أمل حياتي ٦

73 4 0
                                    

#أمل_حياتي_٦

أغلقت رغدة خلفها باب حجرتها لتقوم بتغيير ملابسها وتستعد لتناول طعامها مع أمها العائدة من الإسكندرية محملة بذكريات لم يقدر الزمن علي محوها. بدلت تلك التي ورثت حسن امها وجمال عيناها ولكن بدون حزنهما ملابسها وهمت بأن تفتح الباب لتخرج لتلبي نداء امها ولكنها ما لبثت أن سمعت صوت هاتفها لتبتسم فور رؤيتها اسم ذلك الذي سكن قلبها منذ أعوام

- لو كنت اتأخرت دقيقة مكنتش هسمع التليفون وكنت هنام من غير ما اسمع صوتك
- وأنتي تصدقي برضو اني أتأخر عنك في يوم من الايام

اندفعت دماء الخجل لوجنتيها مما زاد وجهها بهاء لتبتسم قائلة

- ازيك يا عادل
- انا كويس طول مانا بسمع صوتك، طمنيني اخبارك انتي ايه سريعا؟ طنط رجعت من اسكندرية؟
- ماما رجعت اه بس طبعا نفسيتها مش كويسة خالص زي كل مرة وانا كويسة الحمد لله.

قطع صوت صرير فرامل سيارته حديثهما لتتابع رغدة حديثها

- انت لسه مغيرتش تيل الفرامل يا عادل؟ ينفع كدة يعني؟
- والله يا رغدة ما لاحق وبيني وبينك بحب واحدة منشفة ريقي جنبها ومصممة متقدملهاش الا لما تخلص كليتها فمطيرة عقلي خالص، لا عارف اركز في تيل ولا بنزين

وضعت رغدة يدها علي فمها خوفا من أن تسمع امها ضحكتها لتقول

- هتضحكني وماما هتسمع وساعتها حتي مكالمة التليفون اللي بطمن بيها عليك هتتحرم منها وانت حر
- لا لا ابوس ايديكي، الا مكالمة التليفون يا رغدة ده انا مش بيهون عليا اليوم غير صوتك وانا راجع. مش كفاية بقابلك صدف في المدخل ومش راضية تخليني حتي اجيلك الجامعة
- معلش يا عادل أنت عارف ان ده وضع متعب لينا احنا الاتنين بس انا مش هقدر اعمل حاجة تزعل ماما مني والله غصب عني. مش كفاية اننا بنكلم بعض بقالنا سنين من وراهم
- احنا مش بنكلم بعض يا رغدة، احنا بنحب بعض تفرق كتير. ثم أنا علي أتم استعداد اركن وانزل اصحي العمارة شقة شقة أقولهم انا بحب رغدة بنت طنط أمل اللي في التالت وعايز اتجوزها وهتجوزها. نفسي كل الناس تعرف أن انا اللي فزت بأطيب قلب لأحلي وأجمل بنت..

دمعت عينا رغدة ورقص قلبها من حماس حبيبها الذي عوضها حبه أخاها الذي فقدته واباها الذي افتقدته..

- طيب ممكن تبصي من الشباك اشوفك قبل ما ادخل العمارة حتي؟
- تفتكر انا هسيبك كل ده تحت ومبصش عليك؟ أنا في الشباك من ساعة ما ركنت بس حبيبي مؤدب ومش بيرفع عينه علي شبابيك العمارة

ضحك عادل لدعابتها ورفع رأسه في هدوء ليفوز بنظرة واحدة من محبوبته التي فاق عشقه لها كل الحدود، التقت عيناهما لدقائق قليلة قبل أن يختفي عادل عن نظرها داخل العقار. أغلقت رغدة هاتفها بعد أن اطمأنت أن ذلك الرجل الذي سكن قلبها وروحها قد عاد سالما الي منزله قبل أن تترك غرفتها لتتناول طعامها مع أمها التي طال انتظارها لها فانتهزت الفرصة وامسكت بهاتفها لتطلب كاميليا شقيقتها الكبري التي ما أن رن هاتفها حتي جاء صوتها الملئ بالمرح مرحبا كالعادة

أمل حياتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن