اذكروا الله يا جماعة الخير💙🌴..
" الفصل الأول.."
مع ظهور اشاعة شمس يوم جديد وقفت العصافير على غصون أشجار المدرسة وبدأت تزقزق بصوتها الرفيع ورياح خفيفة تحرك أوراق الأشجار الخضراء..
دقت الساعة الثامنة إلا ربع صباحا داخل غرفة الفتيات كلا منهم يرتدي الثياب الخاص بالمدرسة عبارة عن تنورة أو سروال كحولي وقميص أبيض.. ارتدت ملك اليوم التنورة التي تصل إلى بعد ركبتيها بقليل وارتدت حذاء رياضي أبيض ثم تناولت الكاميرا الصغيرة والتقطت صورتان للحذاء.. قالت مايا ساخرة وهي تربط رابطة عنقها الكحولي :
-ما تتجوزي الكوتشي يا ملك طالما بتحبيه اوي كده
ضحكت لاما صديقة مايا بينما نظرت هي إليها بعدم قبول قائلة :
-بايخة زيك
ثم وقفت أمام المرآة تمشط شعرها فقالت مايا وهي ترتدي الحقيبة :
-عارفين يا بنات يوسف أحمد ده قمر جدا لكن دمه تقيل
ردت لاما بتلقائية :
-خالص على فكرة هو طبعه أنه ما بيتكلمش كتير بس.. بمعنى أصح أنه مهتم بدراسته جدا
ارتدت ملك الحقيبة على كتف واحد وهي تتابع حديثهم فرمقتها مايا بنظرة سريعة وقالت بلؤم :
-على عكس سيف خالص.. سيف ده بقى الحب كله قمر كده في نفسه ودايما بيهبلني باهتمامه بيا..
ثم تنهدت بعمق وتابعت بهيام :
-بحبه قوي يعني
حملقت ملك بها للحظات من الصمت والغيرة تحرق قلبها لكنها لم توضح لها ذلك ثم ابتسمت بخفة وتركت لهم الغرفة وخرجت مغلقة الباب خلفها.. ضحكت مايا ضحكة انتصار ثم ضبطت ثيابها وشعرها للمرة الأخيرة وخرجت برفقة لاما..
وقفت ملك أمام الفصل تنظر إلى ورقة الأسماء وبحثت عن اسم سيف أولا لتجده ثم رأت أسمها بعد ذلك أخذت تفرك في أصابع يديها بتوتر واضح وتهدأ في قلبها الذي يدق برهبة كل هذا يحدث لها قبل أن تراه فـ ماذا عن رؤيته ؟!.. رأت مايا تقترب وتركتها تدخل اولا ثم لحقت بها و وقفت تنظر حولها حتى رأت سيف لامعت عيناها بلمعة الحب لكن سرعان ما اختفت عندما رأت مايا تصافحه وجلست على المقعد الذي أمام مقعده.. جزت ملك أسنانها بغيظ وجلست على المقعد المجاور إلى مقعده في الصفة الثانية ونظرت إلى الأمام لكنها ترمقه بنظرات سريعة لكونها اشتاقت إليه كثيراً..
جلس يوسف خلف شقيقه منشغل في قراءة كتاب وبعد دقائق علم الصفحة بورده زرقاء قد جفت وأغلق الكتاب عليها و وجد نفسه ينظر إلى باب الفصل ليرى ندى واقفة تنظر حولها ثم اتجهت نحو المقعد الرابع في الصفة الثانية وجلست عليه.. فالتفت يوسف برأسه ناظرا إليها ليتذكر ما حدث بينهم الليلة الماضية لتظهر ابتسامة بسيطة على ثغرة ثم نظر إلى الأمام..
بعد اكتمال عدد الفصل بدقائق دخل المعلم وهو يلقي عليهم السلام وجلس أمام منضدة متوسطة الحجم وبدأ يتحدث معهم عن أمور تخص الدراسة كدردشة مبدئية
***
عند تمام الساعة الثانية ظهراً دق الجرس الأخير لليوم الدراسي الطويل خرج جميع الطلاب من الفصول يتجهون نحو المبنى الآخر بعضهم صعد إلى الغرف والبعض الآخر في الخارج والمطاعم.. جلست ملك أمام طاولة واضعة حقيبتها على المقعد المجاور لها وأخذت تفكر في حديث سيف مع مايا اليوم..
جاءت صديقتها المقربة نورا وجلست أمامها لتفيق ملك من شرودها ناظرة إليها بحزن وأخبرتها بحديث مايا عن سيف اليوم وانهت حديثها بحنق :
-هي عارفه اني بحبه عشان كده بتضايقني
نورا بحنق واضح :
-قلتلك كتير ونصاحتك تبعدي عنها يا ملك
راجعت نفسها وردت بحزن :
-أحنا أصحاب بقالنا اربع سنين وزيادة
ابتسمت بخفة وقالت ساخرة :
-لاء وهي بصراحه صانت الأربع سنين صداقة دول قوي..
ثم تابعت بحسم :
-اسمعي أنتِ تواجهيها بأنها ليه بتضايقك بسيف وهي عارفه كويس اوي انك بتحبيه
-لاء لاء مقدرش أقولها كده.. ممكن تروح تقول لسيف
في منتصف حديثهم دخل اثنان من الشباب يوزعون اوراق و وضع أحدهم اثنان أمام كلا من نورا وملك فـ بدأ الاثنان بفحص الورقة وقالت نورا :
-سباق سيارات.. أكيد سيف هيشارك زي السنة اللي فاتت
اومأت بالنفي قائلة :
-ممكن لاء.. عشان السنة الي فاتت هو تعب ونقلوه على المستشفى
هبط يوسف الدرج واضعاً يديه في جيبي سرواله وأخذ ورقة من الشباب وخرج من المبنى وهو يفحصها ثم وقف رافعا رأسه عن الورقة ليتذكر ما حدث إلى شقيقه السنة الماضية.. ثم طواها جيدا و وضعها في جيب سرواله وتابع السير..
بينما تجولت ندى حول المدرسة بانبهار ثم جلست على مقعد طويل متصل بطاولة أمامه وهي لا زالت تحرك مقلتيها هنا وهناك.. بعد لحظات تفاجأت بشاب وقف أمامها وأمسك بمعصم يدها لتنظر إليه في دهشة بينما هو صافحها قائلا :
-أنا ماجد زميلك في الفصل..
سحبت يدها من يده ونهضت عن المقعد تحدق به فـ تابع :
-أول مرة اشوفك
ردت بتلقائية :
-أه أنا أول سنه ليا هنا
كاد يوسف أن يتجه نحو تلك المقاعد لكنه توقف عندما رآها تتحدث مع ذلك الشاب المعروف عنه أنه مستهتر ويستفز الجميع.. بعد لحظات استأذنت ندى وتقدمت بخطواتها فـ وضع قدمه أمامها لتتعثر بها وسقطت على ركبتيها متأوه مسك بمرفقها كي يساعدها على النهوض وجلست على المقعد تمسح على ركبتيها وهو يتمتم بالاعتذار..
نهضت عن المقعد تمسح ثيابها وهي تقول بضيق :
-عادي حصل خيي..عن اذنك "خير.."
مسك بمرفقها مانعا إياها من الذهاب لتنظر إليه بحده محاولة سحب يدها لكنه شدد عليها وقال بابتسامة ساخرة :
-أنتِ لدغة
جزت أسنانها وقالت بحنق شديد :
-ملكش دعوة وسيب ايدي لو سمحت
جذبها إليه قليلا وقال من بين أسنانه :
-ما ينفعش تمشي دلوقت عشان رجليكِ اكيد بتوجعك
نفخت في شدقيها بسأم واضح بينما تقدم يوسف نحوهم وهي تقول بنفاذ صبر :
-بقولك سبب ايدي حالا أنت ما بتفهمش
رفع حاجبيه ببرود قائلا :
-مش هسيبها حبيت ملمسها
وقف يوسف بينهم وقبض على معصمه ناظرا إليه بحده تكاد أن تقسمه نصفين وقال بنبرة عنيفة واضحة :
-سيب ايديها يا ماجد
نظرت ندى إليه بينمها وبخه ماجد بحده طالبا منه ألا يتدخل بينهم.. فـ قام بسحب يد ندى من يده ودفعه للخلف ليتراجع خطوة للخلف توحشت ملامحة وضربه على صدره بقوة ليتراجع خطوة للخلف فاستشاط غضبا من مد يده وأجبره أن يدفعه بقوة ليسقط ماجد على الأرض متاوها.. شهقت ندى خوفا من أن يكون حدث له شيئاً وقالت بلهفة قلق :
-خلاص هو اخد جزائه
نظر إليها وطلب منها أن تغادر من هنا ليستغل ماجد انشغاله معها وتناول غصن شجرة كان قد سقط من تأثير الخريف ونهض ليضرب رأس يوسف بقوة وركض بعيدا.. بينما فزعت ندى عندما تأوه يوسف واضعاً يده على جانب رأسه ثم سحب يده عن رأسه ليرى دماءه مسكت هي بيده متمتمه بالاعتذار :
-أنا اسفه بجد
تحدث بهدوء :
-أنا بخير.. في دكتور هنا هروح له
أصرت أن تذهب معه ومسكت بذراعه وجاء يسحبه شددت عليه ليرفع حاجبية قليلا ثم نهض عن المقعد واتجهوا نحو المبنى ومن ثم دخل إلى غرفة خاصة بالطبيب.. دق الباب ودخل فـ نظر الطبيب إليه مرحب به وبمجرد أن لفت نظرة الدماء نهض فوراً متجه نحوه وأمسك بيده حتى جلس على المقعد وفحص الجرح سريعا ليراه سطحي.. قام بتنظيفه و وضع المطهر ثم وضع لاصقة بيضاء عليه من ثم سحب القفازات البيضاء وألقى بها في القمامة متسائلا :
-مين اللي ضربك على دماغك وليه ؟!
شعرت ندى بالأحراج تفرك في أصابع يديها بينما نهض يوسف عن المقعد وهو يقول بعدم صدق حتى لا تخجل ندى :
-أنا خبط في شجرة بدون قصد
لتنظر إليه في دهشة من إجابته الخاطئة بينما انتقل الطبيب ببصره بينهم وقال بشك :
-أه طيب خد بالك بعد كده يا چو
رمقها بنظرة سريعة ثم شكر الطبيب وغادر الغرفة برفقتها وعندما خرجوا من المبنى وقفت أمامه وتساءلت بفضول :
-أنت من عادتك ما بتخدش حقك ؟!
-من عادتي بحب أخد حقي
عقدت حاجبيها بعدم فهم تحرك رأسها في كلا الاتجاهين وقالت :
-لاء مش فاهمة.. طيب ليه خبيت الحقيقة ؟!
-عشانك ...طالما الموضوع داخله بنت يبقى في داهيه حقي
ابتسمت برقة وتساءلت :
-هو الموضوع كبيي قوي كده ؟
ضحك ضحكة خفيفة وهو يومئ بالإيجاب وقال :
-أه طبعا هندخل في سين وجيم وكان بيتخانق معاك ليه هضطر اقول عشانك وهتدخلي في حورات والولد ممكن يقول عليكِ حاجة.. المهم حصل خير واحذري منه
تنهدت بصوت مسموع ناظرة إليه بإعجاب فـ استأذن منها وغادر ضمت يديها في بعضها البعض تضمها إليها وقالت بهيام :
-ياغتي على العسل.. جمال وطول مالي ميكزة وكمان محتيم لا كتيي قوي.. وبجد حيام
بينما تقدمت ميادة نحوها و وقفت خلفها لتستمع إلى أخر كلماتها ثم وقفت أمامها لتتفاجئي ندى بها بينما قالت هي في دهشة :
- ندوشه اتهبلتي يا حبيبتي بتكلمي نفسك
نفخت في شدقيها بسأم وقالت بحنق :
-أتتِ دايما فصلاني على فكيه
همهمت بخفية ثم عقدت ذراعيها أمام صدرها وتساءلت بلؤم :
-كنتِ واقفة مع يوسف ليه يا حلوة ؟
اتسعت عيناها قليلا و وقفت خلفها لتحيط كتفها بذراعها قائلة :
-أنتِ تعيفيه يا ميمو ؟!
-أه طبعا أعرفه
***
وقف يوسف أمام باب الغرفة يضع شعره على اللاصقة كي يخفيها ثم دخل مغلقا الباب خلفه وجلس على حافة الفراش.. جلس سيف إلى جواره ماسكا بورقة سباق السيارات قائلا بحماس :
-چو أنا اشتركت في السباق وأنت معايا
لينظر إليه بلهفة ثم تحدث بتذمر :
-أنت ناسي اللي حصلك السنة اللي فاتت ؟
رد بحنق شديد :
-ايوه ناسي ومش عايز افتكر اليوم ده..
عقد بين حاجبيه عندما لفتت نظرة اللاصقة الطبية من بين خصل شعره ليرفع انامله يتحسس عليها متسائلا :
-أي اللي حصلك ؟!
نهض عن الفراش و وقف أمام المكتب يرتب الكتب وهو يقول :
-اتخبط في شجرة بدون قصد
ضيق عيناه قليلا وتساءل بشك :
-اتخانقت مع مين يا چو ؟!
التفت لينظر إليه بلهفة حادة ورد عليه بسؤال :
-من امتا وانا بتخانق يا سيف ؟!
رد بإصرار :
-لازم اعرف أي اللي حصلك
-تمام.. حصلت مشكلة بيني وبين ماجد وضربني على دماغي وجري..
رفع يده ليدير سبابته على أنه يكمل فـ قال ببساطة :
-الموضوع كان له علاقة ببنت هو كان بيعاكسها وانا دافعت عنها وماعترفتش عليه طبعاً عشان البنت دي ما تدخلش في حوارات
رفع حاجبيه في تعجب وقال ساخراً :
- من امتا والبنات بتفرق معاك ؟!.. تحب افكرك بالجوابات اللي كانت بتجيلك منهم وكنت بطنشهم
زفر بسأم واتجه نحو الخزانة وأخرج ملابسه وهو يقول بهدوء :
-مش موضوعنا يا سوفي..
ثم نظر إليه وهو يبدل ثيابه متسائلا :
-تدريب السباق امتا ؟
رد بحنق واضح :
-بكرة يا أستاذ
***
جلست ملك على الفراش تشخبط على ورقة بقلم أزرق.. بينما وقفت لاما أمام المرآة تضبط ثيابها المكونة من تنورة سوداء مجسمة تصل إلى ركبتيها وقميص أبيض دخلت مايا فجأة وهي في كامل سعادتها وتستدير حول نفسها قائلة :
-اقنعت سيف يجي معانا
لتنظر ملك إليها بلهفة وأخذت تحرك القلم على الورقة بغيظ حتى قطعت تلك الورقة.. ثم نهضت عن الفراش و وقفت أمام الخزانة تختار شيئا ترتديه فـ أخذت عهدا ألا تتركها تأخذه منها بهذه السهولة ولم تيأس قط..
وضعت يدها على طقم مكون من سروال وكنزة لكنها تراجعت وأخذت فستان ثم دلفت إلى المرحاض.. بينما انتهت مايا من ثيابها المكونة من سروال جينز وكنزة سوداء بنصف كم و وضعت على وجهها من مساحيق التجميل خرجت " ملك مرتدية الفستان الأحمر المجسم على خصرها والنصف الأخير فضفاض يصل إلى بعد ركبتيها بقليل.. " و وقفت أمام المرآة تمشط شعرها دون أن تضع شيئا على وجهها فهي ترى نفسها جميلة دون مساحيق التجميل تطلعت مايا إليها من أعلى لأسفل مرتان بغيرة واضحة وتساءلت ساخرة :
-أنتِ رايحة حفلة لعيد الحب ؟!
وضعت الفرشاة واستدارت نصف استدارة لتواجها ناظرة إليها ببرود وقالت :
-لاء بس أنا بحب اللون ده جدا
ثم تركتها واتجهت نحو الباب لتخرج مغلقة إياه خلفها بينما ضربت مايا بقبضة يدها على راحة يدها الأخرى بغضب واضح وقالت بحده بالغة :
-بقى اللي أبوها بخيل دي تتحداني بالطريقة دي
لاما ببساطة :
-أنتِ أي اللي مضايقك ؟!..
جزت أسنانها بغيظ وضربت الأرض بقدمها فـ تقدمت نحوها و وقفت تمسح على جانب شعرها وهي تقول بلؤم :
-أنتِ أجمل منها بمراحل.. وهتبقي أجمل لو لبستي فستان أحمر
تطلعت إليها للحظات من التفكير الخبيث ثم طلبت منها أن تنتظرها في الأسفل فـ لاحت ابتسامة خبيثة على ثغرها وتركتها وغادرت..
هبطت الدرج متجه نحو غرفة رهف كي معها وعند وصولها وقفت تدق الباب لتفتح ميادة بعد لحظات وأخبرت رهف بانتظار لاما في الخارج.. ركضت إليها و ودعتها لتتحدث ميادة بتذمر :
-لو سمحتي يا رهف متتأخريش عشان عايزين نقفل الاوضة وننام
-أوكي حاضر.. باي بقى
ذهبت معها فـ أغلقت ميادة الباب وجلست أمام المكتب الخاص بها توقفت ندى عن الرسم و وضعت القلم الرصاص في كعكة شعرها وتساءلت بفضول :
-ميمو هي يايحه فين ؟!
استدارت إليها ويبدو عليها التذمر الشديد بفضل خروجها وردت بضجر :
-خارجة تسهر مع شوية شلة كده
أومأت بالإيجاب وشردت في شيئا ما هامسة :
-يا تيى " يا ترى " يوسف معاهم أو لاء ؟!
قطبت جبينها متسائلة :
-بتقولي أي يا بنت ؟!
لتنظر إليها بلهفة وتناولت قلم أخر وهي تقول في توتر :
-لاء خالص مش بقول
ثم نظرت إلى الدفتر الخاص بالرسم لتتابع فالتفتت ميادة لتكمل كتابة بعد لحظات وجدت نفسها تفكر به مجددا لتتذكر موقفه معها اليوم فـ ابتسمت تتنهد بعمق ثم تركت القلم وأخذت الذي وضعته في شعرها وفتحت صفحه جديدة.. بدأت تتخيله وبالتحديد عيناه الحادة وبدأت في رسمها
***
بالأسفل تحديدًا أمام البوابة الرئيسية وقف سيف إلى جوار سيارته الخاصة به ينظر إلى الفراغ في صمت ماسكا السلسة في يده يضغط عليها بأنامله.. جاءت ملك و وقفت أمامه ليرفع مقلتيه إليها فوضع السلسة داخل كنزته وابتسم لها وبعد تبادل السلام بينهم تطلع إليها من أعلى لأسفل حتى زاغت عيناه من جمالها وقال بإعجاب :
-اللون الأحمر يجنن عليكِ
اتسعت ابتسامتها وهي تتنهد بعمق قائلة بمرح :
-شكرا اوي على ذوقك
توحشت ملامحه فجأة دون أن يعلم السبب وحتماً يعلم السبب جيدا لكنه رافض أن يعترف حتى بينه وبين نفسه وقال بحده بالغة :
- بلا ذوق بلا زفت.. أي اللي أنتِ لابساه ده ؟!
اختفت ابتسامتها فجأة وقد اتسعت عيناها وتساءلت بنبرة مضطربة :
-هو مش كان عجبك ؟!
جز أضراسه حتى تحرك صدغاه ثم فتح باب السيارة وجلس على المقعد ثم أغلق الباب بقوة فانتفض بدنها تحدق في المكان الذي كان يحتله منذ لحظات وتجمعت الدموع حول مقلتيها لترفع رأسها إلى نافذة السيارة لتطلع إليه بنظرة عتاب مؤلمه بينما هو ينظر إلى الأمام عاقدًا بين حاجبية بحده.. مسحت أسفل عيناها واتجهت نحو السيارة الخاصة بها وجلست أمام المقود فنظرت نورا إليها تساءل ما بها لكنها لم تجيب عليها..
جاءت مايا تسير بخطوات ثقه مرتدية فستان أحمر مجسم قصير يصل إلى ركبتيها ذات حملات عريضة واستقلت سيارة سيف فنظر إليها مقطب جبينه وقال بمجاملة :
-شكلك جميل قوي
رفعت كتفها بدلع وهي تقول بنعومة :
-أنا دايما جميله
أدار محرك السيارة وتحرك خلف اثنان من السيارات والأمن ينظر حوله خوفا من أن يشعر الأمن الأخر بخروج الطلبة فهو يقبل منهم رشوة كي يسمح لهم بالخروج من المدرسة..
نظرت مايا إلى المرآة الأمامية للسيارة فقال مداعبا :
-خلي بالك المراية ممكن تغيير منك
لتنظر إليه بابتسامة واسعة وقالت بنبرة حب :
-أنت كلامك يجنن وعنيك تجنن وكلك على بعض يجنن.. هي مامي كانت بتأكلك اي وانت صغير !
قهقه عاليا و رد ببساطة :
-لاء مش فاكر بصراحه ممكن تبقي تسأليها بنفسك
-عارف يا سيف أنا بشكر الظروف اللي اجبرتك تيجي تكمل تعليمك في مصر عشان أشوفك
رفع أحد حاجبيه وهو ينتبه إلى الطريق وقال بجدية :
-لاء هي مش الظروف ده بابا و يوسف..
ثم نظر إليها للحظة وعاد بالنظر إلى الطريق وهو يقول بنبرة صادقة :
-بس أنا ماكنتش موافق أكمل تعليمي هنا لحد ما جيت المدرسة و شوفتها فغيرت رأي
أومأت تأكيدا على حديثه :
-هي المدرسة حلوه فعلا
عقد بين حاجبيه في تعجب هامسا بـ " المدرسة ؟!.. " فهي فهمت قصده على أنه يقصد المدرسة بحديثه لكنه لم يقصدها مطلقاً ثم ابتسم بخفه وتابع القيادة في صمت..
عند وصوله إلى المول صف السيارة في الجراج وترجل لينظر إلى زملائه وترجل خالد من أحد السيارات متجه نحوه ودلف إلى الداخل برفقته ومن ثم صعدوا إلى الطابق الثالث ثم دخلوا إلى مطعم داخله موسيقى عالية وإضاءات بألوان مختلفة وتفرقوا إلى مجموعات.. جلسوا حول طاولة وكان خالد يحتل المقعد المقابل إلى لاما ينظر إليها بإعجاب وهي تتحدث بينما أشار سيف إلى النادل ليأتي فنهض وطلب منه مشروب ساخن وكلا منهم طلب مشروبه المفضل عدا مايا التي طلبت مثل سيف..
ذهب النادل ليجلس سيف مكانه ناظرا إلى الأمام ليرى ملك جالسة أمام طاولة مجاورة تتحدث مع نورا ويبدو عليها الحزن.. تحدثت مايا موجه حديثها إلى سيف فنظر إليها نظرة سريعة دون اهتمام وعاد بالنظر إلى ملك وهو يحرك رأسه فقط كأنه يستمع إليها..
انتبهت أنه شاردا في شيء ما خلفها فالتفتت برأسها لم تجد شيئاً فعادت بالنظر إليه ومسكت بيده لينظر إليها بجمود وطلبت منه أن يشاركها بالرقص.. رفض لكنها ألحت كثيراً فاضطر أن يرقص معها لدقائق وقفت أمامه بينما وضع يديه على خصرها هي أحاطت عنقه بيديها وتمايل معها على انغام الأغنية الهادئة.. بينما دفنت ملك وجهها في كفيها إلى لحظات تجز أسنانها ثم أدارت وجهها اتجاههم لتشعر بالغيرة القاتلة ثم نظرت إلى نورا بحزن قائلة :
-أنا مش مستحمله اللي بيحصل ده
مسكت بيدها تمسح عليها وتساءلت بحزن :
-تحبي نمشي من هنا ؟!
ردت بلهفة مؤلمة :
-طبعا يا نورا.. أنا بالشكل ده بنتقم من قلبي
ثم نهضت عن المقعد وجاءت تتجه نحو باب الخروج تفاجأت بدخول شقيقها لتتسع عيناها في ذهول وارتبكت بشدة حتى شعرت بالغثيان.. وقفت نورا إلى جوارها متسائلة :
-وقفتي ليه؟!
لم تجيب عليها فقط ظلت تطلع إليه في رهبة بينما نظر مالك حوله وتفاجأ بوجود شقيقته في هذا المكان وفي ذلك الوقت..
تقدم نحوها بملامح حاده فاستدارت نصف استدارة ممسكة بمعصم يد صديقتها وقف هو أمامهم قابضا على معصمها وادارها إليه بعنف وتساءل بحنق :
-أي اللي جابك هنا ؟!.. وازاي المديرة سمحت لك بالخروج ؟
رفعت يدها و ردت باضطراب :
-هفهمك بس براحه
تدخلت نورا في الحوار علها تلطف بينهم :
-مالك احنا خرجنا مع أصحابنا شوية ومفيش داعي لكل ده
شوح بيده بعصبية مفرطة قائلا :
-مفيش داعي يعني أي !.. واي الفستان اللي أنتِ لابساه ده أصلا
وجه آخر كلمات إلى شقيقته فـ حاولت تهدئه لكنه لم يستمع إليها وهددها بأنها لم تمكث في المدرسة من بعد اليوم.. نظر سيف ناحيتها ليرى ذلك الشاب وشعر بالغضب لكونها واقفه معه وترك مايا ليتجه نحوهما شعرت هي بالخجل ناظرة حولها لكونه تركها فجأة ثم ابتعدت عن ساحة الرقص تراقبه بعينيها.. وقف إلى جوار ملك ومسك بمعصم شقيقها وهو يقول بفحيح :
-سيبها بهدوء و بدون مشاكل
حدقت به في صدمة بينما ترك مالك يدها بهدوء مضيق عيناه قليلا وتساءل :
-أنت مين بقى ؟
كاد أن يتحدث ألا أنها قاطعته بتأفف :
-ده مالك اخويا
ادار رأسه ناحيتها ناظرا إلى عينيها عن قرب ليجد نفسه شاردا في تلك حبوب البن الرائعة وشعر بالحيرة بين عينيها الاثنان ايهما يعشق أولاً؟!.. تعجب من نفسه وأخذ يسأل نفسه ماذا سيحدث له عندما يلمس يديها أو يحتضنها ؟!.. هبط بمقلتيه إلى فستانها ليشعر بالغيرة من هذه الثياب التي تحتضنها وهو لا وتمنى لو انزعها ليصبح هو مكانها.. ثم رفع مقلتيه إلى عينيها مجدداً بجمود الذي يخبئ خلفه عشقه لها وقال بهدوء :
-افتكرت أنه بيضايقك
ثم رمى مالك بنظرة سريعة واتجه نحو الطاولة تحت أنظار ملك العاشقة بينما قالت نورا :
-شوفت أن احنا مش لوحدنا ومعانا أصحابنا
أومأ بالإيجاب وقال بحسم :
-اتفضلوا امشوا حالا
***يتبعرايكم يهمني ❤😁..
رأيكم وتعليقات ...
دومتم بخير 💙💙 ..
أنت تقرأ
عشق الدراسة الجزء الأول منـ" سلسلة عشق منذ الدراسة " سمر عمر..
Romanceممنوع النقل أو الاقتباس ..الرواية حقوق النشر محفوظة ✋✋ .. الحب الحقيقي والصادق لن يؤثر عليه الفراق ..بل يزداد الحب أكثر بفضل الاشتياق ويبقى في القلب حتى موعد اللقاء .. اخر لقاء بينهم ليس وداع بل بداية عشقهم .. كبريائه منعه أن يعترف بعشقه لها وعندما...