اللاڤندر الثاني 💜🥀_ حجر القمر

158 9 2
                                    

اللاڤندر الثاني 💜🥀
" حجر القمر "

على أرض مطار اسطنبول ، على ذاك السلم الوسيط بين أرض الطائرة وأرض الوطن "الثاني" ، يهبط المسافرون بابتسامة مشرقة بعد انتهاء رحلة ساعتين وبضع دقائق من مطار الاسكندرية منذ بدء الإقلاع
وبهَيبةٍ لا تليق بسواه ، بطول فارعٍ وعضلاتٍ تشهد على حبّه الصادق للرياضة والتجديف ، يهبط من أعلى سلّم طائرته _ والهاء عن قصدٍ تعنيه _ بنظارته السوداء تظفر بإخفاء نظراته الثاقبة خلف سوداوتيها الزجاجيّتَين ، ينظر عن يمينه حيث من المفترض سيارته _ گلون نظارته وملابسه _ تنتظره برفقة عمته وكنان

تتسع ابتسامة لم تفقد _ رغم حنانه المعهود _ هَيبتها على محياه منذ مراهقته وحتى الآن ، وقد لمحهما من بعيد يقفان وله يلوّحان
أنهى سلالم الدرَج المعدنيّ الذي يهبط من عليه وسط تلك الحشود
ليتقدم بخطوات منظّمة لا تتسع ولا تضيق _ تفشي بوضوح حبّه للنظام وحتى بأدقّ التفاصيل _ وبابتسامة بشوشة زيّنت ثغره لمعت بها عيناه
ليتقدم كلٌّ من عمته وكنان بنفس بهجته وربما تزيد

عانق عمته باشتياق وهو يربّت على ظهرها بحنان ليس جديداً على قلبه الجميل ولا على لمعة عينيه اللتَين تفيضان معاً بالحب والاشتياق

كنان باشتياق أخويّ وبسمة مبتهجة :

_ أعلم أنّك اشتقتيه ، لكنه أخي أيضاً .. هذا احتكار لا أرضى به اتركيه لي قليلاً

ضحكت العمة وهو معها ، قبل أن تبتعد العمة مفسحة المجال ليعانق هو كنان مردفاً :

_ اشتقتُ إليك يا أخي

كنان وهو يشدد من احتضانه :

_ لا تتحدث عن الاشتياق أيها النذل وأنت لم تعش ما عشناه .. سنتان يا رجل ؟ أهُنّا عليك أن تتركنا كلّ هذه المدة ؟!

أجاب هو بصدق :

_ أقسم اشتقت إليكم كثيراً ، لم يكن غيابي إلا رغماً عنّي

العمة بمرح وابتسامة :

_ احذر فهناك من هم آخذون على خاطرهم أكثر منّا .. أتمنى أن تكون فكرت في طريقة لإرضائهم .. هما بالأخصّ

فهم ما تعنيه فتنهّد بإدراك لوضعه الجديّ :

_ أدري هذا .. إن شاء الله يسهُل الأمر

" الرائد رامي العمّاوي بنفسه على أرض مطار اسطنبول ، أيّ صدفةٍ هذه جعلتني أراك اليوم بالتحديد ؟! "

قالها صوتٌ من خلفه بتهكّم لتزول البشاشة من وجه رامي ويحلّ محلها البرود الجليّ على تعابيره ، التفت رامي بجسده كله ليقابله ذاك الوجه الذي لم ولن ينساه

نظرة ماكرة شامتة في حدقتيه ، وماذا سيكون غير هذا .. عندما قطع التذاكر العائدة من الاسكندرية إلى اسطنبول بعد كل هذه المدة ، بهذه الخبيئة بداخله أدرك أنها لحظة الانكشاف لن يجد إلا الشماتة في عيون ناس والحسرة بعيونٍ أخرى عليه .. ولم يكن يحتاج معجزة لمعرفة أن هذا الوغد سيكون أول عارفٍ لـ خَيبته التي ظللته بل وأول شامتٍ بها وبه

لاڤاندريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن