الفصل التاسع (الجزء الثاني)

3.2K 118 23
                                    

الفصل التاسع

(الجزء الثاني)

في إحدى المستشفيات الخاصة وقف الثلاث أعمام بأطوالهم المختلفة ولكن ملامح وجههم متشابهة بين القلق والخوف، وقد هرعوا للمشفى بمجرد مهاتفة توبة لهم قائلة بذعر أن ياقوت تلد الآن وأنها اصطحبتها للمستشفى، وها هم منذ حوالي الأربع ساعات يقفون في ردهة المشفى بقلق بعدما غادرت رؤية مع رواء وظلت توبة بجوار سلطان تؤازره.

فُتح باب غرفة العمليات وخرجت إحدى الممرضات فأسرعوا نحوها يستفسرون عن وضع ياقوت لتخبرهم أن مازال أمامها الكثير ثم قالت بصرامة:

-لو سمحتم، لا يمكن أن يبقى سوى مرافقين مع المريضة، كي لا تعطلوا عملنا.

أشار لهم سلطان أن سيهتم بالأمر ثم اصطحب الممرضة جانباً ليشرح لها الوضع وأنهم هنا حتى يصل زوجها فقط، بعدم رضا دمدمت بشيء ما ثم عادت بكل بساطة للداخل، وعادوا كلاً لوقفته الماضية، وقد جلست توبة تقرأ القرآن بينما سلطان واقفاً بجوارها وحكيم وصفوان بعيدا عنهم واقفان قرب النافذة:

-أين سليمان؟

سأل الأخير فدمدم حكيم مجيباً:

-لقد حدثته منذ قليل مرة أخرى وكان يوشك على الخروج من المطار.

هسهس صفوان وهو يعيد شعره بحدة للخلف:

-تباً! لم أتصور أن تبقى كل هذا بالداخل.

أجابه حكيم مفسراً بمعلومة لم يكن يعلمها:

-لأنه أول طفل.

ولم يمضي كثيرا إلا وسليمان يأتي مهرولاً ببِذْلة متجعدة وربطة عنق مفقودة وملامح أقل ما يقال عنها هو الخوف:

-حكيم.

همس لاهثاً وعينه الغير مستقرة تنتقل بينه وبين أخيه، فربت حكيم على كتفه:

-لا تقلق، لقد طمأنتنا الممرضة منذ قليل.

وعلى ذكرها خرجت مرة أخرى ممسكة بطرف الباب وعندما رأت الوافد الجديد سألته:

-هل أنت زوجها؟

كان واضحاً أن سليمان لم ينم منذ أمس وعقله شارداً للغاية فقد تمتم:

-ماذا؟.. أجل.. أجل.

ولأنها اعتادت حالات أزواج مثله تماماً لم تعقب على الأمر وسألته بهدوء:

-أتريد الدخول؟

وكأنها تسأله عن شيء في الذرة صمت ببلاهة ثم نظر للأعمام قبل أن ينظر نحوها ويومأ بأجل، فأشارت له أن يتبعها للداخل، وعندما غادراً تنهد حكيم ماسحاً على صدغه ثم التفت لهم وأمرهم:

قلبه الأعمىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن