الحكايه الثانيه

4.1K 82 5
                                    

#وحش_روضته_انثي
#حكايات_mevo
البارت الثاني...
رحل يوسف من شقته والغضب ينهش قلبه وذهب الي شركته والكل يتجنبه فعندما يأتي غاضبا لا يجرؤ احد ان يقترب منه فهو يتحول الي شيطان لا يرحم. دخل وجلس علي مكتبه والغضب ياكل صدره.. اغمض عينيه يستعيد نفسه ليعود به الزمن الي سنين صغره يتذكر ما جعله ذلك الوحش الذي اصبح يكره صنف النساء.. تذكر امه وشجارها الدائم مع والده.. كانت ام ماجنه تحب نفسها وتتبع شهواتها وزوجها رجل محترم لا يقبل التجاوز فكان دائم الشجار معها لتكف عن مجونها ولكنها لا ترتدع ..
كان يوسف يسمعها تكلم العديد من الرجال وهو طفل تنغرز بداخله تلك السموم لتربي عقد رهيبه لديه. كانت تتبجح بعلاقاتها ولا تخاف من زوجها ويوسف يري ويعي ويكبر علي تلك الافعال المشينه لدرجه انها كانت تصطحبهم للبيت احيانا خلسه علي مراي ومسمع من طفلها المسكين الذي ليس بيده حيله الا البكاء لياتي يوما طفح كيلها وانهي علي براءه الصغير ليسمع صراخا كان طفلا يجلس علي احد سلالم فيلتهم  امه وابيه يصرخان ببعضهم كان ابيه يراه يمسك امه من شعرها وهو ينعتها بابشع الالفاظ.. انا يا واطيه تخونيني انا تروحي من ورايا وتتصرَمحي وكل اما ابعد شويه واسافر تطلعي نجاستك وسايبه الواد الغلبان انت ايه جايبه زبالتك دي منين..
صرخت امه .....ابعد بقه طلقني انا قرفت منك ومن عيشتك انا ست حلوه وعايزه اعيش وانت عاملي فيها شيخ واعملي وما تعمليش وواد ايه اللي اقعدله.. طلقني ياخويا َهاتلك واحده تقعدله بلاش قرف بقه قرفتوني..
صرخ.. انت ام انت انت ايه الحقاره دي.
لتقابل صراخه.. انا يا سيدي مش ام ولا عايزه ابقي ام ولا طايقه عيشتك.. طلقني وسيبني اعيش انا ست مش بتاعه جواز كان يوم مهبب.. انا عايزه اتفسح واعيش لمزاجي.. تربطني جنبك وجنب ابنك ليه..
بهت.. جنب ابني.. ليه هو مش ابنك انت ازاي قادره كده.
ابتعدت عنه وصرخت..... بقولك ايه بقه انا سيبالك البيت وماشيه وهخلعك فاهم.. خلاص هو ايه هقضي طول عمري معاك..
صرخ..... تقومي تخونيتي يا واطيه..
صرخت.. اه بخونك ولو كملت معاك هخونك انا ماليش اني اربط نفسي كده انا عايزه ابقي حره ماليش حد يقرفني طلقني بقه..
صرخ .....اه مالكيش رابط يعني تخونيني َتتصرمحي وتتحضني من الرجاله وعايزاني اركب قرون..
هتفت.... طب طلقني يا اخي انا ماليش رابط ومش طايقاكو..
صرخ.. هطلقك بس يمين بالله لاتخرجي من هنا ومالكيش حاجه وابنك ماهتشوفيهوش..
ضحكت.. يلا بركه.. مين قالك اني عايزه انا المهم اعيش بلا ابني بلا بتاع خليهولك..
صرخ فيها..... انت مش بني ادمه انت زباله يلا بره انت طالق طالق..
هتفت..... خارجه بلا هم اخيرا هتنفس واعيش حياتي ايه الخنقه دي..
نزل يوسف صارخا ....ماما ماما ماتسيبنيش ومسك فيها لتدفعه هيا بطل بقه انت كبرت ابوك اهوه وهبقي ابعتلك انما قعاد مش قاعده يلا اوعي بقه انا ماصدقت روحي كانت هتطلع ودفعته وهو ينتحب ويصرخ  وخرجت َتركت زوجها .
جلس علي الكرسي مقهورا لا يعرف كيف تجردت هيا من كل المشاعر ليجد يدا صغيره تربت عليه رفع نظره ودموعه تنزل .اخذ ابنه في احضانه وهتف.. حبيب ابوك.. ماتزعلش دي مش ام اصلا.. ماتزعلش يا حبيببي هنعيش انا وانت وماهنحتاجش لحد ابدا ولا هتدخل بينا واحده هنعيش يا يوسف ونرفع راسنا وندوس عليها ولا هنفكر فيها.. منها لله زباله دخلت حياتنا واخيرا نضفنا..
ليقوم وياخذ ابنه يحتضنه وعاش معه يغرز فيه عدم احتاجه لاحد وان النساء ما هم الا خونه ووجودهم لتنفيذ شهواتهم فقط كان ابيه قد غرز كل ما هو سئ بداخله ليصبح يوسف لا شعوريا يحمل بداخله كره لصنف النساء ويعتبرهم شهوات فقط ولا يدخل امرأه الي قلبه فهو بلا قلب.. ليموت ابيه ويترك الفيلا فلا يحتمل مكوثه فيها فهيا تطبق علي صدره وتجعله اكثر عنفا واكثر قسوه فاضطر ان ياخذ شقه بعيدا حتي تتوازن شخصيته فوجوده في الفيلا يجعله وحشا اكثر ما هو ويصيبه بالاحتراق ولا احد يستطيع ان يسيطر علي نفسه..
عاد الي نفسه وتنهد يحاول السيطره علي حاله لينغمس في شغله فهو لا يفعل شيئا في الحياه الا الشغل والسهر والليالي الماجنه..مرت السنين ويوسف منغمسا في الشغل وقد تحول الي شخص جبار يملك من المكر الكثير وحش في السوق يعلو ويعلو لافتقاده المشاعر فهو جاحد لا يأبه لاحد ولا يهاب احد. مجموعه من الصفات القاسيه تجمعت في شخص واحد لا يحكمه الا عقله وشهواته.ياخذ من يريد ويرمي من يريد ولا تقف امامه واقفه الا وطوعها لاجل رغباته. شخصيه غريبه تملك من العقد ما يجعلها قاسيه صلده بلا قلب . لتمر سنوات وتحدث معجزه بان تعود تلك الام نادمه تحاول ان تستعيد ابنها ولكن اين هو ذلك الابن فقد هلك وذهب مع شرور الحياه لتبقي هيا تعض انامل الندم علي بعده وكل حين واخر تاتي له ولكن كل ما يفعله ان يلقي ببعض المال وينهرها ويطردها وهيا لا تكل وهو لا يرتجع.. لتدخل عليه في احد الايام وجدها تبكي امامه هتف... هو انت مابتزهقيش انت مش بتيجي تاخدي القرشين وتمشي لازمته ايه بقه النح والقرف بتاع كل مره.
هتفت بقهر.... يابني امك تعبت من بعدك وندمت والله ندمت يا يوسف انت يابني جاحد ليه كده دا ربنا بيرحم.
هتف بسخريه واستنكار..... جاحد لا يا شيخه وبتسالي دا حاجه عظيمه والله دانت مالكيش حل.. ماتسالي نفسك كتر خيرك بقيت جاحد ليه واحد امه كانت بتاعه رجاله وبتنام مع رجاله عايزاه يعمل ايه.. واحد امه شافها في كل الاوضاع الوسخه اللي في الدنيا عايزاه يقابلك بالاحضان.. انت باينك كبرتي وخرفتي العيل الصغير اللي ماعداش عليه يوم حنين ولا اتاخد في حضنه زي بقيت العيال.. ارحم ايه يا شيخه كنت رحمتيني لما زقتيني وقولتيلي غور من وشي اديني غورت ومت مع خروجك من البيت وجه مكانه مسخ واحد مابيحسش اجيب احساس منين وانا ماعنديش قلب اساسا. يلا يلا الله يسهلك..
اقتربت منه تمسك يده دفعها.... ايدك لو اتمدت عليا اقطعهالك ولمي الدور بقه عشان ماهتطوليش مليم مني.
هتفت.... يا يوسف انا كبرت ولوحدي طب خدني اقعد اخدمك والله بقيت لا حول ولا قوه. يابني انت ربنا هتحاسبني.
صرخ..... بطلي بقه انت مالكيش مكان في حياتي انت متي من زمان من يوم ماشفتك مع رجاله البلد بتتحضني وتنامي رخص ووساخه وفجر .. بطلي عشان انا بقرف ومابطيقش اشوف وشك ويلا بقه عندي شغل مش ناقص قرف.. لتنتحب وتستدير وتتركه ظلت الايام بينهم هكذا وهيا تقبل بالقليل منه وتراه كل حين وتكون مقابله فاجعه لها ومريحه له لما يمارسه من انتقام لما فعلته.

وحش روضته انثي. ميفو السلطان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن