الفصل الثاني والعشرون

696 112 93
                                    

لطفاً.. صوّت للفصل قبل البدء بالقراءة..⭐️

اجتمعتُ برفاقي والطلاب الثمانية في وقتٍ متأخر مساء اليوم التالي.. واتخذنا الغابة مكاناً للقائنا لئلا نجذب الأنظار.. جلسنا في دائرة وسمحتُ لهمام أن يشعل ناراً صغيرة في المنتصف لنتمكن من رؤية بعضنا.. ثم بدأتُ حديثي.. أخبرتهم بأنني على وشك أن أطلعهم على حقيقة قد تكون قاسية.. لكنهم سيكتشفونها عاجلاً أم آجلاً.. فهيلانة ستخبر الجميع بها عندما يحين الوقت.. لكني أكدتُ على ضرورة ابقاء الأمر سراً.. مهما كان قرارهم بعد كشف الحقيقة.. وأنّ من يخبر أحداً خارج الدائرة فسيعرض الجميع لخطرٍ كبير.. وسيكون المسؤول عن فشلنا في إنقاذ البشرية.. لم يبدو بعضهم مقتنعاً تماماً بجدية ما قلته.. وكأنه لا يصدق بأن الموضوع بهذا الحجم الذي أدعيه.. لكني لم أتزحزح حتى أخذتُ الوعد من الجميع بالالتزام بالشرط.. ثم نهضت وطلبتُ منهم أن يلحقوا بي بصمت.. بدأتُ أشقّ طريقي نحو مبنى الحواسيب.. لقد كنتُ هناك ليلة أمس.. بحثتُ عن مدخل المركبة وتأكدتُ من مكانها ثم أخفيتُ الملفات داخل المركبة.. والآن ليس أمامي سوى عرض الأدلة.. تجاوزنا مبنى الحواسيب ثم تقدمتُ نحو الشجيرات التي تنتشر في المنطقة القريبة ووقفتُ أمام البقعة التي أصبحتُ أعرفها.. مددتُ يدي أمامي وأمرتُ الأرض بأن تنفتح.. ثم بدأتُ أنزل من الدرجات وتبعتني رفل والباقون.. انتظرتُ حتى نزل الجميع في الغرفة المظلمة ثم أغلقتُ المدخل.. همس أحدهم:

ـ أين نحن؟

ضغطتُ على زر الإضاءة لتغرق الغرفة العملاقة بالضوء.. تركتُ الطلاب ينظرون من حولهم ويندهشون برؤية المركبة.. لم أزعجهم أثناء تقربهم منها ولمسها واستكشافها من الخارج.. انتظرتُ حتى اكتفوا والتفتوا إليّ يتساءلون عنها.. لكنني قلت:

ـ لندخل..

تقدمتُ إلى البوابة وضغطتُ على الزر لتنفتح وينزل الدرج الفولاذي.. ثم دخلت وتبعني الآخرون.. قمتُ بجولة تشبه جولة جيوم.. وأخبرتهم عن كلّ تفاصيلها رغم أنني لم أطلعهم بعد من الذي قادها ومن أين هذه المركبة وما سبب وجود أدراج للرضّع.. بل حال انتهائي من الشرح عن الأدراج فتحتُ أحدها وأخرجتُ منها الملفات.. قمتُ بتوزيعها عليهم كلٍ حسب اسمه..  ثم أمهلتهم الوقت لينظروا فيها ويتحققوا من صحّة المعلومات فيها.. والصور.. والتفاصيل الدقيقة التي تخص حياتهم.. سألت إحدى الطالبات بوجهٍ شاحب:

ـ ما.. ما هذا؟ من جمع عني كل هذه المعلومات؟ حتى أهلي لا يعرفون كل هذه الأمور..

أومأتُ برأسي وقلت:

ـ سأوضّح لكم كل شيء.. لكن لنجلس خارج المركبة.

تبعني الجميع إلى الخارج وهم يحملون ملفاتهم.. أمرتهم بالجلوس في دائرة خشية من أن يغمى على أحدهم من شدّة الصدمة.. فلستُ أستبعد ذلك الأمر.. جلستُ بين ليال ورفل وبدأتُ أتحدث بهدوء.. علّ هدوئي يخفّف من الصدمة.. بدأتُ كما بدأ جيوم.. بقصّته التي حكاها لي.. عن كوكب نايلو ونهايته المأساوية.. دون أن أذكر بأنه كوكب.. لكن كما واردتني الشكوك سألني آسر في النهاية:

جامعة نايلوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن