" الفصل 17.. "

410 20 2
                                    

اذكروا الله يا جماعة الخير 💙🌴..

" الفصل السابع عشر.."
" حين رأيتك عاد قلبي لي.. لكنني لم أعلم أنك سوف تبتعد لتأخذ قلبي معك.. لكنك معي دائمًا في كل مكان وأصبحت فارس أحلامي.. أصبحت مدمنة لحروف أسمك.. كل ليلة أجلس وأتحدث إلى اسمك المميز بالنسبة لي.. ومؤمنة باللقاء.. نعم لنا لقاء قريب يا روح الفؤاد.. "
" منزل حسين.."
جلست على المقعد الخاص بها تقلب في ذلك الدفتر الذي يحمل أسمه فقط.. لتجد نفسها تبتسم هي أصبحت بالفعل مدمنة لرؤية حروف أسمه المميزة والخاصة بها.. وتتحدث مع ذلك الاسم بجميع كلمات الحب بهدوء وأريحية.. لتشعر بالسكينة في قلبها كلما وجدت نفسها حزينة تفعل ذلك لتحظي ببعض من الراحة والهدوء..
"حين أرى حروف أسمك أشعر بالراحة في قلبي وروحي.. فماذا سيحدث لي إذ رأيتك؟!.. بل لِمَ أنا أعشقك لهذا الحد يا سيف؟ .. أسمك سيف! نعم أنت السيف البراق الذي اخترق روحي قبل قلبي ولن أنزعه من قلبي قط.. سأتحمل كل الصعب من أجلك.. قلبي لك وحدك وأنا ملك قلبك.. واتمنى أن أصبح فاتنة قلبك وملكة قلبك يومًا ما.. "
سجلت تلك الكلمات داخل الدفتر الثاني وعندما دق الباب وضعت الدفاتر داخل الدرج سريعًا واستدارت نصف استدارة تأذن بالدخول.. دخلت نورا بابتسامة واسعة فاتحه لها ذراعيها لتنهض الأخيرة عن المقعد وقابلتها بالعناق الشديد ثم جلسوا على الفراش..
بعد تبادل السلام بينهما مسكت بيدها و قالت بابتسامة واسعة :
-مبروك يا ملوكه.. عرفت من طنط ليلى انك قابلتي أهل العريس
ردت من بين أسنانها :
-الله يبارك فيكي عقبالك
مدت كفها إليها بمرح :
-أشوف بقى الخاتم من فضلك
أشارت برأسها إلى المنضدة الصغيرة المجاورة إلى الفراش :
-في أول درج
التفتت ومدت يدها لتفتح الدرج لترى علبة قطيفة فأخذتها وقامت بفتحها لتنبهر بالخاتم الفضي الذي يبدو عليه باهظ الثمن.. نظرت إليها بابتسامة واسعة :
-يجنن بجد يا ملك.. الف مبروك يا روحي
ثم قبلتها على وجنتها أطرقت هي رأسها في حزن وقالت بنبرة مؤلمة :
-نورا أنا مش مبسوطة ومش مرتاحة للجوازه ده
لكزتها وهي تقول في تذمر شديد :
-بطلي كآبة وأفرحي.. كل ده عشان سيف
-الموضوع مش موضوع سيف خالص يا نور.. بابا باعني بالفلوس..
عقدت بين حاجبيها واضعه يديها على صدرها وتابعت بنبرة ضيق :
-أول ما والده قاله أحنا عايزين العروسة بشنطة هدومها وافق فورًا.. لو والدك يا نورا كان أكيد رفض وقال لاء أحنا لازم نتفق عليكم أيه وعلينا أيه.. صح ولا غلط
-صح
قالتها بصوت منخفض وقالت ملك بحده :
-عشان هو ده صح.. الأب لازم يغلي بنته في عين اللي جاي يتقدم لها.. أنا مش لعبة يدفع فيها فلوس ويأخدها
-يا حبيبتي بس هما ناس غنيه فعشـ..
قطعت كلماتها بحده بالغة :
-مهما ان كان يا نورا.. بابا كان لازم يعملي قيمة
وضعت راحتها على كتفها بلطف وتحدثت بهدوء :
-ملك المطلوب منك دلوقت تحاولي تفكري في خطيبك ده وتنسي سيف.. لأن ده هيهون عليكِ.. لو سمحتي تمسكي تلفونك وتعملي له بلوك
نظرت إليها إلى لحظات من الصمت والصدمة لكونها صديقتها المقربة ولم تفهم حديثها وكل ما يهمها أن تنسى سيف وتتزوج من رجل أخر.. وبدون تردد أخذت الهاتف ونفذت ما طلبته منها اندهشت نورا في البداية لكن ابتسمت وهنيئتها على الخطوبة من جديد..
مضى الوقت سريعًا و ودعتها نورا وغادرت.. قامت ملك بفتح حساب جديد باسم شاب وأرسلت طلب إلى سيف وإلى أشخاص كثيرة كأصدقاء فقط كتمويه
***
" بعد مضي عدة أيام.."
أخذت الغرفة ذهاباً وإياباً ويبدو عليها التوتر الشديد.. فقد وصل حازم إلى القاهرة مساء أمس واليوم سوف يذهب لمقابلة والدها لطلب الزواج منها.. نفخت في شدقيها ثم جلست على حافة الفراش في حين فتحت ندى الباب بهدوء وأدخلت رأسها فقط بطريقة طفولية وبمجرد أن رأتها ساره ضحكت ضحكة خفيفة وقالت في توتر شديد :
-ندى ادخلي
دخلت وجلست إلى جوارها وقالت مازحه :
-أوعي تخافي حازم ناجح وبامتياز كمان
-ناجح؟!
-أه يا قلبي يعني والدك هيوافق
-يا رب يا ندى
وقفت والدتهم أمام الباب ويبدو عليها القلق الشديد وتساءلت بصوت مبحوح :
-كلمتي بابا يا ساره وفاهمتيه؟
أومأت بالنفي وابتلعت لعابها في توتر قائلة :
-ما هو.. يعني حازم واخد منه معاد
-أنا خايفة والدك يرفض
-هو حازم يترفض ليه؟!
تساءلت في دهشة دخلت مغلقة الباب خلفها وقالت بنبرة مؤلمة :
-عشان هو رافض تجوزي حد قريب مني
-مش عارفه بابا بيفكر بالطريقة دي ليه.. اجوزت حازم أو لاء أنا معاكي وقريبة منك عنه
تدخلت ندى في الحوار :
-طيب ممكن نهدا ونشوف حازم هيعمل ايه معاه
ردت والدتها في توجس :
-يا رب خير
***
" منزل محمد.."
رحب بكلا من دكتور أحمد وحازم كثيرًا وجلسا داخل غرفة الصالون وبعد تبادل السلام بينهم.. تناول سيجارة واشعلها وبدأ ينفث دخانها بالهواء ليقول حازم في حنق :
-بعد أذنك مش بنفضل ريحة السجاير
تذكر واطفأ السيجارة متمتمًا بالاعتذار ثم اعتدل في جلسته وقال دون مقدمات :
-طبعًا جاين عشان ساره
-وفرت عليا كلام كتير
هكذا تمتم دكتور أحمد ليقول الأخير بوضوح :
-أي حد يتمنى يناسبك يا دكتور أحمد.. لكن ساره أتقدم لها عريس من يومين و انا وافقت
حملق حازم به في حين تساءل الأخير ببرودة أعصاب :
-ساره مخطوبه؟!
هم بالرد عليه لكن تحدث حازم بنبرة حادة :
-بس اللي أحنا نعرفه انها مش مخطوبه وألا ما كنا جينا
-هيا مش مخطوبه بس انا خلاص رديت على الناس بالكلمة الأخيرة.. أسف
-لا أحنا اللي أسفين عشان اتكلمنا معاك كان المفروض نتكلم مع والدتها
نجح حازم في أن يغضبه واندفع في حده :
-ليه هو انا كنت مت
-لاء عايش بس تقريبًا العقل مات
-تقصد ايه؟!
تساءل بصوت خشن غليظ وهم أن يجيب عليه لكن تنحنح دكتور أحمد بهدوء كي ينتبه حازم منن ونظر إليه متوقفا عن الحديث احتراما له بينما قال الأخير بذات الهدوء :
-عن اذنك..
ثم نظر إلى ابنه نظره حادة طويلة ثم نهض عن المقعد يضبط قميصه وقال بجمود :
-الغلط من عندك سيد محمد كان المفروض نعرف أن ساره مخطوبه
نهض حازم عن المقعد يحملق في والده في تعجب في حين نهض الأخير وصافحة قائلاً :
-كسبت وجودك في بيتي دكتور أحمد
سحب يده من يده بعنف وأومأ برأسه فقط ثم استأذن وغادر ولحق حازم به وهو في قمة الغضب.. ود أن يقتل ذلك المتعجرف ولولا وجود والده لكان فعل ذلك الشيء الجنوني..
في الخارج استقل دكتور أحمد السيارة وجلس حازم أمام المحرك وقال بنبرة حاده وهو يشغل المحرك بعنف :
-بابا حضرتك جايب الهدوء ده منين
-أنا مش هادي.. بس في مواقف غصب عنك لازم تتحكم في غضبك.. وانا تحكمت في غضبي عشان ساره
تحرك بالسيارة ضاغطًا على المحرك بقوة حتى برزت أوردته وقال بعصبية مفرطة :
-استقبال من واحد عقله صغير.. وعارف كويس ان حضرتك كش بتحب السجاير ومع ذلك ولع سيجارة.. كان نفسي أقوم اخدها من ايده واحطها في عينه .. راجل ابنـ..
قطع حبل كلماته بحده بالغة :
-حازم لم لسانك وغصب عنك تحترمه في وجوده وفي غيابه عشان زي والدك ووالد البنت اللي عايز تجوزها
-أنا آسف واسف عشان جيت معايا المشوار ده
-ولا يهمك يا حبيبي.. إن شاء الله خير
***
" منزل هدى.."
بدأت تشخبط على الورق وعيناها على الهاتف في انتظار مكالمة تطمئن قلبها.. لكن طال الوقت كثيراً ولم يصدح صوت الهاتف بعد.. تركت القلم بعنف ونفخت في شدقيها ثم وضعت رأسها على المكتب..
في الخارج جلست ندى مع والدتها تهدئها وهي الأخرى تنتظر مكالمة من شقيقتها أو حازم كي تطمئن.. قلبها يخبرها بانه رفض ومع ذلك تشبثت في أمل ضعيف وبعد لحظات خرجت ساره ويبدو عليها الغضب والحزن معًا.. ومن هيئتها علمت والدتها بأن خبر رفض حازم وصل إليها.. ابتلعت لعابها في توتر وقالت بنبرة عتاب حاده :
-ليه يا ماما تتجوزي واحد بالعقلية دي؟.. ليه اختيارك غلط؟.. مش كان المفروض تتكلمي مع نفسك وتقولي لازم اختار زوج كويس عشان يبقى أب كويس؟.. ليه اختارتِ لي الأب ده؟
ثم وضعت كفها على فاها تبكي ونهضت ندى وركضت إليها ثم احتضنتها بادلتها ساره بالعناق القوي.. بينما وضعت والدتها يدها على صدرها الذي تأذى من حديث ابنتها وتَمنت لو العمر يعود إلى الخلف لكانت رفضت الزواج من ذلك الأحمق..
كلما استمعت إلى بكاء ابنتها كلما بكى قلبها أكثر.. ووجدت نفسها تعتذر بنبرة بكاء لترفع عيناها عن كتف ندى ونظرت إليها في حزن ثم ابتعدت عن اختها واتجهت نحو والدتها لتلقي نفسها في أحضانها أطبقت هي ذراعيها عليها وطبعت قبلة حانية على رأسها وقالت بنبرة مؤلمة :
-أسفه يا ساره.. بس ولا يهمك أنا ضروري اكلم معاه
ابتعدت عنها تمسح دموعها بأنامل يديها وقالت بحسم وشجاعة :
-لاء أنا اللي هروح بنفسي.. لازم أواجه وأعرف رفض حازم ليه ودلوقت حالًا
نهضت عن الاريكة وركضت إلى غرفتها ونهضت والدتها وكادت أن تلحق بها لكن وقفت ندى أمامها وقالت بهدوء :
-ماما سبيها على ياحتها من فضلك
-خايفة عليها منه
-سايه مش صغييه عشان يخطفها أو يعمل فيها حاجة
عادت إلى الاريكة وجلست وهي تدعوا ربها وجلست الأخيرة إلى جوارها ومسكت بيدها كي تشعرها بالأمان
***
" قصر الراوي.. "
خرج إلى حديقة القصر واتجه نحو شقيقه ووقف يمد يده إليه بكوب عصير لينظر إليه ثم حرك رأسه بالنفي على أنه لا يريد.. تنهد بصوت مسموع وجلس إلى جواره وقال بحسم :
-على فكرة مش بعزم عليك أنت مجبر تشرب العصير
ابعد ظهره عن الاريكة وأخذ كوب العصير وتناول رشفة ثم تساءل بصوت مبحوح :
-عملت ايه في التقديم؟!
