#أمل_حياتي_١١
وضعت أمل هاتفها أمامها وهي تزفر بضيق فتلك هي المرة الرابعة التي تحاول فيها الاتصال بشقيقتها ولكن دون جدوي فشقيقتها مازالت نائمة وهي لا تستطيع أن تنتظر حتي تعود بعد عملها لتخبرها بما حدث هذا الصباح وبما دار بينها وبين عادل. تراجعت أمل في مقعدها وشردت تستعيد ذكري ذلك اليوم الذي رأته فيه لأول مرة بعد انتقالها للقاهرة. ذلك المراهق الصغير الذي ادهشها بأدبه وحفاظه علي التقاليد التي تعرفها هي ومن في مثل عمرها جيدا.
مازالت تتذكر كيف صار عادل شابا ولازال يخفض بصره عند رؤيتها هي أو ابنتها، مازالت تتذكر كيف لا يخاطبها الا مستخدما ( حضرتك ) في كل مرة يراها مصادفة ويصر أن يحمل عنها ما بيديها أن وجد. عادل، ذلك اليتيم الذي تربي علي العادات والتقاليد التي أوشكت علي الاندثار كم تمنت لابنتها شابا مثله.
تعلم هي أن الزواج شئ اخر وأن الطباع تختلف بالعشرة ولكن مازالت تراه زوجا مثاليا لابنتها وكيف لا وهو من نشأ علي مبادئ اللواء فريد الغزالي؟ ذلك الرجل الذي وهب حياته كلها لابنه الوحيد بعد رحيل زوجته وتحمل مسئوليته كاملة في رعاية وحيده. كم لامت نفسها علي اختيارها لعزيز من البداية، ماذا لو كان والد مروان رجلا مثل فريد الغزالي؟ ماذا لو كانت تزوجت ممن يعي جيدا معني تحمل المسئولية ويعرف كيف يكون مسئولا عن زوجة واولاد؟! فرق كبير بين رجل تسببت انانيته في موت ولده وضياع أسرته وآخر ضحي بعمره وعمله ليعوض ولده غياب أمه التي حرمه القدر منها صغيرا. فقط لو كانت احسنت الاختيار لربما كان مروان هو من يسعي لخطبة فتاة الآن ولكانت أصبحت حياتها أسعد.
استغفرت أمل لما ذهب له تفكيرها وامسكت بهاتفها مرة أخري لتطلب رقم كاميليا التي اتي صوتها نائما
- صباح الخير يا أمل
- يا شيخة صباح الخير ايه الساعة ١٢ جننتيني من الصبح
- في ايه يا أمل؟ خير قلقتيني
- عندي ليكي خبر يجنن بس الاول قولي لرغدة متعملش غدا عشان هخلص واعدي عليكم نتغدي برة
- لا ده الموضوع كبير بأة مادام فيها عزومة غدا وخروج. حصل ايه؟ مرتبك زاد ولا ايه؟
- لا مرتب ايه يا كاميليا؟ رغدة جالها عريس، طول عمرك وشك حلو عليا وصلتي امبارح والخير وراكيانتفضت كاميليا عند سماعها ما قالته شقيقتها ظنا منها أن من تقدم لخطبة رغدة أحد أبناء زميلات شقيقتها فجاء ردها هادئا علي عكس ما توقعت أمل وهو ما ظهر بوضوح في صوتها وهي تقول
- طيب ألف مبروك يا حبيبتي، بس ده مين العريس اللي مخليكي فرحانة اوي كدة؟
- طبعا فرحانة يا كاميليا وطايرة من الفرح كمان، الولد زي الفل بصراحة. فاكرة اللواء اللي ساكن في الدور الخامس اللي حكيتلك عن ابنه زمان؟بدأت كاميليا في التقاط ما يحدث فابتسمت لترد بخبث متسائلة
- لا مش واخدة بالي، بس ما علينا يعني احكيلي ايه اللي حصل والعريس ده جه امتي ما احنا نايمين امبارح من غير عرسان
أنت تقرأ
أمل حياتي
Romansaخسارة كبيرة دفعتها الي الهرب محاولة منها للنجاة بإبنتها خوفا من فقدانها هي الأخري بعد ان ظنت انها نهايتها ولكن تعود الحياة لتبتسم لها من جديد وتهديها مما تمنت يوما