" الفصل الخامس.. 🌱"

554 30 3
                                    

" الفصل الخامس.."

" أحيانا حديث العيون أفضل بكثير.. فـ عندما تتقابل العيون يبتسم القلب رغما عن مالكة.. حقا الحب أعجوبة لكن عشقه لها الأعجوبة نفسها .."

تناولت الهاتف وقامت بتشغيل اغنية ثم وضعت الهاتف جانبا وضمت قدميها إلى صدرها.. بعد لحظات دخلت ندى مغلقة الباب خلفها واتجهت صوب فراش ملك وجلست على حافته تساءل عنها فـ قالت برقة :
-ندى أنا مش قادرة اطلع سيف من دماغي.. انا بحبه فعلا وأخدت قرار اني مش هستسلم
مسكت بيدها وقالت بابتسامة واسعة :
-صح كده.. إياكِ تتنزلي عن حبك
ابتسمت لها بود ثم نهضت ندى وشغلت اغنية من الهاتف الخاص بها  لتفصل ملك اغنية هاتفها.. وضعت الهاتف علي المنضدة المجاورة إلى الفراش ثم تناولت اثنان من فرشاة الشعر وأعطت واحدة إلى ملك متسائلة :
-تعيفي الأغنية دي؟
أخذت الفرشاة تومئ بالإيجاب فـ طلبت منها أن تشاركها بغناء تلك الأغنية.. ثم وقفت على الفراش الخاص بها ونهضت ملك أيضا وبدأت بالغناء وهي تتمايل على أنغام الأغنية :

" 🎵 صعب دا يتساب.." ردت الأخيرة بمرح " يوحو قولو له.." لتضع ملك راحتها على قلبها قائلة " قلبي خلاص داب" وضعت ندى يدها على جانب رأسها متابعة " ينهاي أبيض" " في كده معقول" ردت ندى بشغف " جننوني" " خدوني عيونه دول" " واحلفو له" ردت ملك بإصرار " ايوه دا بالذات " اللي يبقى " بينه وبيني حكايات.. " مهما ادوي.. ادور'".. حركت ملك رأسها في كلا الاتجاهين بمرح قائلة " مش هلاقي في الناس"..   " حد زيه" ردت ملك " رقيق كده حساس.. روحه حلوه" " ندى : ضحكته يقته ' رقته" " ملك : عيني يا عيني عليه" ردت ندى بهيام " لهفتي دنيتي" " ملك :كل دا ملك ايديه" " ندى : لو يضي هبتدي "" ملك :عمري من تاني لي.. "

توقفوا عن الغناء يستمعوا إلى الألحان يتمايلوا عليها بمرح ثم بدأت ندى بالغناء" هتجنن بيه " اتسعت عيني ملك قائلة" مش طبيعي "" ندى : يا اخواتي عليه " ملك : مين يقول له" لتشير ندى إلى نفسها قائلة " اننا عايزاه" " ملك : واني بحلم" ردت ندى بهيام " بحياتي معا" " ملك : مالي عيني" " ندى : ياسي كده وتقيل" ردت ملك بنبرة إعجاب "مش بلومة" " ندى : وأنا وأنا بالي طويل" أعطت ملك التحية بابتسامة شقية قائلة " ماشي يا سيدي " ندى : حواليا كتيي "" ملك : بس قلبي " ندى :متعلق بيه" 🎵..

أعادوا بعض الكلمات لتدخل ميادة فانزعجت من الصوت العالي لتضع رأسها بين يديها.. وبعد لحظات انتهت الأغنية لتتحدث بحنق :
-اه اتلمت الهبلة على الأهبل منها
ضحك الاثنان وقالت ملك بجدية :
-ولا تقلقي مش هنعملك اي دوشة
-أه واضح طبعا
قالتها بسخرية فـ قالت ندى بمرح :
-بس الأغنية لايقة عليهم جدا
أومأت ملك بتأكيد فيما جلست الأخيرة على المقعد قائلة :
-المديرة عايزة تطلع رحلة لكل فصل على حسب رغبة الطلاب
صفقت ندى بمرح قائلة :
-الله حلو اوي
***
"صباح يوم جديد.. "

بعد انتهاء الشرح جلست أستاذة " سلمى.. " على المقعد الخاص بها وتساءلت عن المكان الذين يرغبون به.. ليرفع سيف رأسه عن الكتاب إليها قائلا :
-لسه بنتفق
ردت مايا مسرعة :
-شرم الشيخ طبعا
وافقت سلمى على رأيها وبعض الطلاب فنظرت ندى إلى ميادة بحزن لتراها ميادة بعد لحظات ثم نظرت إلى أستاذة سلمى معترضة على ذلك القرار :
-لكن أنا وندى مش حابين شرم
لتنظر الأستاذة إليها باهتمام واضح متسائلة :
-ليه يا ميادة؟!
-عشان روحنا شرم كتير
التفتت مايا ناظرة إليها بعدم قبول قائلة :
-ونروح رابع وخامس أنتِ أي مشكلتك
ميادة بحنق :
-بس فيه طلاب مش موافقين على شرم
صاحت بحده :
-ما عنهم ما جم وانا مالي
لترد الأخيرة من بين اسنانها :
-اتكلمي معايا بأدب و ماتعليش صوتك
كادت أن تندفع بها إلا أن أستاذة سلمى ضربت على المكتب بكف يدها لينتبهوا إليها وهي تقول بحده :
-ما تقوموا تضربوا بعض احسن
اعتذرت ميادة بحزن أما مايا فاعتذرت بحنق.. بينما نظرت ملك إلى ذلك الحبيب الذي لا يبالي وجدت نفسها تجز اسنانها وتخبر نفسها أنه حقا أحمق متعجرف سيء.. قالت أستاذة سلمي بتذمر :
-المناقشة تبقى بهدوء.. مين بقى مش عايز يروح شرم؟
استدار سيف نصف استدارة ليجد نفسه مقابل ملك ناظرا إليها والذي تطلعت إلى الأمام فورا تبتلع لعابها باضطراب شديد استفز معادتها فـ تطايرت فراشاتها إلى قلبها الذي بدأ يقرع كالطبول.. بينما نهضت ندى عن المقعد تخبر أستاذة سلمي انها لا تود الذهاب إلى شرم..

ابتسمت بود قائلة :
-أنتِ البنوته الجديدة..
أومأت بالإيجاب فـ تساءلت باهتمام :
-مش عايزة تروحي شرم ليه بقى؟!
-أنا من شيم وزهقانا منها
أشارت لها أن تجلس لتنفيذ رغبتها وطلبت أستاذة سلمي أن يختاروا مكان أخر لتزفر مايا بحنق وتحدثت بحده :
-لو مش حابة تيجي فأقعدي هنا ومتجيش أحسن..
ثم استدارت إليها وتابعت ببرود :
-اقعدي احرسي المدرسة
رفعت ندى حاجبيها في تعجب بينما لم يستطيع يوسف أن يصمت و اندفع بحده :
-اتكلمي معاها كويس يا بتاعة أنتِ
بينما تتابعهم أستاذة سلمى بعدم قبول لطريقة حديثهم مما شهقت مايا ناظرة إليه بحنق قائلة :
-أنا مش بتاعة واتكلم معايا كويس
كاد يوسف أن يرد إلا أن صفعها سيف بشدة على كتفها قائلا :
-اتكلمي مع اخويا بأدب
حملقت به في غيظ فيما تحدثت أستاذة سلمي بضجر :
-مفيش فايدة فيكم.. قولت بلاش الطريقة دي في المناقشة..
أشارت إلى مايا تتابع بحنق :
-وأنتِ تحترمي زملائك
عقدت ذراعيها تزفر بغضب واضح بينما قال سيف بهدوء :
-احنا هنتفق على أسوان بإذن الله
وافقت أستاذة سلمي علي قراره وبعض الطلاب لكن نظرت لاما إليه بحزن قائلة :
-أسوان اي يا سيف.. شرم احسن بكتير
أكد خالد على حديث لاما لينظر سيف إليه بهيام مصطنع ساخرا لتراه ملك و وجدت نفسها تبتسم على طريقته تلك.. وبعد لحظات أخبرتهم مايا بأنها تود أن تذهب إلى شرم فقال سيف بنبرة جادة ساخرة :
-وأحنا مش عايزين شرم.. من رأى تقعدي أنتِ هنا تحرسي المدرسة وتنضفي الغرف كويس عم نيجي
ضحك الجميع على كلمات سيف بينما هي التفتت ناظرة إليه بحده بالغة فـ رفع حاجبيه إليها بمرح.. ثم تطلعت إلى الأمام في صمت على عكس الغضب المستحوذ عليها بالكامل..

نظرت ملك إلى سيف بنظرة حب لكنها محتفظة بابتسامة رقيقة على ثغرها شاردة في ابتسامته كم هي رائعة جذابة.. استدار إلي يوسف لتتقابل تلك الزرقاء البراقة مع بنيتها الرائعة ليصبح لهما مزيجا مميزاً خاص بهما.. شيء ما جعلها تنظر إليه رغم رؤيته إليها و وجد نفسه يبتسم إليها ابتسامة جانبية خاصة بها لتفيق على نفسها وتطلع إلى الأمام في ثبات دون أن تبادله بابتسامة.. لينظر هو إلي شقيقه يتحدث معه..

بعد انتهاء الحصة خرجت أستاذة سلمى وهي تتمنى لهم أن يتفقوا على مكان للرحلة.. وبعد لحظات دخل مستر جمال وبعد تبادل السلام بينهم بدأ بالشرح والكتابة على السبورة البيضاء.. التفت يوسف برأسه إلى ندى يتطلع إليها بحب ليلفت نظرها لكن سرعان ما اشاحت بوجهها بعيدا.. لينظر إلى الأمام يحك ذقنه ثم تناول القلم وكتب لها شيئا ثم طوى الورقة وألقى بها ناحيتها.. انحنت بجذعها لتأخذها وفتحت لتفحص كلماته بعينيها " بعشقك وأنتِ مكسوفة.. " ابتلعت لعابها بصوت مسموع واصطبغت وجنتيها بحمرة الخجل فـ اتسعت ابتسامته ذائبا في عشق تلك الوجنتين الرائعتين.. لم ينتبه من التفات شقيقه له يناديه بالهمس لكنه لم يستمع فقط شاردا في تلك الفتاة التي سرقت عقلة قبل قلبة وأخذتهما لتضعهما داخل قلبها الصغير..

انتقل سيف ببصرة بينهم فتصنع الهيام وهو يقول بنبرة منخفضة :
-يا حنين
لينظر شقيقه إليه بلهفة متسائلا :
-نعم عايز أي؟
رفع حاجبيه بمكر هامسا :
-مش مركز معايا يا چو.. ندى أخدتك مني وكده هبتدي أغير
كاد أن يتحدث لكن مستر جمال انتبه إلى حديثهم الجانبي وأمرهم بالوقوف.. فـ نهض الاثنان عن مقاعدهم وأخذ الأخير يوبخهم عن عدم التركيز وتساءل عن ماذا يتحدثون ليجيب يوسف :
-سيف بس كان بيسألني عن حاجة
-والحاجة دي ممنوع اعرفها
زم سيف شفتيه يومئ بتأكيد وقال :
-ايوه عشان دا سر بينا
غضب من كلماته مشيرا إلى الباب وقال بحده :
-طيب يلا كملوه أسراركم بره
اندهش الاثنان للمرة الأولى يتعرضوا لذلك الموقف.. أعاد كلماته فكلا منهم وضعوا أغراضهم داخل الحقيبة وخرجوا من الفصل.. وقفوا في الخارج ينظرون إلى بعض وقال سيف بمزاح :
-ارتحت يا حنين..
حملق به للحظات ثم ضحك فقهقه سيف عاليا ثم مسك بيده وسار برفقته قائلا :
-نتصل بقى على الباش مهندس أحمد نطمنه على مستقبل ولادة
***
" مضى النهار سريعاً ليأتي الليل.. داخل الكافية.. "

جلس الجميع حول الطاولة يتناقشوا في أمر الرحلة وقد اتخذوا قرارهم.. وقفت ندى أمام الدرج مع يوسف تتناقش معه وقال بجدية :
-ماكنتش حابب رحلة شرم خالص عشان خطرك
اخذت تفرك في أصابع يديها في توتر وقالت بهدوء :
-عادي بقى.. والمكان اللي قولت عليه جديد و كويس..
تأملها بحب متغزلا بها بنظرات عاشق تنحنحت بخفه وقالت في توتر :
-هطلع أنا بقى عشان اقول لميادة وملك
-وأنا هتكلم مع سيف واحصلك
أومأت بالإيجاب ثم تركته وصعدت الدرج وعاد هو إلي شقيقه.. اتجهت نحو غرفتها وقبل وصولها بخطوتين تفاجأت بأحدهم مسك بمعصمها فالتفتت لتشهق بفزع فور رؤيتها لماجد.. قال من بين أسنانه :
-ندى عايز اتكلم معاكي
حاولت سحب معصمها من يده ليشدد في امساكها فاندفعت في وجهه :
-مش عايزه اتكلم معاك هو بالعافية
صاح بحده :
-كل ده عشان يوسف؟!
ثم مسك مرفقها الثاني وأخذ يحركها بقوة كي تكف على محاولة التحرر منه لكنها لم تيأس.. وضع قدمه خلفه قدمها كي يجعلها تسقط على ظهرها متأوه و وجدت نفسها تبكي من ألم مفاجئ شعرت به في منتصف ظهرها.. جلس إلى جوارها قابضا على عنقها فأخذت تسعل تلتقط أنفاسها بصعوبة.. أما هو فـ الغيرة والحقد والانتقام استحوذوا على قلبه وعقلة بالكامل وقال بنبرة خشنة :
-مش هسيبك بالسهولة دي انتِ فاهمة
أخذت تفرك بقدميها وجحظت عيناها ويبدو بأنها تلتقط أنفاسها الأخيرة.. في ذات اللحظة صعد يوسف الدرج متجه نحو غرفتها ليرى ذلك اللعين يحاول قتلها دون وعي منه.. ركض إليه وقبض على كتفيه ليسحبه بعيداً عنها و وقف أمامه يسدد له أقوى الضربات وهو يلعنه.. بينما رفعت ندى رأسها عن الأرض واضعه يدها على عنقها تسعل بشدة حتى أحمر وجهها.. لقد سيطر الغضب عليه بالكامل وركله في بطنه بقوة ليسقط على ظهره وتعالاه ليسدد له عدة ضربات متتالية وهو يصيح به بعصبية مفرطة..

خرجت كلا من ملك وميادة على ذلك الصوت العالي فشهق الاثنان بهلع فور رؤيتهم بهذا الشكل وجلست ملك إلى جوار ندى تمسح على وجنتيها وتناديها بتوجس لكنها لم تجيب عليها واغشيا عليها.. أخذت الأخيرة تفرك في أصابعها علها تفيق لكن بلا جدوي فـ نهضت راكضة إلى الغرفة لتعود بزجاجة مياه و وضعت القليل على وجنتيها.. بينما رأت ملك يوسف وهو يقبض على عنق ذلك اللعين فقالت بنبرة بكاء :
-يوسف هيموت في ايدك.. سيبه يا يوسف
لم يهتم لحديثها لكن تفاداه ماجد وحاول أن يفلت من يديه لكن لم يستطيع وقبض على عنقه من جديد ليشعر بالاختناق وأخذ يلتقط أنفاسه بصعوبة.. بينما ركضت مياده إلى الدرج تنادي سيف بصوت عالي فاستمعوا إلى ندائها وركض سيف نحو الدرج لتطلب منه أن يلحق بيوسف.. جحظت عيناه وصعد بخطوات سريعة ولحق بأخيه قبل أن يرتكب تلك الجريمة.. حاول ماجد أن ينهض لكنه سقط من جديد.. تحرر يوسف من يدي أخيه الذي يوبخه بشدة عن عدم السيطرة على غضبه وكان سيقوم بفعل جريمة بشعة كانت ستضيع مستقبلة..

ركض إلى ندى وأخذ يربت على وجنتها برفق وطلب المياه :
-ميه بسرعة أو برفان
قالت ملك بحزن وهي تنهض عن الأرض :
-هجبلك حالا
اوقفها سيف بحديثه وهو يلهث بصوت مسموع :
-لاء بلاش.. لازم تروح مستشفى
انتبه يوسف من صوت شقيقه المرهق تأثيرًا من الركض فالتفت برأسه ناظرا إليه بتوجس وتساءل بصوت منخفض :
-أنت كويس
ربت على كتفه يخبره بأنه بخير ثم تحسس على جيوبه ليشعر بمفتاح السيارة ثم اتجه نحو الدرج الثاني.. حملها يوسف على ذراعيه ولحق بشقيقه ومعه كلا من ميادة وملك أما عن مايا التي كانت تشاهد عن بعد كبقية الطلاب شعرت بالخوف للمرة الأولى من أن ماجد يخبرهم بأنها اتفقت معه على شيء وهي حقا لم تقل له شيئا..

فتح لهما السيارة ليضع ندى على المقعد الخلفي وجلست ميادة إلى جوارها وهو من الجانب الأخر.. فيما فتح سيف الباب الأمامي إلى ملك فدخلت ليغلق الباب ثم لف إلى الباب الأخر وجلس أمام المقود ليغادر بهما سريعا
***
إشاعة شمس الصباح القوية اخترقت الغرفة بواسطة النافذة.. فـ قام يوسف بإغلاق الستائر حتى لا توقظ كلا من ميادة وملك.. ثم خرج مغلقا الباب خلفه بهدوء وانتظر للحظات وجاء سيف تساءل بلهفة عن حالة ندى ليرد بهدوء :
-الدكتور بيقول انها كويسه جدا الحمد لله
-الحمد لله.. طيب أنا هروح المدرسة وجاي تاني
ليقبض على مرفقه وقال بتوجس :
-يوسف ابعد عن ماجد وفكر قبل ما تعمل حاجة تتحاسب عليها
تحدث بهدوء كي يطمئن شقيقه :
-ماتخفش انا بس هقول لمديرة المدرسة على اللي حصل وهياخد جزاؤه
ترك مرفقه وأعطى له مفتاح السيارة لكنه رفض وأخبره بأنه سيذهب بسيارة أجره.. ثم غادر وظل سيف ينظر إليه حتى اختفى من أمامه وبعد ذلك دخل الغرفة مغلقا الباب خلفه بهدوء.. ليرى ميادة واضعة رأسها على الفراش جوار ندى نائمة وملك محتلة المقد نائمة عليه..

اتجه صوب الفراش و وقف إلى جواره ليضع راحته على جبين ندى ليشعر بحرارتها العالية.. تركها واتجه نحو المقاعد وجلس على الاريكة المجاورة إلى مقعد ملك ليجد نفسه ينظر إلى تلك الأميرة النائمة ليحدث نفسه.. بأنها حقا رائعة بسيطة في كل شيء حتى ملامحها الصغيرة ذلك اللون الخمري صنع خصيصا لوجهها الرائع.. احتارت عيناه بين ملامحها فأخذ يفحصها بدقة بداية من شفتيها حتى شعرها الأسود والذي ترك بعض الخصل على عينيها..

جاء له شعور مفاجئ بأنه يود أن يلمس وجنتها ليقترب منها ورفع يده صوب تلك الخصل الذي تخفي عينيها النائمة وأزاحها بعيدا.. ثم مسح على وجنتها برفق وهبط بيديه حتى شفتيها ليضم يديه إليه قبل أن يفعل شيئا جنونيا ويقبلها مثلما يريد..

اكتفى بالنظر إليها بتدقيق يتغزل بها بنظراته كعادته.. بعد لحظات تحركت ليعلم بأنها على وشك الاستيقاظ ومع ذلك لم ينظر إلى شيء آخر.. رفعت حاجبيها تفتح عينيها تدريجياً ونظرت حولها حتى رأت سيف قريب منها يتطلع إليها بثبات.. نظراتها له بمثابة الصدمة غير مستوعبة وجودة لكن بعد لحظات فاقت على نفسها لتعتدل في جلستها وهي تشعر بالخجل الشديد ودقات قلبها تدق في معادتها وصدرها.. قال بصوت مبحوح :
-صباح الخير يا ملك
لم يعلم هل خرج القلب من بين أضلعه ام اهتز منتفضا من السعادة بمجرد أن نطق باسمها.. لكنها شعرت وكأنها تسمع اسمها للمرة الأولى لتجد نفسها تشجعت ونظرت إليه بترجي أن يناديها ثانية بتلك النبرة التي تحمل معاني الحب والوفاء.. تتحدث عيونهم بالعشق الأبدي لكن هي ردت بنبرة رقيقة :
-صباح النور
تطلع إلى الأمام يتنهد بعمق وهدوء وكأن نبرة صوتها الأكسجين الخاص به.. تساءلت عن حالة ندى باهتمام :
-ندى عاملة ايه؟!
-بخير الحمد لله
استيقظت ميادة لتنظر إلى ندى وفي ذات الوقت دخلت دكتورة فاطمة بعد أن اخبرتها موظفة الاستقبال عن وجود أبنائها في المستشفى.. لم يتفاجأ سيف بها لكونه يعلم جيداً أنها ستعلم بوجوده بمجرد ان تصل.. وقفت إلى جوار ندى تفحصها لتنهض ملك متجه صوب الفراش و وقفت إلى جوار ميادة.. بعد انتهاء الفحص أوقفت المحلول الذي على وشك الانتهاء ثم نظرت إلى سيف وقالت بحنق :
-ماتصلتش بيا ليه اجي اشوفها بنفسي..
كاد أن يتحدث لكنها تابعت من بين اسنانها :
-فعلا أنا ماعرفتش اربي
نظر الفتيات إليها في دهشة فيما نهض سيف متجه نحوها و وقف أمامها يزم شفتيه قائلا :
-نتكلم في البيت..
ثم نظر إلى الفتيات يعرف والدته عليهم ثم أشار إليها قائلا :
-دكتورة فاطمة أمي..
ضربته على صدره بخفه فابتسم قائلا :
-اسف اقصد اختي
رحبوا بها كثيرا وعبرت ملك عن سعادتها لرؤيتها فاتجهت هي نحوهم كي تصافحهم وقالت بابتسامة بشوشة :
-ماتخفوش عليها هي كويسه.. وشوية وهتفوق وتمشي معاكم كمان
تمتم الاثنان يشكرون الله فالتفتت إلى سيف واحتضنته معبره له عن مدى اشتياقها له ليبادلها بالعناق والاشتياق ثم ابتعد عنها ليتحدث معها قليلا.. وبعد لحظات استيقظت ندى تنظر إليهم بوهن فـ مسكت ملك يدها بلهفة وتحدثت بذات اللهفة :
-ندى حمد الله على سلامتك
حركت رأسها بابتسامة بسيطة بينما وقفت دكتورة فاطمة إلى جوارها تطمئن عليها ثم نظرت إلى الفتيات وهي تضبط حجابها وقالت :
-حمد الله على سلامتها يا بنوتات يا قمر انتوا
اتسعت ابتسامة ملك و ردت ميادة بود :
-الله يسلمك يا دكتورة
اقتربت من سيف و وقفت أمامه تساءل بالهمس :
-مين فيهم بقى حبيبتك أنت كمان
-ولا واحده وبس بقى
تحدث بهدوء لترفع أحد حاجبيها ناظرة إلى ملك بخبث قائلة بنبرة عالية قليلا :
-امال ليه كاتب اس..
قاطعها من بين أسنانه :
-ماما يلا روحي لشغلك انتِ يا حبيبتي.. كلي عيش ها
رفعت حاجبيها بمكر ثم اتجهت صوب الفتيات صافحت ميادة ثم احتضنت ملك تمسح على شعرها برفق قائلة :
-مع السلامة يا حبيبتي.. يا ملك يا ملوكة..
ثم التفتت برأسها إليه تساءل بمكر :
-مش دلعها ملوكة بردو؟ صح؟!
تعجبت ملك بينما أخبرها سيف بحده بأنه لا يعلم فتركتها كي تودع ندى ثم ودعت سيف بمشاكسة وغادرت ليضرب كف على كف وهو يزفر بهدوء.. تساءلت ملك بشك :
-هي الدكتورة تعرفني؟!
رد بجمود دون أن ينظر إليها :
-لاء خالص.. هي بس بتحب تهزر
***يتبع
رايكم يهمني جدااااا 🌷💙💙💙..

عشق الدراسة الجزء الأول منـ" سلسلة عشق منذ الدراسة " سمر عمر..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن