الفصل السادس

3.8K 129 29
                                    

الفصل السادس

هذه ليلتي وحلم حياتي ............... بين ماض من الزمان وآتِ

الهوى أنت كله والأماني ............... فاملأ الكأس بالغرام وهاتِ

بعد حين يبدل الحب داراً ............... والعصافير تهجر الأوكارَ

وديار كانت قديماً دياراً ............... سترانا كما نراها قفارا

سوف تلهو بنا الحياة وتسخر ............... فتعالَ أحبك الآن أكثر

ليلاً بعد زفاف سلطان الآسر

حكيم...

بذات الجلسة المبتئسة على الكرسي وجد صفوان أخاه حكيم في صالة البيت وقد عاد لتوه من العمل لأنهم استدعوه لأجل أمر ضروري، لذا أصدر صوتا مترفعاً لإغلاق الباب بينما يقترب ليجذب أنظار الآخر المنهكة:

-مساء الخير.. لمَ تجلس هكذا؟

بوجه بدا واضحا عليه آثار عدم النوم نظر حكيم لصفوان ودمدم:

-لا شيء، فقط منهك.

ولأنه لم يقتنع بهذا تنهد صفوان، ثم نزع سترته وألقاها بإهمال قبل أن يتوجه ليسحب الكرسي ويجاور أخيه، وأخيراً أصبح مسموحاً له أن يدخن سيجارة في داره مثل أي رجل، وقد ذهبت أم السعد ومن بعدها رؤية، رغم أنه يعلم جيدا أن تلك الاخيرة لها أنف كلب وستعلم فعلته بمجرد أن تعود، لكن على أي حال استرخي في كرسيه وأخرج علبة سجائره مشعلاً واحدة، همس حكيم:

-أعطني واحدة.

اتسعت عيني صفوان وطارت اتجاه حكيم الذي مد يده وطلب بهدوء:

-عفواً؟!

ثلل ببعض الدهشة، فقد ترك حكيم التدخين منذ قرابة العشر سنوات ومن حينها لم يمسس سيجارة واحدة، وليتعجب أكثر فقد زفر حكيم بضيق وعدم صبر غريب عنه:

-سيجارة صفوان، لولا الوقت المتأخر كنت ذهبت لشراء عُلبة بنفسي.

بدون تعليق آخر امتثل لأمره ومد له واحدة بينما يغمغم بتهكم:

-لم أكن أعلم أن فراق سلطان الـ **** سيؤثر بك لهذه الدرجة.

وسرعان ما اختفى تهكمه وهو يرى أن حالة حكيم فعلا مضطربة، وقد أشعل خاصته ثم رمى رأسه للخلف وهو يزفر الدخان ببطء.

لم يكن صفوان قد ألتحق بوظيفته عبثاً، لذا ضيق عيناه فوق أخيه ثم أشاحها جانباً وهو يلقي الطُعم بمكر:

قلبه الأعمىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن