الفصل الثامن

1.5K 40 0
                                    

كانت سلمى نايمة في حضن جود .. جود تلعب بشعر سلمى .. " أدري أنك تعبانة .. وتكابرين .. ليه ما تقربيني منك .. دايما أحس فيه جدار بينا .. أه سلمى .. راح أنتظرك حبي .. يكفيني اللي بينا الحين .. لكن لو اعرف اللي بينك وبين أمي .. وش سبب العداوة اللي بينكم ".
كانت سلمى تتكلم وهي نايمة .. ( لا .. ماما .. لا تروحين ) حست عليها جود .. وبدت تصحيها .. سلمى قاعدة تشوف كابوس .. جود تحاول تصحيها بقوة .. وسلمى تصيح وتنادي أمها .. جود هزتها بقوة .. فتحت سلمى عيونها .. تتنفس بصعوبة .. جود تمسح راسها وتهديها ..
جود بحنان : حبي .. كان كابوس ..
سلمى تناظرها وتتلفت : أنا وين ..
جود : أنت معي .. كنت تحلمين ..
اقعدت سلمى وهي تتنفس بصعوبة .. ويدها تمسح وجهها .. جود جنبها .. يدها تمسح ذراع سلمى وتسمي عليها .. بعدت عنها سلمى .. وقامت وراحت إلى الحمام .. تغسل وجهها وراسها .. الحقتها جود .. ظلت واقفة عند باب الحمام .. تناظر سلمى اللي راسها تحت الحنفية .. والماء يغطي راسها كله .. ظلت مدة طويلة .. قربت منها جود .. سكرت الحنفية وارفعت راس سلمى .. شافت عيونها حمراء من البكاء .. أخذت فوطة واقعدت تمسح راسها ووجهها .. بعدين امسكت يدها واخذتها معها إلى غرفة النوم .. وقعدتها على السرير .. وراحت إلى غرفة الملابس .. وارجعت بيدها قميص قطني .. قربت من سلمى وفصختها اللي عليها .. كان مبلل ماء .. ولبستها اللي جابته .. وهي تلبسها القميص .. سلمى تناظرها وتبتسم ..
سلمى بحزن : أسفة .. أزعجتك معي ..
جود حطت اصبعها على فم سلمى .. بهدوء : اشششش .. ما ازعجتيني ..
ابتسمت سلمى واسندت نفسها على ظهر السرير .. واقعدت جنبها جود ماسكة يدها .. ظلوا مدة ساكتين .. جود ما كانت تبغى تضغط على سلمى .. كانت تبغاها هي اللي تبدأ بالكلام ..
أخذت سلمى نفس عميق : حلمت بأمي ..
جود ماسكة يد سلمى بيدينها الثنتين : خير ان شاء الله ..
سلمى تكمل : كنا على البحر نتمشى .. كانت تسألني عن حياتي .. وتطمن علي .. قلت لها أني دكتورة .. ابتسمت .. وضمنتي وقالت لي أنها proud of me .. كنت أبغى أقول كل شي عن حياتي .. لكنها راحت .. فجأة اختفت ..
سلمى اخنقتها العبرة .. واقعدت تصيح .. ضمتها جود لصدرها .. راس سلمى على صدر جود .. ويدها ماسكة بيجامة جود ..
سلمى تصيح : في اشياء كثيرة ما قلتها لها .. كنت أبغى أقول .... ( تبكي ) ..
جود تهديها : اششش babe ..
سلمى تتنهد : راحت وما اسمعتني .. قعدت اناديها .. ما التفتت علي .. فجأة اختفت ..
جود تمسح راس سلمى : حياتي .. يكفي أنها جات تطمن عليك ..
سلمى تبكي : اشتقت لها كثير .. بسببي ماتت .. بسببي راحت ..
جود مو فاهمة : بسببك ..
سلمى ما اسمعتها .. كانت تبكي .. ظلت جود معها .. إلى أن هدت .. ورجعت تنام مرة ثانية .. ما كان ودها تتركها لحالها .. لكن لازم ترجع إلى غرفتها ..
ادخلت جود غرفتها .. وهي تفكر في اللي قالته سلمى " بسببي ماتت " .. كيف بسببها .. لازم أسأل أمي .. شلون ماتت أم سلمى ..

في الصباح ...

انزلت سلمى الدرج بكسل .. راسها مصدع من استيقظت من النوم .. ما نامت عدل أمس .. لكن هالمرة ما كان السبب كابوس .. لأنها شافت أمها في الحلم .. مثل ما تتذكرها .. لو يتكرر الحلم مرة ثانية ..
جاتها الخدامة تسألها أذا تبغى فطور .. سلمى رفضت .. بتاكل لها شغلة في الطريق .. كان ودها تشوف إذا جود راحت الجامعة ولا لأ .. علشان توصلها معها .. محتاجة تكون جود جنبها ..
لكن لقتها نايمة .. لأنها أوف اليوم .. ما حبت تزعجها وخلتها تنام ..
ادخلت سلمى المستشفى وصادفتها ناديا على الباب ..
ناديا تبتسم : صباح الخير ..
سلمى بتعب : صباح النور ..
ناديا : وش فيك ..
سلمى : ما نمت عدل أمس..
ناديا : للحين كوابيس ..
سلمى تفتح باب غرفة الاستراحة : لا حلمت بأمي أمس ..
ناديا متفاجأة : أمك ..
ادخلوا غرفة الاستراحة .. وافصخوا عباياتهم .. والبسوا زيهم .. التفتت ناديا على سلمى وهي تلبس .. انتبهت لرقبتها .. صارت تناظرها بنص عين .. التفتت عليها سلمى ..
سلمى مو فاهمة : what
ناديا تناظرها بنص عين وتاشر على رقبتها : ما لا داعي تكذبين وتقولين كوابيس ..
سلمى للحين مو فاهمة .. انتبهت لنظرات ناديا عليها .. التفتت تناظر المراية .. شافت أثر على رقبتها .. وجهها صار أحمر من الإحراج .. التفتت على ناديا ..
سلمى : ما كذبت .. أنا صدق حلمت بأمي أمس ..
ناديا : as you say
سلمى تشرح : حلمت بأمي أمس .. وزين أن جود كانت معي أمس .. ( بحزن ) ..
ناديا لاحظت عيون سلمى الحمراء من كثر البكاء .. وهالات سوداء تحت عينها .. طبعا هي ما تحط make up .. ولا كان اخفت الهالات اللي تحت عينها ..
ناديا باهتمام : وش صار ..
أخذت سلمى نفس عميق وحكت لناديا حلمها اللي شافته أمس .. ناديا كانت تستمع لها باهتمام وتهز راسها ..
ناديا تبتسم : خير إن شاء الله .. أكيد جات تطمن عليك ..
سلمى بحزن : أدري .. لكن كان ودي أسولف معها أكثر .. حتى لو كان حلم ..
ناديا : سلم حبيبي .. أنت عارف أنه حلم .. وهي اللي زارتك .. على الأقل شفتها بعد كل السنين..
سلمى تناظرها : وش صيغة المذكر اللي تكلميني بها ..
ناديا تغمز لها : babe this is who you are. but you keep denying it
سلمى تكمل لبس : أنت عارفه الأسباب ..
ناديا تهز راسها : هذاك قبل 20 سنة .. الحين جراحة التجميل تقدمت بشكل مذهل .. وما يحتاج أعلمك .. ما هو في مجالنا ..
سلمى تكمل عنها : أدري .. لكنها one shot إذا فشلت .. راح اخسر أكثر من اللي خسرانته already..
ناديا بخبث : لكنك الحين عندك سبب قوي يخليك تسوين العملية ..
سلمى ماسكة دفتر : وش قصدك ..
ناديا تناظر الباب : قصدي جود .. يعني ما يجوز تخلي بنت الناس .. إلا ما تصلح اللي ..
سلمى رمت عليها الدفتر .. وراحت لها .. لكن ناديا اركضت إلى الباب وهي تضحك .. افتحته واطلعت .. ما اقدرت سلمى تلحقها .. " مردودة يا حلوة " .. التفتت سلمى وهي تضحك .. شافت الدفتر مرمي على الأرض .. انزلت واخذته ورجعته مكانه .. راحت إلى جهة النافذة تناظر الشارع والمباني اللي حواليهم .. " ناديا معها حق .. قبل ما كنت أهتم .. ولا كان عندي أحد أهتم له وأحبه .. لكن الحين في جود .. ما يصير أظلمها معي ".. أسندت سلمى راسها على النافذة وكتفت يدينها .. " جود .. من وين طلعت لي .. وقلبت كياني كله "..

صفقة مع الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن