الفصل الخامس

4.3K 132 48
                                    

الفصل الخامس

ولا حبيت يا حبيبي حياتي إلا عشانك

وقابلت آمالي وقابلت الدنيا وقابلت الحب

أول ما قبلتك واديتك قلبي يا حياة القلب

خليني جنبك خليني .. في حضن قلبك خليني

وسيبني أحلم سيبني ياريت زماني ما يصحنيش

ياللي حبك خلا كل الدنيا حب

ياللي قربك صحى عمر وصحى قلب

*ملاحظة: من الأفضل إعادة قراءة الفصل 18 من رواية توبة شهريار قبل قراءة هذا الفصل لفهم أكبر.

الأسابيع الماضية كانت من أصعب الأيام على عائلة الآسر وقد فجعوا جميعا بموت أم السعد بهدوء تام وهي جالسة بين الفتيات ليلة خطبة سلطان وتوبة، وأصبح الأعمام مثل الأشباح والصمت هو السائد حتى على مائدة الطعام التي كانت رؤية تحثهم حثاً ليجلسوا عليها.

تنهدت رؤية بحزن وتركت العجين من يدها بينما تهمس:

-رحمك الله يا خالة وأسكنك فسيح جناته أنتِ وأبي وأمي وأخي.

دعت ناظرة لأعلى وقد تخلت عن ألوانها الزاهية وبدلتها بأسود تام رغم استنكار حكيم لهذا، لكن من ليعترض رؤية؟!... حتى أنها زارت قبر أم السعد لعدة مرات وزرعت نبتة ياسمين صغيرة أمامه.

تابعت ضغط العجين ثم كورته لتصنع منه مخبوزات ستوزعها غدا في أربعين أم السعد، وعندما انتهت أدخلت الصواني تباعاً للفرن ثم ألتفت تفكر فيما يجب أن تفعله الآن:

-آه، لأصنع له مشروبي الذي يحبونه.

ثم بدأت تخرج الأعشاب لتغليها بهمة عالية لا تنقص رغم عملها في المطعم وفي المنزل.

وبالخارج كان حكيم بلباسه البيتي الخفيف يقرأ بعض الأوراق من خلف نظاراته بينما يستريح على أحد مقاعد الحديقة، ومن بعيد كان صفوان يدخن سيجارة جديدة وهو ويأتي ويذهب في أنحاء المكان بينما الأخ الأصغر سلطان عاد من الداخل وهو يغلق هاتفه بعد مكالمة طويلة مع خطيبته ثم جاور حكيم:

-متى تنويان الزواج؟

سأله الأخير من خلف نظاراته وهو يقلب الأوراق فتنهد سلطان بينما يتمدد بإرهاق وأجابه:

-عندما تعطف عليّ السلطانة... لكن بربي لينتهي العيد وسوف أجرها لأقرب مأذون.

قلبه الأعمىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن