"الفصل السابع.. ♥"

600 28 4
                                    

اذكروا الله يا جماعة الخير 🌴💙..

" الفصل السابع.."

" مرض القلب ولم تجد الدواء سوى عند الحبيب.. المياه الروح الطبيعة الشمس القمر أنت جميعهم.. قلبي لم ينبض إلا بحروف اسمك.. ولن أكون سعيدة إلا بقربك.."

" مساء اليوم التالي.. "

هبطت درج الكافية لتجد الأصدقاء حول طاولة فـ تقدمت نحوهم وجلست على المقعد شارده.. بينما يلعب مايكل مع ندى لعبة باليد والذي يضغط على إبهام الأخر يفوز.. أعلنت فوزها عليه كثيرا ليترك يدها وضرب على الطاولة لينظروا إليه في لهفة وهو يقول في تذمر :
-على فكره أنتِ غشاشة
ضحكت ندى بينما ضربته ميادة على كتفه بحنق قائلة :
-حرام عليك خضتني
قالت الأخيرة من بين أسنانها :
-خلاص مش هغش تانى
دخل كلا من سيف ويوسف في ذات اللحظة.. فتساءل خالد بلهفة عن موعد الرحلة ليجيب يوسف عليه :
-بكره
ثم نظر إلى ندى بحده.. بينما وقفت مايا أمام سيف وتساءلت بنبرة ناعمه :
-سيف هنقعد جنب بعض في الباص؟!
تنهد بسأم وهو يجيب بعدم قبول :
-لاء يا مايا
ثم اتجه صوب البار ليتناول مشروب بارد دون أن يستمع إلى ردها لتطلع إليه في دهشة ممزوجة بالحزن بفضل إهماله لها تلك الفترة.. ثم زفرت بحنق وجزت أسنانها بشدة وبعد لحظات نظرت إلى ملك بنظرة غل ممزوجة بالحدة البالغة.. ثم تقدمت نحوها متوعده لها بحديث يجعلها تستشيط من الغيظ.. سحبت المقعد وجلست لتفيق من شرودها ناطره إليها بجمود فقالت الأخيرة ببرود :
-طبعا أنتِ مش جايه..
تعجبت من كلماتها فابتسمت بخبث وتابعت بصوت منخفض :
-عشان والدك مستحيل يوافق على مصاريف الرحلة
رفعت حاجبيها ببرود ثم حركت رأسها في كلا الاتجاهين وهي تنهض عن المقعد متجه نحو الدرج دون أن تعطي لها اي اهتمام.. بينما كان سيف يتابعها وهو يتناول العصير وتأكد أن تلك اللعينة قالت لها شيئا جعلها تغضب..

وجد نفسه يجز أسنانه بحنق ويود ان يقبض على عنقها حتى تصعد روحها.. ترك العصير واتجه صوب ندى وقبض على مرفقها لتنظر إليه في تعجب وأخذها ليقفوا جانبا ثم تركها وقال بصوت منخفض :
-مايا قالت حاجة لملك ضايقتها
تساءلت بمكر :
-ويهمك في أي؟!
-بطلي عبط.. يوسف قالي أنه قالك ويا ريت ملك ماتعرفش حاجة
أومأت بالإيجاب ثم تنهدت بصوت مسموع وقالت :
- مش هقول.. وكمان هبقى اعيف " اعرف.. " منها مايا قالت اي
حرك رأسه موافقا فطلبت منه أن يأتي ويجلس معهم لكنه فضل أن يكون وحده قليلا.. فاتجهت صوب الطاولة لترى يوسف يتطلع إليها بحده دون أن تعلم السبب.. فـ تساءلت بالهمس :
-هو في حاجة حصلت؟!
نهض عن المقعد مشيرا لها بيده أن تأتي معه فنهضت ولحقت به حتى خرجوا إلى الحديقة المجاورة للمبنى.. وقفت أمامه تنظر إليه في انتظار إجابته ليقول بحنق :
-كنتِ واقفه تضحكي مع مايكل
ردت ببساطة :
-كنا بنلعب
تساءل بنبرة حاده تأكد غيرته عليها :
-واللعبة دي بدغدغة؟!..
رمته بنظرة عتاب وتحركت دون أن تجيب عليه ليمسك بمرفقها وقال بحنق :
-ندى انا بتكلم معاكِ يبقى ماتسبنيش وتمشي
سحبت مرفقها من يده وتحدثت بحزن :
-عايزني اقولك أي؟!
تنهد بهدوء وقال بجدية :
-ندى أنا بغير عليكِ.. انا بس اللي اتسبب في سعادتك وابتسامتك..
ثم أردف :
-مايكل اخويا وصديقي مستحيل اغير عليكِ منه.. لكن مش بالطريقة دي وغيرت لما لقيت حد السبب في ضحكتك غيري
أطرقت عينيها تعض على شفاها السفلية من الداخل وقالت بنبرة خجل :
-يعني كان لازم تتعصب.. ما كنت تقول الكلام ده بدون مقدمات
حرك رأسه تأكيدا على حديثه الجادي :
-أه لازم اعصب.. وانا اللي اعصب عليكِ.. مفيش حد يزعل أو يفرح حبيبتي غيري
لاحت ابتسامة بسيطة على ثغرها متمتمه :
-يخم و بايد " رخم و بارد.. "
ضحك ضحكة خفيفة وقال بنبرة شغف :
-هسامحك على الكلام ده عشان باللدغة القمر دي
***
جلست ملك على الفراش تضم قدميها إلى صدرها وارتكزت بذقنها على ركبتيها.. حزينة مكتئبة بفضل إهمال سيف لها طول الوقت كأنها نكره.. وكلما تذكرت تلعن قلبها على حبه له وللمرة الأولى تندم على حبها لسيف.. دائما ما تفكر به وهو لا يبالي..

ادارت رأسها ناحية ادراج الصدر وفتحت اول درج لتأخذ الجواب وبدأت تقرأ كلمات المرسل ثانية.. تذكرت سيف وهو يكتب بيده اليسار لكن خطه أفضل من هذا.. زفرت بسأم وشعرت بالحيرة لتضع الجواب كما كان وتغلق الدرج بعنف..

خرجت ندى من المرحاض و وقفت أمام المرآة ممسكه بآلة تجفيف الشعر قائلة :
-ملك أنا شوفت مايا بتتكلم معاكِ و واضع انها ضايقتك.. كانت بتقولك اي؟
ثم أوصلت المجفف بالكهرباء كي تجفف شعرها لكن انزعجت ملك من صوته عاقدة بين حاجيها وقالت بسأم شديد :
-اطفي استشوار الشعر ده عشان نسمع بعض..
ضغطت على زر الإغلاق و وضعته جانبا ثم جلست على حافة الفراش تنظر إليها باهتمام فقالت بهدوء :
-كانت بتقولي اني مش هقدر اروح الرحلة.. عشان بابا مش هيوافق يدفع فلوسها
-ولا يهمك بالعند فيها هتيجي
أومأت بالنفي وقالت بنبرة اهلكتها الحزن :
-لاء يا ندى أنا ماليش مزاج.. مش طايقة نفسي ولا المدرسة.. كل حاجة بقت مملة
مسكت بيدها وتساءلت في توجس :
-ملك حصل أي؟!
ردت بهدوء :
-فجأة حسيت اني مضايقة
-عشان كده لازم تيجي تغييي " تغيري.. " جو.. وانا معايا فلوس هدفع لك المصاييف
ربتت على يدها وابتسمت قائلة :
-شكرا يا ندى انا ممكن اكلم اخويا يبعتلي فلوس
أصرت ندى أن تتحدث معه الأن وتطلب منه المال فأخذت الهاتف واتصلت عليه ليجيب بعد لحظات وبعد تبادل السلام طلبت منه أن يقنع والدها بإرسال مبلغ ما.. ليرد بأسف :
-مستحيل يا ملك يوافق
لتنظر إلى ندى بخيبة أمل وقالت :
-عارفه يا مالك.. بس يعني ممكن تحاول معاه
-متأكد انه هيرفض.. أنا هبعتلك فلوس من معايا
قالت بلهفة :
-لاء طبعا.. مالك انت طالب زي وأكيد بتحتاج للفلوس اللي معاك
-طيب يا ملوكه أنا هحاول معاه.. المهم هي الرحلة امتا؟
أخبرته بموعد الرحلة وبعد حديث طال للحظات أنهت معه المكالمة ولوت ثغرها بحزن.. وقالت بخيبة أمل :
-مستحيل يوافق يا ندى انا عارفه بابا كويس
ندى بحسم :
-خلاص انا معايا فلوس.. ومستحيل ايوح وأنتِ مش معايا.. وبعدين احنا اخوات يا بنت
اتسعت ابتسامتها ثم احتضنتها عاقدة بين حاجبيها وقالت بنبزة صادقة :
-بشكر الظروف اللي جمعتني بيكي يا ندى.. بجد أحلى حاجة حصلت في حياتي
-عايفه عايفه
ضحكت ضحكة خفيفة قائله :
-يا سلام على الثقة
***
" بعد ثلاثة أيام.. "

في الصباح الباكر وصلت الحافلة وبدأ الجميع في وضع حقائبهم داخلها.. تقدم سيف نحو ندى ومسك بمعصمها ساحبا إياها جانبا دون سابق إنذار لتقول في تعجب :
-انت اي حكايتك مع السحب؟
تلاشى حديثها وقال بحنق :
-عايز أعرف مايا قالت أي لملك وبطلي كدب
فكرت إلى للحظات كيف تخبره أنها تعايرها بـ والدها البخيل وقالت بجدية :
-تمام انا مش عايزه اقولك عشان سى بيني وبين ملك..
ثم أردفت :
-لكن هقولك حاجة بسيطة.. هس ماكنتش عايزة ملك تيجي اليحلة " الرحلة.."
أصبح غضب على غضب من تصرفات تلك اللعينة.. فيما جاء يوسف بينهم وتساءل بهدوء :
-بينكم أسرار ولا أي؟
تساءل بمزاح :
-عندك مانع يا چو؟!
ربت على كتفه وقال مبتسما :
-لاء طبعا.. يلا عشان الباص هيتحرك
تحرك الثلاثة نحوه وقال سيف بمزاح :
-ندى هتنازل لك تقعدي جنب اخويا مستحيل اعملها ولو مع التخين
أعطت له تحية مرحه متمتمه بالشكر بينما أخرج مايكل رأسه من نافذة الحافلة قائلا :
-يلا يا جدعان اركبوا ولا مش ناوين تيحوا
ضربه سيف على يده وانتظر حتى صعدت ندى وتليها يوسف ثم صعد ليغلق السائق الباب.. نظر إلى المقاعد ليجد مقعد فارغ مجاور إلى ملك ويبدو أن الحظ ابتسم له.. تقدم نحوها وهو يخلع حقيبة الظهر خاصته وجلس على المقعد قائلا :
-بعد اذنك يا ملك هقعد جنبك
نظرت إليه بلهفة تحملق به في دهشة ثم تطلعت إلى الأمام وهي تومئ بالإيجاب.. جاءت نورا وتفاجأت بوجود سيف فجاء ينهض منعته بحديثها :
-لاء خلاص خليك هروح اقعد جنب ميادة
ثم عادت إلى ميادة لتجلس إلى جوارها كانت مايا تجلس على المقعد المقابل لهما وشعرت بالغيرة والغضب وأخذت لاما تهدئها فقالت من بين أسنانها :
-اهدى ازاي وهو قاعد جنبها
-أنتِ السبب ماكنش لازم تتكلمي معا عن ملك خالص
-من غيظي اعمل اي يعني أطق
مسحت على كتفها وطلبت منها ان تنام أفضل ثم أغلقت ستائر النافذة واستندت برأسها عليها.. قبضت قبضتها وقلبها تشعر وكأنه في الجحيم لم تتقبل فكرة بعد سيف عنها ليقترب من ملك..

شعرت ندى بالنعاس فاستندت برأسها إلى النافذة لتذهب إلى النوم بينما كان يوسف يقرأ كتاب وبعد دقائق تطلع إلى ندى فقام بإغلاق الستائر ورفع رأسها برفق ليضع وسادة صغيرة بجوار رأسها لتستند عليها ثم وضع الكتاب داخل الحقيبة واستعد للنوم هو الأخير..

على الجانب الآخر وضعت ملك يدها على ركبتها تحرك اناملها ليرى سيف الخاتم الذي قام بشرائه ابتسم قلبه قبل شفتيه وسحب سماعه الأذن قائلا :
-جميل الخاتم ذوقك حلو
لتنظر إلى يدها ثم نظرت إليه بابتسامة بسيطة وقالت بنبرة صوتها الرقيق :
-شكراً.. بس مش أنا اللي اشتريته
أومأ بتفهم ثم نظر إلى الأمام فنظرت هي إلي يده اليسار وتساءلت بفضول :
-أنت ازاي بتكتب بالشمال وخطك حلو
-سبحان الله.. بس خطي وحش باليمين
لاحت ابتسامة جانبية على ثغرها لكونها تتحدث معه ثم فتحت سحابة حقيبة الظهر خاصتها وتناولت دفتر وقلم لتعطيهم إليه قائله :
-اكتب جملة باليمين وجملة بالشمال
تطلع إليها للحظات من الشك ثم تناول الدفتر والقلم وتساءل بثبات :
-أكتب ايه؟!
-أي حاجة
فتح صفحة عشوائية ومسك القلم بالشمال يفكر في شيء حتى وجده وقال وهو يكتب :
-هكتب كوبليه من أغنية بحبها
أومأت بالإيجاب ونظرت إلى ما يكتب إليه " أنا عندي لعنيكي كلام ماحدش غيري في الدنيا يقوله في يوم من الايام ليكي او لناس تانيه.. ولو كل الكلام اتقال عنيكي في غربتي موال.." توقف عن الكتابة ليمسك القلم باليد اليمين وتابع " أنتِ موجه عالية جدا وبرغم اني في السباحة مش غشيم بس بإرادتي غرقت فيها.. أنتِ زي الأرض تمام وأنا منك شيلاني وأنا عايش حضناني لما بموت.. منك وليكي بعود.. "

ترك القلم فأخذته ورفعت الدفتر لتقرأ كلماته في صمت وتقارن بين الخطين والخط الذي أرسل الجواب لم تجد اي شبه لتشعر بالحزن لكنها لم تبين ذلك وقالت بمرح :
-خطك مش وحش اوي باليمين عادي كويس.. انا بقي خطي بالأتنين وحش جدا
اتسعت ابتسامته وقال ببساطة :
-عادي.. وبعدين يا ملك انا كبرت لقيت نفسي بعمل كل حاجة بأيدي الشمال عادي
-طيب قولي بقى اسم الأغنية اللي كتبتها
مسك بسماعة يمد يده بها إليها وقال بنبرة حب :
-انا كنت بسمعها.. اسمعيها معايا
رفعت حاجبيها في تعجب وبيد مرتعشة بفضل التوتر أخذت السماعة وضعتها في أذنها واستمعت إلى الأغنية معه وضمت الدفتر إليها.. اغمضت عينيها تستمع إلى دقات قلبها تدق في صدرها في توتر من السعادة لكونها تجلس إلى جواره وتشاركه بسماع أغنية مثل هذه.. ارتدى هو نظراته الشمسية السوداء لينظر إليها بطرف عينيه دون أن تراه.. أخذ يتحدث معها سرا لو تعلم مدى حبها في قلبه لكان كل شيء تغير الأن..

تمنى الاثنان عدم انتهاء الأغنية وتظل لوقت أطول لكنها انتهت فسحبت السماعة وطلبت أن يرسلها لها.. وبالفعل ارسلها ثم وضع الهاتف في الحقيبة واستند برأسه إلى المقعد رمقته بنظرة سريعة واستمعت إلى الأغنية وحدها لدقائق حتى انتهت ونظرت إلى سيف بنظرة حب ثم شغلت كاميرا الهاتف والتقطت له صوره لتضع الهاتف في الحقيبة ثم اغلقت الستائر واستندت برأسها إلى النافذة مغمضة عينيها..

"وصلت الحافلة في تمام الساعة الخامسة والنصف مساء.. "

هبط جميع الطلاب وأخذوا الحقائب.. نادت أستاذة سلمى على ملك لتقترب منها وأعطت لها ظرف أبيض داخلة كثير من الأموال وقالت :
-أخوكِ بعتلك الفلوس دي امبارح
تعجبت وهي تأخذ الظرف متمتمه بالشكر ثم تنهدت بعمق ولاحت ابتسامة على ثغرها.. ثم اتجهت نحو الفتيات و وقفت تساعدهم في عمل الخيمة..

توقف مايكل عن العمل و وقف يتناول المياه ثم سأل عن المرحاض ليقول يوسف وهو يرفع الخيمة :
-مش وقته يا مايكل
-هو مفيش حمامات هنا ولا أي يا عم ؟
تساءل بتوجس ليجيب عليه بجدية مصطنعة :
-أه طبعا مفيش.. أحنا في صحرا
قبض على عنقه يقول في دهشة :
-نعم ده أنا اقتلك انت و ندى
ضحك ضحكة خفيفة وطلب منه أن يهدأ ثم نظر اتجاه ندى يناديها لتقترب منه و وقفت تنتقل ببصرها بينهم متسائلة :
-نعم خيي " خير" ؟!
رد مايكل ساخرا :
-خيي يا ندى
لتضع يديها على خصرها تطلع إليه بغيظ فيما ضحك يوسف ضحكة خفيفة وضربه على كتفه بخفة كي يتوقف على مضايقتها ثم نظر إليها وتساءل عن مكان المرحاض بالتحديد همهمت ثم أشارت اتجاه اليسار وأخذت تصف له المكان بالتحديد فـ أعطى زجاجة المياه إلى يوسف وغادر.. تساءلت بابتسامة واسعة :
-أي يأيك " رأيك" في المكان؟
تطلع إليها بنظرة غزل قائلا :
-جامد.. مفيش أجمد من كده
رفعت حاجبيها في دهشة عاقدة ذراعيها أمام صدرها وقالت بمرح :
-أنت بتعاكسني يا استاذ ولا أي
يوسف بتأكيد متغزلا بها بنظراته :
-طبعا من حقي الجمال كله قدامي
اتسعت ابتسامتها وبعد لحظات من تبادل الحديث بينهم تركته وعادت إلى الفتيات تساعدهم في إكمال رفع الخيمة.. بعد وقت ليس بقليل انتهى الجميع و وضعوا مراتب أرضية من الإسفنج داخلها وبدأ سيف بإشعال النيران بمساعدة بعض الطلاب.. ثم جلسوا على سجادة كبيرة أمام الخيمة يتناولون الطعام.. اقتربت مايا نحوهم وجلست بالقرب من سيف الذي يتحدث :
-المكان رائع يا ندى بس المتعب عمل الخيم
أكدت مايا على حديثه بنبرة كبرياء :
-عندك حق.. أخرتها نقعد في خيم زي العرب
تساءلت ندى في تذمر :
-مالهم العايب يا مايا؟!
-ناس بيئة
قالت كلماتها باشمئزاز فـ ردت في حده :
-لاء طبعا دول أطيب ناس
لوت ثغرها بعدم قبول بينما تحدث يوسف بجدية :
-والطيب مايحبش غير الطيب اللي زيه
لتنظر إليه بعينين لامعتين من السعادة ليرفع حاجبيه بمرح ثم ادار رأسه ناحية سيف يسأل عن مايكل ليجيب عليه بأنه لا يعلم.. شعر بالقلق عليه وترك الطعام ينظر حوله ونهض فنهضت ندى وقالت بهدوء :
-تلاقيه مع حد من زمايله
-لاء أنا ماشفتوش من وقت ما كان بيسأل على الحمام 
ثم حاول أن يجد شبكة هاتف ليتصل عليه لكن بلا جدوى.. نهض الجميع واتفقوا عن يبحثوا عليه وكل منهم ذهب في اتجاه.. بدأ سيف يناديه بصوت عالي وأيضا خالد وملك تنظر في جميع الاتجاهات ولا يوجد به أثر.. وقفت أمام الشاطئ لترى القارب الكبير فقال خالد :
-يمكن في القارب ده
اتجه كلا من سيف وخالد نحوه وصعدوا إلى القارب يبحثون عنه لكن لا يوجد به أثر.. عصر سيف جبينه وتساءل بنبرة ضيق :
-أي القلق ده يا ربي
-خير هو كويس بس تلاقيه بيتمشى شويه

على الجانب الأخر بدأ يوسف يبحث عنه عند العرب برفقة ندى لكن ليس له أثر.. ضرب بقبضة يده على ساقه وقال بنبرة قلق :
-مالوش أثر.. أنا قلقان عليه
مسكت بيده وأخذت تطمئنه ثم بدأوا في البحث مجددا لمدة ليست قليلة.. بعد ذلك جلس على أحد مقاعد العرب وجلست ندى إلى جواره تنظر حولها في قلق واضح وهو يقول بنبرة قلق :
-خايف يكون حصله حاجة.. هتجنن عليه يا ندى
-لاء هو كويس بإذن الله.. ممكن نيوح نلاقيه هناك
***
جلس على صخره أمام الشاطئ وتقدمت ملك نحوه بمجرد أن رأته و وقفت أمامه تطلع إليه بحزن وقالت بهدوء :
-بإذن الله هيجي مع يوسف وندى
رفع رأسه إليها ونهض عن الصخرة متمتما :
-يا رب..
ثم أردف :
-هو بيحب اللف بس على الاقل يقول هيروح فين
أومأت بتفهم ثم نظرت اتجاه اليسار عاقدة ذراعيها أمام صدرها وبعد لحظات جاء يوسف برفقة ندى ليزداد القلق داخل قلوبهم وعصر يوسف جبينه عندما شعر بألم داخل رأسه.. ركضت مايا نحوهم و وقفت تساءل عنه فأجاب خالد :
-مالوش أي آثر
نفخت في شدقيها ناظرة إلى ندى بلؤم قائله :
-المكان فعلا شكله يتوه اظاهر اللي بيروح مابيرجعش
نظروا إليها بحنق وقالت ملك بهدوء :
-بالعكس المكان جميل هو بس أكيد بيتمشى شويه وهيجي
ابتسمت بخقه وتابعت ساخرة :
-انتوا تاعبين نفسكم على الفاضي.. ما في داهيه ده حتى كان عامل صداع
صدمت كلا من ملك وندى من حديثها الوقح بينما قبض يوسف قبضته وقال بعنف :
-أنتِ خسارة فيكي الرد
-سوري مش قصدي..
ثم تابعت بخبث :
-بس اللي جابنا هنا هو السبب
شهقت بفزع عندما قبض سيف على معصمها بقوة حتى ابيضت أنامله يتطلع إليها بنظرة حادة وتحدث بنبرة خشنة :
-عندك كلمة حلوه قولي  ماعندكيش امشي من هنا.. حالا
ثم تركها بدفعه لتتراجع خطوة للخلف ورمته بنظرة عتاب ثم ذهبت مهروله.. وذهب يوسف في الاتجاه الآخر لتلحق ندى به حتى تظل معه.. جلس على الأرض طالبا منهم ان يجلسوا إلى جواره نفذوا رغبته ونظرت ملك إليه لينظر إليها فـ ابتلعت لعابها بصوت مسموع وهو يتساءل بنبرة اهتمام :
-أخبارك أي يا ملك؟!
-الحمد لله بخير
أومأ بخفه ثم نظر إلى الأمام بينما هي أطرقت رأسها بابتسامة بسيطة وشعرت بالسعادة بمجرد أن طرح عليها ذلك السؤال البسيط لكن لم يكن بسيطا بالنسبة لها.. فقد ملكت السعادة بأكملها في لحظة..

بعد لحظات وقف مايكل يتطلع إليهم بهدوء قائلا :
-هاي يا شباب
نظروا إليه في دهشة على عكس ملك التي اتسعت ابتسامتها ونهضت تنظف ثيابها.. بينما نهض سيف و وجد نفسه يمسك بتلابيبه مندفعا :
-أنت كنت فين؟!
نظر إلى يديه في تعجب وأجاب ببساطة :
-كنت عند العرب بلف شويه
تركه ليضربه على صدره وصاح بحده :
-بقالنا ساعة بندور على حضرتك وانت بتلف بأعصاب بارده
وقف خالد بينهم ومايكل يرد بتذمر :
-الوقت عدى بدون ما أحس بيه يا سيف
جاء يقترب منه منعه خالد فأشار إليه بسبابته مندفعا بحده مفرطة :
-كنت تيجي تعرفنا الأول
-أهدى يا سيف عشان صحتك
قالها مايكل في قلق ليرد عليه بعصييه :
-مالكش دعوة بصحتي
انتقلت ملك ببصرها نحوهم وهي تقول بدفعه :
-بس انتوا الاتنين في اي
لينظر سيف إليها ناظرة حاده واندفع دون تفكير :
-مالكيش دعوه و بلاش تدخلي
حملقت به في دهشة حتى تجمعت الدموع حول مقلتيها ثم تركهم وذهب بعيدا فاعتذر خالد نيابة عنه لتحرك رأسها بخفه ثم غادرت.. لينظر مايكل إليها وقال بتأفف :
-غشيم شايف زعقلها ازاي
ربت على كتفه وبعد لحظات عاد يوسف إليهم ليجد مايكل فأخذ يرمي بنظرات عتاب ممزوجة بالحدة دون ان يتفوه بكلمة ثم اتجه نحو الخيم فـ مسك مايكل بمرفقه ليسحبه من يده بعنف قائلا :
-انا مش هتكلم معاك
وقف خالد أمامه يخبره بما حدث بينه وبين سيف فقال بتذمر :
-أحنا في صحرا يا خالد مش في مكان عام و يا عالم اي اللي حوالينا.. يعني المفروض يقول هو هيروح فين..
ثم نظر إليه وتابع بعنف :
-احمد ربنا ان مفيش حد من الاساتذة خد باله من اللي حصل ده
اقترب منه أكثر وأحاط كتفه بذراعه وقال بهدوء :
-يا چو أنا مش صغير.. العرب اتشديت لهم شويه والوقت سرقني
اقتربت ندى نحوهم و وقفت تتمتم :
-الحمد لله
بينما عقد يوسف بين حاجبيه بضيق ثم احتضنه بشدة ليبادله بذات العناق وقال الأخير بجدية :
-قلقتني عليك حرام عليك
رفع حاجبيه بمرح وقال بمزاح :
-عشان بس تعرفوا قيمتي
رد بجديه :
-عارفين قيمتك من غير حاجة
ثم قبلة على جانب رأسه وابتعد عنه قائلا :
-تعال معايا نروح لسيف
-روح انت وجاي وراك
غمز بمشاكسه قائلا :
-ماشي أعم ماشيه معاك زي السكينة في الحلاوة
ضربه على كتفه بخفه ليبتسم له ثم غادر برفقة خالد.. وقفت ندى أمامه تطلع إليه بشغف بينما هو تنهد قائلا :
-تعبتك معايا عشان خاطر الأستاذ
-لاء خالص.. الحمد لله انه كويس..
ثم أردفت :
-يلا على النوم بقى عشان صاحين بديي والمشواي كان طويل
اتسعت ابتسامته فـ لدغتها حقا تتسبب في سعادته تلقائيا ثم انحنى بجذعه قليلا مشيراً إلى الأمام قائلا :
-تفضلي أنتِ الأول سيدتي
ضحكت بمرح ثم مسكت بذراعه لتسير برفقته قائله :
-مع بعض يا سيدي
***
بدأ يبحث عن الطعام داخل الحقيبة ولم يجد شيئاً لينظر إلى سيف متسائلا :
-فين الأكل انا جعان؟!
-مستحيل اقولك مكانه
اقترب منه وابتسم بهدوء قائلا :
-يا سوفي نزوة وعدت
-مين نزوة دي؟!.. اسمع بلاش تحاول تثبتني
ثم تناول حقيبة مجاوره ليعطيها له فأخذ منها سندويتش وبدأ يأكل بلهفة جوع ثم همهم وقال بمزاح :
-اللي خلاني أرجع الجوع بس مش اكتر
مسك بالوسادة ألقى بها في وجهه ليضحك ضحكة خفيفة بينما دخل يوسف جلس إلى جوار شقيقه الذي يأخذ الوسادة ثانية وضع رأسه عليها.. نظر يوسف إليه متسائلا :
-هتنام دلوقت؟
رد بنبرة نعسان :
-أه صاحي بدري مش قادر
-ازاي يجيلك نوم بعد اللي عملته في ملك؟!
تساءل خالد بجديه ليرفع رأسه عن الوسادة ناظرا إليه في تعجب قائلا :
-أنا عملت أي؟!
-أنت نسيت انك عصبت عليها جامد
تحدث يوسف بنبرة عتاب :
-ليه كده يا سيف.. بعدين العصبية غلط عليك بطلها بقى
زفر بسأم قائلا :
-كنت مضايق وعصبت عليها بدون قصد
-أنت غلطان يا سيف
هكذا تمتم مايكل فضربه على كتفه بخفه وقال بحنق وهو ينهض يرتدي حذائه :
-أنت السبب أستاذ مايكل
ثم خرج من الخيمة يبحث عنها وهو يتمنى أن تكون لا زالت مستيقظة.. لكنه لم يراها أمامه فاتجه نحو الشاطئ وهو يغلق سحابة معطفه الأسود القطني و وضع يديه في جيبي معطفه ثم وقف أمام الشاطئ ينظر إلى المياه تتحرك ببطء بفضل الرياح الخفيفة.. كانت ملك تمضي أمام الشاطئ عن بعد ورفعت رأسها لتراه قريب منها.. وقفت مكانها تناظره بنظرة عتاب فأدار رأسه اتجاه اليمين ليراها لتستدير هي نصف استدارة ناظرة إلى البحر واضعه شعرها خلف أذنيها وفجأة شعرت بالضيق.. فكلما تذكرت طريقة حديثه معها كلما ضاق صدرها عليها..

ثم تنهدت بعمق والتفتت متجه نحو الخيم لكنها توقفت مكانها عندما استمعت إلى نداءه وأخذت تفرك في أصابع يديها في توتر.. ثم التفتت إليه بحزن أشار لها أن تقترب منه لتجد قدميها تأخذها نحوه حتى وقفت أمامه تنظر إلى الأرض.. جلس أمام الشاطئ طالبا منها أن تجلس إلى جواره لتنفيذ رغبته.. فكر للحظات وسيطر على كبريائه أخيرا ليجد نفسه يقول :
-أنا أسف مش قصدي اني أعصب عليكِ
ابتسمت وتحدثت برقه :
-حصل خير كنت عارفه انك مضايق
اعتذاره لها كان شيئاً كبيراً لتجد قلبها ينبض من السعادة وكأنه لم يجرحها يوما ما.. وفاجئها بسؤاله :
-قابلتي الاعتذار ولا لاء؟
أومأت بالإيجاب ثم قالت في دهشة :
-أنت من امتا بتعتذر
رد بتأفف :
-الأنسان بيتغير يا ملك
-اه صح.. لكن انت عصبت عليا قبل كده و ماعتذرتش..
تساءل عن ذلك الموقف لتخبره بيوم الخروج وعندما أخذت رأيه في الفستان ومن ثم اندفع في وجهها ليتذكر جيدا وقال بجديه :
-أه بس أنا ماكنتش غلطان عشان أعتذر
قالت في دهشة :
-لاء غلط انت زعقت في وشي
-فكري كويس عصبت عليكِ ليه وأنتِ تعرفي اني مش غلطان
لتنظر أمامها في حيره وبعد لحظات من الصمت اشتد الهواء فمسحت على ذراعيها لينتبه لها وحدث نفسه بأنه يود أن يحتضنها الأن ليطبق ذراعيه عليها ويضمها بشده حتى يلتصق بها ويشعر بدفء عناقها.. وجد نفسه يفتح سحابة المعطف ليكون له نصيب في عناقها بدلا منه.. وضعه على كتفها لتنظر إليه بلهفة وهو يقول بجمود :
-اللبسي الجاكيت عشان الجو برد..
حدقت به في تعجب فـ لاحت ابتسامة جانبيه على ثغره وقال :
-بقولك اللبسي الجاكيت
فاقت على نفسها لترتدي المعطف لتشعر بالهوس عندما اخترقت رائحة عطره الرجولية انفها.. بدأت تلتقط أنفاسها بعمق كي تستنشق عطره بعمق ثم تحدثت بصوت منخفض :
-بس أنت كده هتاخد برد
-لاء جسمي بيستحمل.. عندي عضلات..
قال آخر كلماته بمزاح فاتسعت ابتسامتها وتطلعت إلى البحر فـ قال بحماس :
-الميه بتغريني.. بفكر انزل اسبح شويه
اتسعت عينيها وخرجت شهقة من بين شفتيها ناظره إليه في دهشه قائله :
-أكيد بتهزر
-خالص.. اي المشكلة لو نزلت؟
-الجو برد اولا ثانيا احنا بليل والبحر خطر
قطب جبينه وتساءل بمكر :
-خايفة عليا؟!
نظرت إلى الأمام تبتلع لعابها في توتر وأجابت سرا بكل وضوح نعم تشعر بالخوف عليه وتعشقه أكثر وأكثر.. ثم تحدثت بنبرة ارتباك واضحه :
-أ آ لاء.. لـ لكن مستغربه
رفع يده وضعها على شعره من الخلف مداعبا و وجد نفسه يسألها :
-ملك أنتِ ليه كنتِ بتصوريني وانا نايم؟!
***يتبع
رايكم يهمني وكومنتات كتير بقى تشجعني 💙🌴..
بقلمي سمر عمر ✍🏻✍🏻..

عشق الدراسة الجزء الأول منـ" سلسلة عشق منذ الدراسة " سمر عمر..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن