#أمل_حياتي_٢٢
امام ارقي مطاعم منطقة الكوربة " لو شانتيه " اوقف فريد الغزالي سيارته في مساء اليوم التالي ليهبط منها وقورا كعادته بوسامته الهادئة، يرتدي بنطلونا ازرقا وقميصا بلون ثمرة مشمش شهية، قبل أن يذهب باتجاه أمل التي كانت قد هبطت من سيارتها هي الأخري ترتدي ثوبا ورديا ضيقا أبرز بعدا آخر لجمالها وقد اختارت أن تترك شعرها منسابا خلف ظهرها لتشعر أن الزمن قد عاد بها أعواما كثيرة للوراء وعادت فتاة صغيرة ذاهبة في موعد غرامي مع ذلك الفارس الذي يعدها بأيام أجمل وحياة أخري بانتظارها.
دخلت أمل المطعم وفريد خلفها وقد ظهر ارتباكها جليا عندما ترك لها فريد مهمة اختيار الطاولة التي سيجلسان عليها ليشفق عليها هو من حيرتها فيجد نفسه يشير لاحدي الطاولات في الزاوية مقترحا عليها أن يجلسا هناك فما كان منها إلا أن وافقت علي الفور ليتجها إليها وينتظر فريد حتي تجلس هي قبل أن يدور نصف دائرة حول الطاولة ليجلس هو أمامها مبتسما هادئا كما عاهدته دائما قبل أن يمد يده بالمنيو التي أعطاها له النادل ويبدأ كلامه بالسؤال التقليدي في تلك المقابلات
- تشربي ايه؟
- ممكن عصير فريش
- طيب عصير ايه؟
- ليمون ممكن
- أكيد، طيب بتحبي براونيز ولا تشوكلت فوندو؟
- لا ميرسي، عصير بس
- لا مينفعش، انا بحب البراونيز عندهم ومش معقول هاكل لوحدي فمن فضلك اختاري اللي تحبيه
- خلاص هاخد براونيز برضو بس خليها نسكافيه بدل العصير
ابتسم فريد ابتسامة انتصار قبل أن ينظر للنادل الذي كان مازال منتظرا ليقول له- يبقي اتنين براونيز وواحد نسكافيه وواحد قهوة تركي وازازة ماية كبيرة
- تحت امرك يا فندم، اي حاجة تانية؟
- لا تسلم شكرا.أبتسمت أمل لحديثه مع النادل لينظر لها في تساؤل قبل أن يقول
- مستغربة من ايه ؟
- لا ابدا بس كنت متخيلة ظباط الجيش بيتعاملوا بحدة واسفة بعنجهية كدة مع الناس لكن حضرتك بتقوله تسلم وشكرا فاستغربتضحك فريد في خجل وهو يجيب
- لا والله مش كلهم، هي مهنة زي أي مهنة فيها الحلو والوحش بس الفرق أن مسئوليتها كبيرة وفيها أرواح وعقاب الغلط فيها كبير فالضغط بيخلي البعض متوتر ومتعصب معظم الوقت بس ده ميمنعش أن العنجهية ملهاش مبرر طبعا ومفيش بني ادم له الحق يتعالي علي غيره مهما كان مين.
ابتسمت أمل لحديثه وقد بدأ الخجل يكسو ملامحها وهو ما شعر به فريد ليكمل قائلا
- وبالمناسبة انا عندي بس طلب
- اتفضل طبعا
- ياريت بلاش حضرتك وسيادة اللوا، بعيدا عن أي حاجة احنا أهل ومفيش أهل بيتعاملوا رسمي كدةتوردت وجنتاها وهي تبتسم في خجل ولكن ما أن رفعت رأسها لتجيبه حتي ظهر النادل وقد احضر النسكافيه والقهوة والبراونيز ليمسك فريد بالسكر سائلا اياها بتلقائية ادهشتها وكأنه دوره الطبيعي أن يحلي لها مشروبها
أنت تقرأ
أمل حياتي
Romanceخسارة كبيرة دفعتها الي الهرب محاولة منها للنجاة بإبنتها خوفا من فقدانها هي الأخري بعد ان ظنت انها نهايتها ولكن تعود الحياة لتبتسم لها من جديد وتهديها مما تمنت يوما