-:"لن تكوني وحيدة أبداً!"
كان الحزن يملؤها بهذا اليوم دون أن تعلم سبباً.. بكثيرٍ من الأيام يساورها هذا الشعور الخانق حيث يمتلئ صدرها بالألم والحزن.. تتجمع عليها الذكريات الحزينة وتشعر بوحدة لا مثيل لها رغم كل من يحيطون بها.
توقفت والتفتت تنظر للبحر وفجأة قررت الجلوس وتأمله بصمت.. علها تجد سبباَ لحزنها وعندها ترددت كلمة واحدة ببالها...
الماضي.. عودة الماضي هي السبب.. لكن إن كان الماضي هو السبب بحزنها الآن فهل كان السبب دائماً بحزنها.. وكانت الإجابة نعم ولكن ليس الماضي وحسب.. فالحاضر لم يكن كما تخيلته.. لم يكن كما تمنته.. كان الحاضر قاسياً كما كان الماضي.. ورغم كل هذا لا يمكنها أن تفقد الأمل بالمستقبل.. لازالت تتشبث بأمل أن المستقبل سيحمل لها ما تمنته.. وهذا لسببٍ ما يحزنها.
رفعت عينيها للسماء حيث بدأت تمتلئ بالسحب الداكنة قبل أن تنظر لساعتها.. وكالعادة تأخرت عن الذهاب للمدرسة.. ثم نهضت وقررت أن تكمل طريقها.. ففي النهاية عليها أن تمضي قدماً.. لكن بينما تسير لاح ببالها الكثير من الذكريات.. بعضها مؤلم وبعضها سعيد لكن بكلتا الحالتين كان هناك شخص متواجد بكل ذكرياتها.. سماع صوته يناديها برأسها مع الكثير من كلماته التي لازالت تملأ رأسها.. لقد كان محقاً بكل كلمة وكل حديث دار بينهم.. وكل ما تنبأ به تحقق.. لكن جملة واحدة قالها كانت غير صحيحة: "لن تكوني وحيدة أبداً"
:"يا لك من كاذب"
همستها بينما تغمض عينيها وتوقفت أمام باب المدرسة تنظر للداخل بصمت لعدة مرات.. وقفت ذات الوقفة دون سبب.. كانت تنظر للمبنى كأنها تنتظر أن تعود الألوان الزاهية.. أن تعود السعادة التي كانت تسكنها ذات يوم.. تلك الأصوات السعيدة التي كانت تناديها لكن كل ما تلقته كان
:"لم تقفين هناك.. اقتربي"
*****
-:"لم الأحلام بهذا الثمن الباهظ؟!"
أحيانا يتملكه ذاك الشعور الغريب.. الشعور بأنه مخطئ.. الشعور بأنه ربما لاحق سراباً.. الشعور بأنه ليس سعيداً ولن يكون أبداً.
كان هذا يتردد بباله دوماً كل صباح.. رغم كل مشاغله وكل ما يتملكه من أفكار.. لكن هذا الشعور يرافقه كهاجس لا ينقطع.. ودوماً يتساءل.. لماذا الأحلام ثمنها باهظ بهذا الشكل.
*****
-:"لا يمكن للناجح أن يتساوى بخاسر"
هذا ما يتردد دائما حولها.. هي اجتهدت ونجحت إذاً ستنال كل ما تحلم به.. حتى إن كان اجتهادها ونجاحها لم يكن بطريقة مثالية.. فقد دعست على الكثير لتناله.. لكن بالتأكيد ستنال كل ما تريده لأنها الناجحة والمجتهدة.. ومع تلك الكلمات الشيقة المليئة بالتفاؤل والسعادة ارتدت أجمل ما تحمله خزانتها.. ووضعت أفضل عطورها وتبرجت بأروع المستحضرات.. لقد كانت جاهزة لتنال جائزتها الأخيرة على نجاحها واجتهادها.. نيل فارس أحلامها المنتظر.. لكن ذاك الفارس ليس كأي فارس.. هو رجلها المنشود الذي من المستحيل أن تكون لغيره.. هو من تريد..
لكنه لم يردها.
كل تلك الأحلام.. كل تلك الشعارات الواهية عن كونها إن نجحت.. إن احتالت وتحركت بخبث ستنال كل شيء.. تلك الجملة التي رددتها والدتها على أذنيها عن كون الناجح لا يتساوى بالخاسر.. كل هذا كان خاطئا.. وكل لحظات الانتصار.. واللحظات التي دعست بها على كرامة غريمتها وأرتها بوضوح أنها لا يمكن أن تنافسها أو تكون نداً لها.. تحطمت مع تردد جملة واحدة بعقلها بصوت رجلها المنشود
:"يستحيل أن أفكر بكِ يوماً.. أنا لا أراكِ من الأساس!"
******
:"لا يمكن لشخصٍ أن يحقق ما لا يملك تحقيقه"
تلك كانت جملة عظيمة ورائعة سمعها من كل المحيطين به.. دائما أخبروه أنه وُلِد مالكاً لكل شيء.. أنه لا يوجد ما لا يمكن أن يناله.. لكن كان هناك.. كانت هناك عينان تمنى أن تنظرا له كما تنظران لشخص يغار منه ويحقد عليه.. كان هناك ابتسامة وضحكة مرحة تمنى أن يتملك صاحبتهما.. لكنها نبذته وتركته لأجل شخصٍ اعترف له بوضوح أنه يكرهه ويغار مما يمتلكه.. ومع إدراكه لهذا أدرك أن عائلته مخطئة.. فحتى ذاك الشخص الذي لا يملك شيئاً نال كل ما تمنى.
لكن تلك ليست النهاية!. فيستحيل أن يُهزم المالك ممن لا يملك شيئا.
*****
:"لن يضيع تعبكِ هباءً"
كانت تلك حكمة تراودها دائماً.. وتملؤها بالتفاؤل.. لكن مع مرور الأعوام وهي تقف متفرجة على تقدم الجميع ونيلهم ما يستحقوا.. كانت هي فقط متفرجة تتحسر بصمت ليزيد ألمها.. ومع وقوفها على شفير الموت.. فهمت أن التعب قد يضيع هباءً.. لكن لابد أن نجد شخصاً يمنحنا ما فقدناه بطريقنا الطويل.
وقد أسعدها أنها عثرت عليه.
******
https://www.facebook.com/groups/694278894770968/permalink/773361173529406/
أنت تقرأ
رسالة من فتاة مجنونة
Romanceالعالم بيننا..والزمان لم يكن أبدًا حليفنا.. فلا عتاب ولا رجاء سيمنع قدرنا.. لذا لا تراجعي ولا تمنعيني.. وبهذه العيون لا تغويني.. لا مفر لفراقنا.. ولا تنتظريني فالأمل ضئيل للقائنا.. رواية رسالة من فتاة مجنونة هينزل منها كل يوم فصل بعد صلاة التر...