أمل حياتي

أمل حياتي ١٤

#أمل_حياتي_١٤

منذ أن انهي عادل حديثه مع أمل وهو يفكر فيما يجب عليه فعله؟ لا يدري لم يريد إبقاء الأمر سرا عن رغدة؟ بما أنها طلبت مقابلته بعيدا عن منزلها فمن المؤكد اذا انها تريد التحدث معه بشأن هام لا يعلمه سواها. ظل عادل طوال يومه يفكر في سبب ذلك الاتصال الذي لم يستغرق أكثر من دقائق قليلة ويشعر بندم شديد لعدم اقتراحه مقابلتها اليوم بدلا من انتظاره حتي اليوم التالي.

عاد عادل في المساء لمنزله وقد حسم أمره بألا يخبر رغدة بما جري بينه وبين أمها حتي يعرف سر طلبها هذا في الغد ولكنه قرر أن يحكي لأبيه عله يجد عنده تفسير يريحه حتي ذلك اللقاء.

جلس عادل ليتناول طعامه مع أبيه الذي ما لبث أن بدأ حديثه قائلا

- مالك شكلك مش طبيعي؟ رفضوك ولا ايه؟

ابتسم عادل وهو لازال شاردا قبل أن يجيب والده قائلا

- مش عارف يا بابا، طنط أمل كلمتني الصبح لما شافت اني كلمتها كذا مرة امبارح بس قالتلي عايزة تشوفني لوحدنا برة قبل ما نروح البيت فقلقتني بطلبها الغريب ده

ظهرت علامات ارتياح علي وجه فريد مما أثار دهشة ابنه ليسأله

- ايه ده؟ مستغربتش يعني يا بابا
- واستغرب من ايه يا عادل؟ من يوم ما شوفت الست دي من اول مرة وانا بقول عليها ست محترمة ومش بتاعة لف ودوران
- لا مش فاهم، ايه علاقة ده بالطلب الغريب برضو؟
- معقول مش عارف ايه العلاقة؟ مش عارف تربط بين مكالمتها وبين اي حاجة يا عادل؟ انا طول عمري بقول عليك ابن ابوك

عقد عادل حاجبيه يفكر فيما يمكن أن تكون العلاقة بين كون أمل تفضل الوضوح والصراحة باتصالها به هذا الصباح حتي اندفع قائلا وكأنه اخيرا فهم العلاقة بينهما

- قصد حضرتك عايزاني عشان تحكيلي موضوع بابا رغدة؟
- اومال هيكون ايه تاني غير كدة يخليها تكلمك وتقعد معاك لوحدكم قبل ما نزورهم؟
- صح فعلا مفيش حاجة تانية بس هي كدة أكيد مش عايزاني بس عشان تقولي أنه مش مسافر وتحكيلي حكاية ابنها اللي غرق
- محدش عارف بس الأكيد انها عايزاك تعرف كل حاجة من الاول عشان متسبش حاجة للظروف تتمسك علي بنتها بعد كدة وده له معني عظيم
- معني ايه يا سيادة اللواء؟

نظر له فريد في دهشة من سؤاله ليجيبه ويغمز بخبث
- انها موافقة عليك يا غشيم والا مكنتش تطلب مقابلتك عشان تحكيلك ولا ايه؟

ابتسم عادل لنظرة والده المختلفة بمعني اتصال أمل مما جعله يشعر فجأة ان كل قلقه من مقابلة الغد قد تحول لسعادة بطلبها هذا حتي أنه ود لو يستطيع شكرها علي فعلها هذا.

انهي عادل طعامه ونهض ليصلي العشاء قبل أن يستأذن ابيه ويدخل حجرته لينام استعدادا ليوم جديد لا يدري ما يحمله له حتي الآن. تعمد عادل تلك الليلة ألا يتصل بحبيبته معللا ذلك بارهاقه ورغبته في النوم مبكرا، كان يخشي أن تتهمه بالكذب عندما تعلم بأمر مقابلته لأمل فيما بعد ولكنه ارسل لها رسالة كعادته قبل نومه