اللاڤندر الاول 💜🥀 _ ومضات من الماضي

229 18 8
                                    

اللاڤندر الاول 💜🥀
"ومضات من الماضي"

في أحد أحياء مدينة بورصة ، تركيا

في صباح يومٍ مُشرق _ على عكس الأحداث السائدة بمنزلهم منذ أيام _
تسللت خيوط الشمس الذهبية من نافذة غرفته تداعب جفونه الصغيرة بحنان كأنها تواسيها عن دموعها التي ذرفتها طوال أيام ، أو لأكون أكثر دقة .. لأسابيع
أشعة ذهبية انتقلت من مداعبتها جفونه مارّةً بباقي ملامحه تكتسيها بانسيابية جذابة لاقت بملامحه الممتزجة بين الرجولة التي بدأ يدرك معناها قبل أسابيع عندما أصبح هو رجل البيت في ظل مرض والده ، والبراءة التي تتخلل قلبه الصغير رغماً عنه ، تتمسك بها نبضاته غير متنازلة _ رغم الظروف _ عن حقها في طفولتها التي تريد لنفسها ولصاحب هذا القلب " رجل البيت الثاني الصغير " التنعم بها خاصة بالنظر لسنه الصغير

فتح عينيه مرفرفاً بأهدابهما عدة مرات يحاول الاعتياد على أشعة الشمس التي قابلته فور فتحهما .. منبهه الداخلي هو من أيقظه ، ليست والدته كما كان معتاداً ، فهي لا تلبث تنال قسطاً من الراحة حتى تستيقظ مجدداً ليلاً بسبب مرض زوجها ، تحاول بذل قصارى جهدها لكي يشعر بالراحة ، لكن لمرضه رأيٌ آخر ..
لهذا لم يعد يجد والدته توقظه في موعده المعتاد ، يخرج من غرفته فيجدها نائمة تحاول استراق بعض الساعات لتحصل على الطاقة لتستطيع إكمال اليوم المشحون
لكنه أمسك عدة مرات بها وهي نائمة ، آثار الدموع تغطي وجهها .. كما هو حاله هو أيضاً وقت النوم ، ليته يستطيع انتزاع مرض والده من جذوره وإنهاء تلك الأيام الصعبة ، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ..

خرج رامي من باب غرفته متجهاً لأقرب غرفة قابلته ، غرفة شقيقته ، تاج صاحبة الربيع السابع

فتح رامي الباب فتحة صغيرة بشعور أخ أكبر يهتم بإخوته الصغار .. رغم كونهم جميعاً صغاراً
أدرك من انتظام أنفاسها أنها تغط في نوم عميق ، تقدم من سرير تلك النائمة الصغيرة ذات الملامح والتفاصيل البريئة التي يتخللها لطفٌ وطفولة كفيلة بأخذ قلب أيٍّ كان ، لكنه لمح آثار سريان نهر طويل على امتداد خدها ومثله على الخد المقابل ، ليدرك أنها كانت تبكي قبل نومها
نظر لها بحزن وإشفاق فهي رغم صغر سنها لكن لا يخفى عنها بالطبع وضع والدها ، لم يكن بيده شئ يفعله لأي فرد من أفراد قلبه "عائلته" .. ولو كان بيده لفعل
لذا لم يكن منه سوى أن مسح على وجه الصغيرة بيده متوسطة الحجم قبل أن يطبع على جبهتها قبلة حنونة ويخرج من الغرفة

تلى غرفة تاج غرفة شقيقهما الأصغر ، والذي لا يعي بعد أي شئ من كل تلك الأحداث ، لكن هذا لا يلغي تأثره النفسي بها .. فـ بيجاد ذلك الطفل المشاغب الذي يتحرك في أرجاء المنزل يلعب هنا ويلهوا هناك ولا يستطيع أحد الامساك به إن ارتكب خطأً ما ، نظراً لقصر قامته التي لا تصل حتى لركبة تاج ليبدو بحجم الألعاب والدمى الصغيرة يستطيع الاختباء في أي مكان ، أصبح الآن طفلاً يحمل بقلبه وعلى تعابير وجهه وبكل جوارحه هموماً تكفي عائلة كاملة .. لقد انطفأ الطفل الذي كان يعطي وميضاً خاصاً لبيتهم .. انطفأ الطفل صاحب العامَين فما بالكم به هو !..

لاڤاندريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن