" الفصل 27.."

1.2K 31 27
                                    

اذكروا الله يا جماعة الخير 💙🌴..

" الفصل السابع والعشرين.."
" بعد مضي عدة أيام.. "
داخل أحد الفنادق المعروفة وضعت الفستان الأبيض على الفراش والتي صممته هي بنفسها.. مميز للغاية بنصف كم كما أنه يمتلك نقوش من الورود الصغيرة البيضاء على الخصر فقط وذيله ممزوج باللون الأزرق..
دق الباب ودخلت ندى مغلقة إياه خلفها ثم اقتربت نحو صديقتها واحتضنتها وتهنئها على الزواج.. ابتسمت الأخيرة وقالت بصوت مبحوح من فرط التأثر بالتوتر وعدم الاستيعاب :
-دلوقت عرفت يعني ايه سعادة
ابتعدت عنها قليلاً وقبلتها على وجنتها ثم تحدثت بمرح :
-أنتِ مصدي " مصدر.." سعادة اللي حواليكِ
دخلت ميادة تحمل فستانها على ذراعيها وتتمايل يميناً ويسارًا قائلة :
-فستاني وأخيرًا ندى هانم حنت عليا وخلصته
ضحك الاثنان ضحكة خفيفة فوضعت الأخيرة فستانها على المقعد برفق.. ثم فتحت كاميرا الهاتف الخاص بها ووقفت إلى جوار أصدقائها ثم رفعت الهاتف والتقطت الكثير من الصور المرحة والتي تشهد على سعادتهم.. حولت إلى كاميرا الفيديو بعد ذلك وأخذوا يقفزون  بمرح ويصرخون بصرخة السعادة المجنونة..
حفظت الفيديو بعد أن انتهت من التصوير قائلة :
-كفاية لحسن يقولوا علينا مجانين
أومأت ندى تأكيداً على حديثها ثم نظرت إلى ملك متسائلة :
-مش فاهمة ليه يفضتي الشقة اللي تحتي؟..
ثم أردفت :
-كل شيء فيها كان هيتغيي " هيتغير.."
-مش عايزة أقعد في مكان مايا كانت فيه حتى لو هنغير كل حاجة
أومأت بتفهم بينما صدح صوت الهاتف الخاص بها فأخرجته من الحقيبة لترى شاشته تضئ باسم يوسف فخرجت إلى الشرفة كي تتحدث معه..
دق الباب فقامت مياده بفتحه لترى المسؤولة عن وضع مساحيق التجميل ومعها مساعديها.. تنحت جانبًا ودخلت وتقابلت ملك معها وصافحتها لكونها تعرفها جيداً بفضل شهرتها بعالم تجهيز العرائس.. بعد دقائق جلست ملك على المقعد الخاص بالمرآة وبدأت الأخيرة تمسح على وجهها وتضع لامستها الأولى..
تركتها ترتدي الفستان بمساعدة كلا من ندى وميادة وبعد أن اطمأنت ندى عليها قبلتها على وجنتها واستأذنت منها وذهبت كي تحضر نفسها.. بينما ارتدت ميادة فستانها البسيط بلونه الرصاصي المجسم يمتلك ذيل يحمل نقوش من الورود الصغيرة ذات حملات عريضة.. وطلبت من أحدهم أن تضع لها بعض مساحيق التجميل لتنفذ طلبها..
كانت معها فتاة تحمل كاميرا فيديو وقامت بتصوير الفستان قبل ارتداءه وأيضا كل شيء يتعلق بها مثل زجاجة العطر والقلادة وكل شيء يتعلق بها.. وبعد أن وضعت لمستها الأخيرة وقفت خلفها تطلع إليها في المرآة وقالت مبتسمة :
-جميلة ما شاء الله.. ربنا يسعدك
اتسعت ابتسامتها متمتمه بالشكر وبعد أن انتهت من جمع أغراضها ودعتها وغادرت.. وقفت ميادة خلف المقعد التي تحتله ملك تطلع إليها بإعجاب شديد في انعكاسها بالمرآة..
بعد دقائق نظرت ميادة إلى ساعة يدها التي تدق الثامنة مساءً ثم تنهدت بعمق وقالت مازحه :
-هو العريس بيتقل علينا ليه؟
اتسعت ابتسامتها ثم نهضت عن المقعد رافعة فستانها من الأمام قليلاً.. قامت الأخيرة بالضغط على زر جهاز مشغل الأغاني وجعلت الصوت عال لدرجة كبيرة.. ثم وقفت أمامها وتمايلت معها للحظات ثم تركتها ترقص وحدها بمرح ووقفت تصور بكاميرا الفيديو.. وبفضل صوت الأغنية العالي لم يستمعوا إلى صوت دقات الباب.. دخل سيف ينظر حوله ثم دخل إلى الغرفة بهيبته التي تقطع أنفاس تلك الفتاة التي لم تراه بعد..
شهقت ميادة بمجرد أن رأته يقف خلف ملك التي تحرك كتفيها بمرح.. وضع يده على خصرها ومد يده الأخرى إلى الأمام والتي تحمل باقة ورد زرقاء.. شهقت الأخيرة بلهفة والتفتت إليه برأسها لكن سرعان ما نظرت إلى الأمام تحملق بميادة.. ثم أخذت باقة الورد فاستدار حولها حتى وقف أمامها كي يتفرس ملامحها بعينين لامعتين من العشق..
رفعت عيناها إليه لكن سرعان ما اخفضتهما لكونها تشعر بالخجل الشديد.. وضع كفه على رأسها من الخلف وطبع قبلة طويلة على جبينها ثم احتضنها عنوة.. يود أن يخترقها لتمكث داخلة إلى الأبد وطبع قبلة رقيقة على عنقها مستنشقًا عطرها الأنثوي الذي أجبره على أن يغلق عيناه..
بادلته بالعناق فغمزت ميادة إليها بينما همس بالقرب من أذنها :
-القمر جزء منك.. بحبك
اتسعت ابتسامتها وحركت شفتيها فقط بكلمة " بحبك.." لكونها لا تستطيع أن تقولها بصوت عالي.. دخلت ندى بطلتها المرحة دائمًا ووقفت تضرب سيف علي ذراعه بخفة قائلة :
-أبعد خليني احضنها
احتضنها أكثر وقال بمشاكسة :
-حضنتيها كتير اديني فرصتي بقى
ضحك الفتيات على كلماته فابتعد عنها لتحتضنها ندى معبره لها عن مدى سعادتها.. ثم تركتها له فوقف إلى جوارها وجعلها تأبط ذراعه.. ثم تحرك الاثنان إلى الخارج ومن ثم دخلوا إلى غرفة فخمة رائعة مميزة متناسقة بألوانها مخصصة بالتصوير..
" بعد مدة من الزمن.. "
دخل سيف قاعة الزفاف ووقف على ساحة الرقص تبدلت الأغنية بأخرى هادئة للغاية تحرك مشاعر روح العاشقين ومن الأعلى هبطت أرجوحة مميزة بالورود البيضاء وأوراق الشجر الخضراء والتي تحتلها ملك متشبثة بها عنوة.. عند نزولها وقف سيف خلفها قبلها على رأسها من الخلف وحرك الأرجوحة بها قليلاً.. صفق الجميع لهما بحرارة والسعادة واضحة على وجوهه الحاضرين..
وقف أمامها ومد كفه إليها فأمسكت به ونهضت عن الأرجوحة لترتفع إلى الأعلى.. ووضع يديها على كتفيه وأحاط خصرها بيديه كي يتمايل معها بالرقص الهادئ.. تنهدت بعمق حتى ارتفع صدرها وهبط من جديد ثم سيطرت على خجلها قليلاً ورفعت عيناها إليه.. لتتقابل مع عيناه فسرعان ما اخفضتهما واقتربت منه أكثر كي تختبئ من نظراته التي تخطف روحها..
اتسعت ابتسامته وأخذ يهمس لها بالكثير من حروف وكلمات الحب والعشق.. كانت تكتفي بابتسامة لكونها لا تستطيع أن تبادله بفضل خجلها الزائد..
تبدلت الأغنية بأخرى عالية فصعد الجميع على ساحة الرقص كي يرقصون معهما بمرح وسعادة واضحة على عيون الجميع.. وبعد مضي ساعات من الفرحة التي تحوم حول الجميع انتهى الحفل
***
"شرم الشيخ.."
فتح باب المنزل وتركها تدخل أولًا ثم دخل مغلقاً الباب خلفه.. وقف أمامها فبحركة سريعة منها دفنت وجهها في كفيها رفع أحد حاجبيه في تعجب متسائلا :
-نعم؟.. مالك؟!
-ممكن تبعد وبلاش تقف قدامي
أومأ بتفهم ثم فاجئها بحملها على ذراعيه واتجه إلى الدرج وصعد إلى الطابق العلوي ومن ثم دخل إلى الغرفة يستدير بها.. ثم أنزلها برفق محافظًا على وضع ذراعيه حول خصرها مقربًا إياها منه أكثر.. حاول أن ينظر إليها لكنها خبأت وجهها بكفيها فأبعد كفيها عن ملامحها رغمًا عنها وطبع عدة قبلات حانية على جبينها.. وهم أن يخطف قبلته الأولى من ثغرها لكنها تراجعت برأسها على الفور قائلة :
-سيف بطل الحركات دي
ثم التفتت كي تواليه ظهرها فاحتضنها بعد أن أحاط خصرها وارتكز بذقنه على كتفها.. ثم دفن أنفه بين ثنايا عنقها وطبع قبلة رقيقة عليه ابتلعت لعابها بصوت مسموع وأخذ صدرها يعلوا ويهبط مثل أوردتها.. وشعرت بقشعريرة أثرت على طول عامودها الفقري كما أن تطايرت فراشات معادتها جعلتها تتوتر أكثر..
تنهدت بعمق وقالت بنبرة مرتعشة تأثيرًا من التوتر :
-مش اتفقنا أول ما نوصل نصلي
ابتعد عنها قليلاً وتحرك وهو يخلع معطفه حتى وقف أمامها قائلاً :
-صح ده كان اتفقنا
وضع المعطف على الفراش ثم فتح خزانة الثياب وأخذ ما يحتاج إليه ثم اتجه صوب المرحاض الملحق بالغرفة ودخل مغلقاً الباب خلفه.. أخذت تزفر بهدوء متجه إلى الفراش لتحمل معطفه ورفعت إياه إلى أنفها كي تستنشق عطره كالمدمنة.. فاقت على نفسها بعد لحظات لتقف أمام المرآة ونزعت التاج عن شعرها برفق..
عقب انتهائها من نزع كل ش كانت ترتديه عدا الفستان حاولت فتح سحابته لكنها لا تستطيع فأعطت ظهرها إلى المرآة والتفت برأسها لترى السحابة.. وحاولت جاهدة أن تسحبها لكن بلا جدوى.. حتى خرج سيف من المرحاض يمسح على شعره المبلل من الأمام إلى الخلف..
وقف ينظر إليها لكنها لا زالت غير قادرة على النظر إليه وبمجرد أن خرج وقفت كالصنم تطلع إلى الأرض بينما هو تساءل بمكر :
-أساعدك في حاجة؟!
أومأت بالنفي فاتسعت ابتسامته وتقدم نحوها وادارها برفق وسحب لها سحابة الفستان وكاد أن يتحدث لكنها استدارت إليه على الفور قائلة :
-شكرًا
قطب جبينه بمرح وقال بمشاكسة :
-أساعدك في شيء تاني؟!
-أه أخرج
هبط بعينيه إلى يديها التي تفرك بهما حتى أبيضت أناملها فأمسك بكفها ليفرد أصابعها وخبأ شفتيه براحتها الصغيرة مقارنة بيده.. وطبع قبلة حانية عليها ثم ترك لها الغرفة وخرج مغلقاً الباب خلفه..
قامت بنزع الفستان عنها واستدارت حول نفسها بحرية كاملة ثم أخدت ما تحتاج إليه من ثياب ودلفت إلى المرحاض كي تضع جسدها أسفل الماء البارد..
دخل الغرفة بعد أن دق الباب ووقف أمام الفراش ينظر إلى الفستان ثم نظر اتجاه المرحاض عندما فتحت الباب وخرجت لتتفاجأ به فأحبكت حزام الروب أكثر.. تقابل معها حتى وقفا امام بعضهم البعض فتساءلت دون أن تنظر إليه :
-فين السجادة؟!
مسك خصله من شعرها المبلل وقال وعيناه تطلع إلى كل خلجة من خلجات وجهها بنظرات تنطق بالحب :
-بعشق الشعر المبلول ده
وجدت نفسها تبتسم وتحركت من أمامه متجه إلى الخزانة فالتفت لينظر إليها بينما هي أخذت إسدال صلاة كي ترتديه وثبتت حجابه جيدًا على شعرها وهي تسأل عن السجادة للمرة الثانية.. تقدم نحو الخزانة وأخذ اثنان من سجادة الصلاة وقام بوضعهما على الأرض وكاد أن يقف على سجادته لكن قالت الأخيرة في تعجب :
-مش تتوضا الأول
أدار رأسه ناحيتها قائلاً :
-متوضي
-بس أنت بوست أيدي
قالت كلماتها بتلقائية لكن سرعان ما أطرقت رأسها خجلاً وقال مبتسماً :
-هو عادي وناس كتير اختلفت عليها.. لكن الأفضل هتوضى تاني حاضر
دلف إلى المرحاض فابتسمت ثم وقفت على السجادة كي تصلي فرض الصبح ثم ركعتين شكر لله.. عاد إليها ووقف يصلي مثلها لكنها انتهت قبلة وأخذت تشكر ربها كثيراً وكثيراً..
نهضت وخلعت الاسدال وضعته كما كان ثم جلست على حافة الفراش تطلع إلى الفراغ.. لتجد عقلها يتذكر أشياء تغضبها بمعنى وسواس جعلها تشعر بالضيق الشديد في صدرها.. وضعت أناملها على جبينها واغلقت عيناها وحاولت إخراج ذلك الوسواس من رأسها لكنه يزداد..
انتهى الأخير من صلاته ليضع السجادة كما كانت ثم جلس على الفراش ومسك بمرفقها جاذبًا إياها إليه حتى مددت إلى جواره وضمها إلى صدره.. لكن سرعان ما رفعت رأسها عن صدرها بل ورفعت جذعها عن الفراش تمسح على جبينها ضيق عيناه قليلا وتساءل في شك :
-مالك؟!
وجدت نفسها تساءل بنبرة ضيق واضحة بكل حرف يخرج من بين شفتيها :
-هو أنت ليه اتجوزت مايا؟!
رفع حاجبيه في دهشة رافعاً جذعه عن الفراش وتساءل بذات الدهشة :
-ايه اللي فكرك بيها يا ملك؟!
-رد على سؤالي من فضلك
قالت كلماتها بحدة من كثرة الغيظ الذي احتل قلبها فجأة بفضل ذلك الوسواس اللعين والذي أيضًا جعلها تفكر في أشياء تجن.. تحرك من مكانه وجلس أمامها على حافة الفراش يحملق بها في تعجب ثم تحدث بهدوء على عكس الحده الذي شعر بها :
-مش قبل ما اعرف أنتِ ايه اللي فكرك بيها.. مش اتكلمنا في الموضوع ده وقولت لك السبب
هبطت دموعها الساخنة على وجنتيها وقالت بصوت مبحوح ممزوج بالضيق :
-عشان حسيت ان حضنك مش ملكي لوحدي هي شاركتني فيه واخدت حنانك
-غلطانه لأنه ملكك لوحدك.. كانت في حضني بس مأخدتش حنانه ولا في يوم حسيت اني بحبها..
مسك بيدها وضعها بين راحتي يديه وتابع بتأكيد :
-انا بحبك أنتِ.. سيف وكل شيء يخص سيف ملكك أنتِ
ثم اقترب منها أكثر واحتضنها بحنان فتشبثت به مستنده بوجنتها على كتفه مسح على شعرها برفق شديد.. ثم أبتعد عنها قليلا ليحتضن وجنتيها براحتي يديه يمسح دموعها بإبهامية ثم انحنى برأسه واختطف قبلته الأولى من شفتيها.. انتفض قلبه من ضلوعه كي يدق في صدره عنوة معبراً عن مدى اشتياقه لتلك القبلة الرائعة التي أعادت الروح إلى القلب من جديد..
بينما هي شعرت وكأنها بعالم آخر حتى لم تعد تشعر بنفسها وجدت نفسها تبادله برقة وبرفق شديد كي تروي قلبها رويدًا رويدًا.. يا من خطفت القلب من بين الضلوع كل شريان متصل به ينطق باسمك كأنك الدم الذي يأخذ منه ليعطي للقلب..
ابتعد عنها قليلاً وطبع قبلة رقيقة على أنفها وهمس بهدوء :
-ارفعي عينك وبصيلي
-مستحيل..
قالتها وطولت بحروفها تأكيداً على أنها لن ترفع عيناها إليه أبدا ثم وضعت رأسها على الوسادة قائلة :
-محتاجة أنام
لاحت ابتسامة جانبية على ثغرة ومد يده إلى زر المصباح المجاور إلى الفراش ليضغط عليه كي ينطفئ نور الغرفة.. ثم مسح على شعرها برفق يتأملها وهي نائمة بدقه كأنه يحفر ملامحها داخل قلبة.. عقد بين حاجبيه قليلاً وانحنى بجذعه ليطبق شفتيه على وجنتها برفق ثم تفرس ملامحها بعينين لامعتين من كثرة عشق قلبه لها وتمن أن تبقى معه مدى الحياة فلم يتحمل بعدها عنه لحظة واحدة ثانية
***
" مساء اليوم.. "
استيقظت أولًا ونظرت إلى ساعة الهاتف التي تدق السادسة والنصف مساءً.. نهضت عن الفراش برفق وتوضأت كي تصلي الفرض والفروض التي فاتتها.. عقب انتهائها بدلت ثيابها بسروال جينز ثلجي وستره حمراء ومشطت شعرها ورفعته كذيل حصان.. بعدها نفثت القليل من العطر لتعود إلى الفراش بعد ذلك وجلست على حافته تتأمل ذلك النائم بحب..
لفت نظرها تلك القلادة التي حول عنقه مدت يدها إليها وقامت بإمساكها وتأملتها عن قرب وكادت أن تأخذها لكنه استيقظ وقبض على معصمها.. نظرت إليه في دهشة ورأته لا زال نائما بينما هو تساءل  :
-عايزه منها ايه؟!
-كنت بشوفها
فتح عيناه واستقل على ظهره ليظهر صدره العاري لتشعر بالخجل ونظرت إلى الأمام على الفور في حين قام سيف بخلع القلادة ومد يده بها إليها قائلاً :
-اتفضلي السلسلة دي ملكك من زمان
رفعت احد حاجبيها في تعجب وأخذت القلادة تتأملها عن قرب متسائلة :
-مش فاهمة!.. تقصد ايه؟
-أقصد أن الرموز اللي فيها دي اسمك.. ملك
التفتت برأسها إليه في دهشة تحملق به وقالت :
-أنت بتلبس السلسلة دي من ثانوي
-عشان بحبك من ثانوي
عادت برأسها إلى الأمام ثانية ومدت يدها بها إليه فطبع قبلة على ظهر يدها وقال بجدية :
-انا مش بلبس سلاسل.. بس لبستها عشان اسمك ودلوقت هي مع صاحبتها
ابتسمت وارتدت السلسلة بينما رفع الأخير جذعه عن الفراش واقترب منها أكثر وأحاط كتفها بذراعه وهمس بنبرة حب واضحة بالقرب من أذنها :
-بحبك وعمري ما حبيت غيرك.. أنا قابلك ماكنتش عايش.. وجودك رد لي روحي.. وجودك اجبرني اسامح كل اللي جرحني.. قلبي بينبض كل ما أشوف عيونك.. بعشق قلبك
اغلقت عيناها بعد أن أطبقت أصابعها على القلادة وقالت بصوت منخفض لكنه يحمل نبرة فتاة رقيقة عاشقة لرجل يعشق قلبها :
-بحبك وهفضل طول عمري احبك
" بعد مدة من الزمن.. "
جلبت له صندوق الدفاتر وجلست إلى جواره على الاريكة لتري كل حرف قد كتبته في بعده وأيضًا الدفتر الذي يحمل أسمه فقط في جميع السطور.. كان يقرأ كلماتها له في دهشة وعلم كم هي عانت في بعده وكم هي تعشقه عشق عجز قلبه عن وصفه..
عقب انتهائه من قراءة الدفاتر نظر إليها بجدية الحب الواضح كما أن عيناه تحمل الكثير من الأسئلة.. فأطرقت رأسها وقالت كأنها قرأت تلك الأسئلة بداخل مقلتيه الزرقاء :
-كنت بسلي نفسي في الأيام الصعبة اللي عدت
وجد نفسه يحتضن عنقها براحتي يديه ليأخذ قبلة حب عميقة من شفتيها استمرت إلى لحظات طويلة.. ولم يمنعه عنها سوى أنفاسها الذي كاد أن ينتزعها من بدنها فابتعد عنها قليلاً وأخذ يلهث قائلاً بنبرة ندم واضحة :
-أنا آسف على كل لحظة وجع حسيتي بيها بسببي.. هنعوض كل الأيام دي مع بعض
ثم استأذن منها للحظة وتركها وصعد إلى الطابق العلوي وعاد بعد دقيقتين تقريباً حاملاً دفتر غلافه يمتلك صورة " ملك.." جلس إلى جوارها وأعطى لها الدفتر فأخذته لتنظر إلى صورتها بابتسامة رقيقة مثلها.. ثم بدأت تفحص أوراقه لترى كلمات قد كتبها لها كلمات مأخوذة من بين حروف كلمات الحب والعشق معًا خاصة بها فقط..
أحاط كتفها بذراعه كي يجذبها إلى صدره وطبع عدة قبلات حانية على خصل شعرها الليلي شعرت بحنانه ودفء قبلاته التي تحتويها مثل احتواء ذراعيه لها..
عقب انتهائها أغلقت الدفتر وضعته أعلى المنضدة الصغيرة المقابلة إلى الاريكة ثم أحاطت خصره بذراعيها واحتضنته بشده مستنده برأسها على صدره.. بادلها بذات العناق وأكثر وتساءل بمرح :
-هنتغدى ايه يا ملوكة؟
زمت شفتيها تحرك بندقيتها في كلا الاتجاهين قائلة :
-بصراحة انا مش بعرف اعمل اكل
-عادي يا روحي.. انا بعرف اعمل اكل..
نهض عن الاريكة ينهضها معه ودلفا إلى المطبخ معًا ثم حملها عن الأرض وجعلها تجلس على البار ثم أخذ قبلة سريعة من ثغرها وبعدها بدأ عمله بحماس كان يعبث بالخضار كأصدقاء.. قطع الخضار بسرعة هائلة وكان يلقي بهم في الهواء ويلحقهم قبل السقوط.. صفقت له تحرك قدميها بمرح عقب انتهائه انزلها عن البار بعد أن شغل موسيقى مرحه مسك بكفيها وتمايل معها كتسلية حتى ينتهي من الطعام..
كان يشاكسها بنظراته وكلماته فتضحك فجذبها إليه كي يحتضنها عنوة وأطبق ذراعيه على ظهرها جاذبًا إياها إليه بقوة.. بعد دقائق ليست قليلة وضع أطباق الطعام أعلى منضدة المطبخ بمساعدة أميرته الخاصة به..
ثم جلس الاثنان إلى جوار بعضهم البعض وبدأ يطعمها بيده ومن حين لآخر يأخذ قبلة من شفتيها كأنها بديل لتناول الماء
***
" مساء اليوم التالي.. "
انتظر حتى خرجت من المرحاض واغلقت حزام الروب جيدًا وقف أمامها ومسك بكفيها رفعهما إلى كتفيه وأحاط خصرها بذراعيه وتمايل معها برفق على اغنيه يغنيها بنبرة صوته العذبة :
-شايفك نسيم الفجر في وسط الظهر ضوء.. شايفك صباح الفل وزهرة قلبي شوق.. ما هو أنتِ ست الكل محبوبتي انا.. شايفك سما وبعيدة فوق أعلاها فوق.. أنا السكران عشان عيونك دول التوبة
وجدت نفسها تحتضنه عنوة بعد أن تنهدت بعمق ليخطف روحها برائحة عطرة الرجولية ثم قالت بنبرة ترجي واضحة :
-خليك دايماً معايا
-أكيد عشان مقدرش أعيش من غير روحي ونبضات قلبي
ابتعدت عنه قليلاً تمرر أناملها بين خصل شعره الكثيف وقالت بصوت منخفض :
-بحبـ..
ابتلع آخر حرف من تلك الكلمة بأخذ قبلة عميقة من شفتيها بادلته لتشعر وكأن الزمن توقف عند تلك اللحظة.. فأغمضت عيناها مستسلمة لذلك الشعور الرائع.. والأن اخبرتها روحها بأن فراقهم ليس مجرد فراق بل بداية عشقهم لبعضهما البعض..
ابتعد عنها برفق شديد مثبتًا عيناه على عيناها التي تنظر إلى الفراغ لكنها حركتهما إلى عيناه كي تتقابل عيناهم أخيرا.. وأصبحت مجنونة بمقلتيه الزرقاء الصافية ولا تستطيع أن تنظر لشيء آخر وكأن خجلها تبخر في لحظة كما أنها تعشق نظرات الحب الموجه لها من تلك العيون التي تسحب روحها من بدنها رويدًا رويدًا..
مسح بأنفه على أنفها بمشاكسة وقطع حبل الصمت بنبرة حب ثقيلة :
-أنا اللي اقولك بحبك وتسمعيني وبس.. انا متأكد انك بتحبيني أكتر ما انا متأكد اني واقف قدامك.. بحبك وبعشق عيونك..
كادت أن تتحدث لكنه وضع يده على ثغرها قائلاً :
-قولت لك اسمعيني وبس.. أنا مشتاق أعشق فيكي
سحب حزام الروب ونزعه عنها ليسقط على الأرض فشهقت في دهشة واخترق الخجل بدنها من جديد عندما رأته يتأملها من قدميها حتى رأسها.. وهي مرتدية تلك المنامة التي تصل إلى ركبتيها ومفتوحة من عند الصدر قليلاً ذات حملات رفيعة.. اختبأت من نظراته باحتضانه فبادلها بالعناق القوي وطبع قبلة على كتفها
***
أصبحت الحياة مثل النجوم المتناثرة في السماء تضيء عتمة الليل أخذ عهداً على نفسه أن يلف حول العالم برفقتها وبالفعل كل أسبوع في دولة شكل ليصبح أفضل شهر عسل على الإطلاق..
وبعد شهر ونصف تقريباً عادا إلى مدينة شرم الشيخ.. فكانت نظريته بأن هذا المكان شهد على عشقهم كما أنهم بدأوا حياتهم الزوجية معاً في ذلك المكان..
فتح باب المنزل ومسك بكفها وخرجا معًا رفع يدها إلى حيث شفتيه وطبع قبلة رقيقة عليها.. ثم أحاط كتفها بذراعه الأخر وقفا أمام الشاطئ وبعد لحظات خلعت حذائها وبدأت تعبث بالماء ثم انحنت بجذعها وقذفت بعض الماء على سيف..
تراجع خطوة إلى الخلف ناظرا إلى سترته المبللة ثم نظر إليها في تساؤل فكتمت ضحكاتها قائلة بجدية مصطنعة  :
-أصل أنا عيلة
-مجنونة
قذفت بعض المياه عليه من جديد فتنهد بنفاذ صبر وهي تقول وهي تتراجع إلى الخلف بخطوات بطيئة :
-أصل أنا عيلة
أومأ بتفهم وفجأة ركل المياه بقدمة قائلا :
-لو أنتِ عيله أنا اعيل منك
التفتت راكضة وهي تضحك فركض خلفها حتى لحق بها أحاط خصرها بذراعيه حاملًا إياها عن الأرض واستدار بها بمرح.. ثم توقف عن الدوران وانزلها برفق لتشعر وكأن الأرض تدور بها لتضع يدها على رأسها ليشعر بالقلق عليها ممسكًا بمعصمها متسائلاً :
-مالك يا ملك؟!
-حسيت فجأة اني دايخة
ضمها إلى صدره بحنان وقال في توجس :
-طيب لازم نروح المستشفى عشان اطمن عليكِ يا روحي
-لاء مفيش داعي انا هبقى بخير
-بس أنتِ بقالك كذا يوم بتدوخي
ملك ببساطة بعد أن ابتعدت عنه قليلا ونظرت إليه كي تطمئنه بنظراتها :
-يمكن بس عشان الفترة دي سافرنا كتير
حملها على ذراعيه وعاد بها إلى المنزل وعند دخولها وضعها على الاريكة برفق وجلس على المنضدة المقابلة إلى الاريكة واضعا كفها بين راحتي يديه.. نظرت إليه بابتسامة رقيقة وقالت بفضول كبير :
-كملي حكاية جدك وجدتك
ابتسم ابتسامة خفيفة وطبع قبلة حانية على راحة يدها ثم تحدث مبتسماً كعادته كلما تذكر قصة حبهما القوية :
-لما جدو اتوفى الله يرحمه هي سابت بلدها أمريكا وعاشت في أوكرانيا.. عشان اتقابلوا هناك صدفة وجدو كان له متحف هناك.. سابت شغلها واهتمت بالمتحف ده لأنه بيفكرها بيه وحاليا قاعدة في الشقة اللي جمعت بينهم
-طيب ليه متجيش تقعد معاكم؟!
-عشان هي بتعشق المكان اللي جمع بينهم.. كتير أوي بابا طلب منها تيجي تعيش معانا لكن رفضت..
ثم طبع قبلة رقيقة على أصابع يديها ونهض قائلاً بحسم :
-يلا قومي عشان هنروح المستشفى
أومأت بالنفي لكنه أصر وجعلها تنهض ومن ثم خرجوا من المنزل وفتح لها باب السيارة الأمامي لتجلس على المقعد ثم اتجه صوب الباب الثاني وجلس أمام المقود وغادر إلى وجهته
***
" المشفى.."
جلس على المقعد المجاور إلى المكتب بينما دخلت ملك غرفة الفحص برفقة الطبيبة خرجت بعد دقائق فنظر سيف إليها بلهفة وتساءل في توجس :
-طمينني يا دكتور عندها ايه؟
-بخير الحمد لله.. دي أعراض حمل طبيعية..
حملق بها في دهشة فابتسمت قائلة :
-الف مبروك ربنا يكمل على خير
همس بعدم استيعاب :
-يا رب..
ثم تساءل كي يتأكد :
-يعني هي حامل يا دكتور؟!
ابتسمت ثانية وقالت وهي تكتب شيئاً على الورقة البيضاء :
-اه حامل.. بس ضروري جدا تاخد العلاج ده بانتظام وتعمل تحليل انيميا وتجيلي بكرة
ثم فصلت الورقة عن الدفتر ومد يدها بها فأخدها لينظر إليها ثم نظر إليها قائلا :
-احنا بإذن الله راجعين القاهرة النهاردة
-خلاص هي تتابع مع دكتورة كويسه وياريت السفر يبقى بالعربية
أومأ بتفهم في حين خرجت ملك من غرفة الفحص بعد أن ضبطت ثيابها نهض عن المقعد ومسك بيدها وكادت أن تتحدث لكن تحدث هو :
-شكرًا يا دكتور وبإذن تعليمات حضرتك تتنفذ بالحرف
تعجبت الطبيبة وعلمت بأنه يود إخبارها بنفسه لتبتسم وأكدت على أن تنتبه لنفسها جيدًا ثم سمحت لهما بالذهاب.. أخذت حقيبة يدها من يده وضعتها على كتفها وتساءلت :
-مش اعرف انا عندي ايه وبعدين نمشي
-أنا عرفت يا روحي وهقولك على كل حاجة
نظرت إلى الأمام تحرك رأسها في كلا الاتجاهين ثم استقلا المصعد الكهربائي إلى الطابق السفلي ومن ثم خرجا من المستشفى ووقف يفتح لها باب السيارة.. جلست على المقعد ليغلق الباب واتجه إلى الباب الثاني وجلس أمام المحرك..
-هنسافر بالعربية ونلغي بقى رحلة الطائرة
ملك في تعجب شديد :
-اكتر من عشر ساعات عم نوصل
أدار رأسه ناحيتها وابتسم قائلاً :
-دي تعليمات الدكتور..
تحولت نظراتها إلى نظرات تساؤل فتنهد بصوت مسموع متأملا عيناها بتمعن قائلاً بجدية :
-أصل فيه جواكِ قطعة صغيرة مني
وضعت كفها تلقائياً على احشائها تحملق به بعينين لامعتين من السعادة.. قفز قلبها من بين ضلوعها ليستقر بين ضلوع تلك القطعة الصغيرة التي وضعها حبيبها في رحيمها..
تزوجت ذلك الرجل الذي اخترق قلبها دون سابق إنذار.. ليرزقها الله بقطعة صغيرة منه داخل احشائها كان حلم بعيد لكنه أصبح قريب.. أقرب من الوريد إلى القلب..
اتسعت ابتسامتها وقالت بعدم استيعاب :
-ايه الاحساس الغريب ده؟
اقترب منها وانحنى برأسه إلى حيث يدها التي على بطنها ليطبع قبلة حانية عليها.. ثم رفع رأسه إليها وقال بجدية بعد أن مسح على جانب شعرها :
-مفيش داعي توصفي الاحساس الغريب ده.. لامعة عيونك كفاية
أغمضت عيناها لتفك آسر دموعها لتهبط على وجنتيها فابتسم واحتضنها.. تشبثت بقميصه من الخلف وخرجت شهقة خفيفة من بين شفتيها لقد بكت كثيرًا حتى ذبلت أوردت قلبها.. لكنها الآن تبكي من كثرة فرحة قلبها الذي أُصيب بها فجأة بعد ثماني سنوات من عذاب الاشتياق..
ابتعد عنها قليلاً ومسح دموعها وبعد ذلك طبع عدة قبلات رقيقة على جبينها ثم احتضن وجنتيها براحتي يديه يتأمل بندقيتها بنظرات من الحب وقال بجدية :
-سبحان من جعلك مميزة حتى وأنتِ تبكين..
وجدت نفسها تبتسم فعقد بين حاجبيه هابطًا بمقلتيه إلى شفتيها المبتسمة قائلاً :
-ابتسامتك جعلت قلبي يبكي من كثرة سعادته بها
ثم احتضنها من جديد فأغلقت عيناها لتسقط دمعة على كتفه وتنهدت بعمق قائلة :
-بحبك
-بعشق قلبك
***
" صباح يوم جديد.. "
دخل الغرفة وفتح باب الشرفة ليخترق ضوء النهار الغرفة بالكامل ثم جلس على حافة الفراش يمرر أنامله بين خصل شعرها برفق.. استيقظت بوجه عابس بفضل الضوء القوي وفتحت عيناها تدريجياً حتى اعتادت على الضوء قال هو بمشاكسة :
-أصحي يا كسلانه
نظرت إليه إلى لحظات وتحدثت بنعاس :
-سيف اقفل البلكونة عشان أعرف انام
ضحك ضحكة خفيفة وقبلها على وجنتها برقة ليستند بجبينه على رأسها بعد ذلك وقال بجدية :
-وحشتيني.. 
ثم ابتعد عنها ممسكًا بيديها ليرفع جذعها عن الفراش فطلبت منه أن يتركها لكنه رفض بحسم وقال بعد طبع قبلة على كتفها :
-أنا سايب البيض يتقلي عم تصحي
جحظت عيناها في دهشة قائلة :
-يتقلي؟!..
ثم تركت الفراش وخرجت من الغرفة متجه إلى المطبخ لحق بها ودلف إلى المطبخ وتساءلت في تعجب :
-فين البيض؟!..
أشار إلى إناء موضع أعلى النار فنظرت إليه لترى البيض بالماء تنهدت بهدوء واضعة يدها على جانب رأسها متسائلة :
-هو كده بيتقلي؟!
-أه طبعًا امال ايه
ابتسمت بخفة واتجهت إلى الخارج وهي تقول ساخرة :
-مش عارف المقلي من المسلوق وعاملي فيها شيف
ضربها على رأسها من الخلف بخفة وهي تمضي من أمامه وقال ساخرًا :
-لاء أنتِ اللي شيف
ابتسمت وتابعت السير حتى دلفت إلى الغرفة وجلست على الفراش بعد أن ارتدت الروب وأغلقت حزامه جيداً.. دخل بعد لحظات وجلس على حافة الفراش ولفت نظره القلادة التي حول عنقها وقال بعد أن تذكر شيئًا :
-المرأة اللي عملت السلسلة دي قالتلي خليك لابسها لحد ما تقابل صاحبة الاسم
-المرأة؟!
رفع حاجبيه بمرح واقترب منها برأسه وهو يقول قاصدًا إشعال الغيرة داخل قلبها :
-أه امرأة حلوه وجميلة ولذيذة
جزت على أسنانها قابضة على القلادة وكادت أن تنزعها من عنقها لكنه أسرع بإمساك معصمها وضحك قائلاً :
-يا مجنونة بهزر.. دي قد جدتي ويمكن أكبر
سحبت معصمها من يده لتضربه على كتفه وقالت في تذمر :
-أنت مستفز
همس بنبرة حب ثقيلة :
-بس بحبك
احتضنته عنوة ومسحت على ظهره وتنهدت بعمق قائلة :
-انا كمان بحبك جداً
" صباح اليوم التالي.. "
دقت الساعة الثالثة صباحًا ولا زالت مستيقظة تتأمله وهو نائم وضعت كفها على وجنته لتشعر بنعومة خصلات لحيته ثم طبعت قبلة رقيقة بالقرب من شفتيه.. ثم تركت الفراش بهدوء وارتدت الروب لتغلق حزامه جيداً ثم خرجت من الغرفة ووقفت تنطر إلى غرفة المكتب المقابلة إلى غرفة النوم الخاصة بهم..
التفتت برأسها تنظر إليه ثم تحركت ودلفت إلى تلك الغرفة.. اضأت المصباح الكبير وجلست أمام المكتب لترى لوحة فقامت بفردها على المكتب لترى رسومات غير مفهومة.. اغلقتها ثانية وتناولت قلم رصاص تتأمله بحب لكونها تعشق كل شيء يخصه كما أنها عشقت نفسها لأنها أصبحت زوجته..
تناولت ورقة بيضاء ووجدت نفسها تكتب بعض الكلمات التي تخترق رأسها " ما بعرف كيف مضت الأيام والسنين.. ولا أود أن اعرف.. كل ما أريده الان هو أنك تبقى معي دائمًا.."
" أنا الفتاة التي طالما حلمت بلقاء عيناك الزرقاء التي تشبه المحيط وأنا من عشاق الغرق به.."
توقفت عن الكتابة عندما استمعت إلى نداءه لكن عندما خرج علم بأنها داخل غرفة المكتب وقف أمام الباب ينظر إليها مقطب جبينه وقال بتذمر مصطنع :
-ينفع كده اصحى وأنتِ مش جمبي
-حبيت أشوف كل حاجة تخصك
تقدم نحوها وهو يقول بمشاكسة :
-أنتِ تخصيني
ثم وقف إلى جوارها مستند بيده إلى المكتب وأخرى على المقعد منحني بجذعة قليلا ليلفت نظره كلماتها التي قد كتبتها للتو.. رفعت رأسها إليه كي تتأمله لتجد نفسها ترفع كفها صوب وجنته لتضع راحتها عليها هامسة :
-بحبك
أدار رأسه ناحيتها يتأملها بمقلتيه الزرقاء التي تعشقها بندقيتها ثم أطبق شفتيه على شفتيها وقبلها بعمق بعد أن بادلته بقبلاتها.. ثم نهضت عن المقعد وأحاطت عنقه بذراعيها ولا زالت تبادله بقبلاتها.. ثم ابتعدت عنه قليلا فهمس وهو يتفرس ملامحها بحب :
-بحبك
ثم أطبق شفتيه على جبينها وحملها على ذراعيه وخرج ومن ثم دلف إلى الغرفة ووضعها على الفراش برفق ثم مدد إلى جوارها جاذبًا إياها إليه.. تنهدت بعمق كما لم تتنهد أو تلتقط أنفاسها من قبل.. وبعد ذلك ذهبت إلى النوم بطمأنينة لكونها بين أحضان ذلك الرجل الذي يعشقه قلبها كثيراً
***
جلس الطبيب على المقعد الخاص به بعد أن تم فحصها فتساءلت والدتها في توجس :
-خير يا دكتور
-خير.. الف مبروك مدام مايا حامل و داخله في الشهر الرابع
استمعت مايا إلى حديث الطبيب وهي تخرج من غرفة الفحص وحملقت به في دهشة كبيرة.. لكن ليس أكثر من دهشة والدتها التي قالت بعدم تصديق :
-بس مايا كانت بتاخد حبوب
نظر إليها وتحدث بجدية :
-بتحصل كتير عادي.. يمكن هي نسيت تاخد الحبوب في معادها أو في أيام كانت بتنسى تاخدها
قالت وهي تجلس على المقعد المجاور إلى المكتب :
-صح فعلا احيانا كنت بنسى اخد الحبوب
أومأ بتفهم ثم بدأ يكتب لها على بعض المقويات بينما هي وضعت يدها على أحشائها واتسعت ابتسامتها تحدث نفسها :
-أكيد سيف هيفرح والطفل ده هيكون سبب رجوعنا لبعض
***
" المدرسة.. "
صف السيارة جانبًا ثم ترجل متجهًا إلى الباب الثاني وقام بفتحه ترجلت من السيارة ليغلق الباب ثم مسك بكفها رافعاً إياه إلى شفتيه وطبع عدة قبلات على ظهر يدها.. ثم اتجها إلى الداخل وقام الأمن بفتح البوابة..
عند دخولهم وقفوا في منتصف الطريق ينظرون حولهم بابتسامة بسيطة وكأن الذكريات تلتفت حول رأسهم وتذكر الاثنان اول نبضة حب نبضت داخل قلوبهم..
تنهد بعمق فقد حن إلى أيام الدراسة وتذكر عندما رآها للمرة الأولى لمعت عيناه من بشرتها القمحية وسقط في عشق بندقيتها كالغريق الذي لا يطلب النجاة..
تشبثت بمرفقه رافعه بندقيتها إليه بابتسامة عبثت بثغرها كفتاة مراهقة قديمة.. لتتذكر عندما رأت ذلك السيف الحاد للمرة الأولى فاخترق قلبها.. برغم ما شعرت به من ألم في قلبها لكنها عشقت ذلك الألم كثيراً ولم ينبض قلبها إلا بذلك السيف الحاد.. لتصبع عشق السيف..
أدار رأسه ناحيتها يتأمل بندقيتها بحب ثم تشابكت ايديهم واتجها صوب المبنى معًا.. من ثم صعدوا إلى الطابق المنشود ودلفا إلى الفصل الذي جمع بينهم في السنة الأخيرة جلس كلا منهم على المقعد الذي كان يحتله الآخر ايام الدراسة..
أدار رأسه ناحيتها وادارت رأسها ناحيته بابتسامة واسعة وقال بعد أن تنهد بعمق :
-بحبك يا ملك.. وبعشق قلبك
تنهدت بعمق هي الأخيرة وتأملت عيناه بتمعن شديد عاقدة بين حاجبيها من كثرة شعورها بعشق ذلك السيف وقالت بنبرة حب صادقة :
-بحبك يا سيف.. وقلبي مجنون بيك

...... تمت بحمد الله.. وإلى اللقاء في الجزء الثاني

رايكم يهمني ودومتم بخير..
كل عام وانتم بخير رمضان كريم 💙💙..

عشق الدراسة الجزء الأول منـ" سلسلة عشق منذ الدراسة " سمر عمر..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن