الفصل الثالث عشر

783 109 80
                                    


لطفاً.. صوّت للفصل قبل البدء في القراءة تقديراً للجهد..❤️



حين انضممتُ إلى رفاقي في المطعم شعرتُ بنظراتهم المتفحصة.. كانت سالي أول الناطقين:

ـ هل سرت الأمور على خير؟ سمعنا من ليال أن الأستاذ طلب بقاؤكِ بعد الدرس..

تمتمت دون أن أرفع عينَي عن الصحن:

ـ حاول نصحي.. لكن النتائج لم تتغير..

سأل آسر:

ـ ما زلتِ تواجهين مشكلة مع طاقتك؟

اكتفيت بإيماءة خفيفة.. أما رفل فهمست في أذني:

ـ شيءٌ فيك.. تغيّر..

نظرتُ إليها بقلبٍ مضطرب.. فضيّقت عينيها وكأنها تقرأ الحقيقة في وجهي.. سارعتُ بإخفاض رأسي والمباشرة في تناول الطعام.. 

إن كنتُ أظن بأن مع الاعتراف وحلّ سوء التفاهم مع جيوم سيصفى ذهني وأركز في الدروس والمحاضرات فإنني مخطئة.. لم أستمع لشيء مما قالته هيلانة.. بل كانت كلمات جيوم تتكرر في رأسي.. وحضنه يجعلني أحضن نفسي بخجل.. 

ـ هل تشعرين بالبرد؟

التفتُ إلى رفل وأجبتها بارتباك:

ـ قليلاً..

ـ أود التحدث إليكِ بعد العشاء.

انقبض قلبي.. هل كشفت أمري؟.. هل استطاعت قراءة كل شيء في وجهي؟.. كان من الصعب تناول العشاء بهناء مع التفكير بما ينتظرني من استجواب من رفل.. حال عودتنا إلى السكن أغلقت الباب علينا وجلست على سريرها لتواجهني..  ثم نطقت أخيراً:

ـ أحتاجكِ لأن تعودي إلى طبيعتكِ قليلاً.. لأن تستمعي إليّ..

ـ نصائح جديدة؟

هزّت برأسها نفياً:

ـ الأمر لا يتعلق بكِ.. بل بي..

حملٌ ثقيل إنزاح عن صدري.. اعتدلتُ في جلوسي وقلت:

ـ حسناً، إني أسمعك.

ـ هل لاحظتِ شيئاً مختلفاً في الأيام الأخيرة؟

عقدتُ جبيني بتفكّر.. ثم أجبت:

ـ لا أظن..

ـ ألهذا الحد أنتِ غارقة في أفكارك؟

ـ أعتذر.. ماذا كان عليّ أن ألاحظ؟

رطّبت شفتيها قبل أن تقول بشيء من التردد:

ـ لم يعد هناك تناغم في مجموعتنا.. وأصبح الصمت يطغى على أغلب لقاءاتنا..

ـ بسببي؟

ـ ليس أنتِ وحدك.. لكن بالطبع لكِ دور في ذلك..

ـ إذن؟ ما الأسباب الأخرى؟

نهضت وهي تزفر بعدم ارتياح.. ثم بدأت تجول في المساحة التي تفصل بين سريرينا..

ـ أنا السبب الآخر..

جامعة نايلوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن