الفصل الواحد والعشرون

699 102 73
                                    

لطفاً.. صوّت للفصل قبل البدء بالقراءة..⭐️

اتخذنا القرار بأن نخبر ليال عن خطّتنا.. لذا انقسم فريقنا إلى نصفين.. رفل وآسر يشغلون سالي لكيلا تشكّ بشيء.. وأنا وهمام نخبر ليال.. هذه المرة أخذناها إلى ساحة النافورة قرب سكن الفتية.. لأنه كان يوم الأحد والطلاب يملؤون الشاطئ.. أجلسناها بيننا على المقعد الخشبي بينما نظرت إلينا بريبة وهي تسأل:

ـ أنتما تقلقاني.. هل حصل شيء؟

حكّ همام مؤخرة رأسه وقال:

ـ حصلت أشياء.. 

رمقته بنظرة معاتبة.. لا نريد أن نرعبها.. دخلتُ في الموضوع قائلة:

ـ لقد.. اكتشفتُ بعض الحقائق في هذه الفترة.. قد يصعب عليكِ تقبلها وتصديقها.. لكنني أرى بأنكِ تستحقين معرفتها لتتخذي القرار بنفسك.

لاح الشحوب على بشرتها وهي تهمس:

ـ ينتابني شعورٌ سيء حيال ما ستقولينه..

حسناً.. ستكون مهمة اخبارها أصعب ممّا توقعت.. لكن لا سبيل آخر.. حاولتُ أن أكون حذرة وأنا ألقي على مسمعها كل ما أخبرت رفاقي به.. وأيضاً الجزء الأخير.. بأنني أتحكم بأكثر من طاقة.. ثم بدأت مرحلة جزعها.. وتساؤلاتها التي تخرج بصوتٍ باكٍ وشفاه مرتعشة.. ومحاولاتها لرفض تلك الحقيقة.. وفي النهاية أخذ البكاء حصّته.. الأمر الذي جعلني أراجع قراري.. هل كان أمر إخبارها صائباً؟.. ماذا لو لم تتمكن من العودة إلى طبيعتها بعد هذه الصدمة؟.. ماذا لو بدأت سالي تشكّ بأمرها؟.. حاولنا أنا وهمام تهدئتها وطمأنتها بأننا سنبذل جهدنا لنمنع خطّتهم.. حتى لو لم تجد نفسها مستعدة للمواجهة فيمكنها أن تنسحب من المعركة.. لكنها في النهاية مسحت دموعها وقالت بصوت متحشرج:

ـ كلا.. كيف أنسحب ومصير البشرية يقف على هذه المعركة؟ سأكون معكم..

عانقتها وهمست:

ـ لم يخب ظني بكِ..

*****

حين التقينا في اليوم التالي لنذهب إلى التدريب كانت عينا ليال منتفختين.. سألتها ونحن في طريقنا إلى الغابة:

ـ هل سألتكِ سالي عن سبب آثار البكاء؟

تنهدت وقالت:

ـ نعم.. أخبرتها بأنني اشتقتُ إلى أهلي.

ـ وهل صدقتك؟

ـ لا أعرف.. ثم أنني لا أفهم لمَ نخفي عنها الأمر.. أشعر بأنني خائنة..

ـ سنخبرها.. لكن ليس الآن.. فسالي لديها بعض الميول إلى المجموعة المعادية.. ولا أريد أن نرتكب خطأ.. نخبرها فقط حين تكسب ثقتنا الكاملة..

لم تبدو ليال مقتنعة بالعذر وظلّ احساس الذنب ظاهراً على وجهها.. طلبتُ منها أن تركز بالتدريب بدل الأمور الثانوية.. ثم دخلنا الغابة.. ولدهشتنا رأينا هيلانة مع الطلاب.. وقفنا بصمتٍ مع الآخرين بينما أخذت عينَي تبحث في الأرجاء عن جيوم.. لكني لم أرَ له أثراً.. تحدثت هيلانة أخيراً حين اكتمل عدد الطلاب:

جامعة نايلوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن