#أمل_حياتي_٩
لم تكن الصداقة التي حرص فريد الغزالي دائما أن تكون بينه وبين ابنه الوحيد والتي رسخها القدر بغياب ناهد لتسمح لعادل يوما بالمراوغة أو الكذب علي أبيه. تفاجأ عادل بسؤال أبيه ليجلس أمامه بالشرفة قبل أن يجاوبه
- من خمس سنين تقريبا يا بابا
اندهش فريد من طول المدة التي نجح فيها عادل في اخفاء مشاعره عنه ليكتشف أن وحيده مثله تماما؛ بارع في الانتظار واخفاء المشاعر.
- أنا طبعا بكلم راجل ومش اي راجل، ده راجل انا اللي مربيه وعارفه كويس وواثق فيه وكنت مستني انك تيجي تقولي انك بتحب وعايز تخطب في اي وقت من ساعة ما اتخرجت بس انا محتاج أفهم يا عادل شوية حاجات.
- تحت أمرك يا بابا- أنا عمري ما كنت اب متسلط ولا متطفل وشفت الرسايل بالصدفة وانا بطلب السوبر ماركت وطبعا معنديش اي اعتراض علي رغدة، البنت زي الفل واي عيلة يشرفها انها تدخلها بس ليه تحبوا بعض في السر يا عادل؟ ليه تفضل خمس سنين حارم نفسك من مكالمة تليفون أو خروجة؟ ليه تحرك نفسك من انك تكلمها لما تبقي متضايق وتحرمها تجري عليك لما تبقي محتجالك؟
- بسببها يا بابا، انا كتير اوي طلبت منها اتقدملها لكن هي اللي رفضت وطلبت مني استني لما تخلص دراستها عشان طنط أمل مش هتوافق علي خطوبة ولا أي ارتباط قبل ما تتخرجتنهد فريد عند سماع اسم أمل ونظر بعيدا ليكمل وكأنه يحدث نفسه قائلا
- بص يا عادل، الست ممكن تبقي خايفة وتخلقلك مليون عذر عشان متدخلش البيت من بابه وتفضل تأجل الموضوع وانت طبعا هتوافق عشان ظروفها وتستني بس في الاخر الستات بتحب الراجل اللي يلوي دراع الظروف ويقتحم حياتها. تقولك ماما مش هترضي قولها انا هقنعها وتقنعها فعلا، لو بتحبها بجد لازم تعمل كدة. عايز تتجوزها يبقي تتصرف تعمل قرد لامها عشان توافق وتلبسها دبلتك، فاهمني يا عادل؟
ابتسم عادل ولمعت عيناه عند سماعه ما قال أباه الذي طالما فاجأه بردود أفعاله وحكمته في تناول الأمور من زاوية مختلفة لينحني ويقبل جبينه قائلا
- فاهم يا صاحبي
ليضحك فريد وهو يضمه قبل أن يبعده عنه برفق غامزا- وبعدين حد يا مغفل يسيب واحدة قمر كدة خمس سنين رايحة جاية من الجامعة من غير ما يخطفها ويكتبها علي اسمه؟ انت ساذج ولا ايه
- لا مش ساذج متقلقش بس واثق فيها اوي وفي حبها ليا لا مؤاخذةضحكا عاليا قبل أن يمسك فريد بيد ابنه وكأنه تذكر شيئا يجب عليه أخباره به
- طيب اسمع في موضوع معرفش عندك عنه فكرة ولا ايه بس لازم تبقي عارفه
- خير يا فريد باشا، اوعي تكون متجوز من ورايا
ابتسم فريد ليكمل- لا متقلقش لسه منحرفتش زيك، الموضوع بخصوص ابو رغدة يا عادل. عندك فكرة أنه مش مسافر الخليج ولا حاجة وعايش في المنصورة؟
- اه يا بابا رغدة حكتلي كل حاجة من اول ما ابتدينا نتكلم، بس انت عرفت منين؟
- اول ما سكنوا هنا سألت عليهم عشان اطمن ومن ساعتها عرفت، المهم لازم تفهم يعني ايه بنت كبرت وهي محرومة من ابوها لسبب يعلمه ربنا. رغدة مش بس بتعتبرك حبيبها يا ابني، انت بالنسبالها اخوها وابوها وضهرها وسندها ودي مسئولية لازم تبقي ادها لو بتحبها بجد. لازم تخلي بالك طول عمرك عليها واوعي في يوم تخذلها انها اختارتك ولا تستغل انها حكتلك بصراحة في انك تضايقها ولو حتي بكلمة. البنت زي الفل فعلا وتستاهل تبذل مجهود عشان تسعدها.
- جري ايه يا بابا، انا حاسس اني شوية شوية هخطبها منك. ايه الكلام الجامد ده، والله ما تقلق ابنك راجل ومش هياخد بنات الناس يبهدلها وخصوصا لو بيحبها زي ما انا بحب رغدة كمان.
- طيب طمنتني، يلا قوم كلمها وقولها تحددلنا معاد مع مدام أمل أو لو باباها هيجي معرفش هيرتبوها ازاي بس المهم لازم تصمم المرة دي. وانجز وارجع عشان انا عصافير بطني ماتتنهض عادل مبتسما مفعما بالأمل والحيوية من حديثه مع والده ليتركه متوجها لغرفته وهو يقول بصوت تملؤه السعادة
- حالا، هكلمها وراجعلك حالا.
أمسك عادل هاتفه وأرسل لرغدة رسالة من كلمتين
( عايزك ضروري)لتقرأها هي في الحال ويأتيه ردها
( مش هينفع يا عادل دلوقتي خالص، قاعدة مع ماما وطنط. خير؟ وحشتك برضو زي الصبح 😉)( وحشتيني طبعا ايه الجديد؟ ما انتي علي طول وحشاني بس المرة دي بجد عايزك ضروري، كلميني اول ما تبقي لوحدك )
وضعت رغدة هاتفها بعد أن قرأت رسالته لتلتفت لأمها التي دمعت عيناها بعد أن اخبرتها شقيقتها انها ستسافر الي كندا قريبا لقضاء بضعة أشهر مع وحيدتها
- هو أنا ناقصة وحدة يا كاميليا؟
- يا أمل انتي مش لوحدك، معاكي رغدة ربنا يحميها وأنا مش مهاجرة يا حبيبتي ده هما كام شهر وهروح وآجيأطلقت أمل العنان لدموعها فضمتها كاميليا بقوة قائلة
- ورحمة ابوكي يا أمل ما تصعبيها عليا، أنا اساسا مرضتش اقولك في التليفون وجيتلك مخصوص عشان عارفة انك هتبهدلي الدنيا كأني ما
- بعد الشر عنك
- اقولك اعتبريني في المنصورة، ما احنا بنقعد مدة مش بنتقابل فرقت ايه المنصورة عن كندا قوليلي؟ وبعدين ريم محتاجالي معاها الفترة دي عشان لسه والدة وعشان شغلها. أنا بعدي عنك انتي بالذات علي عيني بس والله ما هزود عن كام شهر
- ماشي يا كاميليا بس متغبيش عليا وحياة ريمضمتها كاميليا بحنان وقد نجحت دمعة في الهروب من عينها لتنحدر علي وجهها ببطئ وقد جلست رغدة تستمع لحديثهما شاردة الذهن تفكر ما هو ذلك الضروري الذي أرسل لها عادل بسببه؟!!
#يسرا_عمر
أنت تقرأ
أمل حياتي
Romanceخسارة كبيرة دفعتها الي الهرب محاولة منها للنجاة بإبنتها خوفا من فقدانها هي الأخري بعد ان ظنت انها نهايتها ولكن تعود الحياة لتبتسم لها من جديد وتهديها مما تمنت يوما