سفر

3.8K 227 4
                                    

في طياره فوق السحاب كانت غزل قاعده مش عارفه تتحكم في دموعها .... اربع شهور عدوا من يوم الحفله شافت فيهم عذاب .... مش قادره تصدق ازاي كل اللي حواليها اتغيروا كده .... صدمتها في عثمان و ناريمان و حتي مازن فوق احتمالها ..... معقول كل السنين اللي كانت مع عثمان قبل سفروا كانت خدعه لدرجه انه يرجع من السفر واحد تاني .... واحد بيشرب خمره عادي وكل يومين مع ست جديده ..... واحد بيشك فيها بطريقه هيستيريه لدرجه انه عملها مشاكل كتير في الشغل لو شافها واقفه مع عميل او دكتور في المستشفي .... كان الاول بياخدها اي مكتب فاضي ويزعق ويفتح معاها تحقيق لحد ما تحكيله كل اسباب وقفتها مع الشخص اللي شافها معاه .... بس في الشهر الاخير بقي يتهمها بالانحلال وانحطاط اخلاقها وانها بعد موت ابوها وتعب امها مابقتش لاقيه اللي يربيها .... مايعرفش انها بتهرب من اهل ابوها بكل طاقتها .

ناريمان بقي دي موضوع تاني ... اختها اللي فضلت سنين يلبسوا ويخرجوا وياكلوا ويابتوا سوا فجأه اتغيرت عشان عثمان ..... عثمان اللي مش شايفها حتي ولا حاسس بيها .... فاكره انها لما تفضل توقع بين غزل و عثمان كده هيحبها .... ماتعرفش ان عثمان خلاص مابقاش يعرف يحب .... اللي يعشش الشك جوا كده مافيش في قلبه مشاعر تانيه تنفع تعيش جواه .

مازن صدمتها الاكبر .... اخوها الاقرب واللي كل الناس شايفينه بيحبها وفي مشاعر بينهم .... لاحظت تغييره في المعامله معاها من يوم حفله التوقيع مع عثمان و وائل ... اتبدل بقي واحد تاني ..... لا بيهتم بيها ولا يسأل عليها ولا بيكلمها حتي ..... ومن اسابيع قليله لما قررت تفهم هي غلطت في ايه في حقه عشان يتغير معاها كده قالها اكتر كلام صدمها في حياتها
( غزل عثمان صاحبي من وانتي لسه عيله في ابتدائي كنت بشوف اهتمامه بيكي وكنت بشوفه دايما معاكي .... كان يسيب الدنيا كلها عشان يفضل جمبك .... هوسه بيكي من صغرنا كلنا عارفينه .... ولما سابك وسافر كلنا استغربنا ازاي قدر يعملها .... ولما لقيتك لوحدك بعد موت والدك اعتبرتك امانه عثمان في رقبتي .... حميتك واهتميت بيكي ودخلتك وسط اهلي عشان احافظ عليكي لحد ما يرجع .... واهو رجع بالسلامه وانا كده دوري خلص وان شاء الله اي سوء تفاهم بينكوا هيتحل وهاترجعوا زي الاول .... يمكن عثمان بقي عصبي معاكي بس صدقيني حبه وهوسه بيكي لسه ظاهرين في عينيه ماتغيروش )

مسحت دموعها اللي نزلت علي وشها بجنون وهي بتفتكر كلامه اللي فتت قلبها ده .... معقول سنين كان بيعاملها كويس عشان بس معتبرها امانه عثمان سايبها ..... كل الذكريات دي كانت محاوله منه للحفاظ علي الامانه .

الوحيده اللي ماتغيرتش هي نورسين .... واللي الفرحه باينه عليها برجوع نادر لدرجه ان غزل مارضتيش تضيع الفرحه دي ولا تحكيلها اي حاجه بتحصل معاها من اخواتها وعثمان ..... ودايما بتروح لملجأها الوحيد والمنيع (فارس الادهم ) الاخ الكبير اللي الدنيا رزقتها بيه وعمره ما خذلها ..... بعد ما خلصت حفله التخرج واستلمت الشهاده خدها من وسطهم بعد ما لاحظ التوتر بينها وبين الكل طول الحفله ..... مسك ايديها ومشي ونظرات عثمان بتحرقهم من الغضب انها حتي ماقلتلوش انها خارجه مع اللي اسمه فارس ده .... اتوعد لها لما ترجعه انه هيكسر دماغها ويعرفها انها اخر مره تخرج مع الشخص ده خلاص .... دلوقتي فيه عثمان وبس .

بس غزل مارجعتش .... غزل انفجرت في الكلام مع فارس وهي بتحكيله كل اللي حصلها منهم الفتره اللي فاتت وهي سألها سؤال من كلمه واحده غيرت حياتها ..... تسافري ؟

فجأه لقت نفسها بتقوله اه .... قالها ابن عمي عنده شركه كبيره برا .... هخليكي مديره مكتبه ... هو عايش مع اخته في ايطاليا .... هتعيشي معاهم في نفس البيت وفيه خدم كلهم ستات والبيت عليه حرس ..... هجيلك كل شهر زياره .... لو مارتحتيش ارجعي بس انا متاكد انك هترتاحي وامك في عينيا ولو حابه ابعتهالك اكبر مستشفي في ايطاليا عشان تكون جمبك مفيش مشكله ..... لقت نفسها بتوافق ماتعرفش ليه ..... كل اللي فهمته انها عايزه تبعد عن الكل ..... حتي امها اللي رافضه تفوق من ذكرياتها واتخلت عنها عشان تفضل عايشه جوا ذكرياتها مع اسلام في عقلها ....

مسحت غزل دموعها لما سمعت صوت الطيار بيقول اريطوا الحزام عشان الهبوط .... خرجت من ذكرياتها الفتره اللي فاتت وماتنكرش انها خايفه ومرعوبه .... رايحه لناس ماتعرفهومش في بلد غريبه .... بس ثقتها في فارس كبيره .... لدرجه انها تسافر لقريبه وهي واثقه ان قريبه هيحميها زي فارس بالظبط ...

خرجت من الطياره وهي حتي مش عارفه شكل الشخص اللي هتقبله بس فارس قالها هو هيعرفك .... خلصت إجراءات الباسبور وختم الاوراق واستلمت شنطها وقبل ما توصل لباب المطار وقف قدامها ظل طول .... رفعت راسها لفوق عشان تشوفه واتهزت فعلا .... الملامح دي هي شافتها قبل كده اكيد بس فين .... سكت وهي مستنياه يتكلم او حتي يرفع النضاره من علي عينه عشان تشوفه كويس .... بس ماشلش النضاره ... رجعت شكله لانه شبه فارس شويه يمكن عشان كده حاسه انها تعرفه .... بس شكله عملاق ويخوف اكتر من فارس .... معقول قريب فارس باعتلها حارس شخصي ياخدها .

هو واقف قدامها وعينه بتمر علي كل جزء فيها بيتأملها بدقه شديده بنطلونها الضيق .... بلوزتها القصيره اللي باين منها دراعتها ورقبتها وجزء كبير من صدرها .... وحتي بطنها وضهرها باين جزء منها ..... الكوتشي اللي لابساه وشعرها الطويل ..

فجأه قلع الجاكت وحطه علي كتفها .... بصتله مستغربه ايه الجنان ده .... تحدثت معاه بالايطاليه ( اللي هترجمها عربي عشان انا ماعرفش ايطالي اصلا 🤣 ) .

غزل : مرحبا .... انا غزل من انت ؟

رد بالايطاليه ايضا : مرحبا انا سام ... هيا لنذهب للسياره .

خد شنطها ومشي من غير كلام زياده ... او ما ركبت جمبه في العربيه لاحظت انه بياخد نفسه كأنه كان كاتمه بقاله كتير .... استغربته جدا بس ماهتمتش اوي ..... شكله بني ادم مريب اصلا ف الافضل ماتركزش معاه .... بس ماتركزش معاه ازاي وهو شبه رجال العصابات اللي ياما قرت عنهم في المافيا الايطاليه .... وعند الفكره دي جسمها اترعش فعلا .... ياتري قريب فارس هيقدر يحميها في بلد زي ايطاليا ....مليانه عصابات وحرب شوارع وبلاوي .... كان عقلها فين بس وهي بتسمع كلام فارس وبتيجي هنا .....

هو كان سايق. اخر همه الطريق ..... مش فاكر حتي اخر مره ساق العربيه بنفسه امتي.... واهو عملها انهارده بسببها ..... لاحظ كويس رعشت جسمها ومافهمش ايه خوفها لدرجه ان جسمها يترعش بالطريقه دي بس مكنش من حقه يسأل .... خايفه حتي يسألها او يفتح معاها اي كلام .... مش عارف هيعدي الفتره الجايه ازاي .... استغرب انها لسه سايبه الجاكت بتاعه علي كتفها وماتنقشتش معاه ولا شالت الجاكت وتقبلته بسهوله .... ابتسم بخفه وهو بيقول جواه ان شكلها مش عنديه اوي زي ما سمع عنها .... بيتمني بس الفتره اللي جايه تعدي علي خير ويعرف يتحكم في نفسه ومايبوظش الدنيا .

قطعت تفكيرها وتفكيره صوت تليفونها اللي بيرن في شنطتها .... حرجت

عصفورتي الحمقاء  ( مكتمله )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن