الفصل العاشر

3K 135 22
                                    

الفصل العاشر

مادام تحب بتنكر ليه دا اللى يحب يبان ف عنيه

تصد عنى وتهجرنى واكلمك تهرب مني

وأن غبت يوم تسأل عني

واعرف هواك ساعة لقاك من طول جفاك

هوه أنت خايف من قلبك يفتن عليك ويبان حبك

توقع يعقوب أي ردة فعل متطرفة من تلك المرأة المجنونة، لكنها ما زالت تفاجئه، فقد رنت ضحكتها المرحة عالية في صمت المكان بتسلية حقيقية، كأنه قال لها نكتة للتو!... ثم أخذت تجمع شتات نفسها لتلهث بينما تخبره:

-أرأيت!.. ها أنت استفدت من بقائي هنا وبدأ حسك الفكاهي يتحسن.

تحركت عضلة فكه مظهره كم يكبح حنقه منها بينما يقول بهدوء:

-لكني أتحدث جدياً رؤية، أنا أريد الزواج منكِ.

بدأ ارتفاع طرفي شفتيها يتهدل ببطء حتى اختفى بينما يقول مفسراً:

-لقد أخبرتني خالتي عن أمر الترحيل.

أخرجت صوت طويل يدل أنها فهمت أخيراً سبب طلبه الغريب بينما يعقوب يتابع:

-اسمعي، كان بإمكاني الاستعانة بمعارفي الكُثر لتبقي هنا دون الحاجة لتأشيرة أو إقامة، لكن الزواج أفضل حل لكِ و... ليّ.

رفعت حاجبها في أول كلامه من تلك النبرة المغرورة ثم عادت لتنظر له كأنه رجل أبله يجب أن تأخذه بالرفق واللين فليس على المريض حرج، وعندما تنهد زافراً كلمة "ليّ" بثقل هزت رأسها وهي تجاريه:

-حسنا أنا أفهم جيدا الأشياء الجيدة في هذا الأمر لأجل نفسي، لكن أعذر غبائي فأنا لا أرى أي شيء سيفيدك في تلك الزيجة.

ثم أخرجت ضحكة تهكم صغيرة وقد نهضت تلقائياً تنظف الطاولة الصغيرة بينهما لأنها لمحت عليها تراباً وقالت بسخرية:

-إلا أن أردت أن تخلص ذنوبك في الدنيا قبل الآخرة بابتلاء مثلي.

جز على فكيه من تلك المرأة التي لا تأخذ أي أمر على محمل الجد ثم تابع التمسك بحبل الصبر وهو يخبرها:

-أنتِ ستجدين بيت مضمون لكِ للباقي من حياتك، وأنا سأجد شخصا يحمل عبئي من على كتفي خالتي.

أومأت بفهم ليسألها مصوباً اتجاه الهدف مباشرة بحنكة:

-ثم ألم تتعبي من الخدمة في البيوت؟

قلبه الأعمىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن