الفصل الخامس والعشرون

686 96 108
                                    

لطفاً.. صوّت للفصل قبل البدء بالقراءة..⭐️

مررت من جانب رفاقي والغضب يحتدم في صدري.. بحركة واحدة من يدي جعلتُ الأعمدة النارية تخمد وتتلاشى.. لكن عيناي ظلّت مرتكزة على الأرض.. حيث كانت ليال تبحث عن همام بجزعٍ كبير.. سمعتُ شهقات من الحشد.. ثم سؤال هيلانة الذي تردد في الارجاء:

- من الذي أخمد النار؟

كل ما كان يُسمع هو همهمات حائرة.. وقفتُ في المنطقة التي كانت تبحث فيها ليال.. ثم أغمضتُ عينَي لثوانٍ أبحث عن همام تحت الأرض.. عن طاقته التي لا بدّ أن أشعر بها.. كان الأمر صعباً.. لأن طاقته كانت على وشك الاختفاء.. همام كان يحتضر..
فتحتُ كفّي وأمرتُ الأرض بأن ترفعه لي.. وما هي إلا ثانية وإذا بي أسمع صرخة ليال المتلهفة.. فتحتُ عيني وسرتُ إلى حيث ارتمت ليال عليه وهي تحاول ايقاظه.. أما أنا فوقفتُ عند رأسه وفتحتُ كفّي لأخرج كل ذرّة من التراب من جوفه..
سمعتُ هتاف هيلانة:

- أوار! احبسيهم في النار مجدداً ريثما أعرف الخائن بيننا!

لم تجد أوار الفرصة لذلك وقد اعتلت الدهشة على الطلاب وسمعتُ بعضهم يهمس باسم كيران.. التفتُ إلى الخلف ورأيته يتقدم مروراً برفاقي ويقصدني.. لم أره يوماً منزعجاً بهذا الشكل.. هتفت به هيلانة:

- لقد أعفيتك عن القتال بشرط أن تبقى بعيداً! ما الذي تفعله هنا ومن سمح لك بإخماد النار؟!

تجاهلها ووقف بجانبي ليقول بخفوت:

- دعي أمر همام لي.

همستُ بامتنان:

- شكراً.. لقد أخرجتُ التراب من جوفه.

جلس عنده وقال: 

- أحسنتِ عملاً.

استدرت وعدتُ أدراجي إلى رفاقي الذين لم يستعيدوا ثباتهم بعد.. لكن ساعد ظهور كيران على صمودهم والتظاهر بالثبات على الأقل.. وقفتُ أمامهم أواجه هيلانة وحشدها الضخم.. لكن سبقني بيبرس بالتحدث وهو يبتسم بحقارة:

- هذه عادة الضعفاء.. يتشبثون بأملٍ مزيف حتى آخر لحظة.. ولا يستوعبون حقيقة أنهم مهزومون لا محال.

نظرتُ إليه باستحقار.. لكنه لم يكن هدفي لذا عاودتُ تجاهله وقلتُ مخاطبةً الجميع:

- لم آتي وبنيَتي القتال.. بل أتيت للتوصل لحلٍ سلمي.. يمكننا العيش على أرضهم دون أن نؤذهم.. كما عشنا طوال هذه السنين..

قالت هيلانة باستهزاء:

- هذا لأنهم لم يكتشفوا حقيقتكِ بعد.. لكن حالما يكتشفون ما نستطيع فعله سيكون السلاح هو المتحدث الوحيد بإسمهم.

فغرتُ فاهي لأردّ عليها لكن قاطعني أحدهم  وقد بدأ التحدث بلغة غريبة.. التفتت جميع الأنظار نحو المتحدث.. ظهر من جانب الحشد وهو يسير بخطوات  ثابتة ومعالم جامدة.. جيوم.. ما الذي يقوله؟.. تأملتُ وجوه الغرباء ولاحظتُ تركيزهم مع كلماته.. واصل تقدّمه نحوي حتى وقف بجانبي وقال لي بهدوء:

جامعة نايلوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن