" الفصل التاسع 🌺💙.. "

459 27 6
                                    

اذكروا الله يا جماعة الخير 💙🌴..

" الفصل التاسع.."

" دعيني أنظر إليكِ.. فقد اشتقت إلى القمر الخاص بي.. دعيني احتضنك فاشتقت للدفء في فصل الخريف القاسي.. أنتِ سكرتي.. ذوبتي داخلي عشقا.. كي تشعري بدفء حناني.. أنتِ شيء من الخيال جاء الأرض للمكوث داخل قلبي فقط.."

دخلت الخيمة وجلست عاقده قدميها.. فتحت الحقيبة خاصتها وأخرجت معطف سيف تستنشق عطره المميز.. لتشعر بانسحاب روحها بهدوء ذاهبه إليه لتخترق جسده.. دخلت ندى وجلست أمامها تثني ساقيها أسفل فخذيها وقالت بمكر :
-خلاص ناويه تعيشي مع الجاكيت
لتضمه إلى صدرها بشدة وتحدثت بهدوء :
-مش مصدقه انه نزل البحر
-اللي عمله ده يثبت انه مش بيحب بنت معانا هنا زي ما هو قالك
وضعت المعطف داخل الحقيبة وهي تسأل في حيرة :
-يثبت العكس؟!.. وضحى من فضلك
ضربتها على جانب رأسها بخفه وهي تقول بضجر :
-يا غبيه لو كان بيحب بنت تانيه كان مايكل هدده بيها مش بيكي
رفعت حاجبيها في دهشة وعدم تصديق متسائلة :
-سيف بيحبني؟
أومأت بتأكيد ثم احتضنتها وقالت بتأكيد :
-بيحبك يا ملوكة.. بيحبك يا بنت
ابتعدت عنها و تساءلت في حزن واضح :
-ليه مش عايز يقولي؟!
زمت شفتيها بأسف وقالت بهدوء :
-أصبيي عليه شويه اكيد مستني الفيصة " الفرصة" المناسبة..
ثم مسكت بيدها وتابعت :
-المهم ماتبعديش.. خليكِ دايما معاه واتكلموا سوى

أومأت بتأكيد فتركتها وخرجت لتقف أمام الخيمة منتظرة يوسف.. فقد طال غيابهم وشعرت بالقلق.. بعد دقائق رأتهم عن بعد فتقدمت خطوتين حتى وقفوا أمامهما وتساءلت في توجس :
-تأخيتوا ليه؟!
ليجيب يوسف بهدوء :
-قعدنا على الشاطئ شويه
عطس الأخير بخفه ليعلم بأنه سيصيب بالبرد.. بينما نظروا إليه وتساءلت :
-جالك بيد " برد" ولا اي؟
قطب جبينه وأجاب بصوت مبحوح :
-لاء انا تمام.. تصبحوا على خير
عطس مجدداً وتحرك وكاد أن يتعثر لكن مسك يوسف بمرفقه بلهفة قائلا :
-حبيبي
وضع الأخير يده على جبينه عندما شعر بالدوران فأمر ندي أن تدخل وأخذ شقيقه ودخل إلى الخيمة.. دلفت إلى الداخل وفتحت حقيبتها لتأخذ حبوب لعلاج البرد وعادت إلى يوسف و وقفت تناديه فخرج لتعطي العلاج وانتظر حتى اطمئن انها دخلت وعاد إلى الداخل..

وضع غطاء ثقيل عليه ثم وضع يده على جبينه ليشعر بحرارة بدنه المتوسطة.. اعطي له العلاج ليرفع جذعه وابتلع الحبه بالماء ثم وضع رأسه على الوسادة.. جلس إلى جواره يمسح على شعره وهو يشعر بالقلق عليه
***
بعد ظهور ضوء الفجر ازدادت حالة سيف سوء.. خرج شقيقه من الخيمة واتجه صوب خيمة الفتيات و وقف ينادي ندى.. استيقظت ملك على صوته وبدأت تهزها لتفتح عينيها بوجه عابس وقالت ملك بهدوء :
-يوسف بينادي عليكِ
تناولت معطف ترتدي إياه سريعا وخرجت بلهفة متسائلة :
-خيي يا يوسف ؟!
تحدث بنبرة قلق :
-معاكي مخفض حراره؟
علمت أن سيف أصابته الحمى فأومأت بالنفي ويبدو عليها الحزن الشديد.. فنظر الأخير حوله في حيرة وقلق فقالت بهدوء :
-خلينا ناخدة على المستشفى
التفتت وكادت أن تتحرك لكنه مسك بمرفقها متسائلا :
-هنروح ازاي يا ندى؟.. احنا في صحرا
-أنا هتصيف.. يلا مضيعش وقت
تركته واتجهت صوب الخيمة ودخلت لتبدل ثيابها وتجهز نفسها فتساءلت الأخيرة في توجس :
-خير يوسف كان عايزك ليه؟!
-سيف تعبان
شعرت بالذنب الشديد فأصابه المرض بفضل نزوله الماء الليلة الماضية لأجلها.. لم تفكر كثيرا واستعدت لتذهب معهم.. بعد لحظات خرج الاثنان وكان يوسف في انتظارهم يضم شقيقه إلى صدره الذي يبدو عليه فاقد الوعي.. اتجهوا صوب القارب ومن ثم صعدوا إليه وترك شقيقه يمدد على أريكة داخليه وصعد إلى ندا بينما جلست ملك إلى جواره تنظر إلى وجهه الشاحب والباهت بفضل المرض..

وقف إلى جوار ندى وبدأ يحرك القارب بالمحرك الخاص به في الاتجاه التي تقول عليه ندى.. بعد ربع ساعة تقريبا وجد نفسه وصل إلى شاطئ عام.. أوقف القارب أمام ممر طويل ثم هبط إلى الطابق السفلي ومسك بيده لينهضه.. وبعد خروجهم إلى الطريق استقلوا سيارة أجرة..

عند وصولهم أعطى له الاجرة ودخلوا إلى المستشفى.. ومعظم الممرضين والأطباء يعرفونها لكونها مستشفى والدها.. أوصت عليه جيداً واخذوه إلى غرفه خاصة وقبل أن يدخل الطبيب وقف يوسف معه جانبا تحدث معه إلى لحظات عن شيء مهم ثم جلس على أحد المقاعد..

جلست ندى على المقعد المجاور له كي تطمئنه.. بينما وضعت الأخيرة يدها على جيدها عندما شعرت بضيق في التنفس من كثرة قلقها عليه..

صدح صوت هاتف يوسف فأخرجه من جيب سرواله ليرى شاشته تضئ باسم والده.. أجاب عليه وطمئنه على حالهم فتساءل كي يفهم لِمَ استجابت شبكة الهاتف :
-أنت فين يا چو؟.. شبكة التلفون فتحت ازاي؟
زم شفتيه إلى لحظات وأجاب بنبرة مواربة محاولا إخفاء الحقيقة :
-أه احنا.. يعني قولنا ندخل البلد ونشوفها
لأنه صديق لأبنائه فهم نبرة الكذب تلك لكنه تصنع أنه يصدقه وطلب التحدث مع سيف.. ليخبره أن سيف ليس معه فتيقن انه يكذب عليه محاولا إخفاء شيء ما وقال في حنق :
-يوسف بلاش كذب.. انت عمرك ما روحت مكان من غيره
اضطر أن يخبره بكل شيء.. مسح على جبينه بعد أن تناثرت حبات العرق الباردة على جبهته بفضل القلق الحاد الذي أصيب قلبه فجأة لكونه يعلم حالة ابنه جيدا.. ثم تساءل بصوت مبحوح عن حديث الطبيب ليخبره أن الطبيب لا زال يتفقد حالته فقال ببحة صوته الرجولية :
-طمني عليه يا يوسف.. وافتح النت حازم عايز يكلمك
ثم أنهى معه المكالمة.. وبعد دقائق خرج الطبيب فنهض الثلاثة يسألون عن حالته.. طمئنهم عليه وأعطى له ورقة العلاج فأخذتها ندى من يده لتفحص العلاج ثم تحدثت :
-ممكن بديل للحقن عشان احنا في مكان بعيد عن هنا
رد يوسف سريعا :
-انا بعرف أدي حقن يا ندى..
ثم وجه سؤاله إلى الطبيب :
-المهم العلاج ده مفيش اي ضرر عليه
-مفيش اي ضرر
ثم ربت الطبيب على كتفه وغادر فـ دخل الثلاثة إلى الغرفة و وقف إلى جوار الفراش ينظر إليه بابتسامة قائلا :
-حمد الله على سلامتك
رفع ظهره ليستند به إلى الفراش ينتقل ببصره بينهم وقال بصوت مبحوح :
-الله يسلمك يا چو
-تقدر تكلم بابا وحازم؟
أومأ بالإيجاب فاتصل على والده اولا ليجيب عليه فورا وتحدث مع سيف بينما أشار يوسف إلى المقاعد قائلا :
-اقعدوا واقفين ليه!
تحركت ندى لتسحب مقعدين صوب الفراش بينما تنظر الأخيرة إليه بحزن معاتبه لنفسها.. جلست ندى على المقعد وبعد انتهاء مكالمته مع والده تحدثت ندى معه كي تطمئن عليه ثم نظر إلى ملك طالبا منها أن تجلس.. ابتسمت باضطراب وجلست على المقعد المجاور إلى ندى.. بينما كان يوسف يحاول الاتصال على شقيقه عبر تطبيق " ماسنجر.. " حتى أجاب عليه أخيرا وليس بالسلام كأي شخص بل رد بحده :
-أبو شكلك.. برن عليك انت والأليف التاني بقالي يومين والنت مقفول ولما تفتح ترن وتصحيني من أحلى نومه
أخذ يهدئه وبعد تبادل السلام بينهم تساءل :
-والمشاكس فين يا خيبه.. وبعدين انت نسيت اني توقيتي غير توقيتكم؟
-لاء مانستش.. وبعدين بطل كسل الساعة عندك دلوقت واحده ونص
بعد حديث مشاكس طال بينهم أخبره كم هو اشتاق له ليبادله بذات الاشتياق ثم اعطي الهاتف إلى سيف وتحدث معه بصوت باهت.. وبعد تبادل السلام والاشتياق بينهم تساءل عن نبرة صوته ليخبره بكل شيء فقال بحزن :
-الف سلامة عليك يا حبيبي.. أنا هاجي بإذن الله اول ما اسلم المشروع وينجح 
-ربنا يوفقك وتيجي وانت بخير
بعد دقائق من الحديث أنهى معه المكالمة فتساءلت ندى باهتمام :
-هو مين حازم؟!
ليجيب يوسف :
-اخويا احنا أربعة يا ندى.. انا قولت لك من قبل
أومأت عندما تذكرت في ذات اللحظة دق الباب ودخل عبد الرحمن والد ندى.. بينما نهضت تطلع إليه في ذهول و توتر بينما هما نظروا إليه في هدوء.. مط حاجبية بكبرياء وهو يتطلع إليهم ثم ثبت نظره على ندى وقال بحده :
-مش غلط لما تبقي في شرم وانا اخر من يعلم
انتقل يوسف بنظرة بينهم وهي ترد في توتر :
-اسفه يا بابا هي جت كده
-دول زمايلك؟
ابتلعت لعابها بصوت مسموع تومئ بالإيجاب وردت :
-أه احنا هنا في يحلة " رحلة" تبع المديسة " المدرسة".. وسيف زميلي تعب وكان لازم ييوح المستشفى
-لاء الف سلامة عليه..
ثم تأمل يوسف مشيراً إليه قائلا :
-انا حاسس اني شوفتك قبل كده
دس يديه في جيبي سرواله يتطلع إلى الأمام بجمود قائلا :
-يمكن احنا بنيجي شرم كتير
أومأ بخفه وبنبرة حاده أمر ندى أن تأتي إلى المكتب ثم غادر.. انتظرت إلى لحظات ولحقت به دون أن تتفوه بكلمة.. قالت ملك بتأكيد :
-باين عليه أب غشيم
أكد سيف علي حديثها :
-طبعا.. الأب الحنين بيبان عليه
***
دخل الغرفة تاركا الباب مفتوحا لتدخل وأغلقت الباب بهدوء.. جلست على المقعد المجاور إلى المكتب بينما هو جلس على المقعد الخاص به وقال بنبرة قاسية :
-طبعا لو موظفة الاستقبال ماكنتش قالت إنك هنا ماكنتيش هتقولي لي
-كنت هقولك بس لما اطمن على زميلي الاول
صاح بحده جعلت جسدها ينتفض رغما عنها :
-مش حذرتك ماتصحبيش حد غير مياده
-ليه يا بابا مش حابب يكون عندي أصحاب
أخذ يلوك بالكلام وهو يقول بعدم صدق :
-الحكاية كلها مش كل الأصدقاء أوفياء
ندى باعتراض :
-هما أصدقاء كويسين جدا يا بابا..
ثم تابعت بفهم وتأكيد :
-والسبب الحقيقي ميات حضتيتك " مرات حضرتك" مش عايزاني أصاحب عشان مقولش على حكايتي ويساعدوني اقابل ماما
-غلط اللي بتقوليه ده
قذف كلماته بدفعه فتمتمت بالاعتذار سريعا فتساءل بهدوء :
-تعرفي أسماء أصحابك بالكامل ؟
-لاء.. اللي اعيفه اسم والدهم.. ملك حسين ويوسف وسيف أحمد
سمح لها بالذهاب فاستأذنت ونهضت كي تغادر فورا.. وهي تمضي في الأروقة تذكرت أكثر يوم مؤلم مضى عليها..
***
" فلاش باك.. "

كانت في سن السابعة ورأت والدها يضرب والدتها بقسوة وهي تصرخ من شدة الألم.. و زوجته الأولى والحالية بعد أن عبثت في أفكاره ردها إليه ثانية بعد زواجه من والدة ندى.. واقفة عن بعد خطوات تنظر إليهم بابتسامة انتصار.. صرخت ندى بأعلى طبقات صوتها باسم والدتها و دموعها أخفت ملامح وجهها بالكامل.. نظرت إليه بنظرة تضرع وقالت من بين بكائها الحاد :
-اوعدك مش هتشوف وشي تاني بس سيب ندى معايا واكيد هخليك تشوفها
لم يعطي لحديثها أي اهتمام وسحبها من يديها وألقى بها خارج المنزل وأغلق الباب.. جلست ندى راكعه تبكي بحرقة ولم يفرق مع والدها وأخذ ينادي الخادمة بصوت عالي لتأتي إليه راكضه وامرها أن تأخذ ندى إلى غرفتها.. ركضت إليه وتشبثت في ساقه وتترجي بصوت مبحوح من شدة الصراخ :
-عايزه ماما يا بابا.. امشي مع ماما
قيد يديها الصغيرتين بقوة وحملها رغما عنها ليعطيها إلى الخادمة.. فأخذت تلتوي بجسدها لكن بلا جدوى وأخذتها إلى غرفتها.. فقالت الأخيرة بخبث :
-أنت عملت الصح يا عبد الرحمن.. برافو عليك
***
" باك.. "

فاقت من شرودها عند وصولها إلى باب الغرفة ومسحت دموعها التي هبطت على وجنتيها.. ثم دخلت بابتسامة مصطنعة تساءل عن حالة سيف ليخبرها بأنه أصبح أفضل بكثير.. لاحظت تغير يوسف منها وكادت أن تتحدث معه لكنه أسرع بالقول :
-يلا عشان نمشي
نهض سيف عن المقعد فقالت :
-طيب استنوا بس اجيب العلاج
رد يوسف بحده :
-اشتريت العلاج ودفعت حساب المستشفى كمان
-امتا وازاي؟!
تساءلت في تعجب ليجيب سيف بهدوء :
-بابا كلم البنك اللي هنا وبعت حساب المستشفى
شعرت بالحزن على تسرعهم فتقدمت ملك نحوها وتأبطت ذراعها ثم غادروا المستشفى.. وبعد ساعة تقريبا وصلوا إلى المخيم.. ثم إلى الخيمة ليركض الجميع إليهم ليعلموا سبب اختفائهم.. وضع الغطاء على شقيقه المريض ليرتاح قليلا ثم قبله على رأسه وخرج من الخيمة تاركا ملك وندي معه.. اتجه صوب الشاطئ فلحق كلا من خالد ومايكل به يتساءل عن حالة سيف ليخبرهم بكل شيء.. فقال خالد بتذمر :
-طبعا بسبب هزارك البايخ امبارح
-خير يا خالد.. الحمد لله
قال يوسف كلماته بهدوء بينما شعر مايكل بالحزن وندم على هزاره الطائش..

داخل الخيمة أعطت ندى إليها كمدات وخرجت هي تبحث عن يوسف.. تحركت هنا وهناك حتى رأت مايكل وخالد يمارسون لعبة التنس فتقدمت نحوهم و وقفت تسأل عن يوسف ليخبروها بمكانه.. فاتجهت نحوه بخطوات واسعه و وقفت إلى جواره عاقدة ذراعيها وتساءلت :
-ممكن أعيف مالك؟!
ليخبرها أن ليس به شيء لكنها أصرت أن ثمة شيء حدث جعله يغضب.. استدار نصف استدارة ليواجها بنظرة حاده قائلا :
-والدك لما دخل الاوضة ارتبكتي.. حتى ماعرفتناش عليه.. انتِ مخبيه حاجة عليا..
حملقت به في صمت وطال انتظاره فأومأ بتأكيد قائلا :
-يبقى مخبيه عليا حاجة يا ندي
-لاء خالص.. انا بس انشغلت في سيف
قرأ الكذب في عينيها عندما تعمق بالنظر داخلهما ثم تحدث بسأم :
-خلاص.. هروح انا اطمن على سيف
تركها وذهب متجه صوب الخيمة فرفعت رأسها تزفر بحنق وركلت الرمال عنوة
***يتبع

كمان فصل اهه يخرب بيت كرمي 😹😹😊..
رايكم وتفاعلكم بحبكن ♥♥♥♥..

عشق الدراسة الجزء الأول منـ" سلسلة عشق منذ الدراسة " سمر عمر..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن