" الفصل 26.."

525 22 5
                                    

اذكروا الله يا جماعة الخير 💙🌴..

" الفصل السادس والعشرين.."
" حسبت أن الحياة لم تعطي لي كل شيء.. لكن أهداني الله الحياة بأكملها.. نعم ملك هي الحياة ولم تأخذ من قلبي مكان بل أخذته بالكامل.."
حملها على ذراعيه واتجه إلى المنزل من ثم دلف إلى الداخل وتقابل مع نهال والتي تساءلت بلهفة عن ما أصابها  :
-حصلها ايه؟!
-داخت فجأة
ثم صعد إلى الطابق العلوي ودخل الغرفة ووضعها على الفراش برفق بينما تقدمت نهى نحوهم ووضعت حقنة المحلول في يدها من ثانية ووضعت نهال الغطاء عليها ثم وضعت كفها على جبينها.. فتحت عيناها تنظر إليها بوهن ثم أغلقتها ثانيًة بينما جلس سيف على حافة الفراش قائلا :
-ممكن تجيبي الاكل..
أومأت موافقه ثم اتجهت صوب الباب وفي طريقها مسكت بيد نهى وخرجا من الغرفة أدار رأسه ناحيتها ونظر إليها بنظرة حب واضحة وتساءل باهتمام :
-طمينني عاملة ايه دلوقت؟!
-أفضل الحمد لله..
ثم تساءلت بنبرة غيرة برغم شعورها بالإرهاق :
-ليه رفضت تاخد منها السندوتش؟!.. مش حرام تزعلها
رفع حاجبيه وتذكر عندما جاءت الممرضة إليه كي تعطيه الطعام ثم لاحت ابتسامة ماكره على ثغرة متسائلا :
-بتغيري عليا؟
رفعت ظهرها كي تستند به إلى الفراش وقالت بنبرة توتر واضحة :
-لاء هو بس انا زعلت عشان كسفتها
رفع احد حاجبيه يتطلع إليها بعدم تصديق في حين أطرقت ملك رأسها كي تختبئ من نظراته التي تنزع روحها من بدنها كما أن قلبها يدق في صدرها برهبة..
صدح صوت الهاتف فأخرجة من جيب سرواله لينظر إلى شاشته التي تضئ باسم يوسف أجاب عليه فورًا وبعد تبادل السلام بينهم قال بجدية :
-چو ابعت لهم رسالة اعتذار وبإذن الله يتعوض
قال مبتسماً :
-تبقى ملك حنت.. وملك عند سيف أحسن من مليون سبق عالمي
رمقها بنظرة تنطق بالعشق وهو يقول بتأكيد :
-أكيد طبعًا.. هي أفضل شيء على الإطلاق
رفعت بندقيتها إليه عندما شعرت بأنه يتحدث عنها لكن سرعان ما أشاحت بوجهها بعيدًا عندما رأت تلك العيون الزرقاء تطلع إليها.. نظر إلى الأمام وبعد لحظات أنهى المكالمة مع شقيقه..
دق الباب فنهض عن الفراش متجه إليه وفتح إياه ليرى نهى تحمل صينية الطعام.. هم أن يحملها عنها لكنها رفضت ودخلت هي ووضعتها على الفراش ثم نظرت إليه بابتسامة واسعة قائلة :
-مش عايزه اتعبك..
-شكراً
انتقلت ملك ببصرها بينهما ويبدو عليها الغيرة القاتلة حتى اصطبغت عيناها بحمرة جحيم الغيرة بينما قالت نهى بهدوء وهي تتفرس ملامحة :
-مش هتتغدى؟
اتسعت عيني ملك بينما رمقها الأخير بنظرة سريعة وقال مبتسما :
-اه طبعا هتغدى
-طيب اتفضل معانا تحت
تحدث بمكر :
-اوكي انا جاي معاكِ
وجدت نفسها تقول من بين أسنانها :
-رايح معاها فين؟!
أدار رأسه ناحيتها وأجاب ببرود قاصدًا إشعال الغيرة داخل قلبها الذي ينبض له وبه :
-هنزل اكل تحت عشان تخدي راحتك..
قبضت بيدها الأخرى على الغطاء بقوة حتى برزت أوردتها وكأن نهى هي التي بين قبضتها القوية كما أن عيناها حملقت بها بنظرة حادة وأخذ صدرها يعلو ويهبط وهي تزفر بغضب واضح.. تنحنح بخفة ناظرًا إليها مقطب جبينه وقال مبتسمًا :
-اتفضلي أنتِ انا هتغدى معاها
ابتسمت بمجاملة ثم تركت الغرفة وغادرت جلس على حافة الفراش وتناول المعلقة فقالت بنبرة ضيق واضحة :
-انزل اتغدى معاها
رفع مقلتيه إليها ليرى الغيرة واضحة على كل خلجة من خلجات وجهها وقال بجدية :
-اعترفي انك غيرانه وعليا وألا هنزل اكل معاهم تحت بجد
أومأت بالنفي عدة مرات ليترك المعلقة ونهض عن الفراش وهو يخبرها بأنه سيتناول الطعام معهم بالأسفل اغلقت عيناها عنوة واندفعت بحده :
-بغير عليك.. مش منها بس من اي واحده تحاول تقرب منك
لاحت ابتسامة جانبية على ثغرة وجلس على حافة الفراش ثم مسك بيدها التي تقبض على الفراش وقام بفتح قبضتها.. ثم انحنى برأسه وأطبق شفتيه على راحة يدها الصغيرة برقه خرجت شهقة خائنة من بين شفتيها كما أنها شعرت بروحها تنسحب منها ببطء شديد.. سحبت يدها بعد أن عضت على شفاها السفلية من الداخل تطلع إلى الأسفل باضطراب شديد أثر على معادتها ومن كثرة التوتر شعرت بالغثيان..
رفع عيناه إليها مقطب جبينه ثم مسك بالمعلقة وبدأ في إطعامها.. قالت بفضول بعد أن ابتلعت طعامها :
-أنا ممكن أعرف اعتذرت لمين؟
رفع المعلقة إلى فاها فتناولت الطعام وهو يجيب على سؤالها :
-طبعًا.. ده سباق سيارات عالمي
-اعتذرت ليه؟!.. دي فرصة
قال بجدية وهو يمد يده بالطعام كي تتناوله :
-الفرصة دي تتعوض.. وبعدين السفر بعد بكره
-فين المشكلة مش فاهمة؟
-مش هقدر اسيبك
رفعت بندقيتها إليه تتأمله بحب واضح بينما هو مد يده بالطعام فأطرقت عيناها وتراجعت برأسها إلى الخلف رافضة تناول المزيد لكنه أصر لتتناول الطعام من يده.. هم أن يأخذ قطعة من اللحم لكنها مسكت بيده وقالت بحسم :
-خلاص مش هاكل
-بقى ده اكلك؟!.. عشان كده عندك هبوط
أومأت تأكيداً على حديثه ثم تحدثت محاولة إقناعه :
-ممكن تسافر عشان السباق.. وانا هبقى بخير
-الثانية جنبك مستحيل تتعوض.. لكن السبق يتعوض عادي
زمت شفتيها بعد أن عقدت بين حاجبيها بحزن وقالت :
-يعني انا السبب في أنك تعتذر
-انا أضحي بعمري كله عشانك يا ملك..
قال كلماته بنبرة حب صادقة منبعثة من قلبه ثم تذكر الماضي وتابع بضيق :
-قبل ما اجيلك بيوم عشان اقولك اني بحبك.. مايا طلبت تقابلني وفعلا قابلتها وشوفت دعوة فرحك معاها..
أخرج علاج المهدئ من جيب سرواله ليريها إياه متابعاً :
-من يومها وانا باخد المهدئات دي عشان اقدر اكمل حياتي.. ولما اتجوزت مايا كنت فاكر اني ممكن انساكِ لكن فشلت.. حبك يا ملك في قلبي أقوى من النسيان بمراحل..
قذف بالعلاج داخل سلة القمامة المجاورة إلى الفراش ونظر إليها كي يتفرس ملامحها بنظرات عشق جاده قائلاً :
-أنا العاشق لقلبك وعيونك.. انا السيف اللي اخترق قلبك بعشقه..
أومأت تأكيداً على حديثه فابتسم ورفع سبابته في وجهها وقال بمشاكسة :
-إياكِ تمدي ايدك عليا تاني عشان أنتِ مش هتتحملي قلم منى
اتسعت ابتسامتها على مشاكسته وقالت في تعجب :
-انا كنت فكرة انك هترده ليا تاني أو على الأقل تتعصب عليا
-تعرفي ان خدي التاني مات من القهر
ضحكت ضحكة خفيفة رقيقة خطفت قلبه من بين ضلوعه لتختفي ابتسامته فجأة يتفحص ملامحها بدايةً من عيناها حتى شفتيها التي ضحكت للتو.. ووجد نفسه يقول بنبرة غزل :
-شفتاكِ الضاحكة سرقت قلبي فماذا عن تذوقها
جحظت عيناها من كلماته الجريئة كما أن اصطبغت وجننيها بحمرة الخجل من فرط حروف كلماته وقالت بصوت مبحوح ممزوج بالخجل الشديد :
-أنت وقح
رفع حاجبيه بمرح وقال بمشاكسة لكن بنبرة جادة للغاية :
-دي أقل حاجة عندي
***
" في الصباح الباكر.. "
جلس أمام الشاطئ مستندًا براحتي يديه على الرمال وعيناه تتأمل شروق الشمس بتمعن.. خرجت ملك من المنزل متجه إلى الشاطئ ورأته يجلس يتأمل الطبيعة.. اتسعت ابتسامتها الرقيقة وتقدمت نحوه ثم جلست إلى جواره في صمت أدار رأسه ناحيتها مقطب جبينه ومسك بكفها وتشابكت أيديهم وقال بنبرة غزل :
-صباح الجمال يا أميرة قلبي
تنهدت بعمق وتحدثت بصوت منخفض :
-صباح النور
طبع عدة قبلات حانية على ظهر يدها استندت هي برأسها على كتفه تحدث دون مقدمات :
-أنا حسيت ان ندى بتسجل لك صوتي.. يوم ما كنت في المستشفى
كادت أن تسأل عن ذلك اليوم لكنها تذكرت واغلقت عيناها لكونها تشعر بالخجل وقالت برقتها المعتادة :
-بصراحه بالي كان مشغول عليك
-كل كلمة قولتها كانت ليكي.. لكن مين قالك على اللي حصلي
-حسيت بيك
طبع قبلة طويلة على شعرها ثم استند بوجنته على رأسها محتضنًا يدها بين راحتي يديه قائلاً :
-بعشق احساسك وحبك ليا..
ثم ذكرها بموقف أخر أيام الدراسة عندما أخذت رأيه بفستانها الأحمر واندفع في وجهها بعصبية حتى تذكرته وأخبرها بالحقيقة قائلاً :
-الفستان كان يجنن عليكِ بس انا فجأة حسيت بالغيرة عشان كده اتعصبت..
اتسعت ابتسامتها كما أنها شعرت بالهدوء والسكينة داخل قلبها حيث تابع بتأكيد :
-وأنتِ اللي كنتِ في مكتب ندى ولما دخلت استخبيتي مني في الغرفة التانية
- أه انا.. عرفت اللي انت جاي وماكنتش هقدر اقابلك
-لكن انا كان نفسي اشوفك
اقترب كلا من يوسف وندى نحوهم وقالت ندى بمرح :
-أسفين عشان جينا في وقت غيي " غير" مناسب
التفت سيف برأسه لينظر إليهم في حين سحبت ملك يدها من بين يديه ونهضت كي تحتضن ندى عنوه نهض الأخير واحتضن شقيقه.. ثم ابتعد عنه وصافح ندى قائلا :
-شكرًا يا ندى
-على ايه؟.. انا كان لازم اعمل كده من زمان..
ثم أحاطت خصر صديقتها بذراعها وطبعت قبلة على وجنتها وتابعت بمرح :
-المهم دلوقت انكم مع بعض.. هو ده
قال سيف بمزاح :
-تامر حسني بيجري في دمك
أومأت بتأكيد لكن سرعان ما قالت عندما رأت نظرة يوسف الحاده لها :
-بس ده كان زمان دلوقت چو اللي بيجيي في دمي
-اللحق اخوك بيتثبت
قال يوسف كلماته بمزاح ثم ضحك الجميع على كلماته واتجهوا صوب المنزل.. عند وصولهم أعطى سيف المال المطلوب إلى الممرضات بل وأكثر وأخذ يشكرهم كثيرًا.. قالت نهال مبتسمة :
-ده واجبنا مستر سيف
ثم نظرت إلى ملك وصافحتها كي تودعها ثم رمت نهى بنظرة فهمتها جيدًا فتقدمت نحو ملك وصافحتها بابتسامة مجاملة ثم نظرت إلى سيف نظرة أخيرة تودعه بها ثم غادرت برفقة صديقتها وهي تهمس :
-هنسيب القمرين دول ونمشي ازاي يا قلبك الجامد
شددت على يدها وقالت بعد أن خرجا من المنزل :
-أنتِ عندك حب لا إرادي ولا ايه.. أي حد تشوفيه تحبيه
***
بالداخل صعد كلا من ندى وملك إلى الغرفة وفتحت ندى الحقيبة لترى اول شيء معطف أسود من الجلد.. رفعته كي تتأمله ملك ثم أخذته بلهفة من بين يديها فتساءلت الأخيرة بمكر :
-ممكن أعيف " أعرف" جاكيت مين ده؟!
احتضنته واجابت بهدوء :
-جاكيت سيف معايا من يوم الرحلة
تذكرت تلك الأيام لتصدر صوتًا يشبه الصفير ثم تقدمت نحو الباب وفتحت إياه تحت أنظار ملك التي تحمل التساؤلات لكنها فهمت لِمَ هي خرجت عندما استمعت إلى ندائها إلى سيف.. وضعت المعطف خلف ظهرها وأخذت تنادي ندى بحنق شديد.. دخلت وهي تتمايل إلى اليمين واليسار بمرح ثم وقفت أمامها وهمت أن تتحدث لكن دخل سيف..
وقفت إلى جوارها وخطفت المعطف من يدها لتشهق الأخيرة بلهفة ناظره إليها بحده.. رفعت المعطف أمام عيني سيف وهي تقول بمرح :
-فاكي " فاكر" الجاكيت ده
عضت ملك على شفاها السفلية بخجل واضح بعد أن أخذ سيف المعطف من بين يدي ندى وأخذ يتأمله.. ثم رفع عيناه المبتسمة إلى ملك وقال في دهشة :
-كان لسه معاكِ من وقتها يا ملك؟!
زفرت بحنق وضربت ندى بخفه على كتفها ثم تقدمت نحوه وخطفته من بين يديه وهي تقول بحده :
-بعد اذنك عايزة الجاكيت ومالكش دعوة معايا من امتى
-ايه الدبش ده؟!..
قال كلماته بمزاح فوجدت نفسها تضربه بقبضتها الصغيرة على كتفه.. قبض على معصمي يديها كي يثبتها أمامه يتأملها بتمعن شديد حتى رغب في احتضنها بشق الأنفس لكنه تمالك وقال بمزاح :
-بتمدي ايدك عليا تاني
-سيف لو سمحت سيب ايدي
وضع راحة يدها على شفتيه وطبع قبلة رقيقة عليها فضمت ندى شفتيها بإعجاب.. بينما ابتلعت ملك لعابها بصوت مسموع كما أنها شعرت بالتوتر الشديد وتطايرت فراشات معدتها إلى قلبها الذي يدق برهبة داخل صدرها.. حاولت سحب يدها لكنه شدد في إمساكها وتركها بعد لحظات وقال بجدية :
-أنا ملكك اعملي فيا اللي أنت عايزاه
ثم ترك يديها والتفت متجه نحو الخارج وخرج مغلقاً الباب خلفه.. وقفت تحملق في المكان الذي كان يحتله منذ لحظات تضم المعطف إليها عنوة.. اقتربت ندى منها ووقفت خلفها تحيط عنقها بذراعيها وقالت بسعادة واضحة :
-مبسوطة عشانكم من كل قلبي يا كوكي
***
" مساء اليوم.. "
تم تحضير كل شيء بالأسفل بواسطة سيف ويوسف وأصبح المكان متهيئا للاحتفال بعيد الميلاد.. بعد وضع البالون في كل مكان ترك الكثير على الأرض كما أنه وضع بوابة من الورود أمام الدرج.. عقب انتهائهم ترك شقيقه ودلف إلى المرحاض كي يضع جسده أسفل الماء البارد..
دق جرس الباب فقام يوسف بفتحه ليرى الشباب المختصين بتوصيل الطلبات تنحى جانبًا سامحًا لهم بالدخول.. فدخل الشباب و وضعوا الحلوى أعلى المائدة اعطى لهم المال المطلوب وغادروا وقام بتنظيم الطاولة بوضع جميع أنواع الحلوى وبعد دقائق ليست قليلة خرج سيف من المرحاض يحرك شعره إلى اليمين واليسار.. ثم وضع القليل من العطر على جسده العاري ثم ارتدى القميص الأبيض والذي يليق بسرواله الأسود ثم مشط شعره واستعد إلى حفلة عيد ميلاد أميرته..
دق جرس الباب فاتجه سيف نحوه وفتح إياه ليرى أشقائه وأصدقائه دخل الجميع وركض الأطفال بين البالونات الكثيرة التي تحتل الأرض وبدأوا باللعب.. صافح سيف كل من يدخل ووقف مع مالك جانباً يعتذر منه على أخذ ملك دون علمهم ليتحدث بحزن واضح :
-المهم أن هي بخير ودي أهم حاجة عندي
اومأ بتفهم ثم وقف سيف أمام المائدة ووضع شموع بأرقام عيد الميلاد " ٢5.." أصدر مايكل صوت عال بواسطة بوق صغير فأخذه سيف من يده طالبًا منه أن يحتفظ بالصمت حتى لا تشعر ملك بشيء.. قال مايكل بصوت عال :
-طيب فين صاحبة الحفلة عايزين ناكل
ضربه سيف في رسغه وأحاط كتفه بذراعه واضعًا يده الأخرى على فاه قائلًا :
-أنا غلطان عشان عزمتك
اومأ على أنه سيكف عن الحديث فتركه في حين اتصل يوسف على ندى أنهت المكالمة دون أن تجيب عليه فقام بإغلاق جميع المصابيح ليصبح المكان مظلم فزع الأطفال فكلا من حازم وإياد ومالك حمل طفلته.. خرج الاثنان من الغرفة فتشبثت ملك بيد ندى وهي تطلع حولها بخوف قائلة :
-أيه الضلمة دي.. انا بخاف
-تخافي من ايه احنا مش لوحدنا
همت أن تتحرك لكن اوقفتها ملك وقالت بنبرة مرعبة :
-نادي على سيف او يوسف يشوفوا النور في ايه
تقدمت ندى صوب الدرج ساحبه إياها خلفها ووضعت ملك يدها على السور لكن سرعان ما ضمتها إليها بلهفة عندما شعرت بشيء يتحرك وصرخت وهي تقول بنبرة خوف واضحة :
-ندى فيه حاجة بتتحرك على السور أنا متأكدة
-لاء طبعًا مفيش ده خيالك الخواف
ثبتت في مكانها وأخذت تنادي كلا من سيف ويوسف فصعد سيف الدرج قائلًا :
-أنا هنا مفيش داعي للخوف
مسك بيد ملك فتشبثت بمعصمه عنوة لكونها تشعر بالخوف الشديد وهبطت الدرج برفقته ثم وقفوا عند ثاني درجة.. همت أن تتحدث لكن أضاء مايكل المصابيح وأدار كلا من خالد وميادة شيئًا دائريًا ليخرج منه الكثير من بدلات الورود المجففة وهنئها الجميع بعيد ميلادها في آنٍ واحد..
حملقت في سيف في دهشة حتى لمعت عيناها بلمعة الحب والسعادة معاً.. تركها وهبط الدرجتين وطلب منها أن تخرج من تلك البوابة المخصصة لها خرجت منها ووقف أمامه تطلع إليه بعينين لامعتين بدموع السعادة وقالت بصوت منخفض :
-أنت عمـ..
قطع حبل كلماتها بوضع أنامله على فاها ثم تحرك من مكانه ليقف إلى جوارها لترى شقيقها.. جحظت عيناها في دهشة واتسع فاها وأخذت تحرك رأسها في كلا الاتجاهين غير مصدقة ما تراه.. اتسعت ابتسامته ثم احتضنها بشدة فبادلته بالعناق القوي وهبطت دموعها على وجنتيها بغزاره.. ودت أن تعبر له عن مدى اشتياق قلبها له لكن دموعها بديل لحروف كلماتها كما أنها شعرت وكأن الكلمات توقفت عند منتصف حلقها..
-وحشتيني يا ملك
ثم طبع عدة قبلات على جانب رأسها فابتعدت عنه كي تتأمل ملامحه باشتياق واضح وقالت بصوت مبحوح من فرط البكاء :
-أنت كمان وحشتني جدًا
مسح دموعها وقال بتأكيد :
-خلاص مش مسافر تاني وهفضل معاكِ
اتسعت ابتسامتها ثم احتضنت نورا ثم ابنتهم الصغيرة والتي تدعى " ملك.. " ثم صافحت الحاضرين مسكت ندى بكفها وأوقفتها أمام المائدة ووقف الجميع حول المائدة في حين وقف سيف أمامها من الاتجاه الثاني واحتفلا معها بيوم ميلادها.. وعندما دقت الساعة الثانية عشر صباحًا طلبت ندى منها أن تتمن أمنيه.. أغمضت عيناها كي تتمنى أمنيتها ثم أطفأت الشموع فصفق الجميع لها بحرارة..
بعد ذلك استلمت الهدايا من الجميع ووضعتها جانبًا وقف سيف أمامها وأعطى لها علبة حمراء متوسطة الحجم طالبًا منها أن تفتحها.. قامت بفتحها لترى قلادة على شكل " تاج فضي داكن به ماسة في المنتصف.." تأملته في دهشة لكونها تملك خاتم يشبه تلك القلادة كثيرًا لاحت ابتسامة جانبية على ثغرة وتحدث بجدية :
-سلسلة الخاتم
رفعت رأسها إليه بلهفة تحملق به بعدم تصديق لتتذكر ذلك اليوم عندما رأت الخاتم داخل ظرف وودت أن تعلم من المرسل.. لكن الآن علمت بأنه سيف ولو كانت علمت بوقتها لكانت حياتها تغيرت تمامًا.. ثم ابتسمت بعد أن اطرقت عيناها.. جلس على احد ركبتيه وهو يخرج علبة صغيرة زرقاء من جيب سرواله وقام بفتحها متسائلا :
-تتجوزيني؟
اغلقت عيناها عنوه بعد أن شعرت بالخجل الشديد ثم أومأت بالإيجاب بعد أن شجعتها ندى وتحدث سيف بمشاكسة :
-لاء اتكلمي قولي موافقه
وضعت يدها على عيناها وهي تقول بصوت منخفض للغاية :
-موافقة
أخذ الخاتم الذي يحمل ماسة باهظة الثمن ووضعها في أصبع يدها وهم أن يطبع قبلة عليها لكنها سحبت يدها من يده على وجه السرعة.. فاتسعت ابتسامته ونهض كي يتفاجأ بعناق مايكل القوي له يبارك له في حين وقفن الفتيات حول ملك وتبادلن التهنئة..
بعد أن احتضن أصدقائه وأشقائه صافح مالك والذي قال مبتسماً :
-ملك مكتوبة لسيف منذ نعومة أظافرها
ثم احتضنه فبادله سيف بالعناق ثم ابتعد عنه بينما وقف حازم إلى جواره وأحاط كتفه بذراعه قائلاً :
-ربنا يسعدكم يا سيف وإن شاء الله ربنا يرزقكم ببنوته قمر زي توتا ومستحيل تقدر تخويها بسببها..
أندهش البعض من صراحة حازم الزائدة ثم ضحك الجميع على مزحته حين تابع بمزاح :
-وكل دقيقة تقولك بابي عايزه شوكولاتة ولعبة باربي.. بابي أقعد جنبي بابي أكلني بابي نيمني بابي..
قطع سيف حبل كلماته بوضع كفه على فاه قائلا :
-حازم هيغلط اهه.. واربط لسانك ده شوية
ثم أبعد كفه عنه ليقول الأخير بمكر :
-كبرت الموضوع.. انا كنت هقولي بابي دخلني الحمام
-أحنا اخواتك وحافظينك يا حازم
قال إياد كلماته بتأكيد فضحك ضحكة خفيفة في حين قال مايكل مازحًا :
-اصبر شوية عم تخدوا على بعض وقول كل الكلام القبيح اللي يجي في بالك
ضحك الجميع وبعد قضاء سهرة سعيدة لم تخلوا من مشاكسات الأشقاء لبعضهم البعض عادوا إلى القاهرة
***
" بعد مضي عدة أيام.. "
اليوم هو اليوم المنتظر منذ اللقاء الأول.. كانت أنيقة بفستانها الرصاصي المجسم حيث يصل إلى رسغيها بثلث كم من ورود صغيرة وفقط فراشة بيضاء صغيرة على جانب خصرها.. كما أنها رفعت شعرها على شكل كعكة بسيطة تاركة بعض الخصل على عنقها وخلف آذنيها.. وبعض مساحيق التجميل البسيطة المناسبة إلى ملامحها الصغيرة ووضعت الكحل الأسود حول عيناها بشكل احترافي لتزداد جمالًا على جمال..
ثم ارتدت حذاء بكعب طويل ووقفت أمام المكتب تنظر إلى فستانها الأبيض المصمم على اللوحة الصغيرة فقامت بتصميم فستانها بنفسها.. دخل كلا من ندى وميادة بمرح كبير وتمايلت ندى إلى اليمين واليسار وهي تلقبها بأجمل عروسة ولم ترى أجمل منها..
التفتت ملك إليهما واحتضنت الاثنان معًا وأخبرتها ندى أن سيف بالخارج.. بعد لحظات دخل مالك بعد أن قرع الباب ووقف أمام شقيقته وقبلها على جبينها ثم مسك بكفها وخرج من الغرفة.. قابلت دكتور فاطمة والتي احتضنتها تبارك لها فبادلتها بالعناق ثم ابتعدت ملك عنها لتنظر إليها بابتسامة واسعة.. ثم أخذها مالك إلى غرفة الصالون وهي تنظر إلى الأرض لكونها تشعر بالخجل..
أشار إليها أن تجلس جوار المأذون فجلست إلى جواره وبيد مرتعشة مضت على ورقة الزواج وبصمت.. في حين يتأملها سيف بحب واضح وانتظر حتى أعلن المأذون الزواج ثم نهض من مكانه متجهًا إليها.. ثم مسك بيدها وانهضها عن الاريكة واحتضنها عنوة..
دفنت عيناها في كتفه ولم تبادله بفضل شعورها بالخجل من الجميع طال العناق بينهم ثم ابتعد عنها وطبع قبلة طويلة على جبينها.. ثم نظر إلى الجميع وصافحهم وتبادلت التهنئة بينهم.. في حين خرجت ملك واحتضن ندى بقوة ثم صافحت جميع الحاضرين..
خرج سيف بعد لحظات في يده باقة ورد بيضاء أعطاها إلى ملك ثم احتضن والدته التي تبارك له من قلبها.. بادلها بالعناق القوي وطبع قبلة على جانب رأسها وبعد أن صافح الجميع وقف أمام ملك ومسك بيدها رفعًا إياها إلى شفتيه وطبع قبلة حانية عليها..
طلب مايكل منه أن يغني لها فأومأ بالإيجاب وغنى لها بصوت عذب أغنية طالما حلم بأن يهديها إليها :
-كتبوا كتابك يا نقاوة عيني.. أحلى كلام بينك يا حلوة وبيني.. جه اليوم اللي تكوني فيه حلالي ما انا أصلي طيب وأمي دعيالي.. كتبوا كتابك بالقلم على الورقة واللحظة دي في حياتي لحظة فارقة.. حافظ التاريخ بالهجري والميلادي.. ده من النهاردة يبقى عيد ميلادي..
ثم فرد ذراعيه يتمايل إلى اليمين واليسار بخفة متابعًا بثقة :
-وابتسمي عايزك تترسمي كتبوكي على أسمي.. بقى رسمي بقى رسمي..
احتضنها رافعًا إياها عن الأرض واستدار بها فصفق الجميع لهما ثم انزلها برفق وأحاط كتفها بذراعه يضمها إلى صدره ونظر إلى الجميع متابعًا :
-هي العروسة والليلة ليلتها سيبوها تدلع على راحتها.. زي القمر أجمل بنات حتتها في الزفة مش هنيم منطقتها.. صلوا على النبي يا جيرانها عملت اللي ما يتعمل عشانها.. هاتوا البطاقة وغيروا عنوانها من الليلة دي بيتي بقى بيتها..
ثم وقف أمامها ممسكًا بكفيها وقال مبتسماً :
-وابتسمي عايزك تترسمي كتبوكي على أسمي..
وجدت نفسها تحرك كتفها بثقة عالية وهو متابع :
-عايزك تترسمي كتبوكي على أسمى
ثم احتضنها مؤكدًا على كل حرف من تلك الجملة السابقة فمن حق تلك الأميرة أن تترسم وترى نفسها فقد أصبحت ملك لسيف الراوي حبيب قلبها.. بل عشقها منذ الدراسة كما أنه عشقها منذ اللقاء الأول كان لا يود أن يكمل حياته بمصر لكن عندما رآها عشق عيناها بل وعشق تراب الوطن من أجلها والآن أصبحت زوجته اميرته وطنه
***يتبع
فاضل فصل واحد والجزء الاول يخلص..
تشجيعكم ليا بقى 💪🏻💪🏻💪🏻.. بحبكن دومتم بخير ❤❤😻..

عشق الدراسة الجزء الأول منـ" سلسلة عشق منذ الدراسة " سمر عمر..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن