" الفصل الرابع عشر.."
" يا روح الفؤاد.. اشتاقت الروح قبل القلب.. متى اللقاء؟!.."
عند دخوله القصر استقبلته والدته بالعناق تبارك له على الفوز.. ثم تركته مع أشقائه حازم وإياد يباركون له ووقفت أمام زوجها تساءل بصوت منخفض :
-فين ندى؟!
تث في تذمر :
-الأستاذ سابها تمشي مع والدها
جزت على أسنانها بغيظ حتى استمعت إلى صريرها وهمت بالحديث لكنه مسك بيدها واتجها نحو غرفة المكتب.. أحاط مايكل كتف صديقة و ودعه بقبلة على جانب رأسه ثم ودع الجميع وغادر القصر كي يذهب إلى عائلته.. جلس الأربعة داخل غرفة المعيشة يتحدثون مع بعضهم البعض وفي منتصف حديثهم دخل دكتور أحمد ينتقل ببصره بين كلا من سيف ويوسف متسائلا :
-لما روحت المستشفى يا سيف والد ندى عرف انتو ولاد مين؟!
أومأ سيف بالنفي بينما تحدث الأخير :
-لاء تقريباً
-بس هو أكيد عرف.. عشان حضرتك ارسلت الحساب في ظرف من البنك
أضاف سيف كلماته ليتذكر دكتور احمد ذلك ليزم شفتيه في تذمر في ذات الوقت جاءت دكتور فاطمة ووقفت تطلع إلى زوجها في حيرة :
-وبعدين يا احمد هنعمل ايه؟!
نظروا إلى بعض بعدم فهم ثم نظر يوسف إلى والده في تساؤل :
-أي الحكاية يا بابا؟!
اندفعت بحده بالغة :
-الحكاية انك مش هتشوف ندى تاني.. لأن ببساطة والدها مش هيسمح لها بالخروج
ما أن أنهت حديثها وضعت يدها على جبينها عاقدة بين حاجبيها بينما أضاف والده :
-ندى طلعت بنت خالتكم هدى
اندهش الجميع عدا سيف الذي يتطلع إلى الفراغ بشرود وغير منتبه إلى حديثهم بالمرة.. يبدو أن أميرته مستحوذة على عقلة وقلبه بالكامل.. بينما انتبه حازم إلى حديث والده باهتمام تحدث يوسف في دهشة :
-ايوه هي كانت دايماً تحكي لي عن والدتها اللي فقدتها
-بس حضرتك يا بابا قلبت عليهم اسكندرية
قال إياد كلماته في تعجب ليرد والده عليه :
-طلعنا بندور في المكان الخطأ يا إياد.. هو حاليا في شرم الشيخ
مسكت فاطمة بذراعه وتحدثت بنبرة ترجي :
-أحمد لازم تروح للراجل الندل ده وتجيب ندى بالعافية
-طبعا هعمل كده
أكد على حديثها ليطمئن قلبها وتنهدت بهدوء.. بينما نظر حازم إلى شقيقه سيف الشارد وأخذ يناديه :
-سيف.. سيف..
نظر إليه بعدم وعي لكن سرعان ما استعاد وعيه جيدا ليتعجب حازم وتساءل بفضول :
-سرحان في أي يا سيف؟!
هم أن يرد عليه لكن قاطعة والده في حنق :
-سيف مش عجبني خالص.. سرحان ومش مركز في حاجة
نهض عن الاريكة ينتقل ببصره بينهم وهو يقول بهدوء :
-انا بخير.. وبفكر بس في النتيجة يا بابا مش أكتر
اضطر إلى الكذب وعدم قوله إلى الحقيقة ثم استأذن وصعد إلى الطابق العلوي من ثم دلف إلى غرفته كي يريح بدنه بالنوم عله يتوقف عن التفكير قليلاً
***
قامت بنقل المكتب الخاص بها أمام النافذة وفتحت إياها ثم جلست أمام النجوم.. رفعت عيناها إلى النجوم المتناثرة على أمل أن تراه من بينهم.. لاحت ابتسامة على ثغرها ثم نظرت إلى الدفتر وبدأت ترسم نجوم صغيرة بطريقة عشوائية وتدون بعض كلمات الحب..
تركت القلم وتناولت كتاب الشعر وبدأت تقرأ الكلمات بتمعن.. وكلما قرأت كلمة أعجبتها تسجلها على الورق.. و وجدت نفسها تكون جُمل من تلك الكلمات البسيطة وضعت الكتاب جانبا وفتحت صفحة جديدة وبدأت تكتب..
" يا روح الفؤاد.. اشتاقت الروح قبل القلب... متى اللقاء؟!.."
دخلت والدتها بعد أن قرعت الباب تركت القلم وأغلقت الدفتر ثم التفتت إليها قالت والدتها بابتسامة واسعة :
-تعالي يا حبيبتي اقعدي معانا
فكرت إلى لحظات ثم أومأت بالإيجاب خرجت والدتها مغلقه الباب خلفها.. انتقلت ببصرها نحو ساعة الحائط التي تدق العاشرة والنصف مساءً ثم نهضت عن المقعد وتركت الغرفة.. جلست على المقعد المجاور إلى الأريكة تشاهد نشرة الأخبار مضطرة.. أخفض الوالد صوت التلفاز وتساءل باهتمام :
-ناوية تدخلي كلية ايه يا ملوكة؟!
أدارت رأسها ناحيته لكن سرعان ما أشاحت بعيناها بعيدا و أجابت بهدوء :
-لما أشوف النتيجة الأول يا بابا.. بس أنا بفضل ادخل جامعة خاصة
-لاء انتِ تدخلي بمجموعك وكفاية بقى مصاريف المدرسة اللي كنتِ فيها
أغلقت عيناها تتنهد بهدوء على عكس الحزن الملتصق بجدار قلبها.. في ذات الوقت دخل مالك وألقى عليهم السلام ليردوا السلام وقال والده بهدوء :
-تعالى يا مالك أقعد جمبي
نظر إليه إلى لحظات ثم نفذ رغبته وجلس إلى جواره في صمت وتساءل والده باهتمام :
-خلصت أوراق السفر؟!
تحدث بهدوء كأنه لم يستمع إلى سؤاله :
-بإذن الله يا بابا هدور على شغل هناك
اتسعت ابتسامته قائلاً :
-برافو عليك.. بحب الشباب اللي تعتمد على نفسها
تحدثت ليلي من بين أسنانها معترضة :
-لاء انا ابني يسافر للدراسة وبس وانت تدفع له المصاريف
نظر إليها بنظرة ناريه وتشاجر معها وطال الشجار بينهم.. نظر مالك إلى شقيقته الغير منتبه بما حدث من حولها ثم نهض عن الاريكة ودلف إلى غرفته.. عندما تعالت أصواتهم انتبهت ملك إليهم أخيرا لتحرك رأسها في كلا الاتجاهين ثم تركتهم ودلفت إلى الغرفة ودثرت نفسها في الفراش وأغلقت عيناها بشغف مشتاقة لرؤية حبيب القلب في أحلامها كعادتها
***
" فيلا عبد الرحمن.. "
دقت ساعة الحائط الواحدة مساءً وشعرت بالسأم من كثرة جلوسها في الشرفة.. تركتها ودلفت إلى الداخل ومن ثم جلست على الفراش عاقده قدميها واتكأت بوجنتها على راحة يدها.. وبعد لحظات تركت الفراش وهي تنفخ في شدقيها وأخذت الغرفة ذهاباً وإياباً.. ثم وقفت أمام المكتب تطلع إلى دفاتر الرسم ودفاتر أخرى تُسجل بها بعض الخواطر..
سحبت المقعد وجلست عليه وبدأت تقلب صفحات دفتر الرسم وترى تاريخ الرسومات.. عندما دق أحدهم الباب نظرت إليه بلهفة ثم نهضت عن المقعد بهلع خوفاً من والدها وزوجته.. لكن تفاجأت بدخول أختها نور اتسعت ابتسامتها وركضت إليها قامت الأخيرة بدورها وفتحت لها ذراعيها واحتضنتها بشدة..
ثم ابتعدت ندى عنها وجلست على ركبتيها واحتضنت ابنتها الصغيرة ثم وقفت تنظر إليها في حزن لترى نور الحزن الواضح على ملامح وجهها ومسحت على ذراعها بلطف وقالت بخجل :
-أسفه يا ندى على اللي ماما عملته
مسكت بيدها واتجها نحو الفراش وجلسوا إلى جوار بعضهم وتحدثت ندى بهدوء :
-ولا يهمك انا خلاص تعودت على كده
-ايه الاستسلام ده.. ندى لازم تواجهي وتكوني أقوى من كده..
فتحت سحابة الحقيبة وأخرجت هاتفها ومدت يدها به متابعة :
-خدي كلمي صديقك خليه يجي يخدك من هنا
ظهرت علامات التعجب على ملامح وجهها وتساءلت :
-ولما امشي من هنا هقعد فين؟!..
أطرقت رأسها في حزن واضح وتابعت :
-عايزه والدتك تثبت الكلام اللي قالته عليه!
-أنتِ ما تعرفيش أن والدتك أخت والدة صديقك؟
تساءلت في تعجب لترفع الأخيرة رأسها تحدق بها في دهشة عالية و ردت بصعوبة :
-مشـ مش فاهمة
أخبرتها نور بكل شيء ولِمَ منعها والدها من رؤية ذلك الشاب ثانية والآن علمت أنه يود أن يحرمها من والدتها ثانية.. هبطت دموعها على وجنتيها بغزاره وتعالت شهقاتها تنهدت نور بألم وضمتها إلى صدرها بحنان في حين وقفت الطفلة أمام ندى تربت على ركبتها..
-حالا لازم تكلميه وتطلبي منه يجيلك
أخذت الهاتف وكتبت رقمه ويديها ترتعش برهبة ثم وضعت الهاتف على آذنها وباليد الأخرى تمسح دموعها.. بمجرد أن فتح المكالمة ردت بلهفة :
-يوسف.. يوسف أنا ندى بابا حبسني واخد تلفوني
-أنا حسيت لما تلفونك كان مغلق.. المهم اجهزي احنا جاين نخدك
احتلت الابتسامة ثغرها تلقائيًا وردت بشغف :
-حالا هجهز..
أنهت المكالمة ونظرت إلى نور بشغف قائلة :
-جاي يا نوي.. جاي
احتضنتها بسعادة ثم نهضت عن الفراش واتجهت صوب الباب قائلة :
-أنا هاستقبلهم تحت انا ومعاذ وأنتِ اجهزي
ثم خرجت مغلقة الباب خلفها همت ندى واقفه وبدلت ثيابها على وجه السرعة ولملمت جميع أغراضها حتى الصور المعلقة على حائط الغرفة..
***
" بالأسفل.."
بعد دقائق دق جرس الباب نهضت نور على الفور وركضت إلى الباب مما تعجبت والدتها.. فتحت الباب لترى دكتور أحمد ومعه يوسف علمت أنه هو من هيبته و وجهه البشوش.. ابتسم إليها بهدوء وبنبرة ثابته تساءل :
-ندى موجودة؟!
أجابت بهدوء :
-ندى موجودة وجاهزة كمان
ثم تنحت جانباً عازمه عليهم بالدخول لكنه رفض وطلب ندى فقط في هدوء.. أومأت بتفهم والتفتت لترى والدتها تقترب متسائلة :
-مين يا نور؟!..
جزت على أسنانها بغيظ ولم تجيب عليها بينما وقفت نوران أمام دكتور أحمد وبمجرد أن رأته تعرفت عليه وقالت بحده :
-ندى للأسف مش هتقدر تجي معاكم
غض بصره عنها وتحدث بصرامة :
-ندى والدتها في انتظارها ولازم تيجي عشان تشوفها
استمع زوج ابنتها الكبيرة إلى حديثهم و وقف إلى جوارها وهو يقول ساخرا :
-كفاية اللي حصل من ابن حضرتك.. ندى بنتنا ونقدر نعالج اللي حصل
نظر يوسف إليه وضيق عيناه قليلاً في حين رمقه والده بنظرة سريعة وتساءل بثبات على عكس البركان الذي يقطن داخلة و يود أن يطلق سراحه في وجوههم جميعًا :
-ممكن تتكلم بوضوح وبلاش طريقة الكلام المواربة دي
رفع أحد حاجبيه بعدم فهم وقال بخبث :
-أسأل ابنك هو عارف
لم يتحمل طريقته المواربة أكثر واندفع بحده رجولية ثابته فزعت بدنهم جميعاً :
-قولت لك اتكلم بوضوح
تراجع خطوة إلى الخلف و تحدثت نوران نيابة عنه بلؤم واضح في نبرة صوتها :
-ابنك أخد ندى شقته
-شرفها بقى في الأرض
قال زوج ابنتها كلماته في خبث جز يوسف أسنانه وخط والده ليفاجئ ذلك الخبيث بضربة قوية بقبضة يده استقرت بالقرب من عيناه تأوه واضعًا يده على عيناه.. بينما قبض دكتور أحمد على مرفق ابنه وجذبه إليه وهو يوبخه بصوت منخفض.. بينما نظر الأخير إليه في حده وتقدم نحوه قاصدا تسديد ذات الضربة له لكن منعه معاذ بالوقوف أمامه ودفعه إلى الخلف وهو يقول بعصبية مفرطة :
-أنت وقح عشان الناس بتكلم معاك بالذوق وانت طولت لسانك
أكملت نور بحدة :
-وكلنا عارفين أخلاق ندى كويس وكفاية اوي سنين العذاب اللي عشتها هنا
تطلع يوسف إلى ذلك الوغد بعينين ممتلئتين بشرارات من الجحيم قابضا قبضته بشدة حتى برزت أوردته في حين تحدث دكتور أحمد بهدوء على عكس غضبه من ابنه :
-أنا الحمد لله واثق في أخلاق ابني كويس وفي أخلاق ندى كمان
هبطت ندى الدرج بالحقائب ووقفت تطلع إلى دكتور أحمد بابتسامة بسيطة بمجرد أن رآها معاذ تقدم نحوها وحمل حقيبة عنها وقالت نور بحسم :
-ندى والدتك في انتظارك
قبضت والدتها على مرفقها واندفعت في وجهها :
-أنتِ يا بت أنتِ أزاي تتحديني
نفضت يدها بعنف وقالت في تذمر :
-عشان اللي بتعمليه ده حرام يا ماما.. حرام
أخرج معاذ حقائب ندى بينما اندفعت نوران بصراخ عالي :
-مفيش حد هيمشي من هنا غير لما عبد الرحمن يجي
ردت ندى بتحدي :
-أنا هامشي سواء بابا موجود أو لاء.. من حقي اشوف أمي
خرجت معهم بهدوء في حين وبخت نوران ابنتها نور بشدة والتي لم تحتمل حديث والدتها وحملت ابنتها وغادرت برفقة زوجها.. ودعت ندى كما صافح معاذ كلا من دكتور أحمد و ويوسف ثم ندى.. بعد ذلك جلست ندى على المقعد الخلفي إلى جوار دكتور أحمد وجلس يوسف على المقعد الأمامي ويبدو عليه الغضب الشديد من حديث ذلك الخبيث.. لولا والده لكان أنتزع رأسه عن جسده
***
" قصر الراوي.."
أنهى حازم مكالمته ودلف إلى الداخل و وقف أمام والدته يعبث في الهاتف تساءلت هي في توتر واضح :
-بابا قالك ايه؟!
رفع عيناه عن الهاتف لينظر إليها وقال مازحا :
-خرجوا من مطار القاهرة ومعاهم ندى عشان خاطر اختك وبنتها حجز طيارة خاصة بمبلغ وقدره..
-حازم دماغي مصدعه..
قاطعت حديثه في حنق كتم هو ضحكاته وأخذ يلعب بكورة ابن أخيه.. ضرب الكورة بالحائط لتعود إليه نفخت والدته في شدقيها بسأم ونظرت إليه في تذمر كل فنينه وأخرى.. حتى نفذ صبرها وقالت بحنق ممزوج بالسأم :
-بطل توترني بالكورة دي
قذف بالكورة بعيداً وجلس على الاريكة المجاورة إلى مقعد والدته وقال بمشاكسة :
-اهدي يا بطة عشان التوتر مش كويس على الشعر
وضعت يديها على شعرها البني وحدقت به متسائلة :
-ايه علاقة التوتر بالشعر يولا؟
-يولا؟!..
ثم أردف بجدية مصطنعة :
-سمعت أنه بقصفة و يوقعه ويقصره وكمان مستحيل يطول تاني وكمان بيؤدي إلى الصلع المبكر
-ايه كل ده يولا.. بس أقعد ساكت خالص
ضيق عيناه قليلا وقال بصوت منخفض :
-هو يعني فارق معاكي يا بطة ما أنتِ محجبة
زفرت بسأم واضح وقالت بجدية :
-لاء طبعًا لازم اهتم بيه حتى لو محجبة.. واقعد ساكت بقى
ضحك ضحكة خفيفة في حين صدح صوت جرس الباب وقالت على الفور :
-قوم يلا أفتح الباب
-اسمي حازم على فكرة.. بفكرك لتكوني ناسيه
تحدث بمزاح رمقته هي في تذمر عندما مضى من أمامها متجه صوب الباب.. ثم فتح الباب ليرى خالته وساره التي لم يراها وجها لوجه من قبل..
" تمتلك وجهه قمحاوي وشعر بني يميل إلى اللون الأشقر كما تمتلك عيون عسلي براقة مثل والدتها تمامًا.."
لاحت ابتسامة جانبية على ثغره واحتضن خالته معبراً لها عن مدى اشتياقه لها وعيناه مثبته على ساره التي أطرقت رأسها خجلاً.. ثم ابتعد عنها ومد يده إليها صافحته وسحبت يدها سريعًا رفع حاجبيه في تعجب وتنحى جانبًا كي يدخلوا..
قابلت شقيقتها بالعناق و وقفت ساره مبتسمه لكن سرعان ما اختفت ابتسامتها عندما سحب حازم أحد خصل شعرها لأسفل.. رمقته بنظرة تعجب لتراه يتطلع إلى الأمام بجدية مصطنعة كأنه لم يفعل شيئًا.. في حين ابتعدت دكتور فاطمة عن شقيقتها واحتضنت ساره وبعد تبادل السلام بينهم جلسوا داخل غرفة المعيشة..
-فين إياد ومراته وابنه وسيف ويوسف
-إياد وريم مشوا امبارح وسيف نايم..
ثم نظرت إلى حازم متابعة :
-ما تطلع أنت وساره في الجنينة
أومأت ساره بالنفي عدة مرات ويبدو عليها الخجل والتوتر بينما نهض حازم عن الاريكة وقال بترحاب :
-اتفضلي يا دكتور ساره
زمت شفتيها بشدة وأخذت تفرك في أصابع يديها بتوتر واضح ثم نهضت وخرجت برفقته إلى حديقة القصر.. زفرت فاطمة بهدوء ونظرت إلى شقيقتها باضطراب لكنها هدأت من نفسها وقالت بجدية :
-عايزه أقولك على حاجة
-قولي يا فاطمة
أومأت بالإيجاب ولم تتحدث لكن شعرت هدى بالقلق عندما تأخرت شقيقتها عن الحديث وبعد لحظات استجمعت شجاعتها وبدأت تقص عليها ما حدث رويدًا رويدًا.. حدقت بها بعدم تصديق بعد أن قشعر بدنها و شعرت بدموعها الساخنة تهبط على وجنتيها ببطء عقدت فاطمة بين حاجبيها بتأثر ومسحت دموع شقيقتها لكنها تفاجأت بدموعها على وجنتيها من أجل شقيقتها..
-هـ ها تيجي امتا؟!
-على وصول يا حبيبتي
ثم مسحت دموعها بكلتا يديها في حين أطرقت الأخيرة رأسها وقالت بنبرة مؤلمة :
-مش مصدقة اني ها خدها في حضني.. دايما كنت بشوف يوسف وهو بيكبر واشوفها فيه
مسحت على ذراعها بلطف قائلة :
-الحمد لله أخيراً بعد كل السنين دي هتشوفيها وتشبعي منها
دلف دكتور أحمد إلى الداخل بمجرد أن رأته فاطمة ابتسمت إليه في حين نهضت هدى عن المقعد بلهفة تساءل عن ابنتها المشتاقة لرؤيتها :
-فين ندى؟!
كاد أن يتحدث لكن دخلت ندى تنتقل ببصرها بينهم ثم ثبتت نظرها على والدتها التي تقدمت نحوها ووقفت أمامها تتفحص ملامحها عن قرب.. تنهدت هدى بصوت مسموع ثم مسكت بكف ابنتها وجذبتها إليها واحتضنتها بشق الأنفس وبادلتها ندى بذات العناق بل وأكثر.. زينت دموع الفرحة وجنتيهما وأغلقت هدى عيناها بأريحية لكونها تحتضن صغيرتها التي أصبحت مثل الأميرات.. ثم ابتعدت عنها واحتضنت وجنتيها بكفيها لتمسح دموعها بإبهاميها ثم طبعت عدة قبلات على جبينها و وجنتها واحتضنتها ثانية..
نظر دكتور أحمد إلى يوسف الذي نظر إليه ايضا وأشار له أن يلحق به ثم اتجه إلى غرفة المكتب ودلف إلى الداخل ولحق يوسف به واغلق الباب.. جلس على الاريكة وجلس يوسف إلى جزاره ينظر إليه باهتمام..
تحدث يوسف بوضوح :
-بابا أنا عارف حضرتك عايزني في ايه
-وفرت عليا كلام كتير..
ثم أردف في تذمر :
-انا مش معا اللي عملته.. متأكد أن ده حُسن نية بس غلط
-أنا اسف عند حضرتك حق
تحدث معه بهدوء :
-لازم تفكر كويس قبل ما تاخد أي قرار في حياتك.. وطبعًا سمعت بنفسك طلعوا عليها ايه.. أنا أضايقت من جوايا لكن ماينفعش ابدًا اغلطكم قدامهم
-اوعدك افكر قبل أي قرار
مسك بيده وربت عليها بلطف وهو يقول بتأكيد :
-متأكد زي ما انا واثق فيك وفي أخلاقك يا حبيبي اكتر من نفسي كمان
***يتبع
بعتذر عن التأخير 🙁🥺🥺..
دومتم بخير ❤❤❤..
أنت تقرأ
عشق الدراسة الجزء الأول منـ" سلسلة عشق منذ الدراسة " سمر عمر..
Dragosteممنوع النقل أو الاقتباس ..الرواية حقوق النشر محفوظة ✋✋ .. الحب الحقيقي والصادق لن يؤثر عليه الفراق ..بل يزداد الحب أكثر بفضل الاشتياق ويبقى في القلب حتى موعد اللقاء .. اخر لقاء بينهم ليس وداع بل بداية عشقهم .. كبريائه منعه أن يعترف بعشقه لها وعندما...