مرّت الأيام بلا كوارث.. ما بين دروس مع ليال وجيوم ومحاضرات مع هيلانة.. لكن الأجواء ظلّت مشحونة.. تنذر بما ينتظرني من اعتداءات من الطلّاب الذين تكاتفوا ضدي.. وكأنني أصبحتُ شغفهم ومتعتهم في الجزيرة.. لكنهم ينتظرون الفرصة المناسبة فقط.. في يوم الأحد طلبتُ من هيلانة الاتصال بأهلي.. وافقت لكن بشروط حطمت آمالي.. فلقد وضعت أمامي ورقة فيها كل الامور التي يمنع ذكرها.. ولم تُبقي الكثير للذكر.. سوى التحدث عن الطقس والطعام.. بجديةٍ أخبرتني بأنني حال محاولتي لذكر أي شيء من الأمور الممنوعة سينقطع الاتصال وسأُحرم من الاتصالات لشهر كامل.. ذكرني الأمر بأنني في سجن.. وأنه لا بد من احراز تطور أكبر في استخدام طاقتي لأتخلص من هذا المكان ومن يسكنه.. فحتى الآن لم أحرز أي تطورات مرضية في التدريبات مع جيوم.. حتى هو بدا خائباً من النتائج.. لكن الحديث مع عائلتي زوّدني بالطاقة والإرادة.. فسماع صوت قمر كان كالبلسم على قلبي المرهق.. وحديث والدتي عن كل ما يحصل في المنطقة أضحكني وذكّرني بأن الحياة ما زالت على طبيعتها خارج حدود هذه الجزيرة.. وأخبار والدي عن اكتشافاته الحديثة في مراقبة الفلك وشرحه الدقيق لما رآه أشعرني وكأنني كنتُ معه أثناء المراقبة.. حين أنهيتُ الاتصال كان صدري ممتلئاً بالكثير من المشاعر.. لطالما كانت عائلتي هي الأقرب إليّ.. المكان الوحيد الذي أشعر فيه بالانتماء الحقيقي والأمان.. بينهم فقط أستطيع أن أكون على طبيعتي دون أن أتلقى تعليقات أو نظرات مزعجة..خرجتُ من مكتب هيلانة بنفسية متحسنة وعدتُ أدراجي إلى سكن الفتيات.. لكن وقبل أن أصل استقبلتني رفل في الطريق بابتسامة واسعة وقالت وهي تمسك بيدي:
ـ تعالي.
ثم بدأت تسير بعجلة في الطريق المنحدر.. سألتها باستغراب:
ـ إلى أين؟
ـ إلى الشاطئ.
ـ لمَ؟
ـ إنكِ تسألين الكثير.
ـ وهذا من حقي.
ـ سنستمتع في يوم عطلتنا لا أكثر.
لم تقنعني بكلامها.. لكني رافقتها إلى الشاطئ.. واكتشفتُ سريعاً بأننا لن نكون بمفردنا.. رأيتُ سالي وليال وآسر وهمام يجلسون على الشاطئ في دائرة غير مكتملة.. هناك مكانين شاغرَين بين آسر وليال.. كنتُ سأجلس بجانب ليال لكن رفل سبقتني وعلمتُ بأنها لا ترغب بالجلوس مع آسر الذي يزعجها بمزاحه دائماً.. جلستُ بجانبه وأنا أتساءل:
ـ ما الذي تخططون له؟
قالت سالي بحماس:
ـ سنتدرب سوياً، ونصنع الفن بطاقاتنا.
لم تبدو الفكرة سيئة.. فأنا مستعدة لأي فرصة للتدريب.. قال آسر:
ـ حسناً، لدينا إثنين من حاملي طاقة النار، إثنين من طاقة الأرض وواحدة بطاقة الماء وأنا بطاقة الهواء، ستكون الخطوة الأولى أن يعرض كلّ منا أفضل ما تعلّمه حتى الآن.
أنت تقرأ
جامعة نايلو
Fantasyتبدأ رحلة بطلتنا شمس في جامعة جديدة ظنّت بأنها جامعة عادية لتحقيق حلمها.. لكن حال رؤيتها للجزيرة التي تضمّ الجامعة تبدأ الشكوك تراودها.. ثم تزداد شكوكها مع حدثٍ تلو الآخر.. إلى أن تكتشف الحقيقة التي يصعب على العقل استيعابها.. لكن هل اكتشفتها بعد فو...