عثمان كان بيغلي زي ابريق الشاي في مكتبه ... جواه طاقه غضب عايز يطلعها علي اي حد بعد رفض محمد الدمنهوري انه يقول غزل سافرت ليه .... كل اللي قاله ان كلهم غلطوا في حقها الفتره اللي فاتت ومابقاش يربط غزل بمصر غير وجود امها المريضه فيها .... ماغبش عنه نظرات محمد اللي وجهها لابنه مازن وكان كلها عتاب ولوم .... ونظره مازن الحزينه كأنه فهم نظره ابوه .... ياتري حصل ايه بينها وبين مازن ده عشان تسافر كده ..
دخل وائل عليه المكتب وهو مستغرب : مالك يا عثمان بتلف حوالين نفسك كده ليه زي اللي مستني مراته بتولد في اوضه العمليات .
عثمان بغضب : وائل وحيات ابوك ما طالبه سخافتك .... الهانم سافرت ولا كأن في حد في حياتها المفروض تعرفه .
وائل بصراحه : انت عايز ايه منها يا عثمان بقالنا شهور بنشتغل معانا البنت معملتش تصرف واحد غلط .... انت مكنتش بتحس بنفسك وانت بتتهما في اخلاقها لو شوفتها واقفه بتضحك مع بتاع البوفيه حتي ..... عثمان اللي انت فيه ده مش حب .... انت مابتحبش غزل بطل تضحك علي نفسك .... مفيش واحد بيحب واحده بيشك فيها بالطريقه دي .... وقبل ما تتحجج بالفيديوهات كان ممكن تسألها .... كنت واجهها واسمع ردها .... مش يمكن تبقي ظالمها زي ما ظلمتها الف مره وفهمتها غلط .... مش يمكن اللي بعت الفيديوهات دي واحد قاصد يظهر غزل وحشه لسبب معين .... ولا انت غرورك عماك ومابقتش عارف تفرق الصح من الغلط .
بص عثمان لصاحبه بصدمه لانه اول مره يكلمه بالطريقه دي .... اول مره يواجهه كده وكأنه بيضرب بسهام الواقع اللي هو خايف منه ..... خايف يكون ظالمها في حكمه عليها في الفيديوهات زي ظلمه ليها اللي اتكرر كتير الشهور اللي فاتت .... ياما اتخانق معاها بسبب وقوفها مع زمايل ليهم في الشغل او عملاء جايين المستشفي او اي راجل بصفه عامه والغريب انها كل مره كانت بتقف قدامه بهدوء وتشرحله بكل بساطه كانت واقفه مع مين وليه وبتحكيله كل الكلام اللي دار بينهم قبل وصوله وبتمشي بهدوء ..... بس الفتره الاخيره بدأ يفقد اعصابه وهو بيشوف نظرات الاعجاب في عين اي راجل يشوفها .... هي كبرت وبقت حلوه اوي تلف النظر وتخطف القلب .... غصب عنه كان بيفقد اعصابه ومابيحسش بنفسه غير وهو بيزعقلها قدام الناس بعد ما كان الاول بياخدها المكتب لوحدهم .... الغريب انها من ساعه ما بدا يعلي صوته عليها قدام الناس بقت تتجاهله وحتي مابتقفش تشرحله سبب وقوفها مع الشخص ده ايه وتسيبه وتمشي بهدوء ولا مبالاه كأنه هوا .... ده خلاه عصبيته عليها تزيد وتلاكيكه تزيد .... وبرودها حتي زاد ....
ورغم كل ده عقله مش قادر يستوعب انها اختفت كده فجأة .... راحت فين ولمين .... مين ساعدها تسافر دي مالهاش حد .... ومن كلام محمد الدمنهوري يثبت انه يعرف راحت فين بس ماساعدهاش في حاجه وحتي مايعرفش هي راحت لمين في البلد اللي سافرتها .
فاق من شروده علي صوت وائل العصبي : ايه يا عثمان هو انا قاعد بكلمك وانت سرحان .
عثمان بعصبيه : في ايه يا وائل ما تسيبني يا اخي في المصيبه دي لما اشوف الهانم راحت فين عشان ارجعها .... لازم اربيها من الاول تاني عشان تحرم تفكر حتي تروح في اي مكان من غير ما تقولي بس الاقيها .
وائل: تعرف يا عثمان .... اللي انت فيه ده تملك ونرجسيه .... انما مش حب ابدا ... انت بس مش قادر تستوعب ان الطفله الصغيره اللي كبرت علي ايديك استغنت عنك ومابقتش تفرق معاك .
عثمان : اخرس يا وائل وماتقولش الهبل ده تاني خالص .... انت عارف ان بقالي سنين بحب غزل وان مفيش ست دخلت قلبي غيرها .
وائل بسخريه : بس كام واحده دخلت سريرك غيرها يا عثمان .... اراهنك لو فاكر عددهم .
ده الفرق بينا .... انا حبي لنورسين خلاني حرمت قلبي وجسمي عن اي ست غيرها .... انما انت بتحب نفسك اكتر من اي حاجه .... واكبر دليل علي نرجسيتك وغرورك ان كل اللي فارق معاك في سفرها انها ماستأذنتش منك قبل ما تسافر .... خدت القرار من غيرك ونفذته واثبتتلك انك مش فارق معاها .**********************
في ايطاليا مرت الايام علي غزل وهي بتتعلم الحياه هناك مش قادره تصدق انها خلصت من كل الضغوطات اللي كانت حواليها الفتره اللي فاتت .... علاقتها اللي ادمرت بناريمان و الشرخ اللي بقي بينها وبين مازن .... والكارثه الاكبر مع عثمان اللي بقت شايفه ان كل اللي كانت حاسه بيه ناحيته مجرد كدبه عيشت نفسها فيها عشان تعيش علي امل حبهم لبعض بعد ما خسرت ابوها وامها سوا .... مش قادره تتخيل كميه الراحه اللي بتحسها لما بتفتكر انها اخيرا خلصت من وهم حبه ومن شكوكه وتصرفاته الغريبه من ساعه ما رجع من السفر .
سرحت اكتر وابتسمت وهي بتفتكر كل اللي مرت بيه الايام اللي فاتت مع سامر وكريسي وجاد قد ايه بيحبوها وبيعملوها علي انها واحده منهم ... مش عارفه تشكر فارس ازاي انه كان السبب في وجودها وسطهم .... نفسيتها اتغيرت تماماً وهي بتشوف تعاملهم البسيط معاها .... قد ايه كانت خايفه وهي جايه من احساس انها مفروضه عليهم .... كانت محرجه من وجودها مع مديرها في بيت واحد وكانت مقرره من اول مرتب ليها هتأجر شقه عشان الاحراج ..... بس كل قراراتها بتترمي في الارض وهي قاعده وسطهم علي السفره بياكلوا ويضحكوا .... لمعه عينيها وهي بتشوف تعامل سامر لأخته كأنها ملكه مش اي حد يطولها ويوصلها .... وجاد البشوش والجدع اللي اعتبرته اخ في مكانه فارس بالظبط رغم أنها عرفته من ايام قليله .
وسامر ده حكايه تانيه ..... مسكته الف مره بيبصلها بالطريقه الغريبه اللي بتوتر دقات قلبها دي وهي مش قادره تفهم معني نظراته ..... قد ايه بيكسفها لما بيكونوا في اجتماع وتلاقيه بيبصلها هي ومش مركز غير معاها طول الاجتماع ..... ابتسامته اللي بتظهر اول ما بتدخل مكتبه عشان تقوله علي ميعاد او تخليه يمضي ورق .... اصراره علي لبسها هدوم ماتظهرش جسمها ورفضه خروجها من البيت لو لبست هدوم مش عجباه ..... فكرت كتير تسأله عن سبب نظراته او حتي تحكامته دي بس بتراجع نفسها الف مره .... خايفه اجابته تزعلها ..... خايفه يقولها أنها امانه فارس زي ما مازن كان بيعاملها سنين عشان اعتبرها امانه عثمان ؟ ...... خايفه تخسر الاحساس اللذيذ اللي بتحس بيه نتيجه تصرفاته معاها ونظراته .
خايفه رده عليها يبعدها وهي مش عايزه غير القرب .... حتي مش عارفه هي ليه عايزه تقرب منه وتعرفه اكتر .... يمكن غموضه .... او عشان مش فاهمه تصرفاته معاها...... او يمكن نفسها تفهم معني نظراته اللي بتخلي كل خليه في جسمها توتر ..
أنت تقرأ
عصفورتي الحمقاء ( مكتمله )
Romanceكان الاقرب اليها من بين الجميع عالمها الصغير ومراهقتها الورديه وأحلام صباها ليختفي فجأه تاركاً إياها تتخبط بين الجميع تبحث عنه بين الوشوش فعلت المستحيل لتصل إليه وحينما قرر هو الرجوع كانت الصدمات اكبر من استيعابه .........