الفصل الثاني
هو صحيح الهوى غلاب
ما أعرفش أنا
والهجر قالوا مرار وعذاب
واليوم بسنة
جاني الهوى من غير مواعيد
وكل مدى حلاوته تزيد
ما احسبش يوم هياخدني بعيد
يمني قلبي بالأفراح
وأرجع وقلبي كله جراح
*الفصل السابق كان به عدة أخطاء في الأسماء سيتم مراجعتها وتعديلها على الواتباد بإذن الله
رؤية
مر قرابة الشهر منذ وصلت لبر الأمان، وتلقاها قريبها وقد اغتسلت من الشحوم والتراب فتلاشت آثار ما مرت به لكنها بكل تأكيد لم تختفي من داخلها، فقد بقيت لعدة ليالي تحلم بصوت أبيها وصورة أمها وأخيها، ثم تحلم أنها مازالت هناك خلف الحدود وأنها واحدة من ضمن تلك الجثث المتحللة، لكن أكثر ذكرى سوداء ظلت تطاردها طوال هذا الشهر هو مشهد الرجل الذي أنقذها بينما يصرخ فيها أن تذهب.
وكان قريبها فؤاد يعمل سمساراً، سمساراً لأي شيء، بيوت، سيارات، وحتى خدم المنازل، واستطاع ببراعته التجارية أن يحصد مكاناً جيداً في السوق، لكنه لم ينسى خدمة أهل بلده اللاجئين، حتى أنه تزوج ثلاث فتيات قد فقدن أسرهن عند الترحيل، الأولى توفى عنها زوجها وابنائها ، والثانية عانت من تحرشات عدة رجال عملت عندهم، أما الأخيرة كانت سترحل عن البلاد فتزوجها لتبقى بشكل قانوني.
وسكنوا جميعاً بيت واحد مكون من ثلاث غرف، واحدة للأطفال وأخرى لهن والأخيرة لفؤاد، أول يومين كانوا يعملونها بلطف كونهم أشفقوا عليها وتذكروا محنتهم، لكن بعد ذلك بدأت غيرة النساء، وكانت تتجاهلهم أكثر الوقت لكن أحيانا أخرى كانت تغيظهم لتتسلى، مثل الآن، وقد أتت أنيسة تخبرها بمضض ونظرات حاقدة أن فؤاد ينتظرها في الشرفة فقالت بعمد:
-لا يمل من الحديث مع فؤاد.
وحصدت ما أرادت حينما صدرت شهقة استنكار من الأخرى لم تبالي بها وهي تخرج من الغرفة التي أمر فؤاد أن تفرغ لها بمفردها، توجهت للشرفة الضيقة التي تطل على الشارع الشعبي بضجيجه المعروف، وجدت فؤاد بجسده النحيل يجلس وأمامه كأس شاي وعندما لمحها دعاها:
-تعالي يا رؤية.
دلفت وجلست مقابلة له لتسأله فوراً وقد خمنت ما طلبها له:
أنت تقرأ
قلبه الأعمى
Romanceالجزء الثالث: قلبه الأعمى عشرة أعوام ليست فقط المدة التي عملت فيها "سو" لدى حكيم، ولكنها أيضا المدة التي تعذبت بحبه دون أن يلاحظ أو يبدي أي اهتمام بسكرتيرته الغارقة في حبه.. وكانت أيضا المدة التي قضتها سو منتظرة بكل غباء وحالمية أن يعترف حكيم أنه م...