الفصل الحادي عشر
(الجزء الثاني)
تنفست نورهان الصعداء عندما، وأخيراً، خلدت أم علاء للنوم وقد كانت مثل الصقر تترصد كل خلجة من خلجاتها.
مثل لصة تسللت خارج الغرفة وهي ترفع هاتفها وتضغط على الأحرف بحدة كاتبة:
"قابلني في الشرفة الآن... فوراً علاء"
وكان هذا ردها على رسالته الأخيرة التي يطلب فيها أن توافيه للشرفة منذ ساعتين ثم تلاها علامات استفهام كثيرة متفرقة. تابعت خطواتها الحذرة نحو باب الشرفة الزجاجي وفتحته ببطئ شديد كي لا يصدر صوت.
في حياتها كلها لم يقيد أحد حريتها هكذا..
فكرت بغيظ وهي تنحني على الفاصل الحديدي بين شرفتها وشرفته، ووجدته بالفعل يخطو في المكان بقلق، وبمجرد أن رآها أسرع لها هامساً بحدة:
-لمَ تأخرتي؟
كانت منذ قليل مليئة بالغيظ من تقييدات أمه، لكن الآن تحول غيظها لغضب حارق من لكنته الحادة فصاحت:
-مثلاً لأن أمك ومن معها لم ينمن إلا الآن؟!
ثم أسرعت تخفض صوتها خوفاً من استيقاظ النائمين وهي تهسهس له بعنف:
-أجل، وبمناسبة ذلك، أيمكنك أن تشرح ليّ لمَ أمك تظن أننا مخطوبان؟
عاد علاء مرة أخرى لجذب شعره بقوة بينما يخبرها بتلعثم دل على شدة توتره:
-وكيف برأيك كنت سأبرر لها موقفنا ونحن.. نحن...
وأحمر وجهه بقوة قبل أن يشيح به جانباً بخجل من تذكر ما حدث، وعندما تمالك بعض من شتات نفسه عاد ليخبرها بنبرته الرخيمة:
-لم يكن أمامي خيار سوى قول ذلك لها، أنتِ لا تعلمين أمي، ولكن يمكنك تخيل الأسوأ حينما أخبرك أنها كانت لتحيل حياتي وحياتك جحيما أن عرفت الحقيقة.
تأففت بحنق:
-لا أعرف لمَ كل هذه الضجة، (ثم تابعت وهي تمسد جانب عنقها) كانت مجرد قبلة لـ.. لكي أشكرك.
وهنا فلت لجام غضب علاء ولم يشعر بنفسه وهو يمسك بأعلى ذراعها بقوة هادراً في وجهها بعدم رأفة:
-قد يكون الأمر تافهاً بالنسبة لامرأة مستهترة مثلك، لكن هنا... لا ديننا ولا عرفنا يسمح بما فعلتي وقد تتطاير فيها رؤوس.
كالخرقاء وقفت مصدومة تاركة إياه يمسك بها هكذا ويلقي عليها جام غضبه، وهي بنفسها كانت مذهولة من صمتها، فنورهان لم تكن من تلك النساء التي قد يتقبلن التسلط الذكوري بسهولة وخضوع.. لكن لدهشتها قد شعرت بفراشات في قلبها وهي تراه يتحدث بهذه الجدية.
أنت تقرأ
قلبه الأعمى
Romanceالجزء الثالث: قلبه الأعمى عشرة أعوام ليست فقط المدة التي عملت فيها "سو" لدى حكيم، ولكنها أيضا المدة التي تعذبت بحبه دون أن يلاحظ أو يبدي أي اهتمام بسكرتيرته الغارقة في حبه.. وكانت أيضا المدة التي قضتها سو منتظرة بكل غباء وحالمية أن يعترف حكيم أنه م...