" الفصل الثامن 🌺.. "

490 28 8
                                    

اذكروا الله يا جماعة الخير 🌴💙..

" الفصل الثامن.."

وضعت يديها على بطنها لتشعر بنبضاتها التي جعلتها تشعر بالغثيان.. قلبها يدق برهبه لا توجد إجابة لذلك السؤال سوى أنها تعشقه وارادت أن تلتقط له صوره.. يبدو أنها أوقعت نفسها في فخ كبير لن تستطيع أن تخرج منه قط.. انتظر إجابتها لكن طال انتظاره لكنه تركها تأخذ الوقت الكافي لإيجاد إجابة مناسبه.. لم تعلم هل القلب يضرب في ضلوعها أم سيخرج من كثرة دقاته المتوترة المزعجة..

وضعت يديها على وجنتيها لتشعر بحرارتها المرتفعة.. نظر هو إلى الأمام بجمود وقال بجدية :
-على فكره أنا ماكنتش نايم
عضت على شفاها السفلية من الداخل توبخ نفسها وصفعت نفسها من الداخل.. ثم نهضت وهي تقول بنبرة تعلوها التوتر الشديد :
-تـ تصبح على خير
استدارت متجه صوب الخيم لكنه أسرع ونهض و وقف أمامها مانعا إياها من الذهاب وقال بمكر :
-زعلتي عشان عرفتك اني شوفتك.. على العموم لو عايزه صور ليا ابعتلك
-لاء شكرا.. كنت بجرب كاميرا التلفون مش أكتر
أومأ بتفهم ثم أشار لها أن تذهب سارت إلى جواره وكل منهم دخل إلى الخيمة الخاصة به.. وهي تتجه نحو مكانها دعست على شعر ندى بدون قصد فتأوهت لتعتذر ملك منها ثم مددت إلى جوارها.. استلقت ندى على جنبها ولفت نظرها المعطف وهي تقول بنبرة نعاس :
-ليلتك سعيدة
ضمت نفسها بذراعيها تتنهد بعمق قائلة :
-جدا
***
" صباح اليوم التالي.."

البعض داخل المياه والبعض يمارسون كرة القدم والطائرة.. وقفت ملك أمام الشاطئ وضعت السماعات في أذنيها تستمع إلى تلك الأغنية التي سبقت واستمعت إليها مع سيف..

خرج سيف من المياه يحرك شعره في كلا الاتجاهين لتخرج المياه من بين خصل شعره.. ثم نظر إلي ملك يمسح على شعره من الأمام إلى الخلف.. جاء مايكل يعطي المنشفة فأخذها يجفف شعره وجسده ثم أخذ منه سترته ليرتديها فتساءل :
-أخبار الميه أي؟!
أجاب وهو شاردا بعروسة البحر البراقة :
-قمر.. جمال طبيعي
-هو اي اللي جمال طبيعي؟!
لينظر إليها وابتسم قائلا :
-الميه.. مش بتسأل على البحر..
ثم ربت على كتفه متابعا :
-أنزل بقى وادعي لي
ثم اتجه نحو ملك تحت أنظار مايكل المندهشة ثم عاد إلى الخيمة.. بينما وقف هو إلي جوارها واضعا يديه في جيبي سرواله القصير الذي يصل إلى ركبتيه.. وتطلع إليها بعينين لامعتين بلامعة الحب.. رمقته بنظرة سريعة ثم سحبت السماعة من أذنيها ليستمع إلى الأغنية وتساءل بفضول :
-مش هتنزلي البحر؟!
-بخاف من الميه.. غدارة
رفع حاجبيه ونظر إلى البحر وقال بهدوء :
-أي الكلام الكبير ده..
رفعت كتفيها على أنها لا تعلم فعاد بالنظر إليها وطلب منها أن تنتظر هنا ثم اتجه صوب الخيمة.. ليعود بعد لحظات وطلب منها إرسال الصورة التي قامت بتصويرها.. ابتلعت لعابها في توتر وتساءلت عن اسم الهاتف وهي تبحث عن الصورة فقال وهو يتفرس كل خلجة من خلجات وجهها بغزل :
-لاف يوه
نظرت إليه بلهفه وقالت بصوت منخفض :
-هو أي ده
أشار إلى الهاتف وقال بجدية :
-أسم التلفون لاف يوه
لتنظر إلى الشاشة و وجدت اسم هاتفه بالفعل وأرسلت له الصورة.. تطلع إلى الصورة إلى لحظات ثم نظر إليها متمتما بالشكر على تلك الصورة الرائعة.. لتجد نفسها تبتسم وقالت بمرح تخبئ خلفه خجلها :
-يعني أنفع فوتو جراف في المستقبل
قال بتأكيد :
-أنتِ تنفعي اي حاجة حلوه
لتنظر إلى البحر بابتسامة واسعة وقالت بنبرة رقيقه :
-شكرا يا سيف
وضع الهاتف في جيب سرواله و وجد نفسه يتأملها بعمق حتى حفظ كل تفصيله في وجهها.. لديه رغبه في احتضنها يمسح على شعرها يقبل يدها لكنه لم يفعل.. اكتفى بأحلامه لنفسه واكتفى بنظرات العشق فقط.. يكفي انه حاول مرارا وتكرار أن ينسى حبه لها لكنه لم يستطيع.. فطالما عشقها في قلبه هو بخير.. لكن كلما حاول أن يتوقف عن حبها يؤلمه قلبه.. ولكن الأشد ألماً هو الصراع الذي بين قلبه وعقله.. فالقلب عاشق والعقل يرفض الاعتراف..

توقف عن التأمل بها لينظر إلى المياه عاقدًا بين حاجبيه في تذمر وبعد لحظات نظرت هي إليه وتساءلت بفضول :
-أنت ليه مابقتش تقعد مع مايا؟!
رد بضجر :
-عشان بقت مملة و حواراتها كتير
-يعني مابقتش تحبها؟
داعب لسانه داخل فمه واستدار نصف استدارة لينظر إليها بعمق و رد عليها بسؤال :
-مين قال يا ملك اني كنت بحبها؟!..
رفعت كتفيها على أنها لا تعلم ليتحدث بجدية :
-بالنسبة ليا مجرد صديقة مش اكتر.. لو هي قالت لك حاجة يبقي ده من وحي خيالها الواسع
أومأت بتفهم ونظرت إليه بلهفة الحب قائلة :
-أنت بتحب؟!
انتظر إلى لحظات ثم أجاب بصدق :
-أيوه بنوته معانا هنا لكن هي ماتعرفش لسه اني بحبها
-أعرفها؟!
أومأ بالتأكيد فتطلعت إلى الأمام تتنهد بحزن تعترف بينها وبين نفسها بعشقها له.. مثله تمام فاعترف الأن بكل شجاعة بينه وبين نفسه بعشقه لتلك الرائعة الجذابة..

" على الجانب الآخر.. "

جلست ندى إلى جوار يوسف على رمال الشاطئ الدافئة.. وبعد حديث طويل دار بينهم تساءل بفضول :
-ليه مش عايزه تشوفي أهلك؟!
همهمت وأجابت بنبرة حزينة :
-عادي مش حابه انزل البلد
-انا نفسي أتعرف عليهم جدا
قال كلماته بصدق لتشعر بالحزن أكثر عاقدة بين حاجبيها وقالت دون تردد :
-لو كنت بحبهم كنت عايفتك " عارفتك" عليهم
ليتطلع إليها في ذهول متسائلا :
-في حد بيكره أهله يا ندى؟!
لتنظر إليه بعينين مكسورتين وأجابت بنبرة ضيق :
-هو بابا كويس معايا لكن بعد امي ماليش حد..
هبطت دموعها الخائنة على وجنتيها و مسكت بمعصمه متابعه :
-أنت دخلت حياتي في الوقت الصعب.. كنت فعلا محتاجه حد يحبني ويخاف عليا بجد..
مسح دموعها بظهر يده فتنهدت بعمق وقالت بهدوء :
-نفسي أشوف أمي.. من يوم ما بابا طيدها " طردها" من البيت وأنا ماشوفتهاش تاني
قال بنبرة اطمئنان :
-بإذن الله هتشوفيها تاني.. بس أنتِ ادعي.. وخليكِ واثقه اني هفضل دايما معاكي وجنبك
مسحت علي انفها وابتسمت قائله :
-واثقه من كده.. وعايزه احكي لك على حاجات كتيي
-هسمعك يا ندى..
ثم مسك خصله من شعرها التي تشبه خيوط الشمس وتابع بجدية :
-شعرك حلو أوي النهارده ..
اتسعت ابتسامتها فـ رفع حاجبيه بمرح قائلا :
-والله بحبك
***
" مضى النهار سريعاً ليأتي الليل.. "

بدأوا في إشعال النيران وموسيقى عالية ليرقص البعض.. وجلس الأصدقاء حول بعضهم على الأرض يلعبون لعبة الاسئلة حتى جاء الدور على مايكل وقال :
-سيف هسألك سؤال يخصني لو جاوبت غلط هحكم عليك وانت العكس..
أومأ بتفهم فاخذ يفكر حتى وجد سؤال طرحه عليه :
-أنا نفسي ادخل كلية اي؟
-انا مش عارف.. ممكن اختيارات
وضع يده على ذقنه يفكر في اختيارات ثم تحدث بحماس :
-طب تجارة صيدلة
أجاب في تعجب :
-تجارة طبعا.. مفيش حد في علمي رياضة يدخل طب او صيدلة
ضحك الجميع بينما هو داعب شعره من الخلف قائلا :
-أوه صحيح.. يا لي من غبي 
قال يوسف بمزاح :
-اسكت بقى فضحتنا
-أنا مش هحكم عليك عشان كان سؤال غبي.. سؤالي بقى اي هي واجبتي المفضلة
-كريب سوبر كرانشي
أجاب إجابة سريعة دون تفكير ليتعجب الأخير ويخبره انه يعلم الكثير.. فقبض قبضة الانتصار وقال بحماس :
-جاوبت صح لازم احكم عليك
-بس هو طلع سؤال غبي بردو وانا عديت لك قبل كده اهدا عشان حكمي وحش..
ثم تنهد قائلا
-يوسف
-نعم
-لاء هسأل مايكل سؤال يخصك.. قولي بقى أغنيته المفضلة ايه؟!
-على فكرة في كتير وكده ظلم
-شوف هي مفضلة ليا انا كمان.. كده سهلة
تنحنح بثقة ورفع حاجبيه وهو يقول ببساطة :
-اسمي.. سهلة يعني
تنهد بضجر فضحك ثم طلب من يوسف أن يغنيها لكنه رفض.. فطلبت لاما أن يغنيها لتشعر ندى بالغيرة لكنه لم يغني حتى طلبت ندى منه.. لينظر إليها للحظات ثم ابتسم وأومأ بالإيجاب ليبدأ بغنائها بصوته الرائع عندما تذكر كلماتها.. استمعوا إليه في صمت واهتمام واضح بينما نظر سيف إلى عروسة البحر خاصته والتي تعبث في الرمال بأناملها.. وتفكر به هي الأخيرة وتستمع إلى كلمات الأغنية كأن سيف يغنيها بصوته لها..

توقف عن الغناء فـ صفق الجميع بينما نظرت ملك إليه وقالت بترجي :
-كمل الاغنية يا يوسف
أكد خالد على طلب ملك بينما نظرت مايا إليها بحقد واضح.. وبعد أن طلب سيف أن يكملها نظرت ملك إليه إلى لحظات ثم أطرقت رأسها.. تنهد بعمق وبدأ بالغناء ثانية بصوت قوي ليستمتع الجميع بسماعها بصوته..

-أنتِ موجه عالية جدا وبرغم اني في السباحة مش غشيم بس بإرادتي غرقت فيها.. أنتِ زي الأرض تمام وأنا منك شيلاني وأنا عايش حضناني لما بموت.. منك وليكي بعود.. أنا عندي لعنيكي كلام محدش غيري في الدنيا يقوله في يوم من الايام ليكي أو لناس تانيه.. ولو كل الكلام اتقال عنيكي في غربتي موال.. هخلق منه معنى جديد معنى فاق كل الخيال
توقف عن الغناء ليصفق الجميع له وأخذ مايكل يصفر له فنظر إليه بابتسامة واسعه بينما قال مايكل بجدية :
-أنت المفروض تقدم في برنامج غناء وتبقى نجم
-لاء أعوذ بالله.. انا بغني لنفسي وبس يعني محتفظ بالموهبة دي لنفسي
قالت ملك بهدوء :
-حقيقي صوتك حلو والاغنية جميلة.. شكرا يا يوسف
-الشكر لله يا ملك.. تسلمي
ارادت مايا أن تدخل في الحوار وقالت بنعومة :
-احساسك عالي اوي يا چو
لتنظر ندى إليها في حنق بينما شكرها يوسف فلكزته بشدة لينظر إليها وابتسم هامسا :
-لازم ارد ماينفعش
لوت ثغرها بعدم قبول وهي تومئ بالإيجاب.. بينما نهض مايكل عن الأرض يمسح يده في بعضها البعض قائلا :
-يلا الكل يستعد لحكم سيف
-حكم؟!
-أه يا برنس انا جاوبت صح ويوسف غنا كمان..
هم بالوقوف عاقدًا ذراعيه أمام صدره منتظر الحكم فـ قال مايكل بحماس :
-أولا أحط من البرفان بتاعك وقت ما أحب.. ثانيا بقع تقلع التي شرت والشوز كمان
تساءل في تعجب :
-طمعان فيهم ولا اي؟!
-لا هتنزل الميه يا سوفي
نهض الجميع واعترض كلا من سيف ويوسف على ذلك الحكم.. بينما وقفت ملك أمام سيف وهمست بخبث :
-معترض ليه مش كنت عايز تعملها امبارح؟
تحدث بذات الهمس وهو يتفحصها بوضوح :
-وأنتِ قولتي غلط والجو مايسمحش
بينما هم يتبادلون الحديث حاول يوسف إقناع صديقة أن يتراجع عن الحكم.. ومايا تنظر إليهم في ذهول وتسأل نفسها منذ متى وبينهما حديث؟! وأخذت تجز أسنانها بشدة.. ترك مايكل يوسف واتجه نحو ملك ومسك بمعصمها ليضع ذراعها خلف ظهرها بينما هي شهقت بفزع وحاولت التحرر قائلة :
-مايكل انت مجنون النهاردة ولا اي
وجه حديثه إلى سيف المندهش من تصرفه :
-أعتبر ملك مخطوفة وهتموت لو منزلتش الميه
ثم غمز له بمكر ليجز أسنانه بحنق وقال بحسم :
-مايكل سيبها عشان مش هنزل الميه في الوقت ده
-سيف ده الحكم ولازم يتنفذ.. وإلا هقتلها
أخذتها اللعبة جد وتشوقت لردة فعل سيف التي جعلت الجميع في صدمة.. فانحنى بجذعه وخلع حذائه الرياضي ومن ثم خلع سترته اعطاها إلى شقيقه واتجه نحو البحر دون تفكير.. سيطر كبريائه عليه في البداية ورفض داخله أن يكمل تلك المزحة.. لكن ما جعله يضحي من أجلها انها مجرد لعبة فقط للتسلية.. اتسعت ابتسامة كلا من ندى وملك بينما شهقت مايا في دهشة لا تصدق حتى الآن أنه فعل هذا من أجلها..

هبط إلى المياه الباردة يسبح بمهارة لكن بحركة بطيئة.. وبعد دقائق اتجه مايكل نحو الشاطئ يناديه بصوت عالي فسبح إلى الشاطئ وهو يمسح على شعره من الأمام إلى الخلف ثم مسح على صدره وهو يقول بغيظ :
-حسبي الله ونعم الوكيل فيك
ضحك ضحكة خفيفة ثم غمز وقال بمشاكسة :
-كله يهون عشان حبيب القلب
ضربه على صدره بخفة وهو يقول من بين أسنانه :
-أنا غلطان عشان قولت لك
جاء يوسف يعطي السترة طالبا منه أن يرتديها سريعاً لينفذ رغبته فورا.. ثم عادوا إلى الخيمة والتقط سيف كل شيء تبع الاستحمام ومن ثم اتجه نحو المرحاض برفقة شقيقه.. بعد صمت طال إلى لحظات تساءل بنبرة ندم :
-يوسف انا غلط لما نزلت الميه ؟!
-أنت وضحت اوي يا سيف.. ليه مش عايز تعترف بـ حبك
تنهد بعمق عاقدًا بين حاجبيه والكثير من الأفكار بدأت تدور حول رأسه لكنه استطاع أن يخرج جزء منها بالحديث :
-حاجات كتير منعاني..  كنت الاول عشان فاكر انها مش بتحبني ولما تأكدت من حبها ليا خوفت اقولها.. عشان هتتعلق بيا اكتر والنصيب اوقات غصب عننا مش بيجي في صالحنا ومش عايز اجرحها.. او اكون سبب في جرحها.. وبعدين يا چو انت عارف اللي فيها.. مش ممكن اموت في أي وقت
مسح على جبينه فقد شعر بالقلق والحزن والغضب معا.. فقد أخبره مرارا وتكراراً ألا يقول مثل هذا الحديث وبنبرة حاده اخذ يدعوا له ان يطول في عمره وأمره ألا يقول شيئا كهذا مجدداً.. أومأ بالموافقة ثم تحدث يوسف بجدية :
-والكلام اللي قولته مضبوط.. سيبها على الله
***
بحبكن بحبكن جدااااا 💙💙💙💙..
رايكم يهمني جدااااا 🌱♥..

عشق الدراسة الجزء الأول منـ" سلسلة عشق منذ الدراسة " سمر عمر..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن