الفصل الثالث عشر
هذه ليلتي وحلم حياتي............... بين ماض من الزمان وآت
الهوى أنت كله والأماني............... فاملأ الكأس بالغرام وهاتِ
بعد حين يبدل الحب دارا............... والعصافير تهجر الأوكارا
وديار كانت قديما ديارا............... سترانا كما نراها قفارا
سوف تلهو بنا الحياة وتسخر............... فتعالَ أحبك الآن أكثر
يعقوب..
-لقد أتيتي سريعاً.
همست رؤية بتعجب وهي تفتح الباب لياسمينة التي كانت تحمل حقيبة متوسطة الحجم، فأجابتها وهي تنزع حذائها بتعجل:
-كنت في طريقي للمطار.
هتفت بعدم تصديق:
-ماذا؟
شعرت أنها تورطت في الأمر فعلاً لذا هسهست لها:
-لا لم نتفق على هذا، هل تريدين أن تتركي ليّ كل هذه المصائب وتسافري؟
-فيما بعد رؤية، أين هم؟
أشارت بإبهامها للصالة:
-بالداخل.
تعجلت ياسمينة في الدخول لتجد يعقوب يجلس بتجهم متصلب وأمامه والده بجلسته المغرورة المعتادة، وعندما رآها غمغم:
-ياسمينة.
أسرعت نحوه تسأله بعنف:
-ماذا تفعل هنا؟
لوى فمه بتهكم:
-أتيتِ لتكوني المحامية الخاصة به مرة أخرى.
أجابه صوت يعقوب بدلاً منها وهو يقول لوالده باقتضاب:
-أنا لست بحاجة لمحامي أبي، لأنني لم أقم بجريمة، وأظن أنني في سن لا أحتاج فيه لوصي.
بتصفيفة شعره الراقية وشاربه الثقيل الأبيض هدر بعصبية:
-أنت تتعمد أن تفعل هذا، أليس كذلك؟.. أنت تبحث عن كل شيء قد يغضبني لتفعله.
قال بذات الهدوء الذي يجعل أعصاب والده تشتعل:
-ليس عندي فراغ كبير في حياتي لأقوم بتلك الأوهام.
ضرب والده الطاولة أمامه بقوة وهو يصرخ في وجهه بتسلط:
-بلى، أنك الآن تفعل كما فعلت منذ خمسة عشر عاماً حينما تمردت عليّ وذهبت للرويبي عدوي اللدود واتخذته أباً لك.. بل وتزوجت ابنته نكاية بي.
أنت تقرأ
قلبه الأعمى
Romanceالجزء الثالث: قلبه الأعمى عشرة أعوام ليست فقط المدة التي عملت فيها "سو" لدى حكيم، ولكنها أيضا المدة التي تعذبت بحبه دون أن يلاحظ أو يبدي أي اهتمام بسكرتيرته الغارقة في حبه.. وكانت أيضا المدة التي قضتها سو منتظرة بكل غباء وحالمية أن يعترف حكيم أنه م...