-تمام بإذن الله خير.. المهم أنت
وضع كوب العصير أعلى المنضدة وتحدث بسأم :
-أنا بخير يا سيف
ثم عصر جبينه بأنامله بينما رفع سيف كفه و وضعه على كتف شقيقه بلطف أدار رأسه ناحيته وتأمل عيناه بعمق ليرى الأمان داخلهما.. ثم مسك بيده التي على كتفه ولفها حول عنقه ليستند برأسه على صدر شقيقه حيث يجد الأمان ابتسم الأخير وضمه إليه أكثر.. تحدثا الاثنان كثيراً حتى قطع صوت الهاتف حديثهم أخرجه من جيب سرواله ليرى شاشته تضئ باسم ساره وكتم صوته وفضل عدم الرد عليها في حين رأى الأخير اسمها وتحدث بهدوء :
-رد عليها يا حازم حرام كده
ابتعد عنه وأجاب عليها ليربت على كتفه ثم تركه ودلف إلى الداخل استمع إلى توبيخ ساره إليه بهدوء على عدم رده عليها وتحدث بثبات :
-طيب ممكن تهدي عشان أفهمك
اندفعت بحده وهي تنتبه إلى الطريق :
-تفهمني ايه.. مفيش مبرر يخليك تطنش مكالماتي ولا حتى تكلمني.. انت لو خلاص مش عايزني قولي
-وحشتيني يا ساره
ابتلعت لعابها بهدوء وقالت من بين أسنانها بغيظ :
-أنت لو قدامي كنت ضربتك
-انا استاهل الضرب يا ساره.. ساعة وهبعت لك عنوان مكان نتقابل فيه
ثم أنهى معها المكالمة ووضع الهاتف أعلى المنضدة وتناول كوب العصير..

أما في الداخل صعد سيف إلى الطابق العلوي وكاد أن يدخل غرفته لكن وجد شقيقه يخرج من غرفته واتجه نحوه.. ثم وقف في مواجهته وتساءل باهتمام :
-مالك يا سيف
-زهقت من كتر ما بدور على اميلها.. ودخلت عند ندى مش موجودة
-اتحمل شويه يمكن اميلها مقفول..
ثم أردف :
-همشي دلوقت ولما أرجع نتكلم
أومأ بالموافقة وتركه وتابع السير ودلف إلى غرفته مغلقاً الباب خلفه ثم أراح بدنه على الفراش ورفع الهاتف يتأمل صورة سيدة قلبة.. تمنى لو يراها اليوم قبل غد فيحتاج قلبه إليها كثيراً.. ثم فتح تطبيق " الفيس بوك " وبدأ يبحث عنها من جديد لكن بلا جدوى لم يعلم بأنها أرسلت له بلوك
***
صفت السيارة أمام المنزل وترجلت متجه نحو الباب بخطوات واسعة ووقفت تفتح الباب بعنف ثم دخلت متجه نحو غرفة مكتب والدها.. اقتحمت الغرفة دون أذن ووقفت تلتقط أنفاسها بصوت مسموع.. بمجرد أن رآها اتسعت ابتسامته ونهض عن المقعد متجه نحوها وكاد أن يحتضنها لكنها تراجعت إلى الخلف..
حدق بها إلى لحظات بينما هي تساءلت بهدوء على عكس الفوضى التي تشعر بها :
-حضرتك رفضت حازم ليه؟!
-مش عيب لما تسألي السؤال ده؟!
-مش عيب طالما عايزه اعرف السبب
ردت بتلقائية ليتحدث هو بطريقة محاولًا إقناعها :
-حازم مش بـ يحبك يا ساره فكان لازم أرفض
قطبت جبينها بعدم تصديق وقالت بعدم اقتناع :
-عرفت أنه مش بحبني من أول مقابلة بينك وبينه
أشار إليها بسبابته وتحدث بعنف شديد :
-السبب والدتك هي اللي اتفقت معاه يرسم عليكِ الحب عشان تبعدك عني
-يا بابا من قبل موضوع حازم وانا معا ماما وكنت دايمًا باجي أطمن عليك.. ومفيش حد يقدر يبعدني عنك في اي وقت لو طلبتني هتلاقيني..
دخلت زوجته على صوتهم واحتضنت ساره مرحبة بها وأخذت تشتكي لها بحزن واضح :
-ينفع يا طنط بابا يغصبني على الجواز
لتنظر إلى زوجها في حده قائلة :
-محمد طلع الأفكار دي من راسك.. وساره من حقها تختار شريك حياتها
-ده لو بـ يحبها فعلا.. لكن هو داخل على طمع
لاحت ابتسامة ساخرة على ثغرها وقالت في دهشة :
-طمع!.. مستحيل يكون في ذرة طمع
حاول أن يقنعها بأن والدتها هي التي طلبت من حازم أن يرسم عليها الحب لكنها لا تصدقه ونفخت في شدقيها بسأم واضح ونظرت إلى زوجته تستنجد بها بنظراتها الحزينة المكسورة والتي انتبهت من نظراتها المكسورة جيدا لتقول بحنق شديد :
-هدى انسانة طيبة ومستحيل تعمل كده بالعكس انت عايز ساره تجوز واحد تبعك عشان تبعدها عن والدتها.. أنت ظلمتها كتير
-أنتِ بدافعي عنها
-أه عشان انا مع الحق.. ولو أجبرت ساره على الجواز هتعيش نفس تجربة والدتها
أومأ بالنفي عدة مرات لكن ساره كانت منتظرة أن والدها يقتنع بحديث زوجته لكن خاب أملها لتقبض قبضتها وقالت بنفاذ صبر ممزوج بالحزن واليأس :
-بابا أنا مستحيل أجوز غصب عني لو مش هجوز خالص.. بعد اذنكم
غادرت الغرفة بل المنزل بأكمله وضربت زوجته كف على كف وحاولت أن تقنعه لكن بلا جدوى.. فكل ما يفكر به هو امتلاك ابنته وبعدها عن والدتها عقابًا لها سأمت هي من كثرة الحديث وتركته وغادرت الغرفة.. خرج من المنزل وأخذ ينادي أحدهم فجاء ليعطي له عنوان منزل هدى وطلب منه أن يراقب ساره وإذا قابلت أحد يخبره على الفور لينفذ طلبه على الفور
***
" منزل هدى.. "
صف سيارته أمام العقار وانتظر إلى لحظات وخرجت ندى وجلست على المقعد المجاور له.. نظر إليها بابتسامة وهو يشغل محرك السيارة وقال بمرح :
-وحشتيني يا روبانزل
-أنت وحشتني أكتر
تحرك بالسيارة بينما هي بدأت ترتب أوراق الرسم وتراجع الذي حفظته عن الفنانين العالمين وتدعوا ربها أن يتم قبولها في الأكاديمية.. بعد دقائق أغلقت الأوراق وتساءلت عن حالة حازم وهي في قمة حزنها  :
-حازم عامل ايه؟!
أجاب عليها وهو ينتبه إلى الطريق  :
-بخير الحمد لله.. طالما بيحبوا بعض يبقى هيعدوا كل الصعب سوا..
أومأت تأكيدًا على حديثه ثم استندت بظهرها إلى المقعد تزفر بهدوء.. عند وصوله صف السيارة جانبًا وألقى نظره على المبنى ثم نظر إليها وقال مبتسماً :
-موفقه بإذن الله
قالت وهي تحتضن الأوراق :
-ادعي لي
-أكيد يا روبا نزل من غير ما تقولي
تنهدت بعمق ثم تساءلت في توجس شديد :
-يوسف أنا خايفة هي ممكن يسوماتي ييفضوها؟!
تحدث بجدية مصطنعة :
-طبعًا يسوماتك هتعجبهم عشان أنتِ محتيفه في اليسم وتصاميمك يوعة
اتسعت عيناها ووجدت نفسها تضحك وضربته على كتفه بعنف ضحك هو ايضا ضحكة خفيفة في حين قالت في بحنق :
-يخم وبايد
-يخم وبايد لا كده كتيي اوي..
لوت ثغرها بتذمر طفولي حيث تابع بجدية :
-بعشق لدغتك
رمقته بنظرة طفولية ثم ودعته وترجلت ومن ثم دلفت إلى الداخل.. أراح ظهره إلى المقعد وبدأ يعبث في الهاتف الخاص به حتى تنتهي من المقابلة.. وبعد لحظات أضأت شاشته باسم سيف ليجيب عليه فورًا وطلب منه أن يسأل ندى عن ملك بطريقة غير مباشرة.. وافق على طلب شقيقه كي يطمئن قلبه ثم تحدث معه عن التقديم
***
صف سيارته أمام النيل ونظر إليها نظرة سريعة ثم عاد بالنظر إلى الأمام وطال الصمت بينهم.. قام بفتح ثلاجة السيارة الصغيرة وأخذ عصير معلب ومد يده به إليها نظرت إلى العصير ثم أومأت بالنفي.. زم شفتيه بغضب شديد لكن تظاهر بالثبات وقال بهدوء مصطنع :
-أروح له تاني ده اللي هيريحك؟!
-مش عارفه.. مش عارفه ايه اللي هيريحني..
ثم نظرت إليه حيث تابعت بحده :
-أنت المفروض تعرف لوحدك.. مش عايز ليه تحارب عشاني ولا أنت فعلًا مش بتحبني زي ما بابا قالي
جز على أسنانه ولم يستطيع أن يتمالك أعصابه أكثر وألقى بالعصير إلى الأمام ليصطدم في زجاج السيارة واندفع :
-أبوكِ شايف نفسه وأنا مستحيل أروح للشخصية دي تاني.. وأنا متأكد أنه هيرفض..
حدقت به في ذهول ثم قامت بفتح الباب وكادت أن تنزل من السيارة لكنه أسرع في إغلاق الباب وقبض على مرفقها باليد الأخرى.. حاولت سحب ذراعها من قبضته لكنه شدد عليها وقال بحسم واضح :
-مستحيل أسيبك تمشي.. مفهوم؟!َ..
رفعت يدها الأخرى لتضع راحتها على فاها تبكي بحرقة ليترك مرفقها ومسك بكفها وضعه بين راحتي يديه وقال بهدوء :
-ساره أنا آسف انا فعلًا ما ينفعش أتسبب في دموعك..
رفع يدها إلى شفتيه وطبع قبلة رقيقة عليها لتسحب يدها من بين يديه تضمها إليها.. برغم غضبها الشديد منه إلا أنها شعرت بالخجل مما لاحظ خجلها ولاحت ابتسامة جانبية على ثغره وتحدث بهدوء :
-عشان خطرك هروح له تاني ورابع وخامس كمان وربنا ما يجيب رابع وخامس..
مسحت دموعها ونظرت إلى الاتجاه الثاني وهي تومئ بالإيجاب.. تناول العصير ومد يده به إليها من جديد وأصر أن تأخذه فأخذته وتناولت منه القليل كي تهدأ أعصابها.. مد يده صوب رأسها ومسح على شعرها لتبتعد برأسها عن يده ابتسم وقطب جبينه وقال مازحًا :
-خلاص بقى قولت هروح تاني وينعل الليـ..
قطع حبل كلماته لتنظر إليه في دهشة وتساءلت :
-كنت هتقول ايه؟!
-لاء مش هقول طبعًا
-لاء أنا لازم أعرف معلش
ميل برأسه إلى اليسار قليلًا وقال بمرح :
-ما بلاش ممكن تزعلي..
نفخت في شدقيها بسأم وطلبت منه أن يكمل كلماته ليبتسم بمرح ناظرًا إليها بحب واضح قائلا :
-اللي يزعلك..
لتنظر إليه نظرة عدم تصديق طويلة وقال بمرح :
-صدقيني ما هو مش معقول يعني هشتم والدك..
أومأت بتفهم وتابع هو مازحًا :
-لما ابقى لوحدي هشتمة..
حملقت به في دهشة ضحك ضحكة أخيرة لتجد نفسها تضحك رغمًا عنها توقف هو عن الضحك وقال بجدية :
-أيوه كده ردي لي روحي
***
بعد أن شعر بالسأم جعل من المقعد سرير وأراح ظهره.. وبعد دقائق دخلت ندى السيارة واضعة يدها على صدرها قام برفع نظارته الشمسية على رأسه وهو يرفع ظهره عن المقعد :
-عملتي ايه طمينني
-قبلوني الحمد لله
ثم تنهدت بعمق اتسعت ابتسامته وقال وهو يرفع المقعد :
-مبروك يا حبيبي
-الله يبايك فيك
تحرك بالسيارة وهي تطلع إلى شهادة القبول في سعادة بالغة ثم ضمتها إليها وتحمد ربها مرارًا وتكراراً.. ثم وضعتها داخل مستند وحاولت فتح ثلاجة السيارة بينما تساءل الأخير :
-بتكلمي أصحابك؟!
-أه طبعًا بكلم ميادة كل يوم.. ممكن تفتحها..
نظر إليها نظرة سريعة وانتبه إلى الطريق وقام بفتحها بكل سهولة.. أخذت العصير وقامت بفتحه وتناولت القليل ثم تابعت حديثها :
-ملك بقى كل ما اكلمها بتقصي معايا في الكلام
-وملك أخبارها أيه؟!
ابتلعت العصير وأجابت بتلقائية :
-الحمد لله بخيي
-الحمد لله.. دلوقت نروح نتغدى سوى واحتفل بيكي
عند وصوله صف السيارة أمام المبنى وترجلا ودخلا سويا ومن ثم سحب لها مقعدًا جلست عليه متمتمه بالشكر وجلس هو على المقعد المقابل لها.. جاء النادل وطلب الطعام المفضل لدى ندى لتنظر إليه بنظرة حب وإعجاب مستنده بوجنتها على قبضة يدها.. بينما غادر النادل نظر إليها مقطب جبينه وتساءل :
-بتبصي لي كده ليه؟!
