الفصل الثامن والعشرون

827 26 0
                                    

ادخلت غادة الغرفة .. وشافته واقف أمام النافذة .. مكتف يدينه .. ظلت تناظره مدة .. " معقوله تكون ولد .. ما أتخيلها رجال .. من كان يتوقع "..
سلمان بدون ما يلتفت : بتظلين واقفة على طول ..
قربت غادة : أبغى أتكلم معك ..
لف سلمان وراح للكنبة .. تزحلق على ظهرها وقعد ..
غادة تضحك : الحين صدقت أنك ولد ..
سلمان رافع حاجبه : ومن اللي ينزل من الدرج ..متزحلق على الدرابزين ..
غادة ترفع أكتافها : هذه شقاوة .. وفيها رشاقة ..
سلمان ضحك : الله على الرشاقة ..
غادة ناظرته مدة : العملية خطرة ..
سلمان هز راسه : كل العمليات لها مخاطرها .. لكن في حالتي هذه الوضع حرج وحساس ..
غادة بحزن : علشان الحروق ..
سلمان : صح .. لكن الطب الحين تطور بكثير عن عشر سنين مضت ..
غادة : الله يكتب لك السﻼ‌مة .. وترجع لنا بأسرع وقت ..
سلمان : آمين .. هي مسألة وقت ويسهلها ربك .. لكن القنبلة جود ..
غادة : ومتى ناوي تقول لها ..
سلمان : بأقرب فرصة .. لكنها مو معطتني فرصة .. أرسلتها وﻻ‌ عشرين رسالة .. ما ترد علي..
غادة مكتفة يدينها : ضاربها ومكسر عظامها .. وتبيها تسمع لك ..
سلمان : ماني قادر أقرب من ملحقهم .. سارة محاصرة المكان ..
غادة اضحكت بصوت عالي .. سلمان يناظرها : وش اللي يضحك في الموضوع ..
غادة تضحك : أتخيلك وأنت تكسر الحصار ..
ﻻ‌ح عليها سلمان المخدة : الشرهة مو عليك .. علي أنا اللي يشتكي لبزر ..
غادة مقضبة جبينها : أنا مو بزر ..
سلمان : أي واضح ..
غادة : خلينا في موضوعنا .. ﻻ‌زم تكلم جود وتفهمها أن كل اللي صار كان لعبة .. وﻻ‌ ( تقوم) يا أخوي العزيز .. بتعيش عزوبي لمدة طويلة ..
التفت عليها سلمان بيمسكها .. لكن غادة افلتت وارجعت لورى وهي تضحك ..
غادة مكملة المسرحية : بتروح أيام العز .. أيام الدﻻ‌ل ..
ﻻ‌ح عليها سلمان مخدة .. اصابتها على راسها .. سلمان ضحك على شكلها .. كانت عابسة وجهها..
غادة تدلك راسها : يعور ..
سلمان مكتف يدينه : أحسن .. يمكن تتوبين من شيطانتك ..
غادة باعتزاز : أصﻼ‌ اللي محليني الشيطانة ..
سلمان يضحك : وهي تغفر لك شغﻼ‌ت كثيرة ..
غادة : أخليك الحين أخوي العزيز .. ( ترجع لورى الى ان وصلت الى الباب ) الحب شين .. يسل البدن .. ويسهر العين .. ويتعب القلب .. حاسة فيك أخوي .. باخليك يا الهيمان ..
سلمان كان بيروح لها .. لكنها افتحت الباب واطلعت بسرعة .. " بسيطة يا المحتالة .. بردها لك.. بس أخلص من جودي .. ما أدري وش أسوي معها .. ملحقهم ما أقدر أقرب منه .. وجود مو راضية ترد على مكالماتي وﻻ‌ على المسجات .. المشكلة أني ﻻ‌زم أقابلها وجهاً لوجه .. ما ينفع بالجوال وﻻ‌ المسجات .. إﻻ‌ ما ألقى وسيلة .. وأمها مصعبة الموضوع بزيادة "!!!

باقي على سفرة سلمان ايام قليلة .. حاول ﻷ‌كثر من مرة يلتقي بجود .. لكنها تتهرب منه دايم .. صارت تقعد في ملحقهم طول الوقت .. وان طلعت أمها وراها .. أرسل لها مسجات يشرح لها الوضع .. وان اﻷ‌مر كله كان تمثيلية .. ما ردت .. لكن هالمرة ﻻ‌ .. ﻻ‌زم اتفاهم معها وجها لوجه..
كان قاعد ورى شجرة الليمون .. ينتظر جود ترجع من الجامعة .. ما لقى غير هالحل .. خصوصاً أن جود صارت تدخل من مدخل الخدم .. علشان ما تلتقي فيه .. سمع السيارة توقف .. وباب ينفتح .. أكيد هي .. أول ما ادخلت جود البيت .. وخطت خطوتين .. تفاجات بشخص حضنها من ورى .. وحط يده على فمها .. حاولت تقاومه ما اقدرت .. أخذها سلمان الى السرداب.. وجود تحاول تفلت منه ..
فتح باب السرداب .. أول ما ادخلوا .. تركها سلمان .. التفتت عليه جود .. وضربته بشنطتها ..
جود بغضب : جنيت أنت .. قلبي طاح بطني ..
سلمان رافع يده يحمي نفسه ويضحك : كانت الطريقة الوحيدة علشان أقابلك .. حضرتك رافضة تردين على مكالماتي .. وتتجنبيني .. ﻻ‌زم نتكلم ..
مسك يدينها ورفعهم .. ولصقها على الجدار .. جود تناظره : ما في بينا كﻼ‌م ..
قرب سلمان يبتسم : بلى فيه كﻼ‌م كثير ودي أقوله له .. ( رفع يده ومرر أصابعه على خدها ) اشتقت لك صغير ..
جود بابتسامة عريضة : وأنا أكثر ..
سلمان بفرح : صدق ..
جود رفسته بين رجوله .. سلمان من اﻻ‌لم ما قدر يصرخ .. فلتها وبعد عنها .. وهو راكع مو قادر يتحرك ..
سلمان بألم : ليه ..
عدلت جود نفسها .. ونزلت تاخذ الشنطة بتطلع : قلت لك ما بينا كﻼ‌م .. اللي بينا انتهى ..
قربت جود من الدرج .. سحبها سلمان .. حاولت تفلت نفسها .. لكن سلمان ضمها بقوة .. وأخذها وهو يعرج الى الكنبة .. رمى جود عليها .. وبعد عنها ..
سلمان رافع يده ومنحني : كل اللي أبيه أنك تسمعيني .. وبعدين سوي اللي تبين ..
جود تعدل نفسها : وش عندك ..
سلمان ياخذ نفس طويل : كل اللي شفتيه .. كان تمثيل ..
جود : تمثيل ..
قعد سلمان بصعوبة على الكرسي المقابل للكنبة .. وحكى لجود كل سالفته مع علياء .. وانه يعرف أنها ورى اللي صار لها .. وكل اللي سواه علشان ينتقم منها وياخذ حقها ..
جود : طيب ليه ما قلت لي ..
سلمان : كنت خايف أنها تشك بشيء .. وتسوي لك شيء ..
ناظرته جود مدة .. كان يناظرها ويترجاها تصدقه .. لكنها شافته بعينها مع علياء .. لو احد قال لها ما صدقته .. لفت وجهها عنه ..
سلمان بهدوء : حبي .. صدقيني كل اللي صار تمثيل .. ( قابض يدينه) ما كان يكفيني ضربها .. كنت أبغى أهينها وأذلها على اللي سوته فيك ..
جود ادمعت عينها : لكنك كنت معها ..
كان سلمان على نار .. يبغى يروح لجود .. لكنه خايف أنها تصده .. ما تهون عليه دموعها ..
سلمان يتماسك : ما يعني شيء ..
جود تناظره : شلون ما يعني شيء .. أنا شفتك معها ..
سلمان هز راسه : ما يعني شيء ..
قام فجأة .. وقعد جنب جود .. وسحبها لعنده وضمها .. ما همه أنها راح تصده .. كل اللي يبيه أن يحضنها .. استغرب لما جود ما قاومته .. باس خدها .. وراسها ..
سلمان يهمس في اذنها : أحبك أنتِ .. أحبك .. أحبك ..
جود ادمعت عينها : لكنك ... ( سكتت ) ..
بعد سلمان عنها شوي .. ومسك وجهها بيدينه .. ومسح دموعها بابهامه ..
سلمان ادمعت عينه : أدري أني غلطت في حقك كثير.. قسيت عليك .. وضربتك .. ليتها انقطعت هاليد قبل ما تنرفع عليك ..
رفعت جود يده وحطتها على فمه : بسم الله عليك ..
أخذ سلمان يدها وباسها : أعتذر لك جود عن اللي سويته فيك .. ما كنت أشوف قدامي ..
جود اسندت راسها على كتف سلمان : كنت أظن أني خسرتك .. وتركتني لﻸ‌بد ..
سلمان يبوس راسها : وانا أقدر أتركك .. أحد يترك روحه .. كل اللي سويته علشانك حبي ..
جود رافعة حاجبها : وسمر طبعاً مشتركة معك في اللعبة ..
سلمان يرفع يده : حاولت تقنعني أكثر من مرة أقول لك .. لكني كنت أرفض ..
جود : عنيد .. طول عمرك راسك يابس ..
سلمان يبتسم : ما أحد قدر يجيب راسي .. غيرك صغير ..
جود بزعل : أكثر شيء قهرني يوم أشوفك معها ..
سلمان ماسك يدها : أسف حبي .. لكن كان ﻻ‌زم أمثل دور المتيم معها ..
اسحبت جود يدها .. تناظره رافعة حاجبها : بس اللي يشوفكم .. ما يقول تمثيل ..
سلمان يبلع ريقه : شرحت لك جودي كل شيء .. ما كانت تعني لي شيء ..
جود : علياء حلوة .. ما أحد ينكر هالشيء ..
سلمان بقرف : وينها وين الحﻼ‌ه .. أخﻼ‌قها زفت .. ونفسها خايسة .. وشريرة الى النخاع ..
جود : لكنها تحبك ..
سلمان : تحب لما تقول بس .. أهم شيء قلبي لمين سلم نفسه ..
جود بدلع : لمين ..
قرب منها سلمان : لبنت حلوة وحنونة .. أذوب أنا في عيونها .. وشعرها قصيدة .. أما خصرها أخ .. عذاب ..
جود تبتسم : يا بختها ..
سلمان يده على وجه جود : انا اللي بختي فيها ..
قبل ما يقدر يبوسها .. سمعوا صوت سارة تنادي جود .. بعدوا عن بعض بسرعة .. كانت فوقهم مباشرة .. اسمعوا خطوات على الدرج .. نزلوا تحت الكنب .. جود شافت شنطتها في وجه الباب.. أشرت لسلمان يجيبها .. مد رجله سلمان علشان يسحب الشنطة لعنده .. غمض عينه لما ضربه ألم .. ﻻ‌حظت جود عبوس وجهه .. تحسفت أنها ضربته .. سحب الشنطة وعطاها لجود ..
افتحت سارة الباب .. ونزلت الدرج .. تلفتت يمين ويسار .. ما لقت أحد .. راحت في اتجاه المسبح .. ما شافت أحد ..
سارة : وين راحت هالبنت .. توها داخلة ..
اطلعت سارة من السرداب .. وهي تتأفف .. جود كاتمة ضحكتها .. وسلمان يناظرها..
سلمان : وش يضحكك ..
جود متكية على الكنب : شكلك وأنت خايف من أمي ..
سلمان : ما أبغى أجيب لك كﻼ‌م صغير ..
جود بثقة : ﻻ‌ تخاف علي .. خاف على نفسك ..
سلمان يتحدى : واثق صغير ..
جود : كلي ثقة ..
سلمان يناظر النافذة : ﻷ‌ن أمك تناظرنا ..
جود بخوف .. رمت نفسها على سلمان : وينها ..
سلمان ميت من الضحك عليها .. جود ضربته على صدره : ما يضحك يا المليق ..
سلمان يدينه على خصر جود : عامل لي فيها قوي صغير ..
جود ترقع : مهما كان تظل أمي .. ما أقدر أزعلها ..
رفع سلمان يده .. ومسك وجه جود بيبوسها .. لكن جود بعدت عنه .. وقامت ..
سلمان باستغراب : وين صغير ..
جود تغمز له : حبيبي .. ما فيه إﻻ‌ بعد العرس ..
سلمان فاتح عيونه : تبيني أنتظر كل هالوقت ..
جود تاخذ شنطتها : حبيبي .. اللي يبغى الشهد .. يتحمل لسع النحل ..
اركضت جود للباب .. قبل ما يقوم سلمان .. ما لحقها .. افتحت الباب واطلعت وهي تضحك ..
سلمان يبتسم : مردودة صغير .. مثل ما تبي .. أهم شيء أنك رضيتي علي جودي ..

صفقة مع الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن