الفصل الثاني عشر
قد ايه من عمري قبلك راح وعدّى
يا حبيبي قد ايه من عمري راح
ولا شاف القلب قبلك فرحة واحدة
ولا داق في الدنيا غير طعم الجراح
ابتديت دلوقت بس أحب عمري
ابتديت دلوقت اخاف لا العمر يجري
كل فرحه اشتاقها من قبلك خيالي
التقاها في نور عنيك قلبي وفكري
في الحديقة الخلفية لبيت الآسر كان سلطان ممدداً فوق إحدى الكراسي بينما يسحب مجات متتالية من السيجارة التي بين أصبعيه وعينه المتراخية تهيم في سماء الليل وهو يستعيد شجاره بالأمس مع توبة بعدما عادت من حفل حنة رؤية..
لاحظ هو بالتأكيد تبدل حالها معه منذ فترة، لكن أعزى هذا لكونها لم تعتد بعد على أجواء الغربة، وأنها تشتاق للفتيات ولخالتها وحياتها السابقة، لكنه كان مخطئ بكل تأكيد..
كالعادة في طريقهما للعودة للفندق حاول أن يتجاذب معها أطراف الحديث بـ فكاهته المعتادة لكنها كانت متباعدة وباردة الاستجابة، فصمت بصبر حتى وصلا للفندق حيث اعتمد على الطريقة الأخرى الفعالة في إذابة جليدها..
ابتسم ابتسامة غرور ذكوري بينما يحتسي مشروبه الساخن وعينه تركز على شاشة الحاسوب أمامه باهتمام، سمع خروجها من الحمام من خلفه وأتته رائحتها العطرة بينما تقترب متسائلة:
-ماذا تفعل؟
أجابها وما زال انتباهه موجه للشاشة:
-أبحث عن ميعاد مناسب لأجل تذاكر السفر.
لم ترد وظل الصمت معلق مطولاً حتى همست ببطء:
-سلطان..
أصدر صوت يدل على انتباهه لها رغم أن عيناه لم تبتعد عن الحاسوب:
-أممم..
-أنا لن أسافر.
كـ الملدوغ التف لها وعقله يستوعب ببطء ما قالته، فرآها تجلس على طرف الفراش مرتدية إحدى قمصانها الخفيفة وشعرها المبتل يستريح على ذراعيها، بينما ملامحها مصممة بشكل غريب:
-هل خالتك بخير؟
سأل بقلق فأجابت ببرود:
أنت تقرأ
قلبه الأعمى
Romanceالجزء الثالث: قلبه الأعمى عشرة أعوام ليست فقط المدة التي عملت فيها "سو" لدى حكيم، ولكنها أيضا المدة التي تعذبت بحبه دون أن يلاحظ أو يبدي أي اهتمام بسكرتيرته الغارقة في حبه.. وكانت أيضا المدة التي قضتها سو منتظرة بكل غباء وحالمية أن يعترف حكيم أنه م...