-أصل أنت طلبت الأكل اللي بحبه
استند بمرفقيه إلى الطاولة وقال بنبرة حب :
-لازم أهتم بكل تفصيله في حياتك
ثم أخرج من جيب سرواله علبة صغيرة وقام بفتحها و وضعها أمامها.. نظرت إليها وأعجبت بها كثيرًا لكونها قلادة تحمل اسمه "Youssef♡ " أخرجت القلادة وضعتها على راحة يدها الأخرى وقالت بإعجاب شديد :
-تجنن بجد.. حلوه جدًا
ثم بدأت تضرب بقدميها على الأرض بطريقة طفولية من شدة إعجابها بها.. ابتسم وطلب منها أن تكف عن ذلك الجنان لكونهم في مكان عام.. ثم تنهد بهدوء وتحدث وهو يتأمل صفاء مقلتيها الخضراء بحب :
-كنت متأكد من نجاحك في امتحان القدرات.. وحتى لو بعيد الشر كنتِ فشلتِ أنا واثق من موهبتك
قالت بنبرة حب صادقة وهي ترتدي القلادة الصغيرة :
-أنا مبسوطة بقى عشان أنت واثق من حبي ليك.. وعشان كده جبت لي السلسلة عليها أسمك
اتسعت ابتسامته وحرك شفتيه بكلمة " بحبك.. " وضعت شعرها خلف أذنيها وأخذت ترمقه بنظرات من الخجل.. في حين جاء النادل و قام بوضع أطباق الطعام أمامهم..
تناول الاثنان الطعام ولم يخلوا من مزاح يوسف وتقليد لدغة ندى في بعض الكلمات.. بعد دقائق لفت نظرة امرأة ترسم أشكال على وجوه الأطفال.. أشار إليها كي تأتي وطلب منها رسمة قطة على وجه ندى التي حدقت به في دهشة.. جلست السيدة على المقعد أمامها وبدأت ترسم على وجهها شكل قطة..
بعد انتهائها أعطى لها المال التي طلبته وغادرت وتساءلت هي في تعجب :
-أيه الجنان اللي عملته ده!؟
-عشان أنتِ أجمل قطة في حياتي
رفعت أحد حاجبيها عندما تذكرت فيديو أرسله إليها من قبل وقالت :
-والقطة بتاعتك اللي بتنام في حضنك و بتبوسك مش خايف تغيي
-بتغيري من القطة؟.. طيب أيه رأيك لما تبقي مكانها
حدقت به في حده وقالت من بين أسنانها :
-أحتيم نفسك.. وأمسح الفيديو ده
-حاضر يا أجمل قطة في حياتي.. بحبك يا قطتي
أطرقت رأسها عندما شعرت بالخجل وابتسمت قائلة :
-بحبك
***
غادرت شمس اليوم ليظهر القمر والنجوم المتناثرة في السماء المظلمة.. جلس دكتور أحمد داخل غرفة مكتبه وعيناه على ساعة الحائط التي تدق الحادية والنصف مساءً.. قام بالاتصال على ابنه حازم من جديد لكن مازال الهاتف مغلقًا.. وضع الهاتف جانبًا واستند بجبينه على قبضتي يديه وبعد لحظات فتحت دكتور فاطمة الباب ووقفت تنظر إليه في حزن وتساءلت :
-مش هتنام يا حبيبي؟!
رفع رأسه عن يديه لينظر إليها وقال بهدوء حتى لا تشعر بالقلق :
-لسه براجع شوية مستندات خاصة بالشغل.. نامي أنتِ يا حبيبي
تقدمت نحوه ووقفت إلى جواره ومسكت بيده وقالت بهدوء :
-بإذن الله حازم مش هيسيب ساره طالما هو بيحبها.. وربنا يهدي والدها..
ثم طبعت قبلة على رأسه وقالت بحسم :
-مش هنام غير لما تخلص وتيجي
أومأ بالإيجاب ثم تركته وخرجت واستمع إليها وهي تتحدث مع سيف في الخارج تطلب منه ألا يسهر كثيرًا حفاظًا على صحة جسده.. في ذات الوقت أضأت شاشة الهاتف باسم " محمد.. " أخذ يتطلع إلى الاسم عاقدا بين حاجبيه إلى لحظات ثم رفع الهاتف وأجاب عليه.. اندفع الأخير بدون مقدمات :
-أسمع يا دكتور أحمد حذر ابنك ما يقربش من بنتي تاني وألا..
قطع حبل كلماته بنبرة فحيح مرعبة :
-إياك تفكر تهددني لأنك ببساطة بتهدد نفسك.. أنا اللي يقرب من ولادي بأكلة بسناني
-اسمع كلامـ..
-أسمع أنت إياك تفكر تأذي حد من ولادي عشان أنا ممكن أخلع دماغك عن جسمك
قال كلماته بصوت حاد ودخل سيف الغرفة على وجه السرعة عندما استمع إلى صوت والده العالي.. في حين أنهى الأخير المكالمة دون أن يستمع إليه وتساءل سيف في توجس :
-حضرتك كنت بتقول لمين الكلام ده؟!
تنهد بهدوء على عكس ما يشعر به من غضب وقال بصوت منخفض :
-ما تشغلش بالك يا حبيبي.. حازم وصل ولا لسه؟
-لاء لسه وكلمته كذا مرة التلفون مقفول
استمعا إلى صوت إغلاق الباب فأكد سيف بانه حازم ثم خرج ولحق والده به ليجدوا حازم يصعد الدرج واضعًا رأسه بين يديه نادى والده عليه بحده لينظر إليه بعدم وعي.. وهبط الدرجتين ووقف في مواجهته تساءل وهو يتفحصه بجمود :
-قابلت سارع إنهارده؟!
أومأ بالإيجاب وتحدث بنبرة ثقيلة :
-أه من بعد العصر
-وأنت جاي منين؟!
-كنت بلف شويه بالعربية
-أنت روحت لمحمد؟!
نفخ في شدقيه بسأم شديد عاقدا بين حاجبيه وقال بنفاذ صبر :
-أيوه يا بابا روحت اكلم معاه..
تابع حديثه وهو يلتفت بعدم وعي :
-هطلع أنام
قبض على مرفقه وأداره إليه ثانية وصفعه على وجنته بعنف.. لينظر سيف إلى والده في دهشة بالغة وعدم تصديق في حين تطلع حازم إليه في ذهول لكنه لم يكترث إلى نظراته وأخذ بتلابيبه بغضب شديد قائلًا :
-أنت سكران يا حقير.. دي التربية اللي ربتها لك
أسرع سيف بالوقوف بينهم وحاول أن يفلت شقيقه من قبضة والده وهو يقول بتأكيد :
-مستحيل يا بابا.. حازم مستحيل يشرب الشيء ده
أفلت شقيقه في حين اندفع والده في غضب شديد :
-سكران يا سيف.. شوف شكلة عامل ازاي ونبرة صوته
صعد حازم الدرج ومن ثم دلف إلى غرفته مغلقا الباب خلفه بعنف بينما هدأ سيف والده والذب تحدث وهو يلهث  :
-أطلع اقعد معاه يا سيف
عاد إلى غرفة المكتب بمجرد أن أنهى حديثه بينما صعد سيف إلى الطابق العلوي ودلف إلى الغرفة مغلقًا الباب خلفه وقال حازم بعصبية مفرطة :
-سيف من فضلك عايز ابقى لوحدي
تقدم نحوه وقبض على معصمه واتجه إلى المرحاض ساحبًا إياه خلفه ثم ساعده في وضع رأسه أسفل المياه الباردة كي يفيق.. ثم أغلق صنبور المياه ووضع المنشفة على رأسه وجفف شعره جيدا ثم خرجا من المرحاض وأراح حازم يدنه على الفراش..

جلس على حافة الفراش وتحدث بنبرة عتاب :
-لو الناس كلها شربت عشان مشكلة كلهم هيبقوا مدمنين   
-أنا غبي ومتهور.. مش عارف ازاي عملت كده
-فعلًا متهور وأحمد ربنا إنك وصلت البيت سليم
قال كلماتها بحده بالغة وحرك الأخير رأسه في كلا الاتجاهين وقال بنبرة ندم واضحة :
-الحمد لله.. الحمد لله.. استغفر الله العظيم..
ثم أردف بنبرة ضيق :
-ربنا مش راضي عني وبابا كمان مش راضي عني
-ربنا غفور رحيم.. وبابا أكيد هيسامحك عشان أنت ابنه
-لا إله إلا الله
***يتبع

رايكم يهمني جدا..
التفاعل ضعيف. ليه كده  ؟!!🙁🙁

عشق الدراسة الجزء الأول منـ" سلسلة عشق منذ الدراسة " سمر عمر..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن