٢٧. نورٌ لنفقِ الأفَكارِ المُظلمةِ.

1.6K 144 31
                                    

إن النجوم المضيئة..
ليست جميعها نجوم موجودة حقاً
قد تكون ميتة و أن النجم المضيء
في السماء ما هو إلا شبحها 
وكم هذا يشبهنا..
نضيء كما لو لم يمت فينا شيء."

#مُقتبس

-تصويت + تعليق مُعبـر فَضلاً :)! 🦋🤎

إستمتِعوا🤍!

؍؁؁؍؍؁؁؍؁؁؍


أخذ شهيقاً و زفيراً بينما أقف أمام بوابة المدرسة أتردد من الدخول، جونغكوك قد وعدني بالشرح بعد أن يُشفىٰ لأنه مُصاب بالزكام الحاد لذا سيتغيب لأيام وقد تغيبت ليم ها لتعتني به اليوم ، تباً سأظلُ بدونهما!.

خطت قدماي خطوةً إلى الأمام  فأعود ثلاث خطوات إلى الخلف لن أصل حتى الغد، إرتعدت فرائصي أثر صوته القادم من ورائي:

" لَقَد أتيتِ. "

حاورته بدون أن ألتفت بنبرة لاذِعة:

" أجل، هل تعتقد أني سَأضيع السنة خوفاً مِنك؟ "

مشيتُ بسرعة لأدخل المدرسة حتى أصبحت اهرول تقريباً وأشعر أنه كان يتبعني حتى هرول لـيُحاذيني وأنبس يجر ذراعي الأيمن:

" المدرسة لَن تُحلِق ، قَفِي قليلاً. "

سحبت ساعدي بِعنفَ وهَسهَستُ بحدةَ :
" أبقى بعيداً عني! "

" لمَ؟ "
جادل بعناد يرفع أحد حاجبيه كحركة مُنزعِجة.

" لَا أُرِيد التَحَدث معكَ! "
شزرته قَبلَ أن أستدير مُسرعةً إلى داخل المبنى أمامنا وهو بقي واقفاً هُنَاك.

_______

تنهدتُ احتضن جانب وجهي بباطن كفي الأيسر أحدق بطلاب فصلي المَخبولين، الذين يقفزون هنا وهناك لأبتسم لَا شعورياً كان منظرهم لطيف.

مَسحَت بناظري غَرفَة الصف كلها حتى توقفت على هيئة تايهيونغ يتكأ عند الباب يُكتف ذراعيه وينظر نحوي بهدوئه المُعتاد بدى كأنه يتأملني منذ مُدة.

تنهدت بصمت أبعد نظري عنه نحو النافذة جواري وعدت اشرد ضائِعة بين أفكاري التي تتمحور حوله.

لمَ أعي عليه إلا عندما جلس أمامي مباشرةً يسند مرفقه على طاولتي ويتكأ فكه الحاد على راحة كفه  ليُحدق بعيناي بعمق، نظراته مُبهمة وباهتة تبدو فارغة لكن أشعر أن داخلها مليء بالأحاديث.

وبقِينا هَكذَا نتأمل خِلقة بعضنا شاردينِ الذهن حتى تيقظت لخلو الفصل، قد غادر الجميع نحو الملعب إنها حِصة الرياضة. 

رمقته بهدوء واردفت أقلد حركته:
" ما الذي تريد بالضبط؟. "

تجاهل الرد و إكتفىٰ بالرمش بهدوء يستمر تحديقه وكأني لوحة  يَتأَملُهَا ، ظهر الإنزعاج على وجهي لتجاهله سؤالي و أعدت السؤال مُجدداً أوضح له أني مُصرة على معرفة الإجابة:
" أَجِب! "

" أنتِ."
يُجيب بينما ترتفع زاوية شفتيه ببسَمة خفيفة. إستليتُ الأوكسجين بقوَةٍ و أعقبت بضجر:

" ليس وقت مُزاحكَ، لمَ تلتصق بي؟."

" رُبما لأني لا أريد أن يأخُذكِ أحد."
أَجَاب ببحته الخشنة بِكُل صَرَاحَة.

" مَا الذي تَعنِيه؟ "

أملتُ رأسي أشد حاجباي بإستفهام فقال:

" ظهرتِ مِثل نـورٌ أندفعتُ إليه هرباً من نفقِ أفكاري السوداوية، أتيتِ إليّ كما لو أنكِ تحملينَ الماء لفؤادي العَطِش، مِثل شيءٍ لونَ هذهِ الأيام الرمادية."

كُل ما فكرت فيه هو أن الفتى أمامي مخلوق عجيب كُل شيء يخصه مُبهم، بدءً من هيئته الضخمة مُقارنةً باقرانه المراهقين ثُم صمته الدائم وهالته المُهيبة و ثباته، وأخيراً تعلقه المُخيف.

" لنذهب فحسب. "

قُلتها تهرباً لأستقيم بُغـيَة المغادرةَ ، وقَبلَ أَن اتخطاه أَمسَك رسغي ولازال يَنظرُ إلىٰ مقعدي بسكون، فأردف وهالة الكآبة شعت منه:

" عليكِ أن تتفهميّ شعور شخصٍ يمقت البشر ويخاف الخروج من مأواه، يُحارب عجزهُ على تقبل هذهِ الكائنات فقط لكي يراكِ. "

نظر لي مُكملاً البوح بوجهٍ باهت:
" لن أترككِ."

" لمَ؟"

"لأني لُغـز أنتِ مفتاحهُ."

إنكَ تُعيد إحياء فضولي الذي جاهدتُ بكل جوارحي لقمعه، مَن أنت؟.

.؍؍؁؁.؍؍.؍؍؁؁.

يُتبع..

متهورة العنيد || 𝐊.𝐓𝐇 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن