(الفصل الثامن عشر )
أغارُ من نَسْمَةِ الجَنوبِ على مُحيَّاكَ يا حبيبي
وأحْسِدُ الشمسَ في ضُحاها وأحْسِدُ الشَمسَ في الغروبِ
وأغْبِطُ الطَيْرَ حينَ يَشْدو على ذُرى فَرْعِهِ الرَطيبِ
فقد تَرى فيهِما جمالاً يَروق عَينَيْكَ يا حبيبي
يا لَيْتَني مَنْظَرٌ بديع تُطيلُ لي نَظْرَةَ الرَقيبِ
رؤية..
-لا تتخيلن كيف ترجاني يعقوب مراراً وتكراراً حتى وافقت على السفر معه.
وقفت رؤية تتخايل أمام الفتيات في المطعم وقد أسرت لهم بخبر سفرها مع يعقوب لإيطاليا، والعجيب أنها أتقنت الكذب جيداً، فما حدث بالطبع غير ذلك، ما حدث فعلاً كان...
-أرجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوك!
تذللت وهي تمسك ذراعه بعدما صرخ برفضه التام لهذه الفكرة، فأخذت تضرب الأرض وما زالت مصرة على عدم إفلاته:
-"دخيل الله".
بصرامة قوية لا يتم اختراقها هدر فيها:
-لا.. أنا مسافر للعمل، وهي مجرد أيام قليلة وأعود.
زفرت رؤية بحنق ثم أخذت تحرك عيناها حولها مفكرة في طريقة أخرى لإقناعه، ولذا لجأت لأضعف الحلول وهي تهتف بحقد ظاهر:
-أتعرف.. أن لم تصحبني معك سوف تكون رحلة سوداء، وليس ببعيد أن يحدث لك مكروه ..
ثم سمت الله لتبعد هذا الشر:
-اسم الله.
ثم عادت تتابع وقد لونت صوتها بنبرات الضحية وهي تحتضن معاذ غصباً:
-لأنها ستكون غصة في قلبي أنا وهذا اليتيم المسكين.
عبس يعقوب ودمدم:
-يتيم؟!.. أي يتيم؟
أخذت تمسح على رأس معاذ الذي كان يكافح ليبتعد عنها:
-ابنك المحروم هذا الذي لم يرى إيطاليا من قبل.
غمغم معاذ بحنق معترض:
-لكني سافرت لها عدة مر..
وجهت إليه نظرة حادة ليصمت، ثم التفت ليعقوب وهي تصرخ بآخر حلولها:
-حسنا لنلعب حجر ورقة مقص ومن يفز يقرر.
أنت تقرأ
قلبه الأعمى
Romansالجزء الثالث: قلبه الأعمى عشرة أعوام ليست فقط المدة التي عملت فيها "سو" لدى حكيم، ولكنها أيضا المدة التي تعذبت بحبه دون أن يلاحظ أو يبدي أي اهتمام بسكرتيرته الغارقة في حبه.. وكانت أيضا المدة التي قضتها سو منتظرة بكل غباء وحالمية أن يعترف حكيم أنه م...