" الفصل 21.. "

375 18 2
                                    

اذكروا الله يا جماعة الخير 💙🌴..

" الفصل الواحد والعشرين.."
" كان لدي قلب لم أعلم أين هو الأن.. لكن روحي تخبرني بأنه ذهب إلى نصفة الثاني وأنا صدقت ذلك.. نعم لم يعد لدي رغبة في الحياة.."
وضعت القلم جانبًا لتضع جبينها على المكتب.. ثم رفعت رأسها ببطء وتناولت ذلك الدفتر الذي يحمل أسم السيف الذي اخترق قلبها وشقه إلى نصفين..
تحسست أسمه بأناملها لتجد نفسها تبتسم ثم تناولت القلم وكتبت داخل الدفتر الثاني..
" برغم ما أشعر به من ألم كما أنني لم أشعر بقلبي قط ما زلت أعشقك عشق لم أجد له تفسير.. لماذا لم أنساكِ.. بل ماذا فعلتِ بي؟!.. كلما حاولت أن أخرجك من رأسي لا أستطيع.."
جزت على أسنانها بشدة وهي تكرر سؤالها بنبرة مؤلمة تخرج من بين صدرها لتذبحه وكأن كلماتها قطع زجاج صغيرة :
-ليه مش ببطل تفكير فيك؟.. أيه اللعنة دي
ثم وضعت رأسها على المكتب وانفجرت بالبكاء الهستيري
***
" مساء يوم جديد.. "
صف سيارته أمام أحد المطاعم المعروفة ثم ترجل متجهًا صوب الباب الثاني وفتحه لتهبط أميرته من السيارة.. مسك بيدها وأغلق باب السيارة باليد الأخرى ثم اصطحابها إلى الداخل..
-ممكن أعيف بقى أيه المفاجأة!
أشار إلى باب يقع في نهاية المطعم :
-أدخلي من الباب وأنتِ تفهمي نص المفاجأة
رفعت رأسها إليه في تساؤل ثم تركت يده واتجهت صوب الباب.. بينما جلس يوسف أمام طاولة دلفت ندى إلى الداخل.. لترى اثنان من الفتيات في انتظارها وتقدمت أحدهم منها وأعطت لها جراب فستان وطلبت منها ارتداءه..
أخذته ودلفت إلى المرحاض وفتحت سحابة الجراب لتتفاجأ بفستان الأميرة " روبا نزل.." حركت رأسها في كلا الاتجاهين ثم بدلت ثيابها بالفستان وخرجت.. وقفت واحده تصفف لها شعرها مثل شعر الأميرة والأخرى تضبط عليها الفستان ثم ارتدت حذاء ذات كعب عالي يليق بالفستان.. وبعد انتهاء الفتاة من وضع الورود على ضفيرة شعرها وضعت التاج على مقدمة رأسها..
تنهدت بعمق ثم وقفت أمام الباب وخرجت لترى يوسف في انتظارها مرتدي بدلة سوداء أنيقة وفي يده باقة ورد حمراء والمكان مظلم والضوء مسلط عليه فقط.. اتسعت ابتسامتها وتقدمت نحوه ووقفت أمامه تطلع إليه بعينين لامعتين من السعادة..
همت أن تتحدث لكنه مد يده بباقة الورد فأخذته ليخرج من جيب سروالة علبة قطيفة حمراء.. قام بفتحها وجلس على أحد ركبته رافعاً رأسه إليها وتساءل بنبرة حب :
-تقبلي تجوزيني
حملقت به في دهشة وأومأت بالإيجاب فاتسعت ابتسامته وأخذ الدبلة وضعها في أصبع يدها ثم أعطى لها الدبلة الفضة وادخلتها في أصبع يده.. وبمجرد أن نهض أضاء أحدهم المصابيح العالية وتفاجأت بتصفيق عال.. تظرت حولها لتجد العائلة بأكملها موجودة والأصدقاء أيضًا..
استقبلت التهنئة من أختها وصديقاتها ثم احتضنتها والدتها.. في حين احتضن يوسف أشقائه ومن ثم والديه وأصدقائه.. بدأت ميادة تلقي عليهم بدلات من الورد الأبيض والأحمر وتعالت أصوات الأغاني والفرحة في المكان.. كما أن ندى سعدت كثيراً بوجود أختها نور وزوجها كي تشاركها فرحة خطوبتها..
بعد لحظات شغل أحدهم شاشة عرض كبيرة تعرض صور تجمع بينهما منذ الثانوية حتى أخر صورة جمعت بينهم.. تقدم نحوها و وقف يشاركها بالرقص على أغنية هادئة وبعد لحظات تبدلت بأغنية عالية لترتفع أصوات الفرحة وتمضي الليلة على فرحة قلوبهم جميعًا
***
جلس أمام المكتب وقام بفتح الكتاب وبدأ يذاكر بتمعن.. لكن في كل فنينه وأخرى يجد نفسة يتذكر ملك ويأنب نفسه من جديد على عدم تقربه منها حتى امتلكها غيرة..
ارتفع صوت الهاتف بصوت اتصال من تطبيق " ماسنجر.." ألقى نظرة على شاشته التي تضئ باسم مايا.. زفر بسأم وأجاب عليها وبعد تبادل السلام بينهم قالت بنبرة اشتياق :
-وحشتني يا سيف.. على فكرة أنا في أمريكا وجنب بيتك كمان
-جنب البيت فين؟!
تساءل في دهشة لتجيب بجدية :
-مش بهزر على فكرة تحب أطلع لك
-لاء طبعًا.. أنا هجيلك
ثم أنهى معها المكالمة يحملق في الفراغ في تعجب من وجودها هنا.. ثم نهض عن المقعد وارتدى معطف أسود وأغلق سحابته ثم غادر.. عند خروجه من العقار وقف ينظر في كلا الاتجاهين ثم اتجه صوب المطعم المجاور إلى العقار..
دخل ووقف ينظر حوله حتى رآها وتقدم نحوها وجلس على المقعد المقابل لها دون أن يتفوه بكلمة.. نظرت إليه بشغف كبير وأخذت تتفحص ملامحة بلهفة اشتياق واضحة ووجدت نفسها تترك مقعدها واقتربت منه كي تحتضنه.. أبعدها عنه بعنف وهو يقول بحنق :
-غلط كده وأحنا في مكان عام
لوت ثغرها وجلست على المقعد المجاور له وقالت ببساطة :
-على فكرة احنا في أمريكا يعني عادي
-جيتي ليه يا مايا؟
مسكت بيده وتحدثت بهدوء :
-وحشتني يا سيف.. مصر وحشه أوي من غيرك
ترك يدها واستند بمعصمي يديه إلى الطاولة وتلاشى حديثها بسؤاله :
-عاملة أيه واخبار دراستك؟
-قبل ما أشوفك ولا بعد ما شوفتك؟
لينظر إليها نظرة تعجب طويلة ثم همس بهدوء :
-مجنونة
***
" الساعة الرابعة بتوقيت القاهرة.. "
ذهبت ندى إلى ملك لتستمع إليها ما حدث معها الفترة التي مضت.. شعرت بالغيظ الشديد وقالت من بين أسنانها :
-نفسي أولع في مايا ومازن بجد
-الحمد لله انه فاق واعتذر مني.. لكن لسه رافض يطلقني
-ما تقلقيش كله هيعدي
نظرت إليها بحزن وتساءلت بنبرة اشتياق :
-أخبار سيف أيه؟!
وضعت يدها على كتفها بلطف :
-بخيي الحمد لله..
ثم أردفت بحزن :
-ملك أنا ممكن أطلب من عمو أحمد يساعدك في الموضوع ده
-والد سيف؟..
تساءلت بلهفة لتومئ بالإيجاب حركت ملك رأسها بالنفي وهي تقول في توتر :
-لاء يا ندى مش عايزه حد يعرف حاجة عن الموضوع ده..
ثم دفنت وجهها في كفيها وتابعت بنبرة ضيق :
-أنا قلبي وجعني أوي من وقت ما عرفت أن مايا سافرت لسيف
-أكيد قالت كده بس عشان تضايقك
-لاء هي فعلا سافرت
فتحت سحابة الحقيبة وأخرجت الهاتف ثم فتحت بيانات الجوال واتصلت على سيف بواسطة تطبيق " ماسنجر.." نظرت مايا إلى شاشة الهاتف لترى أسم ندى ثم التفتت برأسها لترى سيف ما زال يتحدث مع زميل له.. رفعت الهاتف وأجابت عليها بنبرة كبرياء :
-هاي يا ندى
حملقت في الفراغ في تعجب وقالت :
-سيف اذيك
نظرت ملك إليها بلهفة وأخذ قلبها يقرع كالطبول داخل صدرها.. بينما تحدثت الأخيرة بنعومة :
-انا مايا يا ندى
أخذ الهاتف من يدها ونظر إلى شاشته ليعلم بهوية المتصل ثم أجاب مبتسماً :
-ندوش وحشتيني
فتحت سماعة الهاتف وقالت بهدوء :
-وأنت كمان.. أخبايك ايه
وضعت يديها أعلى صدرها وهي تستمع إلى نبرة صوته التي تنتزع روحها من بدنها :
-أنا بخير يا ندى.. مبروك الخطوبة كان نفسي أكون معاكم
-متعوضة في الفيح بإذن الله
-بإذن الله.. أنتِ فاتحة المايك ليه؟
لتنظر إلى ملك التي يبدو عليها التوتر الشديد وأجابت بهدوء :
-مشغولة بس في حاجة وانا بكلمك
وكأن صوت أنفاسها وصل إلى مسامع آذنيه.. أخبره قلبة بأنها أميرته تستمع إلى نبرة صوته وصدق قلبة الذي لم يكذب قط.. ود أن يطلب منها إعطاء الهاتف إلى فتاته التي اشتاق القلب إليها بشدة تجعله يتألم لكنه اكتفى بالسؤال عنها كي يهدأ من لهفة روحة وقلبه عليها..
-ملك أخبارها أيه؟!
نظروا إلى بعض في دهشة ثم أجابت الأخيرة بهدوء شديد :
-مـ ملك بخيي الحمد لله
-الحمد لله
بعد لحظات أنهت معه المكالمة ونظرت إلى تلك التي هبطت دموعها على وجنتيها رغمًا عنها وقالت بنبرة مؤلمة :
-وحشني أوي يا ندى
اقتربت منها أكثر وضمتها إلى صدرها تمسح على شعرها برفق وتهون عليها ألم الفراق
***
-أول وآخر مرة تردي على تلفوني
قال كلماته بحسم بينما هي زفرت دخان السيجارة بالهواء ثم مدت يدها إليه قائلة :
-جرب أشرب سجاير كده
أبعد يدها عنه وقال باشمئزاز :
-ريحتها بتضايقني
-يعني عمرك ما فكرت تجربها؟
-مستحيل بإذن الله
أطفأت السيجارة بعنف وقالت بحده :
-على فكرة انت السبب.. لما بعدت عني لقيت نفسي بشرب سجاير..
أومأ بخفة دون أن يعطي لها اهتمام ثم تناول الهاتف ونهض عن المقعد مستعداً للذهاب.. جزت على أسنانها بشدة ووجدت نفسها تقول دون تردد :
-صحيح مش ملك حامل
نظر إليها بحدة مفرطة حتى لمعت عيناه بنيران الجحيم.. نظرت هي إلى الأمام وهي تشعر بالانتصار فذلك الخبر الكاذب سوف يجعله ينتزعها من رأسه وقلبة للأبد ولم يفكر سوى بها.. تمنى لها ليلة سعيدة بنبزة رجولية عنيفة وغادر ذلك المكان وهو يلعن اليوم الذي عرف فيه تلك الحية الملعونة التي تسم بدنه وقلبه دائمًا بأخبارها الغير ساره..
عند دخوله الشقة أسرع بالدخول داخل غرفته وأخذ يبحث عن المهدئات حتى رآها وابتلع واحده تلو الأخرى بالماء.. ثم جلس على حافة الفراش يلهث بصوت مسموع ومسك بالسلسلة التي يرتديها حول عنقه والتي تحمل أسم " ملك باللغة الصينية.."
نهض عن الفراش و وقف أمام المرآة ينظر إلى انعكاسه بنظرات عتاب مؤلمة.. شقت قلبه إلى نصفين بل وصدرة أيضاً.. تمنى بشدة أن الزمن يعود لكان حافظ عليها وخبأها بين أضلاعه..
وجد نفسه يجز على أسنانه بشدة حتى استمع إلى صريرها وقبض قبضة يده وضرب المرآة عدة مرات بعنف وكأنه يضرب نفسه.. توقف عندما جُرحت يداه وسال منها بعض الدماء..
كتم الدماء بيده الأخرى ودلف إلى المرحاض الملحق بالغرفة كي يعالج ذلك الجرح بالإسعافات الأولية.. ثم خرج وأراح بدنه على الفراش
***
" بعد مضي عدة سنوات.. "
" شركة التصاميم.. "
بعد نجاح عرض الأزياء السابق بدأت في عمل مجموعة جديدة من التصاميم الصيفية.. وقفت ميادة تقلب كوب المشروب الساخن ثم التفتت إلى ندى وقالت :
-ندى ماقولتيش رأيك في الموضوع اللي اتكلمنا فيه أمبارح
لم تنتبه من حديثها بفضل انشغالها الكبير بالشخبطة على الورق.. تقدمت نحو المكتب ووقفت أمامه وضربت عليه بكف يدها بقوه فزعت الأخيرة رافعه عيناها عن الورق :
-فيه أيه؟!
جلست على المقعد المجاور إلى المكتب واضعة ساق فوق الأخرى وقالت في سأم :
-يا ندى ركزي معايا بقى.. ما بحبش أعيد كلامي..
تركت القلم ونظرت إليها باهتمام فقالت بهدوء :
-خالد عايز يتجوزني
-ما أنا قولت لك خالد إنسان كويس جدًا
-بس هو كان بيحب لاما
جحظت عيناها في دهشة ورفعت القلم كأنها ستقذفه في وجهها قائلة :
-يا غبية الموضوع ده من سبع سنين
-أه سبع سنين بس هي بقى بتاخد معا كورس وبيشوفوا بعض.. يعني يمكن لسه بيحبها
همت أن تتحدث لكن دق أحدهم الباب ودخل مايكل يحمل باقة ورد بيضاء.. تقدم نحو المكتب وهو يهنئ ندى على نجاح عرض الأزياء الخاص بها.. ثم صافح ميادة ووضع باقة الورد على المكتب قائلًا :
-مبروك يا ندى نجاح العرض
اتسعت ابتسامتها قائلة :
-الله يباييك فيك يا مايكل
أخذ الكوب من بين يدي ميادة وتناول أول رشفة ثم تحدث بنبرة مزاح :
-يعني مش بطال
-بالهنا والشفا يا أستاذ
-شكرًا ميادة هانم.. أنا هاخد جولة وسط التصاميم بقى
تركهم ووقف أمام طاولة دائرية عليها الكثير من التصاميم الجديدة.. في حين نظرت ندى إليها وقالت بجدية :
-ميمو خليكي مع خالد لأنه ببساطة لو لسه بيحب لاما ماكنش طلب منك الجواز
-طيب أوكي هفكر.. المهم طمينني على ملك
تنهدت بحزن واضح ثم تحدثت بنبرة ضيق :
-مش عايفه ملك اتحملت السنين اللي فاتوا دول ازاي.. لو كان جبل كان اتهد
***
تمعن بالنظر في ملامح شقيقه الذي عاد إلى أرض الوطن وقد أخذ قرار غير سار بالمرة.. ثم تنحنح بخفة وتساءل كي يتأكد مما استمعت إليه آذنيه :
-سيف أنت بتقول أيه؟!
نهض عن المقعد ووقف أمام سور الشرفة وقال بجدية واضحة :
-قولت قررت اتجوز مايا
-مايا يا سيف!
قال كلماته بنبرة حادة عالية فالتفت إليه وقال بتأكيد :
-أه مايا.. مايا بتحبني وأكيد من حبها فيا هحبها
-ده عقاب ليك.. أرجوك فكر كويس قبل القرار ده
مسح على شعره من الأمام إلى الخلف يتنهد بسأم واضح ثم تحدث بحنق :
-أنا مش صغير يا يوسف وعارف أنا بعمل أيه كويس..
ثم أردف :
-مايا كانت بتجيلي أمريكا كل فترة واخر مرة قابلتها هناك وعدتها بعد ما أخلص دراسة هنتجوز
-برحتك يا سيف
صدح صوت هاتف يوسف لينظر إلى شاشته التي تضئ باسم ندى وأجاب عليها فورًا لتخبره بأنها في انتظاره بالأسفل ثم أنهت معه المكالمة.. نهض عن المقعد يتطلع إلى شقيقه في تذمر واضح ثم دلف إلى الداخل وهم أن يفتح باب الغرفة لكن سبقه والده الذي فتح الباب من الخارج  وتساءل  :
-فين سيف؟!
-في البلكونة.. حضرتك رايح عند والد مايا؟
تساءل في توجس ليجيب :
-أه عشان نتفق على كل حاجة.. هو فيه حاجة
-لاء بس حاسس أن سيف اتسرع في القرار ده
-دي حياته يا چو وهو حر
-صح حياته.. ربنا يوفقه
غادر الغرفة ما أن أنهى حديثة وهبط إلى الطابق السفلي ثم خرج إلى حديقة القصر ليرى ندى تلعب مع القطة الخاصة به.. جلس أمامها على ركبتيه وحمل القطة بين يديه وقبلها على رأسها.. بينما تساءلت ندى بابتسامة واسعة :
-أمال فين بقيت القطط؟!
-أكيد منتشرين عند الأشجار
أجاب بنبرة حزن واضحة ثم ترك القطة تركض بينما اختفت ابتسامة ندى فجأة وتساءلت باهتمام :
-مالك؟
-سيف باين كده فاكر أن الجواز مجرد تجربة نجحت تمام فشلت عادي
-سيف اكيد فكي كويس
نهض عن الأرض يمسح يديه في بعضها البعض وهو يقول بتذمر شديد :
-سيف مش مقتنع بالقرار ده.. سيف بيعاند نفسه
نهضت واقفة أمامه وتساءلت في حيرة :
-وهتعمل أيه؟!
-ولا حاجة.. انا تعبت معا
***
" مساء يوم جديد.. "
وقفت ندى تختار الفستان الأبيض في حين صعدت مايا إلى الطابق العلوي.. نظر إلى شقيقه الذي لحق بها ثم حرك رأسه في كلا الاتجاهين بأسف.. نادت ندى عليه فاقترب ليرى الفستان الذي تشير إليه.. لم يعجبه كثيرًا وأخذ جولة بين الفساتين الأخرى حتى استقر الاثنان على فستان رائع يتميز بنقوش صغيرة..
أخذته ودلفت إلى البروفة لترتدي ومعها فتاة تساعدها في ارتداءه.. ثم فتحت الستارة فأخذ يتفحصها من أعلى إلى أسفل بإعجاب شديد ثم مسك بيدها وادارها حول نفسها وقال مبتسمًا :
-يجنن عليكِ يا روحي
تركت يده ورفعت الفستان من الأمام قليلاً وتساءلت :
-مش منفوش أوي؟!
رفع حاجبيه بمرح وقال مداعبًا :
-أنتِ اللي أوزعه
ضربته على صدره بخفة ثم التفتت إلى المرآة لترى الفستان عليها لتجد نفسها مقتنعة به ثم حركت كتفيها بمرح على أنغام الأغنية المسمعة في المكان وقالت بابتسامة واسعة :
-خلاص اختايت الفستان ده
" بالأعلى.. "
أزاحت الستارة أخيرًا فنظر إليها ليشعر بالاشمئزاز من ذلك الفستان القصير وقال بنفاذ صبر :
-مش حلو.. عريان وقصير
-سيف دي الموضة
-موضة مايعة.. أنا قولت يتغير
قال كلماته بحده وحسم زفرت بتذمر وقامت باختيار فستان آخر لكنه رفضه ايضًا.. واختار لها فستان طويل ومحتشم فأخذته مضطرة وهمست من بين أسنانها بحنق :
-على فكرة ده فرحي ولازم اللبس اللي يعجبني
-وأنتِ هتبقي مراتي وتلبسي اللي أمرك بيه
جزت على أسنانها وقالت بنبرة متوعدة :
-ماشي يا سيف
بعد وقت ليس قليل وضع يوسف فساتين ندى داخل حقيبة السيارة وانتظر حتى غادر شقيقه بسيارته ثم فتح الباب الأمامي إلى ندى لتجلس على المقعد وأغلق الباب ثم اتجه صوب الباب الثاني وجلس أمام المقود كي يغادر..
قالت وهي تضع عليها حزام الأمان :
-أنا محتاجة كعب عالي جدًا عشان أطلع لك فوق
ضحك ضحكة خفيفة ثم تحدث بجدية :
-أنا اللي انحني لكِ يا روحي
رفعت كتفيها تعض على شفاها السفلية وتحدثت بشغف :
-كلامك بيخطف قلبي
-بحبك
نظرت إليه بعينين لامعتين من الحب والسعادة وقالت :
-بحبك أكتي..
ثم تساءلت في توجس :
-أنت كويس؟
-انا قلقان على سيف.. أو قلقان من نتيجة جوازه من مايا
نظرت إلى الأمام بحزن واضح واضعة يدها أعلى صدرها وتحدثت مع نفسها بنبرة مؤلمة حقًا :
-وأنا خايفه على ملك.. حبيبتي اتعذبت كتير
***يتبع
رايكم يهمني جدا جداااااااا ❤❤❤..

عشق الدراسة الجزء الأول منـ" سلسلة عشق منذ الدراسة " سمر عمر..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن