الفصل الرابع والعشرون

618 97 68
                                    

لطفاً.. صوّت للفصل قبل البدء بالقراءة..⭐️


تقدمتُ بأعضاءٍ متصلبة.. وتبعني رفاقي.. سأعترف بأن جزءاً مني أراد العودة إلى السفينة والفرار بعيداً.. لكن السفينة لن تعيدني.. فهي من أتت بي إلى منصة الاعدام.. ثم لو أظهرتُ تزعزع عزيمتي على من سيعتمد رفاقي؟.. من أين سيستمدون شجاعتهم وثباتهم؟..

ـ سالي..

التفتُ إلى ليال باستغراب بعد أن همست باسم سالي بالقرب مني.. سألتها بخفوت:

ـ ما بها؟

نظرت إليّ بوجهٍ شاحب وقالت:

ـ أتكون هي من فضحت أمرنا؟

تسارع نبضي وأنا أسألها:

ـ هل أخبرتها عن خطّتنا؟

قالت وهي تبتلع ريقها:

ـ لقد.. لقد رأيتها مرّتين وهي تتنصت على باب غرفتكما.. هل تكون.. قد سمعت شيئاً عن الخطة؟

شعرتُ بغليان الدماء في جسدي وأنا أسألها:

ـ لمَ لم تخبريني بالأمر من قبل؟

بدا وكأنها على وشك البكاء وهي تقول:

ـ لم.. أرد أن تسيئي الظن بها أكثر.. 

تباً.. كم اشتهيتُ توبيخها ولومها على لطفها المبالغ به.. فها نحن في أعداد الموتى بفضل تصرفها.. عدتُ بنظري إلى الحشد.. وبحثتُ عن سالي حتى رأيتها تقف بين خنساء وفتاة أخرى.. ثم لاحظتُ الاربتاك على معالمها حالما التقت أعيننا.. وسرعان ما أشاحت بهما.. إذن هي الخائنة.. لكن.. أين جيوم؟.. إن لم يكن هو الخائن فلمَ لا يقف بين صفوفهم الآن؟.. نطقت هيلانة أخيراً:

ـ يبدو أنكِ لم تستوعبي الأمر بعد.. حسبتِ أنكِ خارقة الذكاء حتى أوقعكِ غروركِ في مأزق.. وأوقع هؤلاء المساكين معك.

تجاهلتها لأنظر في وجوه الغرباء.. عدد الكبار يتجاوز العشرة.. والآخرون ما هم إلا طلّاب في أعمار مختلفة.. ثم استوعبتُ الأمر.. إنهما المجموعتين الأخرتين.. لقد قال جيوم بأن ثلاث مركبات دخلت الأرض.. واستقرّت كل مركبة في بقعة مختلفة.. هل استدعتهم هيلانة؟.. هل نخيفها للحدّ الذي يتطلب استدعائهم؟.. قلتُ بجفاء:

ـ أرى بأننا نخيفكِ رغم عددنا المتواضع.. وإلا لمَ قد تستدعين الدعم من كل هؤلاء؟

لم يخفى عليّ انزعاجها حين أجابت:

ـ مخطئة إن كنتِ تظنين بأن مثلكِ يخيفني.. لكن جلبتهم ليشهدوا على خيانة أبناء نايلو.. وليعتبر الباقون من فعلتكم الحمقاء.

أبناء نايلو.. لمَ لا أرى استغراباً على وجه أحد؟.. هل أطلعتهم على الحقائق في العطلة؟.. هل.. كانت تخطط لكل شيء قبل العطلة حتى؟.. هل بقيَ الجميع في الجزيرة بأمرٍ منها؟.. كم أشعر بالسذاجة لعدم شكّي بالأمر.. تحدثت هيلانة فجأة مع الغرباء.. ولكن بلغة غريبة لم أفقه منها حرفاً.. أهي لغة نايلو؟.. إذن كيف سأخاطب الجميع؟.. كيف سأوصل رسالتي وأحاول اقناعهم بحلٍّ سلمي إن لم يكن أحدهم يفهمني؟.. الوضع يزداد سوءاً مع كل دقيقة.. قلتُ وأنا أرفض الاستسلام:

جامعة نايلوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن