" الفصل الثاني.. 🌺"

672 26 12
                                    

اذكروا الله يا جماعة الخير 💙🌴..

" الفصل الثاني.."

"نحتاج أحيانا إلى الحب الغير موجود أي حب جديد وليس تقليدي.. وهناك من يخرجنا من دائرة الحب التقليدي لنرى الحب الحقيقي الشعور بالأمان والتضحية من أجل أحببنا.. يا من عشقك قلبي مستعدة لفعل كل شيء من أجل أن تصبح بجانبي مدى الحياة ورفيق دربي الذي لا يكون درب إلا بوجودك.. "

خرجت من الغرفة لتجد المكان خالي من الطلاب لكنها تستمع إلى حديث البعض من داخل الغرف.. ثم وضعت سماعة الأذن لتستمع إلى ما تحب واتجهت صوب الدرج تضم دفتر الرسم إليها وهبطت إلى الطابق السفلي ومن ثم خرجت من المبنى متجه نحو المقاعد مستمتعة بنسمة الهواء الهادئة مع النجوم اللامعة بشكل متناثر في السماء.. وقفت تنظر حولها لتشعر بالخوف قليلاً عندما رأت المكان شبه مظلم وخالي ليلفت نظرها بعد لحظات اثنان من الفتيات يتجولون فاطمئن قلبها..

ثم تفاجأت بـ يوسف يحتل أحد المقاعد منسجماً في قراءة كتاب.. لتجد نفسها تبتسم رغما عنها وتحركت في اتجاهه وهي تسحب سماعة الأذن و وقفت أمامه لينعكس ضوء العمود عليها ويظهر خيالها أمامه.. توقف عن القراءة رافعا رأسه إليها بجمود فخجلت وتساءلت :
-أنت بتعمل أي هنا ؟!
تنحنح بخفية مشيراً إلى الكتاب وقال برسمية :
-بقرء
أشار إلى جواره عازما عليها بالجلوس فأومأت بالنفي مشددة في احتضانها للدفتر قائلة في خجل واضح :
-مش حابة اني اعطلك
أغلق الكتاب وهو يقول مبتسما :
-لا أبدا.. اتفضلي اقعدي..
اتجهت نحو الجانب الآخر وجلست إلى جواره واضعة الدفتر أعلى طاولة المقعد استند هو بساعيه إلى الطاولة وتساءل باهتمام :
-ماشيه لوحدك ليه ؟!
ردت بتلقائية :
-عشان بسمع تامي حسني..
رفع حاجبيه في تعجب لتنظر إليه بابتسامة رقيقة وقالت بتأكيد :
-أه أصل هو ماينفعش يتسمع غيي في جو هادي..
حرك رأسه بتفهم فـ أكملت بشغف :
- بحبه جدا.. مش بفوت ولا حفله من حفلاته بس هو للأسف مش بيشوفني مع اني ببقى يافعه أيدي.. بس الغلط مش عليه
تصنع أن ما تتحدث عنه شيئا مهما رغم أنه حوار تافه من وجهة نظرة وتساءل باهتمام :
-الغلط على مين ؟!
ابتلعت لعابها و ردت بحزن وتذمر طفولي واضح :
-الغلط عليا أنا.. قلبي بيتقطع كل ما اشوفه وهو مش شايفني..
تنهدت بحزن ناظرة إلى الأمام وتابعت بنبرة حزينة :
-ليلة الحفلة بكون متوتيه جدا وبفكي كتيي ومش مصدقه اني هشوفه ومن كتي السيعة بنسى اللبس الكعب العالي وبلبس كعب ايضي فعشان كده مش بيشوفني
أومأ بتفهم ثانية و هتف بعقلانية :
-الغلط مش عليكِ ولا عليه حتى لو كنتِ لبستي الكعب العالي مش هيشوفك لأن الجماهير بتكون كتير
اتسع بؤبؤ عينيها قليلا في تعجب متسائلة :
-يعني الغلط على الجماهيي ؟!
وجد نفسه يضحك ضحكة عالية فابتسمت شاردة في ضحكته رغما عنها تسأل نفسها هل هي حقا تجلس برفقة ذلك الشاب الوسيم ام مجرد تخيلات ؟!.. توقف عن الضحك لكنه ترك أثر ابتسامة على شفتيه ناظرا إليها لتشعر بالخجل واعتدلت في جلستها.. نظر هو إلي دفتر الرسم وأشار إليه متسائلا :
-أنتِ بترسمي ؟
لتنظر إليه بلهفة قائلة :
-أه طبعا.. أنا ماكنتش بعيف ايسم لكن اتعلمت عشان حاجة واحده بس.. شوف اليسم وأنت تعيف اتعلمته عشان مين
سحب الدفتر أمامه وفتح أول صفحه ليجد طفل صغير فأخبرته بأنه " تامر وهو طفل.. " رفع حاجبيه وقام بقلب الصفحة ليجد طفل فـ تساءل عنه لتقول بمرح :
-تامي بس بعد ما كبي شوية
حرك رأسه في كلا الاتجاهين ثم قلب الصفحة ليجد أيضا طفل صغير فضحك ضحكة خفيفة ثم تطلع إليها وهو يقول بتأكيد :
-دا أكيد تامر بعد ما كبر شوية
أومأت بتأكيد فـ تابع مشاهدة الصور حتى وصل إلى أخر صورة ليستنتج بأنها كلما يكبر ترسمه ثم أغلق الدفتر و وضعه أمامها و شكر في رسمها لدرجة كبيرة فتمتمت بالشكر ثم نظرت إلى اللاصقة التي فوق الجرح و وجدت نفسها ترفع يدها لتضعها عليها وتساءلت باهتمام :
-هي لسه بتوجعك ؟!
عقد بين حاجبية من لمسة يدها وتراجع برأسه قليلا لتفيق على نفسها وضمت يدها إليها فوراً  ناظرة إلى الأمام في توتر شديد وابتلعت لعابها لكنه رد ببساطة : 
-لاء الحمد لله جت سليمة
أومأت عدة مرات ثم نهضت واستأذنت كي تغادر لكنها توقفت عندما نادى عليها والتفتت بهدوء دون أن تنظر إليه بفضل الخجل الذي سيطر عليها بالكامل بينما هو حمل الدفتر وقال بابتسامة :
-نسيتي رسومات تامر
أخذت الدفتر بابتسامة ظهرت على ثغرها وتمنت له ليلة سعيدة وتمنى لها ايضا ليلة هانئة ثم رافقها إلى المبنى وكلا منهم ذهب إلى غرفته.. وقفت أمام الباب تتنهد بعمق ونبرة صوته تتردد في أذنيها كأنه لا زال يتحدث معها..

ثم دلفت إلى الداخل وأخذت ميادة توبخها على تأخيرها لكنها استقبلت حديثها بكل هدوء ثم اوصدت ميادة الغرفة واطفأت المصباح الكبير ودثرت نفسها بالفراش.. بينما جلست ندى أمام المكتب واضأت مصباح صغير انبعث منه ضوء منخفض وتناولت دفتر الرسم الثاني لتفتح الصفحة لتتابع الرسمة الخاصة بذلك الشاب الجذاب الذي بمجرد أن تراه عينيها ينتفض قلبها
***
صفت السيارة إلى جوار سور المدرسة من الخارج فنظرت نورا إليها فـ لم تنتبه إلى نظرات الشفقة الموجه لها بفضل شرودها العميق فيما ما يعشقه قلبها.. للحظة تذكرته وهو يجلس معها ويتمايل معها على انغام الموسيقى الهادئة فأغمضت عينيها بقشعريرة الغيرة القاتلة حركت جسدها بالكامل.. وضعت نورا يدها على ذراعها لتفتحهما بلهفة ناظرة إليها فـ قالت بحزن :
-أنا حاسة بيكي
أومأت بالنفي و هتفت بنبرة ضيق واضحة :
-لاء أنتِ مش حاسة بيا أنا قلبي في الجحيم..
لامعت مقلتيها بالدموع وتابعت بنبرة بكاء تكاد تقتلها :
-الغيرة إحساسها صعب جدا.. زي اللي مربوطة وحد رماني في البحر..
لم تستطيع حبس دموعها أكثر وتركتها تهبط على وجنتيها دفعة واحدة وضحكت بنبرة ساخرة عندما تذكرت شيئاً ما وقالت :
-فكرة لما قولت لك أنا عمري ما هحب عشان دي فترة مراهقة غبية.. وفعلاً عمري ما حبيت وركزت في دراستي لحد ما سيف جه..
جزت أسنانها بغيظ حتى استمعت إلى صريرها وتابعت بحده :
-جه من أمريكا مخصوص يكمل تعليمه هنا عشان أنا زي البلهاء اقع في حبه
فتحت حقيبتها بعنف لتأخذ منديل مسحت به دموعها بينما مسحت نورا على ذراعها وهونت عليها وبعد دقائق قليلة تحركت بالسيارة لتقف أمام البواب فـ قام الحرس بفتح البوابة برفق و وقف أمام نافذة السيارة قائلا بصوت منخفض :
-المديرة والمشرفين بيلفوا على الغرف هاتي المفتاح ابقى ادخلك العربية بعدين..
شعر كلا منهم بالخوف والقلق واعطت له المفتاح فقال بتذمر :
-ابقي اضربيني بالرصاص لو وافقت على خروجكم تاني مهنتي هتروح مني
اعتذرت ملك كثيراً ثم ترجلت ودلفت إلى الداخل برفقة نورا بحذر تام ومن ثم ركضوا إلى المبنى وراقبوا الدرج حتى دخل كلا منهم إلى غرفته.. زفرت ملك بهدوء ثم بدلت ثيابها على وجه السرعة و مددت على الفراش وكعادتها تفكر قبل النوم كثيراً حتى حصلت على فكرة وهي انتقالها إلى غرفة ثانية بعيدا عن مايا وأخذت قرارها بحسم
***
شمس جديدة مع بداية يوم جديد جميع الطلاب داخل الفصول بعد سماعهم إلى صوت الجرس بعد انتهاء الحصة الثانية دخل مستر يدعى " جمال.. " وبعد تبادل الصباح والسلام بينه وبين الطلاب جلس أمام المنضدة الخاصة به يحرك مقلتيه على الجميع ليجد معظمهم غائبين..

ثم بدأ يشرح الهندسة مع تركيز البعض والبعض الآخر متغيب تماما بعد نصف ساعة أكد على معلومات اليوم بطريقة سريعة ثم تحدث بتذمر :
-اسمعوا بقى الطلبة اللي ما حضرتش لهم عقاب ومفيش حد منكم يقولهم على اللي اخدناه النهاردة مفهوم ؟
رد أكثرهم بكلمة " مفهوم.. " ثم خرج مغلقا الباب خلفه مسح يوسف على شعره من الأمام إلى الخلف يزفر بحده على تغيب شقيقه اليوم فـ لم يستطيع أن يستيقظ مبكراً بفضل سهرة البارحة اللعينة.. استدارت ملك نصف استدارة ناظرة إلى يوسف بحزن متسائلة :
-يوسف هنعرف سيف ازاي باللي اخدناه ؟!
رمقها بنظرة سريعة وهو يخبرها بأنه لا يعلم تدخل ماجد في الحوار بسخافة قائلا :
-نقوله عن طريق البلوتوث
التفتت ملك برأسها ناظرة إليه بحده بينما ازداد يوسف غضبا على غضب وقال بنبرة عنيفة :
-ماجد ما تدخلش وإلا كسرت دماغك
ثم نظر إليه بعينين سكنهما الجحيم في لحظة فـ تنحنح ماجد وابتسم باضطراب قائلا :
-أنا بهزر معاك يا چو..
ثم نظر إلى ندى وعاد يتطلع إليه وغمز ببرود متابعا :
-وبعدين أنا عملت فيك جميل بالخبطة اللي خبطها في دماغك دي
رفع سبابته وقال بتحذير ناري :
-كلمة كمان وهقوم افصل رقبتك عن جسمك
ابتسم بخفه ونظر إلى الأمام في صمت فـ قالت طالبة بنعومة :
-يا واد يا جامد
لم يعطي لها اهتمام وتطلع إلى الأمام في صمت غاضب فيما نظرت ندى إليها في دهشة ثم حركت رأسها في كلا الاتجاهين ثم نظرت إلى يوسف وهي تسأل نفسها لما هو عصبي اليوم لهذه الدرجة ؟!..

دقت الساعة الثانية مساء ليدق الجرس الأخير فهم يوسف بالنهوض وخرج من الفصل وهبط الدرج درجتين بدرجتين وخرج من المبنى متجه نحو المبنى الثاني بخطوات سريعة.. عند وصوله إلى الغرفة فتح الباب بقوة لينصدم الباب في الحائط وألقى بحقيبته على المكتب وأغلق الباب بقدمة و وقف ينظر إلى كلا من سيف وخالد النائمين بعمق.. ثم قام بفتح النافذة لتخترق اشاعة الشمس القوية الغرفة ثم صفق صفقات عالية يناديهم بصوت عالي..

عبست وجوههم ليضع خالد الوسادة على وجهه بينما طلب سيف منه أن يتوقف عن إزعاجه اقترب منه وأخرج السلسلة من صدرة ليقبض على معصمه ناظرا إليه بنصف عين وتساءل بنبرة عنيفة ممزوجة بالنعاس :
-عايز أي من السلسلة يا يوسف ؟
-هخدها عشان اجبرك انك تقوم
اغمض عينيه بنعاس طالبا منه أن يتركها لينفذ رغبة شقيقه ليترك هو معصمه ايضًا و وضع السلسلة داخل صدرة.. أخذ يوبخه على سهرة وعدم حضوره اليوم ليرفع خالد رأسه ناظرا إليهم بنصف عين وقال بتذمر :
-يا جدعان حرام حسوا بالنايم
ليتقدم صوب فراشة وازاح الغطاء عنه وهو يقول بعصبية :
-نايم اي والساعة اتنين.. انتوا أي تيران ولا أي !
زفر بتذمر واضح ونهض متجه نحو المرحاض و هو يقول بحده :
-أنا هكمل نومي في الحمام بكرامتي
ثم دخل مغلقا الباب خلفه بقوة فـ عقد يوسف ذراعيه أمام صدره يأمر شقيقه أن ينهض ابتسم بخفة وتساءل بنبرة ساخرة :
-هنام في الحمام ولا أي ؟!
جلس على حافة الفراش عاقدًا حاجبية بحده قائلا :
-دا الوعد اللي اخدته على نفسك قدام بابا
أزاح شعره عن جبهته بعصبية ثم نهض عن الفراش متجه صوب المرحاض و وقف يقرع الباب.. غضب بشدة على تجاهل شقيقه له فـ نهض متجه نحوه و وقف أمامه طالبا منه أن يرد عليه وجد نفسه يرد بحده مفرطة :
-يوسف متوجعش راسي كانت ليلة وعديت خلاص بقى
حدق به في حزن فيما خرج خالد ينتقل ببصره بينهم فـ قبض سيف على معصمه ليدفعه إلى الأمام بخفه ودخل مغلقا الباب خلفه.. اتجه خالد نحو النافذة ليغلقها ومدد على الفراش ليكمل نوم تنهد الأخير بأسف واتجه صوب خزانة الثياب ليبدل ثيابه
***
خرجت من المبنى وهي تمسح على شعرها الذي يلمع مع إشاعة الشمس تاركة إياه منسدل على ظهرها.. ثم شبكت يديها في بعضها البعض و وقفت تنظر إلى المقعد الذي جمع بينهم الليلة الماضية ثم تقدمت نحوه وجلست كي تتحسس على الطاولة براحة يدها.. في لحظة تذكرته اليوم وهو غاضب لا تعلم لماذا لكنها تود أن تعلم السبب وبشدة..

عقدت بين حاجبيها في دهشة من نفسها لِمَ هي مهتمة به لهذه الدرجة ؟!.. حركت رأسها في كلا الاتجاهين علها تخرجه من أفكارها لكنها بالفعل فشلت في ذلك..

رأت ماجد يقترب منها فـ جزت أسنانها بغيظ وتمنت لو أنها تعلمت الكاراتيه يوما كي تعطي لهذا اللئيم درسا قاسيًا.. نهضت عن المقعد عندما أقترب أكثر و وقف أمامها وتساءل عن اسمها لكنها رفضت أن تخبره وهمت بالذهاب لكنه منعها بالوقوف أمامها قائلا في تذمر :
-على فكرة مينفعش تمشي وأنا بتكلم معاكي
عقدت ذراعيها أمام صدرها تزفر بسأم وقالت بتذمر :
-مش مكفيك اللي أنت عملته !
زم شفتيه مقطب جبينه وقال ببرود :
-ما أنا جاي عشان اقولك أنا اسف
-الأسف ده تقوله ليوسف مش ليا
قالت كلماتها من بين أسنانها لتصيب كلماتها هدفها جيدا وجعلته يغضب لكنه لم يبن لها و تحدث بحنق واضح :
-المهم أنتِ تقبلي
رفعت أحد حاجبيها ناظرة إلى الاتجاه الاخر لترى يوسف والذي نظر إليها أيضا بمجرد أن لفتت نظرة ليشعر بغضب مضاعف بفضل وقوفها مع ذاك اللئيم.. تنهدت بعمق واستأذنت مسرعة ثم ركضت إليه ليلتفت ماجد ناظرا إليها بحده.. وقفت أمامه تلتقط أنفاسها وكادت أن تتحدث لكنه تساءل بحده :
-عايزة حاجة ؟!
لتختفي ابتسامتها فجأة محدقة به و ردت بهدوء :
-أ ألاء أنا لقيتك واقف فقـ..
قاطعها بصرامة :
-جيتي ليه مش كنتِ واقفة مع ماجد ؟!
لوت ثغرها بضجر و ردت باضطراب :
-أ أ أه هو كـ كان بيعتذي على اللي عمله
عقد بين حاجبيه يتطلع إليها في صمت دون أن يعقب على حديثها حتى طال صمته فـ تعجبت وحركت رأسها بخفة فـ قال بحنق :
-طيب عندي مشوار بعد اذنك..
زمت شفتيها تومئ بالموافقة تحرك من أمامها ببطء فـ التفتت إليه وهي تزفر وتخبط الأرض بقدمها كالأطفال.. ليستمع إلى ضربتها بالأرض وتوقف عن السير والتفت إليها لتعتدل في وقفتها سريعا ابتسم متسائلا :
-تحبي تيجي معايا ؟!
ضمت يديها في بعضها البعض وهي تقول بشغف :
-اتمنى أنا بجد زهقت من القاعدة هنا
أشار لها أن تتحرك فـ تقدمت بخطوات واسعة ومضت برفقته عند وصولهم إلى الجراج فتح لها باب السيارة لتدخل وهي تصفق بيديها سعيدة لخروجها أخيرا بينما هو اتجه إلى الجانب الآخر وجلس أمام المقود ثم أدار المحرك وغادر إلى وجهته نظرت إليه متسائلة :
-أنت معاك يخصة ؟!
رد وهو يحرك المقود للخروج من البوابة :
-لا، لكن معايا ورقة تثبت اني كنت في مدرسة سواقة عم اطلع رخصة.. والدي الله يبارك في عمره علمني الأول بعدين روحت مدرسة سواقة تبع الشرطة ودخلت في كذا اختبار نجحت فيهم 
-طيب هو في أمي " أمل.." أني اطلع يخصة
ضحك ضحكة خفيفة قائلا :
-أه في امل متقلقيش

أما في المدرسة كانت تقف مايا تتابع هذا هي ولاما وتساءلت عن تلك الفتاة التي رأتها معه داخل سيارته.. تساءلت لاما في دهشة :
-تفتكري بيحبها ؟!
ردت شاردة :
-لا لا مستحيل أنا لازم اتأكد من سيف
***
وقف أمام المرآة يجفف شعره بالمنشفة وأخذ وقت طويل حتى جف قليلا ومن ثم مشطه بفرشاة الشعر.. ثم تناول الهاتف ليتصل على شقيقه تفاجأ بأنه ترك هاتفه في الغرفة فـ قام بفصل المكاملة وخرج من الغرفة في طريقة إلى المطعم..

عند وصوله هبط الدرج ناظرا حولة بحثا عن شقيقه لكنه لم يجده لكنه وجد خالد يجلس مع مجموعة من الأصدقاء من ضمنهم ملك ومايا.. تقدم نحوهم و وقف إلى جوار خالد يسأل عن يوسف ليخبره بأنه لم يراه.. تمنت ملك لو انها تعلم بمكانه كحجة للتحدث معه لكنها لا تعلم حقا وظلت تنظر إليه بعينين لامعتين مثل النجوم في الظلام من كثرة عشقها له..

مسكت مايا ذراعة وأخذته بعيداً عنهم بخطوتين وقالت بنعومة :
-أنا شوفته من شوية
تحدث بسأم :
-اخلصي شوفتيه فين ؟
-مش هقولك غير لما تقولي أي حكاية البنت اللي شوفتها معاه
ضرب كف على كف وتنهد بنفاذ صبر قائلا :
-مايا أنا خلقي ضيق.. انطقي بقى شوفتيه فين
لوت ثغرها بتذمر و ردت بحنق :
-اخد عربيته ومشي وكان مع بنت
عقد بين حاجبيه في تعجب من تلك الفتاة التي تحكي عنها فـ معروف عن شقيقه أنه لا يفضل أن يرافق الفتيات ابدا.. نادى خالد عليه ليلتفت إليه فتساءل :
-هنعمل أي مع مستر جمال ؟!
تقدم نحوه و هو يخبره بأنه لا يعلم فـ وقفت مايا إلى جواره وقالت بعدم اهتمام :
-بقولكم اي هو ميقدرش يعمل حاجة سيبكم منه
ثم وضعت مرفقها على كتف سيف ليجز أسنانه وانزل ذراعها بعنف عن كتفه لتنظر إليه بغضب وضربته على كتفه بخفه وقال هو بحنق :
-مش أنا المسند اللي والدك جيبهولك
زفرت بحده فيما ابتسمت ملك ابتسامة خفيفة ثم تدخلت في ذلك الحوار قائلة :
-أنا من رأي تروحوا تقدموا له اعتذار لطيف مستر جمال طيب جدا وهيقبل الاعتذار
وافقها خالد على الفكرة ونهض عن المقعد طالبا من سيف أن يأتي معه وباقي المجموعة التي لم تحضر لكن مايا اعترضت بكبرياء وتحدت ملك بأنه لم يقبل اعتذار اي منهم.. نهضت عن المقعد تطلع إليها بثقة قائلة :
-أنتِ حره عايزة تعيدي السنة عيديها لوحدك..
نجحت في أن تشعل غضبها حقا بينما هي لم تعطي له اهتمام أكثر ونظرت إلى سيف بحب وتساءلت بهدوء :
-سيف أنت اشتركت في السباق
وكأنه لم يشعر بالغضب يوما ما ليسامح جميع من جرحه يوما ويبتسم قلبه المريض وكأنه لم يؤلمه يوما.. كل هذا بمجرد أن سمع أسمه من بين شفتيها الوردية ودائما ما يتغزل بها بوقاحة معترفاً بهذا بينه وبين نفسه.. نظر إليها بمقلتيه الزرقاء البراقة بثقل ليهبط بها سريعا إلى شفتيها طالبا بالمزيد من سماع اسمه منهما ثم رفع مقلتيه إليها من جديد و رد بثقل :
-أيوه بإذن الله..
ثم ربت على كتف خالد طالبا منه أن يأتي معه ليغادر برفقته إلى مستر جمال فيما شردت هي في نظراته الموجه لها التي استمرت للحظات ثم أجاب عليها.. حتى تحدثت مايا ببعض الكلمات توبخها بدون سبب ومن ثم لحقت بهما لكنها لم تنتبه إليها بفضل انشغالها في صمته للحظات..

فاقت على نداء نورا إليها واستعادت وعيها سريعا وبعد لحظات رأت رهف لتقول بتفكير :
-نورا أنا قررت اتنقل لأوضة تانية
نهضت عن المقعد تتحدث بسعادة :
-برافو يا ملك هو ده القرار الصح
بعد أخر كلمه قالتها تحيرت وتساءلت من ستوافق أن تبدل معها فـ أشارت برأسها إلى رهف وقالت بتأكيد :
-رهف تتجنن وتبقى مع مايا في اوضه واحده..
طلبت منها أن تنتظرها هنا واتجهت نحو رهف و وقفت أمامها وبعد تبادل السلام بينهم عرضت عليها الفكرة حقا كما قالت شعرت بالسعادة وقالت دون تردد :
-موافقة طبعا.. دي ميادة امبارح قفلت عليه الاوضة وفضلت اخبط حوالي ساعة عم فتحت
-أه وأكيد مايا مش هتعمل معاكِ كده
أومأت بتأكيد فـ مسكت بيدها واتجهت نحو الدرج طالبة منها أن تأتي لتنقل أغراضها إلى الغرفة.. ابتسمت نورا بانتصار صديقتها وأخيرا استمعت إليها لتبتعد عن مايا
***
عند وصوله دلف إلى الداخل بسيارته لتنبهر ندى بالأشجار التي تقع على كلا الاتجاهين بلونها الوردي وأوراقها متصلة ببعضها البعض لتصبح حاجز بين الطريق وإشاعة الشمس.. أخرجت نصف بدنها من نافذة السيارة رافعه رأسها إلى الأعلى لينظر يوسف إليها وبدأ يتحرك ببطء لتستمتع بالمنظر أكثر.. بعد لحظات وصل لأخر الأشجار المبهجة لترى الحديقة الخلابة بلونها الأخضر البراق في كلا الاتجاهين حتى وصل إلى القصر الكبير و صف السيارة أمامه.. نظرت إليه في دهشة اعجاب بينما ترجل يوسف متجه نحو الباب الآخر فـ قالت في دهشة :
-أنت باباك غني أوي كده
-بابا بنى نفسه بنفسه.. انزلي يلا
دخلت إلى السيارة من جديد تومئ بالنفي قائلة :
-لا أنا هستنى هنا
رد بحسم :
-مش هسيبك في العربية يمكن أتأخر
زمت شفتيها عاقدة بين حاجبيها وقالت بنبرة خجل :
-أنا معيفش اهلك هقابلهم ازاي
تنهد بسأم وفتح باب السيارة يأمرها أن تنزل لكنها رفضت فـ قبض على معصمها وانزلها رغماً عنها واغلق الباب ثم اتجه نحو باب القصر ساحبا إياها خلفه.. لكنها حاولت التملص من قبضته وتتراجع للخلف لكنها لم تنجح في ذلك.. أخذت تضرب الأرض كالأطفال وتخبره بأنها محرجة للغاية ليلتفت إليها وقال في تعجب :
-بطلي شغل الحضانة ده.. قولت مش هسيبك في العربية
ثم دق جرس الباب وهي لا زالت تحرك معصمها بطريقة دائرية علها تنجح في التحرر من قبضته لكن بلا جدوى.. زفرت في تذمر قائلة :
-لو اعيف انك جاي بيتك مستحيل كنت اجي معاك.. لكن أنا غبية مسألتش كان كل همي اخيج اشوف الشايع
رفع حاجبيه كاتما ضحكاته على لدغتها حتى لا تغضب منه أكثر.. رن الجرس مرة أخرى فاستمع كلا منهم إلى صوت امرأة تساءل من الطارق جزت ندى أسنانها وارتعشت يدها بارتباك واضح عليها ليتطلع إليها في دهشة وهو يخبر والدته بهويته.. فتحت الباب مسرعة واحتضنته معبرة له عن مدى اشتياقها له ترك يد ندى ليبادلها بالعناق ثم ابتعدت عنه تساءل عن سيف ليخبرها بأنه لم يأت معه ثم نظر إلى ندى وعرفهما على بعض..

صافحتها بود مرحبة بها ثم أعطت لهما مجالا للدخول اتجهوا نحو الهول وعند دخولهم طلبت من ندى أن تجلس لتنفذ رغبتها وأخذت تفرك في أصابع يديها بينما همست والدته بخبث :
-مين دي يا چو يا نمس ؟
حملق بها في تعجب هامسا :
-أي يا ماما ده دي زميلتي في المدرسة
ضيقت عيناها بخبث :
-قلبك وقع على وشه أخيرا يا چو
نظر إلى ندى كي يتأكد بأنها لا تستمع إلى حديثهما ليعود بالنظر إلى والدته مرة أخرى قائلا :
-اقعدي مع ندى يا ماما ها وأنا هقعد مع بابا عشان عايزة
ثم تركها واتجه نحو غرفة مكتب والده بينما جلست هي على المقعد المجاور إلى الاريكة تتحدث مع ندى " تدعى فاطمة في منتصف الأربعينات تمتلك شعر أسود ثقيل يصل إلى كتفيها وبشرة بيضاء بعينين بنيتين براقه ولا زالت محتفظة بوسامتها القديمة ورشاقة جسدها.. دكتورة تخصص جراحة ولديها مستشفى باسمها.."

داخل غرفة المكتب جلس على المقعد المجاور إلى المكتب يتطلع إلى والده " أحمد محمد الراوي المعروف باسم أحمد الراوي.. في أواخر الأربعينات لا زال محتفظ بوسامة قديمة عينيه زرقاء ورثها عن والدته التي من اصول أجنبية وشعره الأسود الكثيف ودائما ما يحتفظ برشاقة جسده بالمحافظة على الرياضة اليومية.."

بعد أن قص يوسف عليه ما حدث بينه وبين شقيقه قال بتأكيد :
-يا چو سيف عمره ما ينسى وعده ليا
-أنا عارف أنه بيتأثر بحضرتك قد أي.. ولو عرف اني جيت وقولت لك على اللي حصل هيزعل مني 
أومأ بالإيجاب ثم تناول ظرف أبيض وضع داخله مبلغ من المال و وضعه أمامه قائلا :
-خلي الفلوس دي معاكم وأنا بإذن الله هجيلكم المدرسة..
ثم جلس على المقعد المقابل له وغمز بمشاكسة متسائلا :
-فولي بقى مين البنت اللي معاك دي ؟
رفع حاجبيه و رد في تعجب :
-السؤال دا مش مرتاح له بصراحه ..
ثم أردف :
-على العموم دي زميلتي بنت محترمة جدا شافتني خارج ما صدقت تخرج وجت معايا.. وعلى فكرة هي كانت رافضة تدخل لأنها ماكنتش تعرف اني جي البيت
استند بجانب رأسه على قبضة يده يتطلع إليه بعمق وتساءل بخبث :
-وأي كمان ؟
ضحك ضحكة خفيفة ثم نهض عن المقعد يلف حوله حتى وقف خلفه وانحنى ليقترب من أذنه هامسا :
-كلام بيني وبينك كده من يوم ما شوفتها وأنا بحس اني عايز أشوفها كل شوية
أومأ برأسه وهو يهمهم ثم تحدث بهدوء على عكس التذمر الذي يشعر به :
-بطل شغل المراهقين ده و ركز في دراستك
أحاط عنقه بذراعيه و رد في دهشة :
-مراهقين ؟!.. امال بقى لو ماكنتش بتحب ماما وأنت في سني كنت قولت أي !
-لاء يا چو أنا كنت اكبر منك بسنه
يوسف بمزاح :
-مش فارقة كتير يا باش مهندس كلها شهور بسيطة وابقى في السن اللي حبيت ماما فيه
ضحك ضحكة خفيفة يحرك رأسه في كلا الاتجاهين وقال مازحًا :
-انتوا جيل حقير
ضحك هو الأخير على كلمات والده ثم قبله على جانب رأسه و ودعه ليعود إلى المدرسة.. ثم خرج من الغرفة متجه صوب الهول وعند وصوله تفاجأ بشقيقه الأكبر الذي يدعى " إياد والذي يشبه والده لدرجة كبيرة بشعرة الاسود الكثيف وعينيه مثل والدته وتخرج من كلية الهندسة وبدأ في تحضير الماجستير ليكون مثل والده.. ومتزوج من طبيبة تدعى ريم لا زلت تكمل دراستها بعد الزواج و فتاة راقية وهادئة مثل ملامحها البسيطة وشعرها أسود يصل إلى منتصف ظهرها وعينين بنيتين داكنة تميل إلى اللون الأسود.. "

نهض إياد ليحتضن شقيقه الذي أشتاق إليه وهمس في أذنه :
-الدكتورة ام حضرتك سألتها انتوا بتحبوا بعض من امتا وأسئلة كتير من دي
زم شفتيه ناظرا إلى والدته بتذمر فيما ابتعد إياد ليقول يوسف من بين أسنانه :
-يلا يا ندى هنمشي
نهضت على الفور و وقفت إلى جواره مستعده للذهاب فـ أوصتهم والدته على بعضهم البعض ليتوهج وجهها من كثرة الخجل وقلبها يقرع كالطبول حتى قدميها لم تعد تشعر بهما.. جز يوسف أسنانه و ودعهما ليغادر برفقتها وبمجرد أن خرجت وضعت يديها أعلى صدرها تلتقط أنفاسها بهدوء ثم استقلت السيارة وجلس أمام المقود ليتحرك.. عند منتصف الطريق رمقها بعدة نظرات سريعة ثم تحدث كي يصلح ما أفسدته والدته :
-ندى متفكريش في أي كلمة ماما قالتها هي كده دايما تحب تهزر
-أه عادي يعني.. عيلتك ما شاء الله جميلة يبنا يخليهم لك
قالت كلماتها جاهدة أن تخفي الشعور بالخجل لكنها فشلت في ذلك.. ليعلم كم هي خجلت من كلمات وأسئلة والدته لها.. تابع القيادة في صمت بينما هي استندت برأسها إلى النافذة تزفر بهدوء كي تهدأ من نفسها وتأخذ الأمور ببساطة لكن ما سمعته اليوم عن يوسف جعلها تتعلق به أكثر و وجدت نفسها ترمقه بنظرات خجولة لينتفض قلبها من بين ضلوعها فأغمضت عينيها لتتوقف عن رؤيته تماما..

عند وصوله إلى المدرسة دخل من البوابة وصف السيارة جانباً فـ نظرت إليه في تعجب واضح متسائلة :
-وقفت ليه ؟!
تعجب من سؤالها وأشار بيده إلى الخارج قائلًا :
-وصلنا يا سرحانه
تطلعت حولها ثم ترجلت من السيارة ترجل هو ايضا متجه نحوها و وقف أمامها يعتذر ثانية عم ما بدر من والدته وعن كلمات ضايقتها وانهى حديثه بـ :
-والمرة الجاية بإذن الله مش هضايقك تاني
أومأت بالنفي بابتسامة وقالت بتذمر طفولي :
-مستحيل ايوح معاك تاني اخي مرة " اروح معاك تاني اخر مرة "
ضحك ضحكة خفيفة على طريقتها الطفولية وأيضا لدغتها وكاد أن يتحدث ألا أنه تفاجأ بأحدهم قفز فوقه فـ شهقت هي بفزع.. بينما التفت يوسف ليرى أنه صديقة فـ احتضنه بشدة وتبادل الاثنان بالاشتياق ثم ابتعد عنه ليتطلع إليه وبعد تبادل السلام بينهم عرفه على ندى.. صافحها يرحب بها ثم نظر إليه في تعجب متسائلا :
-من امتا وأنت بتصاحب بنات ؟!
لكزه في قدمه بخفه هامسا من بين أسنانه :
-بعدين نتكلم أطلع انت ارتاح
-أه اوكي تمام يا باشا نتكلم بليل
ثم تركهم وغادر هو مسح يوسف على شعره من الخلف و تساءلت بعدم فهم :
-ليه الكل مش مصدق انك صحبت بنت؟!
رد بجدية :
-لاني عمري ما صاحبت بنت وبعترض دايما على الشاب اللي يصاحب بنت..
أومأت بتفهم في صمت فاستند بظهره إلى السيارة وتابع :
-أنا في البداية كنت بتكلم عادي كزملاء لكن لقيت بقى اللي بتتمايع واللي عايزة رقمي نرغي طول الليل.. لاء أنا مش بتاع الكلام ده
-بس أنت صاحبتني
لاحت ابتسامة جانبية على ثغرة وتحدث بهدوء :
-صح عشان أنا حسيت انك غيرهم تماما
أطرقت عينيها متمتمه بالشكر فيما أقترب سيف نحوهم و وقف إلى جوار شقيقه واضعًا كفه على كتفه وهو يقول مازحًا :
-سمعت أن يوسف مصاحب بنت وأخوه اخر من يعلم
تطلعت إليه في تعجب فيما قال يوسف بجدية :
-لاء هو أول من يعلم لأن أنا و هو واحد
-بلاش تثبتني
تنهد بصوت مسموع وعرفهما على بعض.. صافحها سيف وقالت بابتسامة واسعة :
-ازيك يا سيف كان نفسي اتعيف عليك من زمان
رفع أحد حاجبيه ناظرا إلى شقيقه متسائلا :
-تتعيف ؟!
لكزه بقوة فـ تأوه بخفة ناظرا إليها بابتسامة بسيطة قائلا :
-وأنا كمان طبعاً.. تسلمي يا قمر
انتقلت بمقلتيها بينهم وقالت بتلقائية :
-شبه بعض ما شاء الله يبنا يبايك فيكم
قطب جبينه بعدم فهم متسائلا :
-نعم عايزة أي  ؟!..
عقدت بين حاجبيها بعدم فهم فيما لكزه يوسف للمرة الثانية كاتما ضحكاته لينظر سيف إليه وهمس من بين أسنانه :
-هي مصممة تختار الكلمات اللي فيها راء ليه ؟!..
ضحك ضحكة خفيفة رغما عنه فيما نظر هو إلى ندى معبراً له عن سعادته بالتعرف عليها لتبادله بذات السعادة ثم طلب من شقيقه أن يأتي معه لحضور التدريب فـ استأذن منها وغادر برفقته.. تنهدت بعمق ناظرة إليهم بابتسامة واسعة بعد لحظة وقفت مايا أمامها لتتفاجئي بها وتساءلت الأخيرة بنبرة كبرياء :
-أنتِ بقى تبقي مين ؟
ابتسمت بود قائلة :
-أنا ندى زميلة جديدة هنا
مدت يدها بعد الانتهاء من حديثها مباشرة لتنظر إلى يدها بكبرياء واضح عاقدة ذارعيها أمام صدرها دون أن تصافحها.. تعجبت ندى وضمت يدها مجددا فـ تساءلت بنبرة كبرياء تخفي خلفها الغيظ :
-تبقي مين أنتِ بقى عشان چو يصاحبك ؟!
ابتسمت بخفة تضرب كف على كف وقالت بثقة :
-ابقي ندى.. كفاية اني ندى
جزت أسنانها تفكر أن تصفعها على وجنتها لكنها تماسكت بينما جاءت لاما قائلة :
-مايا التدريب بدأ
أومأت بالإيجاب ثم تطلعت إليها باشمئزاز وقالت ببرود :
-دا تدريب لسباق السيارات.. على فكرة التذاكر خلصت يعني مش هتقدري تحضري
ما أن أنهت حديثها التفتت ممسكه بمرفق لاما وغادرت برفقتها.. ضربت الأخيرة قدمها في الأرض بغيظ ومن ثم اتجهت صوب المبنى متوعدة لتلك البشعة بمعاملة سيئة
***يتبع

رايكم يهمني 💙💙💙🌴..

عشق الدراسة الجزء الأول منـ" سلسلة عشق منذ الدراسة " سمر عمر..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن