اذكروا الله يا جماعة الخير 💙🌴..
" المقدمة "
"مدرسة الثانوية الداخلية.. "
يوجد اثنان من المبنى واحداً خاص بغرف الطلاب والمطاعم والأخر للدراسة.. اليوم قبل بداية العام الجديد دخلت الكثير من السيارات من بوابة المدرسة الكبيرة.. وصفوا سيارتهم داخل جراج المدرسة ثم ترجل جميع الطلاب يحملون حقائبهم مستعدون للعام الجديد بكل نشاط وحماس..
كانت تراقبهم مديرة المدرسة بابتسامة واسعة من الطابق الثالث الخاص بمبنى الفصول.. دخلوا مبنى الغرف وكل ثلاثة في غرفة واحده واكثرهم يختارون اصدقائهم المقربين لهم للمكوث مع بعضهم البعض..
بعد دقائق خرج من المبنى شاب يدعي " سيف.. " أنتقل إلى المدرسة من السنة الماضية فقط فكان يدرس في الخارج ويمكث مع جدته والتي من أصول أجنبية " يتميز بالشعر الأسود الكثيف الذي يصل إلى نهاية عنقه وعينين زرقاء صافيتين مثل انعكاس لون السماء في مياه البحر وحاد في بعض الأحيان.."
نظر حوله قاطب جبينه ثم وضع يديه في جيبي سرواله واتجه إلى حديقة مقابلة إلى المبنى وجلس على مقعد خشبي ناظرا إلى الأعلى مستنشقا رائحة العام الدراسي الجديد.. هو يستهتر دائماً في بداية الدراسة لكنه يأخذها بجدية عندما يقترب موعد الامتحانات..
كافية المدرسة هبطت فتاة الدرج تدعى " مايا شعرها أشقر كيرلي ومقلتيها عسلي بلون العسل الأبيض الصافي وفتاة مستهترة في دراستها وحياتها الطبيعية.." بعد أن تجولت داخل المبنى خرجت تنظر حولها لترى سيف فابتسمت ابتسامة واسعة ماكرة فالصديق الذي خطف قلبها وعقلها يجلس أمامها وحده..
تقدمت نحوه بخطوات واسعة وعندما اقتربت أكثر رآها سيف فـ زم شفتيه ثم زفر بهدوء.. جلست إلى جواره ناظرة إليه بنظرة حب قائلة :
-أحسن حاجة في فتح الدراسة هي اني شوفتك
رد بسأم :
-متشكر يا مايا..
كادت أن تتحدث ألا أنها رأت خالد صديق سيف المقرب يقترب نحوهم قـ زفرت بحنق و لوت ثغرها بضجر.. وقف خالد أمامهم وبعد تبادل السلام بينهم نظر سيف إلى مايا بثقل قائلا :
-ممكن تقومي عشان خالد يقعد
جزت أسنانها بغيظ وضربته على كتفه بقبضة يدها ثم نهضت متجه نحو المبنى بخطوات واسعة.. ضحك خالد ضحكة خفيفة وهو يجلس إلى جواره وقال :
-دايما كده تحرجها بكلامك
شوح بيده بعدم اهتمام ثم ربت على كتفه وقال بهدوء :
-أنت تايه يعني عن مايا.. سيبك منها
-مش هتيجي معايا عشان نسلم على الزملاء
لينظر إليه بثقل وهو يومئ بالنفي وقال بنبرة اعتزاز :
-أنا مبسلمش على حد اللي عايز يسلم عليا أنا موجود.. انت عارف اني مابحبش المجاملات..
ثم أردف :
-اروح اسلم على حد مبقبلوش ليه ؟
ضحك ضحكة خفيفة وقال بمزاح :
-طب كويس بقى أنك بتقبلني
أحاط كتفه بذراعه يمازحه بضرب رأسه برأسه بخفية قائلاً :
-أنت صديقي الصدوق
***
" شقة حسين.. "
رجل ثري لكنه يفضل المكوث في شقة بسيطة ولا يصرف الكثير من الأموال أقل ما يقال عليه أنه بخيل.. يحتل المقعد المجاور إلى الاريكة يقرأ الجريدة بينما زوجته تدعى " ليلى.. " تجلس على الأريكة تشاهد التلفاز وتتناول المسليات..
خرج مالك من غرفته وهو الابن الأكبر لهم " في السنة الثانية من كلية التجارة جامعة القاهرة شاب طويل يمتلك وسامة الشاب المصري بوجه قمحاوي وعينين بنيتين وشعر أسود.. " وقف يضبط قميصة ثم تنحنح بخفية وطلب المال من والده ليذهب إلى الجامعة.. لم يجيب عليه وانتقلت عيني والدته بينهم.. زفر مالك وقال بحنق :
-يا بابا هتأخر على الجامعة كده
ألقى بالجريدة جانباً و تحدث بحده :
-أنت مش واخد ميه وخمسين جنية امبارح
لينظر إلى والدته مشيراً إلى والده قائلا :
-سامعه عايزني اكمل يومي النهاردة ببقيت فلوس امبارح
-مختار ابنك ما شاء الله عليه راجل ولازم محفظته تبقى مليانه
أخرج المحفظة من جيب سرواله بضجر وتناول مائتين جنيها وهو يقول بتأفف :
-ولما هو راجل مبيشتغلش ليه ويصرف على نفسه
ثم مد يده بالمال فأخذه مالك بينما قالت ليلى في تعجب :
-عيب عليك ابنك لسه بيدرس وملزم منك
شوح بعدم اهتمام ثم تناول الجريدة ليتابع قراءة ابتسم مالك يحرك رأسه في كلا الاتجاهين ثم اتجه نحو غرفة شقيقته كي يودعها ثم خرج من الشقة.. وبعد دقائق خرجت ابنتهم الصغيرة من غرفتها ساحبة حقيبة الثياب خلفها والتي تدعى " ملك فتاة جذابة بنظراتها البريئة و بلون بشرتها القمحي وشعرها أسود يصل إلى أسفل كتفيها بقليل وتمتلك عينين واسعتين بلونهما البني الداكن الذي يشبه حبات القهوة البراقة.."
تنهدت بعمق فهي تعلم أن مالك عان مع والده كي يعطيه مصروف اليوم وتشعر وكأنها داخلة على حرب كبيرة.. وقفت تنظر إلى والدها بابتسامتها المرحة ثم طلبت المصروف قذف بالجريدة أرضاً وهو يقول بتذمر :
-انتوا كل ما تشوفوا وشي عايزين فلوس اهرب منكم اروح فين بس
ردت بصوتها المميز بالهدوء :
-بابا أنا في مدرسة داخلي يعني محتاجة فلوس كتير معايا
تدخلت ليلى في الحوار مؤكده على حديثها :
-صح كلام بنتك صح.. مبنشوفهاش غير كل اسبوعين تلاته
جز أسنانه وهو يخرج المحفظة وأخذ مائة جنيه ومد يده بها اتسع فاها في دهشة وأخذتها من يده قائلة في ذات الدهشة :
-مية جنية يا بابا ؟!.. يا بابا حرام كده اتأخرت
نهض عن المقعد يضرب كف على كف بعصبية قائلا :
-انتوا هتجننوني.. مدرسة داخلية ودخلتك عربية وجبتلك كفاية عليكي كده بقى
تنهدت بحزن بينما نهضت ليلى عن الأريكة وسحبت المحفظة من جيب سرواله دون أن ينتبه لتنادي ملك لتنظر إليها واعطتها المحفظة فأخذتها وهربت بعيداً وأخذت كل ما تحتاج إليه تحت نظرات والدها الصادمة ثم أعطت له المحفظة شبه خالية من المال و ودعتهما ثم أخذت حقيبتها وغادرت.. جلس على المقعد يحدق في المحفظة مذهولا فضحكت ليلى وقالت بسعادة :
-أحسن عشان تبطل بخل شوية
***
" داخل أحد غرف الشباب.."
كلا من خالد وسيف يضعون أغراضهم داخل الخزانة بينما يجلس يوسف على حافة الفراش يحاول أن يهاتف صديقة لكن شبكة الهاتف شبه منتهية " يوسف شقيق سيف الأصغر بينهما سنة واحده وهو معه في ذات السنة الدراسية.. يتميز بالشعر الأشقر الكثيف وعينين زرقاء مثل أخيه ويشبهون بعضهم لدرجة كبيرة وملتزم بدراسته لدرجة كبيرة ليصبح مثل والده يوماً ما.."
وقف أمام النافذة محاولا أن يجد شبكة بينما وقف سيف أمام المرآة يخلع سلسلة تمتلك حروف يابانية لا يفهمها أحد سواه لكونه يتحدث الكثير من اللغات.. وقف خالد إلى جواره يرتب اغراضة الشخصية أمام المرآة ليلفت نظرة السلسة فوضع يده عليها ليستقبل ضربة قوية على ظهر يده من سيف فـ نظر إليه بلهفة وهو يمسح على يده وسيف يتحدث بتحذير :
-إلا السلسة دي محدش يقرب لها غيري
-أنا عارفك بقالي اكتر من سنه وعمري ما شوفتك لابس سلسلة
رد بتأكيد :
-صح وبكره الشباب اللي بتلبس سلاسل لكن دي غالية عندي قوي
ثم تركه وتناول ثيابه ودلف إلى المرحاض كي يأخذ حماما باردا أخذ ينظر إلى السلسلة بتمعن محاولا فهم هذه الحروف بينما سأم يوسف من قلة الشبكة و وضع الهاتف أمام المرآة فـ تساءل خالد بفضول :
-ما ترجملي يا يوسف الكلمة دي
لينظر إلى السلسلة ثم أبتسم قائلا :
-لاء معرفش بصراحه
-بس أنت بتفهم اللغة دي
قال كلماته في تعجب ليرد يوسف بعدم صدق :
-أه بس يعني ماليش في لغة اليابان اوي.. سيف هو اللي يعرف
ثم تركه وبدأ يرتب اغراضة داخل الخزانة الخاصة به فكل منهم لدية فراش ومكتب وخزانة خاصة به.. كاد أن يضع يده على السلسلة لكنه تراجع عندما تذكر ضربة سيف له وتابع ترتيب ما تبقى من اغراضة
***
فتح الأمن بوابة المدرسة لتدخل فتاة جميلة خطفت أنظارهم تدعى " ندى فتاة قصيرة قليلا بجسد ممشوق شعرها الأشقر يشبه خيوط الشمس يصل إلى فخذيها وعينين خضراء تميل إلى اللون العسلي وتتميز بالدغة في حر الراء.."
دخلت وهي تنظر إلى مدخل المدرسة الكبير في دهشة ونظرت إلى اتجاه اليمين تارة وإلى اليسار تارة أخرى.. لم تتخيل أن المدرسة بهذا الجمال والشكل الرائع وأيضا ألوانها متناسقة بشكل يخطف الانظار خرجت فتاة تدعى " ميادة ذات بشراء بيضاء وشعر أسود يصل إلى كتفيها وهي صديقة ندى منذ الطفولة لكن بعد أن انتقلت ميادة إلى القاهرة لم تراها وأصبح التواصل بينهم عن طريق المكالمات فقط.."
بمجرد أن رأتها ركضت إليها وهي تناديها فنظرت ندى إليها بسعادة وفردت ذراعيها كي تقابلها بالعناق القوي وتبادلا بالاشتياق.. فقد افترقوا من سنتين وأكثر والأن سيعوضون أيام الفراق ابتعدت ندى وقالت بنبرة تعلوها السعادة :
-مش مصدقة لحد دلوقت أننا اتجمعنا تاني
-أحلى حاجة عملتيها انك أصريتي على المدرسة دي
لتنظر ندى حولها وقالت بإعجاب شديد :
-دي فظيعة بجد.. أي المديسة الحلوة دي " المدرسة.."
ضحكت ضحكة عالية وصفقت بيدها قائلة :
-مديسة.. والله وحشتيني يا ندوش
ضربتها على كتفها بخفة ثم أمسكت بيد الحقيبة وسارت برفقتها وميادة تحكي لها اكثر عن المدرسة وعن المعلمين والمعلمات وهي تستمع إليها بشغف
***
" مساء اليوم.."
شغل سيف أغنية أجنبية عالية وجلس على الفراش يستمع إليها.. بينما كان يوسف يقرأ كتاب وانزعج من صوت الموسيقى العالية وطلب منه أن يخفض الصوت قليلا لكنه رفض.. فـ أغلق الكتاب و تركه على الفراش وغادر الغرفة ليرى الردهة ممتلئة بالفتيات والشباب وصوت ضحكاتهم عالية.. رأته مايا فـ تركت الزملاء وركضت إليه و وقفت أمامه بابتسامة واسعة وبعد تبادل السلام بينهم تساءلت بنعومة :
-خرجت من اوضتك ليه ؟
رد بحنق :
-سيف عامل ازعاج في الاوضة
مسحت على كتفه لينظر إلى يدها في تعجب وهي تقول بنبرة ناعمة :
-لاء لاء مالوش حق يزعجك
قبض على معصمها ليزيح يدها عن كتفه بعنف وقال باشمئزاز :
-شغل المراهقة دا انا ما بحبوش
ثم تركها واتجه نحو الدرج فنظرت إليه بغيظ ثم عادت إلى زملائها بينما هو هبط إلى الطابق الثالث متجه نحو الغرفة التي بها صديقة.. لم يجد احد في الردهة سوى ندى التي تستمع إلى أغنية داخل سماعة كبيرة على أذنيها متصلة بجهاز صغير يشبه الراديو وحاملة في اليد الأخرى كأس عصير.. كان ينظر إلى أرقام الغرف وهو يمضي من جوارها حتى وصل إلى ندى التي تحرك يدها مع الأغنية فكان يود أن يرى رقم الغرفة التي تقف أمامها ولهذا وقف خلفها لكنها استدارت وهي تفرد يدها لتصطدم يدها في صدرة وانسكب العصير على سترته..
تراجع للخلف خطوة ناظرا إلى ثيابه في دهشة بينما هي شهقت بلهفة ساحبة السماعة عن أذنيها وتمتمت بالاعتذار فنظر إليها بحده وقال بعنف :
-مش تفتحي وتشوفي بتعملي اي
حدقت به بإحراج وقالت بهدوء :
-اسفه مكنش قصدي بجد.. لحظة واحده
فتحت باب الغرفة ودخلت لتضع أغراضها أعلى المكتب وتناولت قارورة مياه ثم عادت إليه و وضعت الماء على ثيابه بالكامل فاتسعت عيناه في دهشة ناظرا إلى ثيابه المبللة ثم نظر إليها في ذهول قائلا :
-أنتِ أكيد مش طبيعية
لتنظر إليه ببراءة قائلة :
-ليه بس أنا حبيت انضف هدومك
جز أسنانه فردها استفزة حقا وقبض قبضته متسائلا :
-بتنضفي العصير بالميه ازاي ؟
ردت بتحدي :
-أه طبعا فين المشكلة ؟
حملق بها للحظات ثم تركها والتفت ليغادر وهو يضرب كف على كف فرفعت كتفيها تساءل نفسها في حيرة :
-مالوا ده ؟!.. دا مش طبيعي
***يتبعرايكم في المقدمة ودمتم بخير بحبكن ❤❤🌸🌹..
أنت تقرأ
عشق الدراسة الجزء الأول منـ" سلسلة عشق منذ الدراسة " سمر عمر..
Romanceممنوع النقل أو الاقتباس ..الرواية حقوق النشر محفوظة ✋✋ .. الحب الحقيقي والصادق لن يؤثر عليه الفراق ..بل يزداد الحب أكثر بفضل الاشتياق ويبقى في القلب حتى موعد اللقاء .. اخر لقاء بينهم ليس وداع بل بداية عشقهم .. كبريائه منعه أن يعترف بعشقه لها وعندما...