرأ
أمل حياتي
Romansaخسارة كبيرة دفعتها الي الهرب محاولة منها للنجاة بإبنتها خوفا من فقدانها هي الأخري بعد ان ظنت انها نهايتها ولكن تعود الحياة لتبتسم لها من جديد وتهديها مما تمنت يوما