الفصل الرابع
حيرت قلبي معاك.. وأنا بداري واخبي
قل لي أعمل إيه وياك.. ولا أعمل إيه ويا قلبي
بدي أشكي لك من نار حبي.. بدي احكي لك ع اللي في قلبي
وأقولك ع اللي سهرني.. وأقولك ع اللي بكاني
وأصور لك ضنى روحي.. وعزة نفسي منعاني
يا قاسي بص في عينيا.. وشوف إيه أنكتب فيها
دي نظرة شوق وحنيه .. ودي دمعة بداريها
وده خيال بيين الأجفان.. فضل معاي الليل كله
سهرني بين فكر وأشجان.. وفات لي جوه العين ظله
وبين شوقي وحرماني.. وحيرتي ويا كتماني
سو...
-لماذا تبتسم؟
كاد السؤال يخرج زاعقاً من فم سو وهي تنظر نحو حكيم الذي كان رده على استقالتها "ابتسامة"!
أنه يبتسم حقاً!!!
للحظة امتلأت بمشاعر قوية للقتل، بينما حكيم حاول لملمة أطراف فمه المبتسم ليقول مدعياً الجدية بينما يدير الكرسي نحوها وأمال رأسه بتلك الطريقة الجميلة على أطراف أصابعه:
-سو، بما أنكِ بارعة في حفظ كل شيء، أخبريني رقم هذه الاستقالة؟
بدأ لون أحمر يزحف فوق بشرتها متصاعداً لوجنتيها وفتحت فمه تحاول أن تواجهه بثقة:
-أخبركِ أنا...
لكنه قاطعها بعنجهية:
-تقريباً الواحدة والثلاثين.
-حكيم أنا حقا سأستقيل هذه المرة.
صرخت وهي تضرب سطح مكتبه بقبضتها وأخذ صدرها يعلو ويهبط لاهثاً، فأخذ يناظرها بهدوء تام معتاد منه، بتلك النظرة التي جلبتها عقباً على رأس، والشيء الأكيد أنها كانت ستضعف أن استمر للحظة .. لحظة واحدة إضافية .. يناظرها بهذين الثقبين...
لكن الحمد لله أنه أشاح بوجهه جانباً وعاد فمه ليلتوي بتهكم بينما يوقع ورقة ما:
-طبعا.. طبعا.
ثم رفع الورقة نحوها وأخبرها بصوت عملي متجاهلاً بصفاقة ما كانت تعانيه هنا:
-خذي هذه الورقة وأرسليها بالفاكس للعنوان المدون أعلاها.
ناظرته غير مصدقة أنه يعاملها كطفلة صغيرة شقية، وهذا جعل الغضب يغلي بداخلها، لذا انتشلت منه الورقة بحدة وهي تصك ضروسها ببعضهم:
أنت تقرأ
قلبه الأعمى
عاطفيةالجزء الثالث: قلبه الأعمى عشرة أعوام ليست فقط المدة التي عملت فيها "سو" لدى حكيم، ولكنها أيضا المدة التي تعذبت بحبه دون أن يلاحظ أو يبدي أي اهتمام بسكرتيرته الغارقة في حبه.. وكانت أيضا المدة التي قضتها سو منتظرة بكل غباء وحالمية أن يعترف حكيم أنه م...