(الفصل الخامس عشر)
ياللى ظلمتوا الحب وقلتوا وعدتوا عليه قلتوا عليه مش عارف إيه
العيب فيكم يا في حبايبكم أما الحب يا روحي عليه
في الدنيا ما فيش أبدا أحلى من الحب
نتعب نغلب نشتكىي منه لكن بنحب
ياسلام ع القلب وتنهيده في وصال وفراق
وشموع الشوق لما يقيدوا ليل المشتاق
يا سلام على الدنيا وحلاوتها فى عين العشاق
أنا خدني الحب لقيتني بحب وأدوب فى الحب وصبح وليل على بابه
تهادى الصوت القوي عبر مذياع السيارة بينما نورهان قد أحنت رأسها على زجاج النافذة وشردت ببصرها على المشاهد التي يمرون بها وقد اتخذت الصمت سلاحاً رغم محاولات علاء في فتح حديث معها، فقد كانت تجيبه بكلمات مقتضبة صغيرة وتعللت بأنها لم تحصل على كفايتها من النوم:
-جميلة هذه الأغنية.
همست وقد بدأت المشاهد حولهم تتحول من الريف الممتد الأخضر إلى المباني الشاهقة المتلاصقة، فالتف علاء متفاجئاً من تلك المبادرة بالحديث من جهتها، لذا أسرع يجيبها:
-بالطبع، أنها أم كلثوم ملكة الغناء العربي.
أخرجت زفير قوي تلاه صمت أحرق أعصاب المسكين الجاهل بكل الزوابع المثارة داخل صدرها قبل أن تسأله وعيناها ما تزال شاردة بعيداً:
-هل برأيك هي محقة؟
عبس بحيرة:
-لم أفهم.
التفت له ونظرت نحوه بتلك النظرة التي تجعله يشعر بالطعنة في صدره وأنه يريد أن يبيد أي كان السبب الذي جعل الحزن يسكن مقلتيها، ثم شرحت بصوت ميت:
-أقصد هل توافقها فيما تقوله؟.. العيب في من نحب وليس للحب ذنب؟
رمش بعينه عدة مرات وقد ضربه هاجس أن سؤالها ليس صريح كما يبدو بل يضمر خلفه الكثير من الأفكار، لذا أجابها بحذر:
-بالطبع، الحب شيء جميل، شيء نقي، نحن فقط من وسخناه بأفعالنا كما نفعل مع كل شيء.
مطت شفتيها فيما ظنت أنه يبدو كابتسامة ثم غمغمت بعزيمة:
-إذا لن أفقد الأمل..
أنت تقرأ
قلبه الأعمى
Romanceالجزء الثالث: قلبه الأعمى عشرة أعوام ليست فقط المدة التي عملت فيها "سو" لدى حكيم، ولكنها أيضا المدة التي تعذبت بحبه دون أن يلاحظ أو يبدي أي اهتمام بسكرتيرته الغارقة في حبه.. وكانت أيضا المدة التي قضتها سو منتظرة بكل غباء وحالمية أن يعترف حكيم أنه م...