الفصل السادس عشر

4.1K 148 27
                                    

(الفصل السادس عشر)

الحب كله حبيته فيك

وزماني كله أنا عشته ليك

حبيبي قول للدنيا معايا ولكل قلب بدقته حس

يا دنيا حبي ده العمر هو الحب وبس

واسقيني وأملي واسقيني تاني

من الحب.. منك.. من نور زماني

اسقيني ياللي من يوم ما شفتك حسيت كأني اتخلقت تاني

دخلت فايزة غرفة علاء وهي تحمل القميص بحذر وتنفض عنه تراب وهمي، وانشغالها بالقميص منعها من رؤية جلسة علاء البائسة فوق طرف الفراش وهو شارد في فراغ الأرض أمامه:

-لقد أوصيت الفتيات على كويّ القميص جيداً.

أخبرته وهي تتجه لتضع القميص في مكانه، فلم يرد واكتفى أن أومأ ببطء ومازال على جلسته المكتئبة، فعبست فايزة لعدم رده والتفت له. امتلأت حنقاً من تلك الحالة التي تلبست علاء منذ أجبرته على العودة معها للبلدة، من عدم تناول الطعام ولا حتى ملاطفة الجميع كما هي عادته.

بعزيمة اتجهت نحوه ورفعت ذقنه ببعض الحدة فناظرها بتلك العين الميتة بينما تأمره:

-شذب ذقنك هذه، لا يجب أن نذهب لطلب الفتاة وأنت مثل الشحاذين.

همس بملل عامداً أن يجعلها تشعر بالذنب:

-هل تأمرين بشيء آخر؟

ناظرته فايزة بعين فطنة لحركاته جيداً ثم سحبت نفس عميق لتجاوره ونظرت لذات النقطة التي يناظرها وبدأت تتحدث كأنها تقنع نفسها معه:

-ندى فتاة مناسبة لك، أنها متعلمة كما أننا نعلم كيف نشأت وأخلاقها جيدة.

وأن كانت تنتظر أن يبدي أي أعتراض فقد خاب ظنها وهو يجيبها بنبرة ميتة:

-كما ترين أمي.

هتفت بحنق:

-هل ستظل ترد عليّ مثل الببغاء؟

أخيراً أبدا بعض الضيق وهو ينظر لها بعين مشتعلة ولكن رغم هذا كان صوته منخفضاً:

-ماذا تريدين مني أن أفعل؟.. لقد أطعت وأتيت معك والآن سنذهب لخطبة الفتاة التي ترينها مناسبة ليّ.

صاحت فايزة بعناد:

-أجل، ستفعل هذا لأنه هو الصحيح (ضيقت عينها فوقه) أم أنك تريد أن تعود لتلك المدعوة بنورهان تلك الحية الرقطاء قليلة الحياء والتربية؟

قلبه الأعمىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن