أمل حياتي ٢٠

50 2 0
                                    

#أمل_حياتي_٢٠

وضع عادل هاتفه جانبا وقد عقدت الصدمة لسانه، كيف كانت حبيبته بتلك القسوة؟ كيف استطاعت أن تضحي بحبها له بتلك السرعة والاندفاع حتي وان كان مجرد تهديد؟! جلس صامتا لا يعرف أن كان قد أخطأ بحديثه معها؟ أكان يجب عليه الانتظار قليلا؟! وان كان انتظر، هل يستطيع الوقت أن ينسيها اباها؟ اتكون قسوة القلب ام جهلها بحقيقة عزيز هو سبب ردة فعلها الحادة تلك؟! أسئلة كثيرة وافكار أكثر عصفت بعقله ولكن بقي السؤال الاكثر ايلاما والحاحا يؤرق نومه حتي الصباح:

أحقا تركته رغدة؟! أعليه حقا أن ينسي حبهما كما طلبت منه قبل أن تغلق هاتفها حتي لا يستطيع معاودة الاتصال بها؟

ظل عادل مستيقظا حتي الصباح يحاول الاتصال برغدة مرة تلو الاخري ولكن دون جدوي، فهاتفها مغلق منذ ليلة أمس. ارهقته الحيرة طوال ليلته فيما إذا كان يجب أن يخبر أباه بما جري ام لا ليحسم أمره في النهاية بضرورة أخباره ليأخذ رأيه فيما يجب عليه فعله الآن.

ما أن فتح عادل باب غرفته حتي وجد فريد وقد انتهي لتوه من ساعة صلاته ليبادره قائلا

- صباح الخير يا بابا
- صباح النور يا حبيبي

كانت نظرة واحدة لوحيدة كافية حتي يعرف فريد ان شيئا عظيما قد حدث، ليسأله

- في ايه يا عادل، مالك؟
- انا فاتحت رغدة امبارح في الموضوع يا بابا

كان اعتراض رغدة هو أسوأ ما يمكن لفريد تخيله ليرد قائلا في خيبة أمل

- وبعدين؟ رفضت؟

ظل عادل صامتا لا يجد ما يقوله ليحاول فريد ان يبتسم ليهون علي ولده قائلا

- هو ده اللي مضايقك يا عادل؟ ما هو احنا أكيد كنا حاطين احتمال لده برضو والا مكنتش تطلب أن انت اللي تقولها الاول. عادي يا حبيبي ولا يهمك

استجمع عادل شتات نفسه اخيرا ليندفع قائلا

- رغدة نهت كل حاجة يا بابا، كل حاجة. حضرتك مش متخيل انفعلت ازاي وفضلت تزعق وفي الاخر قالتلي انسي الموضوع ده وانسي موضوعنا كمان
- موضوعكم كمان؟ ليه كل ده
- معرفش، دي زي ما يكون كانت مستنية حد يفاتحها في الموضوع عشان تتفجر في وشه وقفلت الموبايل وانا بجد مش عارف اعمل ايه
- أيوة بس ليه التحفز ده؟ أكيد في سبب يا عادل
- بتقولي هو انت تقولي تتجوز وخالتو من يومين تقولي تتجوز

قطع عادل جملته وصمت للحظات وكأنه تذكر أمرا هام لينتفض واقفا قبل أن يقول

- انا عرفت هعمل ايه، عن اذن حضرتك يا بابا

ترك عادل اباه جالسا بمفرده وعاد مسرعا لغرفته وقد وجد اخيرا من سيساعده في الوصول لرغدة ليمسك هاتفه ويطلب رقم كاميليا التي جاء صوتها دافئا ودودا كالعادة

أمل حياتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن